ما هي أسباب حساسية الجلد في الصيف؟

يتطلُّع الناس إلى الطقس الأكثر دفئاً خلال فصل الصيف، لكنّ درجات الحرارة المرتفعة أو التعرّض لأشعة الشمس قد يضرّ البشرة، وقد يؤدي إلى ظهور طَفَح جلدي.

يمكن أن يكون الطفح الجلدي أكثر شيوعاً في الطقس الحارّ والرطب، وخاصة الطفح الجلدي الحراري، لذا إذا كنتَ تعاني أنت أو طفلك من طفحٍ جلدي في هذا الوقت من العام فقد يكون هناك عدد من الأسباب المختلفة.

أسباب حساسية الجلد في الصيف

سنتعرّف في هذا المقال على أهمّ مسبِّبات الحساسية في فصل الصيف الناتجة عن التغيُّرات المناخية من الحرارة والرطوبة، وأشعة الشمس، وغيرها من الأسباب المرتبطة بدرجات الحرارة العالية، مقارنة بغيرها من فصول السنة، وكيفية التعامل معها، أو علاجها.

1. الطَفَح الجلدي الحراري

يُعدّ الطَفح الحراري من أكثر أنواع الطفَح الجلدي شيوعاً خلال الأشهر الأكثر دفئاً، ويحدث نتيجة انسداد الغُدد العَرَقية في الجلد، ويعجز العَرَق عن التبخّر عن سطح الجلد، أو يمكن أن يكون نتيجة للعَرَق الزائد بسبب ارتفاع درجة الحرارة أو النشاط البدني، وهذا يؤدي إلى ظهور نتوءات حمراء أو إحساس بالحكّة في الجلد.

يتشكّل الطفح الجلدي الناتج عن الحرارة عادة في الأماكن التي يتجمَّع فيها العَرَق مثل:

• تحت الإبطَين.
• الظهر.
• تحت الثديَيْن.
• الصدر.
• العنق.
• الفخذ.
• الركبتَيْن.
• الخصر.

كيفية علاج الطَفَح الحراري

في حين أن الطفح الحراري يمكن أن يكون مثيراً للحكّة وغير مريح، فإن الحفاظ على الجلد بارداً يمكن أن يخفِّف من الأعراض، وعادة ما يختفي الطَفَح الجلدي من تلقاء نفسه في غضون 3-4 أيام.

ومع ذلك، إذا أُصِبْتَ أنت أو طفلك بحمّى أو قشعريرة، أو أصبح الطَفح الجلدي مؤلماً، فمن الجيّد استشارة طبيبك العام أو الصيدلي.

2. الحساسية الضوئية

يعاني بعض الأشخاص من ردّ فعل شديد عند تعرّض الجلد لأشعة الشمس بسبب الحساسية للضوء، وهناك العديد من الأمراض الجلدية المختلفة التي يمكن أن تُسبِّب هذه التفاعلات، على سبيل المثال أمراض المناعة الذاتية كمرض الذئبة.

بالإضافة إلى أن بعض منتجات العناية بالبشرة قد تجعلك أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الجلدية عند التعرّض للشمس، مثل بعض الكريمات المضادّة للشيخوخة، أو علاج حَبّ الشباب بنزويل بيروكسيد.

إحدى المِيزات الرئيسية التي تساعد طبيب الأمراض الجلدية على معرفة سبب الحساسية للضوء هي المدة التي تبدأ فيها مشكلة الجلد بعد التعرّض لأشعة الشمس، فإذا شعرْتَ بألم أو حكّة في غضون ثوانٍ أو دقائق من التعرّض للشمس فقد يكون ردّ الفعل ناتجاً عن الأدوية، أما إذا ظهر طفح جلدي مثير للحكّة في غضون ساعات أو أيام فقد يكون ذلك بسبب حالات نادرة، مثل الذئبة أو الأكزيما الحسّاسة للضوء، أو الحكّة الشعاعية (حالة الجلد الالتهابية المزمنة).

إذا كنْتَ تعاني من حالة جلدية تشتدّ عند التعرّض للشمس فننصح بمزيد من الحذر، مثل ارتداء ملابس قطنية فضفاضة، والبحث عن أماكن الظل، وتجنُّب التعرّض المباشر لأشعة الشمس، واستشِرْ الصيدلي أو الطبيب حول المنتجات المناسِبة للعناية بالبشرة.

3. ردود فعل لِلَدْغَات الحشرات

تُسبِّب معظم لسعات الحشرات أو لدغاتها التهابًا حول مكان اللَّدغة، ويمكن أن تُسبِّب حكةً واحمرارًا، فمع انتشار الحشرات بشكل أكبر في أشهر الصيف، يمكن أن تكون لدغات الحشرات سببًا شائعًا للطفح الجلدي في فصل الصيف، ويمكن التعامل عادة مع هذا النوع من التفاعل بسهولة في المنزل، على الرغم من أنه قد يكون غير مريح.

