أعراض تخثر الأوردة العميقة
تتكون الجلطة الوريدية العميقة عادة في أوردة الساقين أو الذراعين، ولا يعاني ما يصل إلى 30% من الأشخاص المصابين بالجلطة الوريدية العميقة من أي أعراض، ولكن الأعراض تكون خفيفة للغاية في بعض الأحيان، وقد لا تثير القلق، ويمكن أن تتضمن علامات وأعراض الخثار الوريدي العميق ما يلي:
- تورم في الساق المصابة، وفي حالات نادرة، قد يكون هناك تورم في كلتا الساقين (ويحدث هذا فجأة في بعض الأحيان).
- ألم في الساق، يبدأ الألم في بطن الساق وقد تشعر بشد عضلي (وقد يحدث فقط عند الوقوف أو المشي).
- احمرار الجلد أو تغير لونه.
- قد تكون الأوردة القريبة من سطح الجلد بارزة أكبر من المعتاد مثل الدوالي.
- ألم في البطن أو الخاصرة (ويحدث هذا العرَض عندما تؤثر الجلطة الدموية على الأوردة العميقة في الحوض أو داخل البطن).
- صداع شديد عادة ما يحدث فجأة أو على شكل نوبات (عندما تؤثر الجلطة الدموية على أوردة الدماغ).
- لا يعرف بعض الأشخاص أنهم مصابون بالجلطة الوريدية حتى تنتقل الجلطة من الساق أو الذراع إلى الرئة، وتتضمن العلامات التحذيرية للإصابة بالانصمام الرئوي ما يلي:
- ظهور مفاجئ غير مبرر لضيق في التنفس.
- ألم في الصدر أو الشعور بعدم الراحة يتفاقم عندما تأخذ نفسًا عميقًا أو أثناء السعال.
- الشعور بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.
- تسارع نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم.
- خروج الدم مع السعال.
الأشخاص الأكثر عرضة لتخثر الأوردة العميقة
يحدث تخثر الأوردة العميقة بسبب جلطة دموية، وتعمل الجلطة على سد أحد الأوردة، وذلك يمنع سريان الدم بشكل طبيعي في الجسم، ويمكن أن يكون هناك أشخاص أكثر عرضة للإصابة بتخثر الأوردة العميقة مثل الذين لديهم:
- اضطراب تجلط الدم الوراثي.
- حالة البقاء في الفراش لفترات طويلة، مثلما هو الحال أثناء الإقامة الطويلة في المستشفى أو عند الإصابة بالشلل.
- الإصابة أو الجراحة في الأوردة.
- الحمل.
- حبوب منع الحمل أو العلاج بالهرمونات البديلة.
- زيادة الوزن أو السمنة.
- التدخين.
- السرطان.
- فشل القلب.
- أمراض الأمعاء الالتهابية.
- التاريخ الشخصي أو العائلي للإصابة بالخثار الوريدي العميق أو الانصمام الرئوي.
- الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، على الرغم من إمكانية حدوث الإصابة في أي عمر.
- الجلوس لفترات طويلة من الوقت، مثلما يحدث أثناء القيادة أو السفر الطويل في الطائرة.
مضاعفات تخثر الأوردة العميقة
من أخطر مضاعفات تخثر الأوردة العميقة هو الانسداد الرئوي في حال انتقلت الجلطة إلى الرئة وسببت انسداد أحد الأوعية الدموية فيها، وهذا يمكن أن يسبب أضرارًا خطيرة في الرئتين وفي أجزاء الجسم الأخرى، وتشمل مضاعفات تخثر الأوردة العميقة ما يلي:
-
الانصمام الرئوي
يحدث الانصمام الرئوي عند انسداد أحد الأوعية الدموية في رئتيك بسبب جلطة دموية (خثرة) تنتقل إلى الرئتين من عضو آخر في الجسم، وعادة ما يكون في الساق، ويمكن أن يكون الانصمام الدموي مميتاً. لذلك، فإنه من المهم أن تكون على دراية بعلامات وأعراض الانصمام الرئوي، وتلتمس الرعاية الطبية حال حدوثها. تتضمن علامات وأعراض الانصمام الرئوي ما يلي:
- ظهور مفاجئ غير مبرر لضيق في التنفس.
- ألم في الصدر أو الشعور بعدم الراحة يتفاقم عندما تأخذ نفساً عميقاً أو أثناء السعال.
- الشعور بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.
- تسارع نبضات القلب وانخفاض ضغط الدم.
- خروج الدم مع السعال.
-
المتلازمة التالية لالتهاب الوريد
من بين المضاعفات الشائعة التي قد تحدث بعد التخثر حالة مرَضية تُعرف بالمتلازمة التالية لالتهاب الوريد، كما يطلق عليها اسم متلازمة ما بعد الجلطة، وتُستخدم هذه المتلازمة لوصف مجموعة من العلامات والأعراض تتضمن ما يلي:
- التورم في الساقين (الوذمة).
