قلة الشهية عند الرضع المفطومين.. كيف نتعامل معها؟

قلة الشهية عند الرضع المفطومين هي إحدى المشكلات الشائعة جدًا التي تدفع الأمهات للشكوى والتردد لعيادات الأطباء، بل وقد تجعلهنَّ يستبدلنَ طبيب الطفل لأنها غير مقتنعة بالأسباب.. فما السبب وراءها؟

قلة الشهية عند الرضع المفطومين

مما لا شك فيه أن كل أم تولي اهتمامًا كبيرًا للرضاعة الطبيعية لصغارها، وعلى الرغم من أن الرضاعة الطبيعية مهمة صعبة، فإن الأمهات يعلمنَ أن الأطفال سيواجهون صعوبات عند الانتقال من الرضاعة الطبيعية لطريقة أخرى في تناول الطعام.

في بعض الأحيان، يتوقف الأطفال عن تناول حليب الثدي بسبب مشكلات صحية لدى الأم أو الطفل، ولا تستطيع الأم إرضاع طفلها عندما تتناول بعض الأدوية. ومع ذلك، في بعض الأحيان يمكن للأطفال التوقف عن حليب الثدي من تلقاء أنفسهم أيضًا.

يعد الانتقال من الرضاعة الطبيعية إلى الأطعمة الأخرى بطريقة مخطط لها أمرًا مهمًا لتجنب الإضرار بنظام الطفل الغذائي، ومع ذلك، فإن الأمور لا تسير دائمًا كما هو مخطط لها. في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال الذين يتوقفون عن الرضاعة الطبيعية من مشكلات فقدان الشهية التي سنتكلم عنها في هذا المقال مع تقديم أفصل النصائح لتجاوز هذه المشكلات.

اقرأ أيضاً

كيف تتجنب الحساسيّة الغذائيّة عند الأطفال الرضع؟

قلة الشهية عند الرضع المفطومين.. أهم الأسباب 

الخطوة الأولى في التعامل مع مشكلة قلة الشهية عند الرضع المفطومين يجب أن تكون معرفة سبب المشكلة، وغالبًا ما يكون وراء قلة الشهية عند الرضع المفطومين أحد الأسباب الآتية:

1. الشعور بالمرض

ليس من السهل منع الأطفال من استخدام فمه لاستكشاف العالم، ونتيجة لذلك، فإن ألسنتهم تلامس الكثير من البكتيريا والفيروسات الموجودة حولهم، وهم يلمسون كل شيء، وما بين مص أصابعهم وتطور جهاز المناعة لديهم، يكون الأطفال عرضة لأمراض الطفولة الشائعة، مثل التهابات الجهاز التنفسي العلوي، والتهاب اللوزتين، والتهابات الأذن، والتهاب الحلق. ومثل البالغين، من المؤكد ألا يرغب الطفل المريض بتناول الطعام، كما يمكن أن تؤدي التهابات الأذن والتهاب الحلق إلى جعل ابتلاع الطعام مؤلمًا.

2. التسنين

من الشائع أن يفقد الأطفال شهيتهم أثناء مرحلة التسنين، حين تكون اللثة ملتهبة ومؤلمة، مما يجعل الطفل يشعر بعدم الراحة أو حتى بالألم عند وضع أي طعام في فمه.

3. بعد التطعيم

تسبب بعض لقاحات الأطفال ردود فعل طفيفة، بما في ذلك الخمول والحمى الخفيفة وآلام الجسم وفقدان الشهية المؤقت الذي يختفي من تلقاء نفسه بسرعة.

4. الإمساك

ليس من السهل دائمًا جعل طفل صغير مهتمًا بتناول الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والمكسرات والبذور، وقد يسبب عدم تناول هذه العناصر حدوث الإمساك، والذي بدوره يجعل الطفل يشعر بالامتلاء وألم البطن، وبالتالي يفقد شهيته.

5. النفور الفموي

من الشائع أن يرفض الأطفال الطعام عند الانتقال من الزجاجة أو الثدي إلى المواد الصلبة، أو من الثدي إلى الزجاجة، ويمكن أن يكون أيضًا نفورًا فمويًا نتيجة تغير الملمس أو الطعم، وفي بعض الأحيان، يكون لدى الأطفال نفور من مادة أو لون معين. ويعد النفور الفموي أكثر شيوعًا عند الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.

6. حساسية الطعام أو عدم تحمله

لا تسبب الحساسية الغذائية وعدم تحمل الطعام فقدان الشهية فحسب، بل قد يعاني طفلك من آلام البطن والمغص والنفخة والتجشوء.