كيفية علاج لَدغة الحشرات

حافِظْ على نظافة المنطقة المصابة، وَضَعْ قطعة قماش باردة أو كيسَ ثلج لتقليل التورّم. قد ترغب أيضاً في استشارة الصيدلي عن الكريمات التي تساعد في الحدّ من الأعراض وتعزيز الشفاء، وإذا ظهر على جلدك بثرة فتجنَّبْ تقشيرها، لأنه قد يؤدّي إلى حدوث التهاب.

اللّدغات عادة ما تكون مُزعجة، ولكنها غير ضارة، لكنْ إذا كنتَ قلقاً فاستشِرْ الصيدلي، ويجب عليك أيضاً التماس الرعاية الطبّية إذا تعرضْتَ لِلَسْعٍ في منطقة حسّاسة، مثل المنطقة القريبة من العين، كما يجب طلب المشورة إذا حدث التهاب أو تورّم في مكان اللَّدْغة.

ردود الفعل التحسّسيّة لِلَدغات الحشرات

قد يعاني بعض الأفراد من ردّ فعل تحسّسي تجاه لدغات الحشرات، وأشدّ أنواع هذه الحساسية هي الحساسية المُفرِطة، وغالباً ما تَنْتُج من لدغة النحلة أو الدبّور، والتي يمكن أن تكون مهدِّدة للحياة.

إذا بدأتَ أنتَ أو طفلك في الشعور بتورّم زائد في الوجه أو الحلق، أو شعرتَ بالدوار، أو عانَيتَ من أي مشكلات في التنفس، أو فقدْتَ الوعي، فيجب اللجوء إلى قسم الطوارئ.

وإذا كنت تعرف أنّك تعاني من ردّ فعل تحسّسي تجاه لدغة إحدى الحشرات فيجب تجنّبها، ويجب أيضاً أن تَحمِل حاقناً آلياً للأدرينالين لعلاج نفسك بمجرد تعرّضك للَّسْع، وتأكَّد من أنك والآخرين على دراية بالخطوات التي يجب اتخاذها في حالة الطوارئ.

في حين أنه قد يكون من الصعب تجنّب الحشرات خلال أشهر الصيف، فإنّ طارِد الحشرات قد يساعد في منع اللدغات.

4. الحساسية وتفاعلات النباتات

إذا كنتَ تعاني من حساسية تجاه حبوب اللقاح، فقد تعاني من أعراض الحساسية مثل حمّى القش، ولكن يمكن أن تؤثِّر هذه الحساسية أيضاً على البشرة، مما يؤدي إلى ظهور طفح جلدي في الصيف.

إذا كنتَ تعاني من الحساسية، فتأكَّد من تناول الدواء الموصوف، وإذا أُصِبتَ بتهيّج الجلد أو أعراض حمّى القش لأول مرة فاستشِرْ الصيدلي.

بالإضافة إلى ذلك، فإن بعض النباتات -كاللّبلاب السامّ والبلّوط السامّ- يمكن أن تجعل الجلد أكثر حساسية لأشعة الشمس، وأن تُسبِّب احمراراً وتورماً وظهور بثور. لذا، فإننا ننصح بلبس القفّازات الخاصة بالبستنة، وتجنّب الاتّصال بأيِّ مُسبِّبات حساسية معروفة، لتقليل حدوث تفاعلات الحساسية.

هل الشمس جيّدة للأكزيما والصدفية؟

إذا كنتَ تعاني أنت أو طفلك بالفعل من الأكزيما أو الصدفية، فالخبر السارّ أن ضوء الشمس يمكن أن يساعد في كثير من الأحيان في تحسين الحالة، فقد وجد الأطباء أن كثيرًا من حالات الالتهاب الشائعة مثل الأكزيما والصدفية يمكن أن تتلاشى عند التعرض لأشعة الشمس. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي ارتفاع درجة الحرارة أو التعرّض الزائد للشمس إلى ظهور الأكزيما أو الصدفية غالباً بسبب التعرّق الزائد، بالإضافة إلى ذلك قد تَتسبّب بعض واقيات الشمس في حدوث تفاعل في البشرة الحساسة.

بناء على ذلك، إذا كنتَ تعاني أنتَ أو طفلك من مرض جلدي التهابي، فاستمتِعْ بالهواء الطلْق، ولكنْ حاوِلْ الحدّ من التعرّض المباشر لأشعة الشمس، واستشِرْ الصيدلي عن أفضل واقي شمس مناسب لنوع بشرتك.

المصادر:

https://www.healthdirect.gov.au/summer-skin-rashes

https://patient.info/news-and-features/common-causes-of-summer-rashes