- ألم الساق.
- تغير لون الجلد في الساق المصابة.
- تقرحات الجلد في الساق المصابة.
وتحدث هذه المتلازمة بسبب تلف في الأوردة نتيجة الجلطة الدموية؛ إذ يقلل هذا التلف من تدفق الدم في المناطق المصابة، وقد لا تحدث أعراض المتلازمة التالية لالتهاب الوريد إلا بعد أعوام من الإصابة بالخثار الوريدي العميق.
تشخيص تخثر الأوردة العميقة
سيسألك الطبيب مجموعة من الأسئلة تتعلق بالأعراض التي تعاني منها، وستخضع للفحص الجسدي كي يتمكن الطبيب من فحص أي مناطق بها تورم أو ألم أو تغير في لون الجلد، واعتماداً على الكيفية التي من المرجح أنها سبب الجلطة الدموية، قد يقترح الطبيب إجراء المزيد من الاختبارات التي تتضمن التصوير بالموجات فوق الصوتية واختبار الدم لقياس مستوى مادة مذيبة للتجلط تسمى دي دايمر في الدم.
وقد يتم تصوير الوريد، عن طريق حقنه بصبغة خاصة في القدم أو الكاحل، ومن خلال إجراء الأشعة السينية يتم إنشاء صورة للأوردة في الساقين والقدمين للبحث عن الجلطات، كما يمكن للفحص بالأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي معاً أن يوفرا صوراً مرئية للأوردة، وقد يُظهران ما إذا كنت تعاني من جلطة أم لا، وفي بعض الأحيان، يتم اكتشاف الجلطة عند إجراء هذه الأشعة لأسباب أخرى.
علاج تخثر الأوردة العميقة
يهدف العلاج إلى منع تضخم الجلطة وانتشارها، بالإضافة إلى منع تحرر الجلطة بحيث لا تسبب الإصابة بالانصمام الرئوي، وبعد ذلك، يصبح الهدف تقليل احتمال الإصابة بالتخثر الوريدي مرة أخرى، وتشتمل الخيارات العلاجية للخثار الوريدي العميق ما يلي:
-
أدوية سيولة الدم
تتضمن الأدوية التي تستخدم في علاج الخثار الوريدي العميق استخدام مضادات التجلط، وتعرف أيضاً في بعض الأحيان باسم أدوية سيولة الدم، حينما يكون ذلك ممكناً، وهذه العقاقير تقلل من قدرة الدم على التجلط. وعلى الرغم من أن هذه العقاقير لا تعمل على إذابة جلطات الدم الموجودة، فإنه يمكنها منع جلطات الدم من التضخم وتقليل خطر حدوث جلطات إضافية.
وعادةً ما يتم حقن دواء الهيبارين لترقيق الدم لبضعة أيام، سواء بالحقن العادي أو بالتسريب، وبعد بدء حقن الهيبارين، قد يُتبع ذلك استخدام أدوية سيولة الدم عن طريق الحقن، مثل إنكسابارين (لوفينوكس) أو الدَّالتيبارين (فراجمين) أو الفوندابارينوكس (أريكسترا)، وهناك أدوية أخرى لترقيق الدم متوفرة في شكل أقراص، مثل وارفارين (كومادين، وجانتوفين) أو ريفاروكسابان (زاريلتو) كذلك، قد توفر أدوية ترقيق الدم الأحدث خيارات إضافية.
وقد تحتاج لتناول أدوية سيولة الدم لمدة ثلاثة أشهر أو أكثر. إذا وصف لك الطبيب أي دواء من أدوية سيولة الدم هذه، فمن المهم للغاية أن تتناول الدواء تماماً كما وصفه لك الطبيب، وقد يكون لأدوية سيولة الدم آثار جانبية خطيرة إذا تم تناولها بكميات أكثر من اللازم أو أقل من اللازم، وقد تحتاج لاختبارات دم دورية لفحص الوقت الذي يستغرقه الدم في التجلط، وينبغي للسيدات الحوامل تجنب تناول بعض الأنواع من أدوية سيولة الدم خاصة دواء الوارفرين إلا تحت إشراف الطبيب.
-
علاج الجلطات
إذا كنت تعاني من حالة أكثر خطورة من تخثر الأوردة العميقة أو الانصمام الرئوي، أو كنت لا تستجيب للأدوية الأخرى، فقد يصف لك الطبيب أدوية مختلفة، وهناك مجموعة من الأدوية تُعرف باسم أدوية إذابة التخثر، وتُعطى هذه العقاقير، التي يطلق عليها منشطات مولد البلازمين النسيجي (TPA)، من خلال التسريب الوريدي لتفتيت الجلطات الدموية، أو قد تُعطى من خلال قسطرة توضع مباشرة على المنطقة المصابة بالجلطة، وقد تسبب هذه العقاقير نزيفًا حادًا، وتستخدم عموماً في الحالات التي تهدد الحياة فقط، ولهذه الأسباب، تُعطى هذه الأدوية فقط في جناح العناية المركزة بالمستشفى.