7. قد لا يكون جائعًا

ربما لم يفقد طفلك شهيته، لكنه يشعر بالشبع من الوجبة الأخيرة أو الوجبة الخفيفة. يمكن أن يؤدي تناول الأطعمة المفضلة عند الفطام، مثل المقرمشات وغيرها من الأطعمة التي تؤكل بالأصابع، إلى ملء بطون الأطفال الصغيرة دون أن يدرك الآباء ذلك. وبعض الوجبات التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف أو الدهون أو البروتين تكون مشبِعة، لذلك قد يشعر الأطفال بالشبع لفترة أطول من المعتاد اعتمادًا على ما أكلوه آخر مرة.

اقرأ أيضاً

علاجات الإمساك في الرضع والأطفال الصغار

قلة الشهية عند الرضع المفطومين.. نصائح لزيادة الشهية

1. تقديم الأطعمة المفضلة لديه

قم بشراء الأشياء التي تعرف أن طفلك يحبها، سواء كانت معكرونة وجبنة مخبوزة، أو سلطة فواكه. خطط للوجبات التي عادة ما يسعد طفلك بها.

2. تحديد أوقات منتظمة لتناول الطعام

وهذا يشمل كلًا من الوجبات الخفيفة والوجبات الأساسية. تأكد من تناولهم ثلاث وجبات أساسية وثلاث وجبات خفيفة على فترات منتظمة، وتأكد من أن الوجبات الخفيفة ليست قريبة جدًا من أوقات الوجبات الأساسية. 

3. عدم تقديم خيارات بديلة

قد تسعى إلى أن تقدم له شيئًا آخر عندما لا يريد تناول ما قمت بإعداده، ولكن إذا قمت بذلك في كل وجبة، فلن يكون لديه حافز لتناول ما هو موجود أمامه مباشرة، لكن إذا رأى أنه قد يضطر إلى النوم جائعًا، فقد يبدو العشاء الذي تقدمه فجأة أكثر شهية بالنسبة له.

4. تشجيع النشاط البدني

الأطفال يحبون اللعب، سواء الجري، أو القفز، أو الرقص، أو السباحة، ولهذا فإن هذه الحركة ستزيد في النهاية من شهيتهم، ويرجع ذلك إلى العدد الكبير من السعرات الحرارية التي تحرقها هذه الأنشطة. إذا كان طفلك يستخدم كرسيًا متحركًا، فابحث عن الأنشطة المصممة خصيصًا له.

5. تناول وجبات الطعام على مائدة العشاء

شجع جميع أفراد الأسرة على الجلوس معًا في أوقات الوجبات، فهو يوضح لهم أنه قد حان الوقت لتناول الطعام بالنسبة للجميع، ويعزز عادات الأكل المعقولة، كما أنه يضمن وقتًا وتواصلًا عائليًا منتظمًا. اجعل الأمر ممتعًا لهم من خلال السماح لهم باختيار طبقهم وكوبهم ومقعدهم، والاستماع إلى ما سيقولونه.

6. الابتعاد عن عوامل التشتيت

من المغري السماح لأطفالك باللعب بالحاسوب اللوحي، أو مشاهدة التلفزيون، أو إحضار ألعابهم معهم إلى طاولة العشاء، أو إذا كانت لديهم دمية محشوة لا يمكنهم العيش بدونها، فليحتفظوا بها بجانبهم، لكن الأنواع الأخرى من المُشتِّتات ستصرف تركيزهم عن وجبتهم. دعهم يعرفون أنهم إذا أرادوا العودة إلى النشاط الذي كانوا يقومون به، فإنه يتعين عليهم تناول الطعام أولاً، ويجب الالتزام بالقاعدة.

7. لا تطعم الأطفال بالقوة أو تضغط عليهم لتناول الطعام

يمكن أن يكون للتغذية القسرية تأثير معاكس لما كان مقصودًا، ويمكن أن تبدو الوجبات وكأنها عقاب عندما يجبر الآباء أطفالهم على تناول الطعام، وقد يفقدون شهيتهم. اسمح للأطفال بإطعام أنفسهم بمجرد أن يتمكنوا من ذلك، بمجرد أن يتمكن الطفل من الإمساك بالملعقة ويصبح جاهزًا لتناول الأطعمة الصلبة دون مساعدة، فمن الأفضل التوقف عن تقديم الطعام لهم بالملعقة.

8. راقب الوجبات الخفيفة والمشروبات أيضًا

في حين أن الأطفال الصغار قد يفقدون الاهتمام بالوجبات إذا كانوا يتناولون الوجبات الخفيفة طوال اليوم، فإن شرب الكثير من الحليب والعصير يمكن أن يؤثر أيضًا على الشهية. قلل كمية الحليب إلى 16 أونصة سائلة يوميًا، وفكر في تقديم الفواكه الناعمة الكاملة المهروسة أو المفرومة بدلاً من عصائر الفاكهة.

