الجرب لتعذيب الأسرى الفلسطينيين ، هكذا بدا الخبر الذي كشف عنه نادي الأسير الفلسطيني بعد أن صرح أن مصلحة السجون الإسرائيلية بدأت تستخدم مرض الجرب لتعذيب الأسرى في المعتقلات، فقد ظهر الجرب كأحد أهم المشكلات الصحية التي تؤثر على السجناء وآثاره على أجسادهم بعد إطلاق سراحهم، وذلك نظراً لسوء الاهتمام في نظافة الأسرى الشخصية، وإهمال الظروف الصحية التي يواجهونها، وعدم توفير أدى مقومات النظافة أو الأدوات الصحية، وعدم السماح لهم بالاستحمام أو استخدام الماء لفترات طويلة، وعدم تقديم الملابس النظيفة.
كما وضح نادي الأسير الفلسطيني في بيان له أن مصلحة السجون تستخدم الجرب لتعذيب الأسرى الفلسطينيين ومضايقتهم، وتحرمهم من العلاج والحرمان من العلاج الطبي، وقد تحوَّل هذا تلقائياً على مدى عقود إلى أداة انتهاك، كما نقل نادي الأسير عن أسير فلسطيني أطلق سراحه من سجن رامون قائلاً: "إن إدارة السجون صنفت قسمه على أنه زومبي بسبب آثار الجرب على أجسادهم"، وبحسب قول مجموعة من السجناء الذين تم إجراء لقاء معهم، فإن غالبية الأسرى المفرَج عنهم يعانون من مشكلات صحية من بينها مشكلات مزمنة تتطلب رعاية صحية.
وقد كشفت الصور حدوث تغير واضح في مظهر السجناء بعد الإفراج عنهم بسبب ما تعرضوا لها من إجراءات ممنهجَة يرتكبها الاحتلال بحق السجناء، وتحديداً الجرائم الطبية والتجويع، إلى جانب أساليب التعذيب الأساسية الأخرى، ولم ينج الأطفال من الخضوع لهذه الأساليب غير الإنسانية وغير الأخلاقية، إذ يعاني الأطفال الأسرى أيضاً من حالات صحية سيئة جراء استخدام الاحتلال الجرب لتعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون ومن ضمنهم الأطفال.
استخدام الجرب لتعذيب الأسرى الفلسطينيين في السجون
يتم استخدام مرض الجرب في السجون كأداة تعذيب ممنهَجة، فقد أبلغت سلطات سجون الاحتلال الإسرائيلي في سجني رامون ونفحة عن إلغاء زيارات الأسرى بحجة فرض الحجر الصحي بسبب انتشار مرض الجرب بين النزلاء، ولكن اتضح بعد ذلك أن هذا من إجراءات التعذيب الممنهج والتنكيل بالأسرى، والتي تعد أحد جوانب الإبادة الجماعية المستمرة ضد أهالي غزة، وشددت المنظمات الحقوقية إلى أن السجون الإسرائيلية استخدَمت مرض الجرب كأداة تعذيب للسجناء من خلال حرمانهم من العلاج وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع انتشار المرض.
والذي زاد من تفاقم الوضع بين الأسرى هو عدم توفر منتجات النظافة الشخصية الكافية، وانخفاض إمدادات الماء، ومحدودية وقت الاستحمام للسجناء، ومصادرة ملابس السجناء، وعدم السماح لهم بتغيير ملابس لفترات طويلة، إذ يعتمد معظم السجناء على مجموعة واحدة من الملابس، ويضطرون إلى غسلها وارتدائها وهي مبللة.
انتشار مرض الجرب في غزة
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة فرضت السلطات الاسرائيلية حصاراً مشدداً على القطاع، ومنعت دخول منتجات النظافة الشخصية إليه، مما أدى إلى انتشار العديد من الأمراض الجلدية المختلفة، أحدها مرض الجرب، ومن الأمراض الأخرى التي شوهد انتشارها أيضاً خاصة بين الأطفال الجدري المائي والطفح الجلدي. وبسبب غياب النظام الصحي نظراً لاستهداف المستشفيات بشكل متكرر، فقد تم إنشاء مراكز صحية صغيرة مؤقتة ومتواضعة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من هذه الأمراض.
وبسبب تزايد عدد السكان في الخيم وتدمير البنية التحتية ونظام الصرف الصحي، فقد وصلت مياه الصرف الصحي إلى المخيمات، وأصبحت راكدة بين خيام النازحين، مما أدى إلى زيادة انتشار هذه الأمراض بين الفلسطينيين في القطاع، كما أن مياه الصرف الصحي المتدفقة بين الخيم أدت إلى زيادة انتشار الحشرات، بالإضافة إلى درجة الحرارة العالية خلال فصل الصيف، والعيش في خيام لا تحمي من شمس أو حرارة، قد أدت إلى زيادة الإصابات بالحروق الجلدية والإصابة بالجرب.