-
الفيلتر الصناعي
إذا لم يكن بإمكانك تناول أدوية سيولة الدم، فقد يتم إدخال فيلتر معدني أو بلاستيكي إلى أحد الأوردة الكبيرة، وهو الوريد الأجوف السفلي في البطن. يمنع فيلتر الوريد الأجوف السفلي انتقال الجلطات المتحررة من الساقين والفخذين والحوض إلى رئتيك، وبالتالي يمنع هذا الفيلتر حدوث الصمامة الرئوية في المرضى المصابين بتخثر الأوردة العميقة في الطرفين السفليين أو في الحوض. يتم وضع الفيلتر بدلالة التصوير بالأشعة.
-
الجوارب الضاغطة
تساعد هذه الجوارب في تقليل حدوث التورم المصاحب للخثار الوريدي العميق، ويتم ارتداء هذه الجوارب في الساقين بدءاً من قدميك وصولاً حتى مستوى الركبتين عادة، ويساعد هذا الضغط في تقليل تجمع الدم وتجلطه في الساقين، ويجب عليك ارتداء هذه الجوارب على مدار اليوم لمدة عامين أو ثلاثة على الأقل إذا كان ذلك ممكناً، كذلك يمكن للجوارب الضاغطة أن تساعد في منع المتلازمة التالية لالتهاب الوريد العميق المزمن.
-
الجراحة
قد يقترح الطبيب إجراء عملية جراحية لإزالة الجلطة الوريدية العميقة في الذراع أو الساق، وفي الغالب يلجأ الأطباء للعملية الجراحية في حال وجود جلطات دموية كبيرة جداً أو وجود الجلطات التي تسبب مضاعفات خطيرة، وعند إجراء عملية إزالة الخثرة جراحياً يقوم الطبيب بعمل شق في الوعاء الدموي ويحدد مكان الجلطة ويقوم بإزالتها، ثم يقوم بإصلاح الأوعية الدموية والأنسجة المتضررة.
وفي بعض الحالات قد يستخدم الطبيب بالوناً منفوخاً لإبقاء الأوعية الدموية مفتوحة أثناء إزالة الجلطة، وبعد إزالة الجلطة يتم إزالة البالون معها، وهذه الجراحة لا تخلو من المخاطر، لذا يوصي بها الأطباء فقط في الحالات الشديدة، وتشمل هذه المخاطر:
- العدوى.
- تلف الأوعية الدموية.
- النزيف الشديد.
الأسئلة الشائعة
هل يستطيع مريض جلطة الساق المشي؟
تعتبر ممارسة المشي مفضلة للمرضى الذين يعانون من جلطة وريدية مستقرة، وقد يساعد المشي في تخفيف حدة الأعراض، كما لا يؤدي التدريب على التمارين الرياضية إلى زيادة الأعراض، بل قد يساعد في منع وتحسين متلازمة ما بعد الجلطة المزمنة.
ماذا يأكل مريض جلطة الساق؟
ينصح بتناول الأطعمة النباتية بشكل أساسي، ومنها الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والبقوليات، واستبدال الزبدة بالدهون الصحية مثل زيت الزيتون وزيت الكانولا، واستخدام الأعشاب والتوابل بدلاً من الملح لنكهة الطعام، وتقليل تناول اللحوم الحمراء بحيث لا يزيد عن بضع مرات في الشهر.
هل جلطة الساق خطيرة؟
الخثار الوريدي العميق هو جلطة دموية تحدث غالباً في الساق، وإذا لم يتم اكتشافها وعلاجها فقد تكون خطيرة، إذ يمكن أن تتحرك من الساق إلى الأعضاء الحيوية الأخرى، وأهمها الرئتين، وتسبب انسداداً في الأوعية الدموية الرئيسية، والذي قد يكون مهدداً للحياة.
نصيحة من موقع صحتك
يعتبر تخثر الأوردة العميقة من الحالات الخطيرة المهددة للحياة، وقد يكون من الصعب في معظم الأحيان تشخيص هذه الحالة، لأن العديد من الحالات المصابة بها قد لا تعاني من أي أعراض، ولا تظهر عليهم أي علامات، وفي حال عدم ظهور أعراض قد يجعل ذلك المريض معرَّضاً للمضاعفات المهددة للحياة. لذا من الضروري معرفة عوامل الخطر، وذكر أي أعراض مع الطبيب على الفور ليصف لك العلاجات والأدوية المناسبة لعلاج الحالة، ويعد التحرك بشكل منتظم وارتداء الجوارب الضاغطة واتباع نظام غذائي صحي ومتوازن من الطرق الرئيسية لتقليل احتمال الإصابة بالخثار الدموي العميق.