9. تقديم الأطعمة التي تساعد في تخفيف ألم التسنين

لا يحتاج الأبوين إلى أن نخبرهم أن التسنين يكون مؤلمًا لهم أيضًا، خصوصًا إذا بقوا مستيقظين طوال الليل لتهدئة طفل يبكي في مرحلة التسنين. يمكن للوالدين المساعدة في تخفيف آلام التسنين عن طريق صنع مثلجات من الحليب الاصطناعي أو حليب الثدي، واستخدام حلقات التسنين بالإضافة إلى تقديم الأطعمة التي تكون أكثر سهولة في تناولها.

في بعض الأحيان يكون من الأسهل على الأطفال تناول الأطعمة اللينة مثل الزبادي وعصير التفاح عندما تكون اللثة مؤلمة، وتعمل الأطعمة الباردة أيضًا على تهدئة اللثة المتورمة والمؤلمة، وقد تساعد الأطعمة الصلبة أيضًا في تخفيف الألم. على سبيل المثال، فإن مضغ أو عض الأطعمة الصلبة أو حلقات التسنين يخفف الضغط الناتج عن تخلل السن عبر اللثة.

10. راقب طفلك دائمًا

بعد تحديد سبب فقدان الشهية وحل مشكلته، فإنّ الخطوة التالية هي متابعة تطور الطفل. هناك رسوم بيانية للطول والوزن المثالي لطفلك، وبمساعدة هذه المخططات يمكن متابعة نمو الطفل. تحقق أيضًا من حفاضات الطفل لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة في نظام طرح الفضلات.

بعد الانتهاء من كل هذه الخطوات، إذا لم تتمكن من العثور على سبب وجيه لفقدان شهية طفلك، نصيحتنا هي الاتصال بطبيبك وطلب المساعدة. تذكر أنه من خلال مراقبة طفلك واتخاذ الخطوات الصحيحة، يمكنك بسهولة التغلب على مشكلة فقدان الشهية.

اقرأ أيضاً

تغذية الطفل الرضيع بأفضل الطرق مع قدرية العوضي

قلة الشهية عند الرضع المفطومين.. متى تستشير الطبيب؟

اتصل بطبيب الأطفال إذا كان طفلك يعاني من أي من الأعراض الآتية، بالإضافة إلى عدم الرغبة في تناول الطعام:

• انخفاض في النشاط.
• التهيج.
• البكاء المتكرر.
• وجع البطن.
• علامات رد الفعل التحسسي، مثل تورم الوجه، والطفح الجلدي، و/أو ضيق التنفس.

حتى لو لم يكن طفلك يعاني من أي علامات للمرض أو الاكتئاب، تحدث مع الطبيب إذا رفض طفلك تناول أي شيء لعدة أيام. يمكن أن يساعدك أخصائي الرعاية الصحية في معرفة ما إذا كانت المشكلة تتعلق بحالة طبية طارئة أو بشيء يمكن إصلاحه بسهولة أكبر، مثل النفور من بعض أنواع الطعام.

تواصل مع طبيب الأطفال للحصول على إرشادات إذا كنت قلقًا من أن قلة الشهية عند الرضع المفطومين مرتبطة بسبب جسدي أو سلوكي. أخصائيو تغذية الأطفال، وأخصائيو التغذية، وأخصائيو أمراض النطق واللغة لدى الأطفال هم متخصصون صحيون آخرون في هذا المجال ويمكنهم المساعدة.

يمكن أن يعاني الأطفال من الجفاف بسرعة كبيرة، وحتى الخسارة البسيطة في وزن الجسم يمكن أن تكون كبيرة بالنسبة لأجسامهم الصغيرة.

هذه بعض العلامات التي تشير إلى أن قلة الشهية عند الرضع المفطومين قد تكون أكثر خطورة، ولا يجب عليك الانتظار للاتصال بطبيب الأطفال:

• الاشتباه في وجود اضطراب في التغذية (النفور عن طريق الفم).
• التراجع عن منحني النمو الطبيعي أو المعاناة من فقدان الوزن.
• السبات العميق أو يبدو أنه يتألم.
• فقدان الشهية مع القيء والإسهال.
• علامات الجفاف.
• ارتفاع في درجة الحرارة أو الشعور بالمرض الشديد، خاصة لأكثر من يومين.
• إذا لم يأكل الطفل على الإطلاق لأكثر من يومين.

قلة الشهية عند الرضع المفطومين.. الخلاصة

من الطبيعي تمامًا أن تتقلب شهية الطفل، حاولي ألا تقارني شهية طفلك مع طفل آخر أو بالطريقة التي يأكل بها طفلك قبل بضعة أشهر. وطالما أن الأطفال نشيطون، ويستهلكون نفس العدد من الحفاضات، ويبدو أنهم راضون وسعيدون، وينمون على طول منحنى نموهم الطبيعي، فإن فقدان الشهية المؤقت هذا لا يشكل عادة مصدر قلق. إذا استمر فقدان شهية طفلك لأكثر من بضعة أيام أو كنت قلقة، فتحدثي إلى طبيب الأطفال للحصول على مزيد من التوجيه.