ما لا تعرفه عن العامل الخامس لايدين (Factor V Leiden)

العامل الخامس لايدين (Factor V Leiden) هو اضطراب في عملية تخثر الدم يزيد من خطر الإصابة بجلطات دموية غير طبيعية. ويعدّ من أكثر اضطرابات تخثر الدم الوراثية شيوعًا، والذي ينتشر في بعض العائلات.

يعاني الأشخاص المصابون بالعامل الخامس لايدين من حدوث طفرة في مورثة (جين) عامل التخثر الخامس (F5). يتحكم جين F5 في إنتاج بروتين يسمى العامل الخامس، والذي يساعد على تجلط الدم عند الحاجة (مثلما يحدث بعد أي إصابة أو جرح). فتُغيّر طفرة العامل الخامس لايدين بنيةَ هذا البروتين. ويؤدي هذا التغيير إلى مقاومةفعالية البروتينات الأخرى التي تمنع التخثر المفرط، فيتجلط دمك بسهولة أكبر مما ينبغي، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.

كيف يؤثر العامل الخامس لايدين على الجسم؟

يجعلك العامل الخامس لايدين أكثر عرضة للإصابة بما يلي:

1. تجلط الأوردة العميقة (DVT): هو تكوين جلطات دموية في الأوردة العميقة في ساقيك أو ذراعيك. ويمكن أن تتكون جلطات الدم في أوردة الكبد أو الكلى أو المخ أو الأمعاء في بعض الحالات النادرة. ويرتبط العامل الخامس لايدين ارتباطًا وثيقًا بتجلط الأوردة العميقة. فقد وجد أن نسبة 1 من كل 5 أشخاص أصيبوا بجلطات الأوردة العميقة لأول مرة هم من الذين يعانون من اضطراب العامل الخامس لايدين.
2. الانصمام الرئوي (PE): هو حدوث جلطة دموية تنتقل عبر مجرى الدم إلى إحدى رئتيك. لا يرتبط العامل الخامس لايدين بقوة بالـ PE كما هو الحال مع الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، لكنه لا يزال يزيد من مخاطر إصابتك.
3. من المهم أن تعرف أن الأشخاص الذين يعانون من العامل الخامس لايدن لن يصابوا بالضرورة بجلطات الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي. ولكن الغالبية العظمى (9 من 10) لا يصابون أبدًا بجلطات دموية غير طبيعية. ومع ذلك، فإن الاضطراب يزيد من مخاطر إصابتك مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون من هذا الاضطراب.

إذا كنت تعاني من هذا الاضطراب، فقد تواجه:

• تجلط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي قبل سن الخمسين.
• نوبات متكررة من تجلط الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي.
• تجلط الدم في الأوردة الأقل شيوعًا، مثل تلك الموجودة في الكبد أو الدماغ.
• تجلط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي أثناء الحمل أو بعده بفترة وجيزة.
• تجلط الأوردة العميقة والانصمام الرئوي بعد وقت قصير من بدء حبوب منع الحمل أو العلاج الهرموني.

لا يزيد العامل الخامس لايدن من خطر الإصابة بالنوبات القلبية أو السكتات الدماغية، أو من حدوث الجلطات الدموية في شرايين ساقيك.

ما مدى شيوع اضطراب العامل الخامس لايدين؟

يختلف انتشار العامل الخامس لايدين حسب العرق. وهو أكثر شيوعًا بين الأشخاص ذوي البشرة البيضاء في الولايات المتحدة وأوروبا. يؤثر هذا الاضطراب في الولايات المتحدة على:

• حوالي 1 من 20 شخصًا من البيض.
• ما يصل إلى 1 من كل 50 شخصًا من السود أو من أصل إسباني أو أمريكي أصلي.
• أقل من 1 من كل 100 شخص من أصل آسيوي.

