في اليوم العالمي لسرطان الأطفال ما هي أنواع السرطان التي تصيب الأطفال؟ أطفالنا هم قرة أعيننا، والبسمة على شفاهنا، هم أمل المستقبل ونوره. ولكن تشاء قدرة الله في بعض الأحيان أن يصيب السرطان الأطفال، وبرغم أن إصابتهم بالسرطان ليست أمرًا شائعًا، فإنها عندما تحدث، تغير حياة الطفل المصاب، ووالديه ومقدمي الرعاية له.
وبفضل العلاجات الحديثة المصممة خصيصًا لعلاج أنواع سرطان الأطفال المختلفة، تمكّن الأطباء من علاج أكثر من 80% من الأطفال والمراهقين، وبقائهم على قيد الحياة بعد خمس سنوات من تشخيص إصابتهم بالسرطان.
وبمناسبة اليوم العالمي لسرطان الأطفال الذي يوافق اليوم الرابع من فبراير، سنلقي الضوء في هذا المقال على أنواع السرطان المختلفة التي تصيب الأطفال وطرق علاجها.
في اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. ما أكثر أنواع السرطان شيوعًا في الأطفال؟
تختلف أنواع السرطان التي تحدث غالبًا عند الأطفال عن تلك التي تظهر عند البالغين، إذ تتضمن أكثر أنواع السرطان شيوعاً عند الأطفال ما يلي:
- سرطان الدم.
- أورام المخ والحبل الشوكي.
- الورم الأرومي العصبي (Neuroblastoma).
- ورم ويلمز (Wilms Tumor).
- سرطان الغدد الليمفاوية، بما في ذلك هودجكين وغير هودجكين.
- ساركومة عضلية مخططة Rhabdomyosarcoma.
- ورم أرومي الشبكي (Retinoblastoma).
- سرطان العظام، بما في ذلك الساركوما العظمية وساركوما إيوينج Ewing Sarcoma.
1. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. سرطان الدم في الأطفال (اللوكيميا)
يُعتبر سرطان الدم أو اللوكيميا هو السرطان الأكثر شيوعًا بين الأطفال والمراهقين، إذ يمثل 28% من جميع أنواع السرطان التي تصيب الأطفال. ووُجد أن معظم حالات سرطان الدم لدى الأطفال هي سرطان الدم الليمفاوي الحاد (ALL)، وقد تظهر أيضًا بعض حالات سرطان الدم النخاعي الحاد (AML).
ويُعَد سرطان الدم المزمن نادرًا عند الأطفال، ويمكن أن تسبب سرطانات الدم آلامًا في العظام والمفاصل، والضَّعف، وشحوب الجلد، والنزيف أو الكدمات، والحمّى، وفقدان الوزن، وأعراضًا أخرى. ويمكن أن تتطور حالات سرطان الدم الحادة بسرعة، لذا فهي تحتاج إلى العلاج (عادةً بالعلاج الكيميائي) بمجرد تشخيصها.
2. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. أورام المخ والنخاع الشوكي
تُعَد أورام الدماغ والحبل الشوكي ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا لدى الأطفال، إذ تشكل نحو 26٪ من سرطانات الأطفال. هناك أنواع عديدة من أورام الدماغ والحبل الشوكي، ويختلف العلاج والتوقعات لكل منها.
تبدأ معظم أورام الدماغ عند الأطفال في الأجزاء السفلية من الدماغ، مثل المخيخ أو جذع المخ، وقد تسبب الصداع والغثيان والقيء، وعدم وضوح الرؤية أو ازدواجها، والدوخة والنوبات وصعوبة المشي، وأعراضًا أخرى.
تُعتبر أورام النخاع الشوكي أقل شيوعًا من أورام الدماغ لدى الأطفال والبالغين.
3. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. الورم الأرومي العصبي Neuroblastoma
يبدأ الورم الأرومي العصبي في الأشكال المبكرة من الخلايا العصبية الموجودة في الجنين أو الجنين النامي، ويمثل نحو 6% من حالات سرطان الأطفال. يتطور هذا النوع من السرطان عند الرضع والأطفال الصغار، بينما يندر عند الأطفال الأكبر من 10 سنوات.
يمكن أن يبدأ الورم في أي مكان، لكنه يبدأ عادةً في البطن، حيث يلاحَظ على شكل تورم، ويمكن أن يسبب أيضًا أعراضًا أخرى، مثل آلام العظام والحمى.
4. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. سرطان ويلمز
يبدأ ورم ويلمز (المعروف أيضًا باسم الورم الأرومي الكلوي) في إحدى الكليتين، أو نادرًا في كلتيهما. يصيب الأطفالَ الذين تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 4 سنوات، وهو غير شائع عند الأطفال الأكبر سنًا والبالغين.
يمكن أن يظهر على شكل تورم أو كتلة في البطن، وقد يعاني الطفل من أعراض أخرى، مثل الحمى أو الألم أو الغثيان أو ضَعف الشهية، ويمثل ورم ويلمز نحو 5% من حالات سرطان الأطفال.
5. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. سرطان الغدد الليمفاوية
تبدأ هذه السرطانات غالبًا في العقد الليمفاوية أو في الأنسجة الليمفاوية الأخرى، مثل اللوزتين أو الغدة الصعترية، ويمكن أن تؤثر أيضًا على نخاع العظم والأعضاء الأخرى. تعتمد الأعراض على مكان بدء السرطان، ويمكن أن تشمل فقدان الوزن والحمّى والتعرق، والشعور الدائم بالتعب وتضخم العقد الليمفاوية تحت الجلد في الرقبة أو الإبط أو الفخذ.
وهناك نوعان رئيسيان من سرطان الغدد الليمفاوية، هما سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين، ويُسمى أحيانًا مرض هودجكين، وسرطان الغدد الليمفاوية غير هودجكين، ويحدث كلا النوعين عند الأطفال والبالغين.
يمثل سرطان الغدد الليمفاوية هودجكين نحو 3٪ من سرطانات الأطفال، وهو نادر عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات. هذا النوع من السرطان متشابه جدًا عند الأطفال والبالغين، بما في ذلك أنواع العلاج التي تعمل بشكل أفضل.
تشكل ليمفوما غير هودجكين نحو 5% من سرطانات الأطفال، وغالبًا ما يحدث هذا المرض عند الأطفال الأصغر سنًا مقارنةً بليمفوما هودجكين، لكنه ما يزال نادرًا عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 3 سنوات.
تختلف الأنواع الأكثر شيوعًا من ليمفوما غير هودجكين عند الأطفال عن تلك الموجودة عند البالغين، وغالبًا ما تنمو هذه السرطانات بسرعة وتتطلب علاجًا مكثفًا، ولكنها تميل أيضًا إلى الاستجابة للعلاج بشكل أفضل من معظم الأورام اللمفاوية غير الهودجكينية لدى البالغين.
6. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. الساركوما العضلية المخططة Rhabdomyosarcoma
تبدأ الساركوما العضلية المخططة في الخلايا التي تتطور عادةً إلى عضلات هيكلية (العضلات التي نتحكم فيها لتحريك أجزاء من الجسم). يمكن أن يبدأ هذا النوع من السرطان في أي مكان تقريبًا في الجسم، بما في ذلك الرأس والرقبة والفخذ والبطن والحوض، أو في الذراع أو الساق.
قد يسبب الألمَ أو التورم (كتلة)، أو كليهما، ويعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا من ساركوما الأنسجة الرخوة لدى الأطفال، ويشكل نحو 3% من حالات سرطان الأطفال.
7. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. الورم الأرومي الشبكي Neuroblastoma
يمثل الورم الأرومي الشبكي نحو 2٪ من سرطانات الأطفال، وعادة ما يحدث عند الأطفال في عمر السنتين تقريبًا، ونادرًا ما يحدث عند الأطفال الأكبر من 6 سنوات.
وعادة ما تُشخص الأورام الأرومة الشبكية لأن أحد الوالدين أو الطبيب لاحظ أن عين الطفل تبدو غير عادية، فعندما تقوم بتسليط ضوء في عين طفل، أو تُلتَقط صورة فلاشية، فإن حدقة العين (البقعة الداكنة في وسط العين) تبدو حمراء بسبب الدم الموجود في الأوعية الموجودة في الجزء الخلفي من العين، فيبدو البؤبؤ باللون الأبيض أو الوردي في العين المصابة بالورم الأرومي الشبكي.
8. اليوم العالمي لسرطان الأطفال.. سرطان العظام
تحدث السرطانات التي تبدأ في العظام (سرطانات العظام الأولية) في أغلب الأحيان عند الأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، ولكنها يمكن أن تتطور في أي عمر، وتمثل نحو 3٪ من سرطانات الأطفال. يحدث نوعان رئيسيان من سرطانات العظام الأولية عند الأطفال:
- الساركوما العظمية: وهي الأكثر شيوعًا عند المراهقين، وعادةً ما تتطور في المناطق التي ينمو فيها العظم بسرعة، مثل التي بالقرب من نهايات عظام الساق أو الذراع، وغالبًا ما تسبب ألمًا في العظام يزداد سوءًا في الليل أو مع النشاط، كما يمكن أن تسبب تورمًا في المنطقة المحيطة بالعظم.
- ساركوما إيوينج: وهي نوع أقل شيوعًا من سرطان العظام، وغالبا ما توجد في المراهقين الصغار.
يبدأ المرض غالبًا في عظام الحوض (الورك)، أو جدار الصدر (مثل الأضلاع أو لوحَي الكتف)، أو في منتصف عظام الساق. يمكن أن تشمل الأعراض آلام العظام وتورمها.
وختامًا؛
إن التكيف مع تشخيص إصابة الطفل بالسرطان وإيجاد طرق للبقاء قوياً يمثّل تحدياً لكل فرد في الأسرة، فيجب نشر ثقافة دعم العائلات عندما يصاب الطفل بالسرطان، وتقديم النصح عن كيفية التحدث مع الأطفال حول السرطان، وإعدادهم للتغييرات التي قد يواجهونها.
وكذلك التوصل إلى طرق لمساعدة الإخوة والأخوات على التأقلم، والخطوات التي يمكن للوالدين اتخاذها عندما يحتاجون إلى الدعم، ونصائح للتعامل مع فريق الرعاية الصحية، والعمل كفريق واحد لمساعدة الطفل على مواجهته.