ما عوامل الخطر بالإصابة باضطراب العامل الخامس لايدين؟

أنت معرض لخطر الإصابة بالعامل الخامس لايدن إذا كان أحد والديك يحمل نسخة من جين F5 المتحور. وإذا كنت تعاني من هذا الاضطراب فقد لا تصاب بجلطة دموية أبدًا. ولكن بعض العوامل تزيد من خطر الإصابة بالجلطات. وتشمل هذه:

• الإصابة باضطرابات وراثية أخرى في تخثر الدم.
• الخضوع لعملية جراحية.
• الحمل والولادة.
• أخذ العلاجات التي تحتوي على هرمون الأستروجين.

لذلك عليك التحدث إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بك عن خطر الإصابة بجلطات الدم، وما الاحتياطات التي يجب عليك اتخاذها.

ما أعراض العامل الخامس لايدين؟

لا تسبب طفرة العامل الخامس لايدن عادة أي أعراض. وقد وجد أن معظم الأشخاص الذين يرثونها لا يصابون أبدًا بجلطات دموية غير طبيعية، وقد لا يعرفون أبدًا أنهم مصابون بهذا الاضطراب. ويمكن أن يكون لديك تاريخ عائلي من تجلط الأوردة العميقة (DVT)، أو الصمامة الرئوية (PE)، ولكن لا تتطور أبدًا.

ومع ذلك، فإن بعض الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قد يصابون بجلطات الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي. لذلك، من المهم معرفة الأعراض حتى تتمكن من طلب رعاية طبية فورية.

تشمل أعراض تجلط الأوردة العميقة ((DVT ما يلي:

• تورمًا في ساقك أو ذراعك، والذي قد يظهر فجأة، وقد تشعر أيضًا بالدفء عند لمس جلد الساقين.
• ألمًا في ساقك أو ذراعك عند الوقوف أو التحرك، خاصة في "بطة الساق".
• ألمًا في البطن أو الخاصرة (إذا أثرت الجلطات الدموية على أوردة بطنك).
• صداعًا حادًا ومفاجئًا أو حدوث نوبات إغماء (إذا أثرت جلطات الدم على الأوردة في دماغك).

وتشمل أعراض الانسداد الرئوي (PE) ما يلي:

• ضيقًا مفاجئًا في التنفس.
• ألمًا حادًا في الصدر يزداد سوءًا عندما تأخذ نفسًا عميقًا أو تسعل أو تعطس، وقد تشعر بألم في ذراعك أو كتفك أو رقبتك أو فكك.
• السعال المصحوب بدم.
• الصفير.
• سرعة ضربات القلب (عدم انتظام دقات القلب).
• الشعور بالقلق.
• الشعور بالدوخة أو الإغماء.

كيف يتم تشخيص اضطراب العامل الخامس لايدين؟

تعدّ الفحوصات المخبرية (فحوصات الدم) حجر الأساس لتشخيص هذا الاضطراب. فقد يشك الطبيب في إصابتك بالعامل الخامس لايدين إذا كان لديك تاريخ من الجلطات الدموية الوريدية المتكررة. وقد يشتبه أيضًا في ذلك إذا كان لدى فرد أو أكثر من أفراد عائلتك تاريخ حدوث جلطات الدم. وتشمل الفحوصات المخبرية:

• اختبار الدم للبروتين المنشط C: يعرف باسم (APC). يتحقق اختبار فحص عامل التخثر هذا مما إذا كان دمك لديه مقاومة للبروتين المنشط C. وهو البروتين الذي يمنع العامل الخامس من زيادة سرعة التخثر. حوالي 9 من كل 10 أشخاص الذين يكون دمهم مقاومًا للبروتين C لديهم طفرة العامل الخامس لايدن.
• الاختبار الجيني: إذا كان دمك مقاومًا للبروتين C، فسيطلب الطبيب إجراء اختبار جيني لفحص جين F5 الخاص بك بحثًا عن طفرة العامل الخامس لايدين. ويطلب الطبيب هذا الاختبار أحيانًا دون طلب إجراء فحص دم APC أولاً.

قد لا يكون مجرد وجود تاريخ عائلي من جلطات الدم سببًا كافيًا لإجراء هذه الاختبارات. لذلك، سينصحك طبيبك بشأن ما إذا كنت بحاجة للاختبار، وكذلك بشأن إيجابيات وسلبيات الاختبار.

كيف يُعالج اضطراب العامل الخامس لايدين؟

لا يوجد علاج محدد لطفرة العامل الخامس لايدين، ولكن عندما يتم تشخيص إصابة الشخص بتجلط الأوردة العميقة الحاد (DVT)، أو الصمامة الرئوية (PE)، فإن العلاج بمضادات التخثر (مميعات الدم) سيكون ضروريًا، ويجب أن يبدأ في أقرب وقت ممكن.

أما الأشخاص الذين يعرفون أن لديهم العامل الخامس لايدين ولكن لم يصابوا بجلطات دموية من قبل، فلا يتعين عليهم أخذ أي أدوية مميعة للدم. ولكن من المهم أن يستشير هؤلاء الأفراد أطباءهم عما يجب أن يكونوا على دراية به، وما يمكنهم فعله لتقليل مخاطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة، أو الانصمام الرئوي.

 تتضمن بعض المشكلات التي يمكن بحثها مع طبيبك ما يلي:

• تدابير فعالة للسيطرة على عوامل الخطر الأخرى للإصابة بجلطات الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي، مثل: الإقلاع عن التدخين، وتخفيض الوزن، واتباع نمط حياة أكثر نشاطًا.
• الحاجة إلى ارتداء جوارب ضغط مرنة أثناء الرحلات الطويلة، خاصة الرحلات الجوية.
• تجنب المشروبات التي تحتوي على الكحول أثناء الرحلات الطويلة.
• الاستشارة الطبية قبل تناول حبوب منع الحمل، وقبل الحمل.

ما المضاعفات الأخرى المرتبطة بالعامل الخامس لايدين (FVL)؟

إضافة إلى زيادة خطر الإصابة بجلطات الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي، قد يزيد العامل الخامس لايدن من خطر الإجهاض، أو مضاعفات الحمل الأخرى، مثل تسمم الحمل، وانفصال المشيمة (عندما تنفصل المشيمة مبكرًا عن جدار الرحم)، أو أن ينمو الجنين بشكل أبطأ من المعتاد. ومن المرجح أن تحدث حالات الإجهاض المرتبطة بالعامل الخامس لايدين في وقت متأخر من الحمل (بعد الأشهر الثلاثة الأولى).

ولكن نظرًا لوجود العديد من عوامل الخطر المرتبطة بتطور مضاعفات الحمل تلك، فلا يزال هناك جدل وعدم يقين بشأن مدى كون طفرة العامل الخامس لايدين سببًا أو مجرد عامل مساعد يساهم في حدوث هذه المضاعفات مع الحمل.

هل يمكن منع حدوث اضطراب العامل الخامس لايدين؟

لا يمكنك منع اضطراب العامل الخامس لايدين، لأنه مرض وراثي. فلا توجد حاليًا أي علاجات وراثية جينية يمكن أن تمنع شخصًا من وراثة جين F5 المتحور، ربما ما عدا تجنب زواج الأقارب.

وختامًا..

عليك العلم بأن اضطراب العامل الخامس لايدين لا يؤثر على متوسط العمر المتوقع لدى معظم الناس، فحتى لو أصبت بجلطة دموية، فإن العلاج الفوري يمكن أن يمنع حدوث المضاعفات.

لذلك، من المهم استشارة طبيبك بشأن أي مخاوف لديك تتعلق بمتوسط العمر المتوقع، أو المضاعفات المستقبلية التي قد تكون معرضًا لها.

المصادر:

1- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/17896-factor-v-leiden

2- https://medlineplus.gov/genetics/condition/factor-v-leiden-thrombophilia/