يحدث ثرّ الحليب أو ثرّ اللبن (Galactorrhea) عندما يتسرب الحليب أو إفرازات تشبه الحليب من الحلمتين. وهو يختلف عن إفراز الحليب المنتظم أثناء الحمل والرضاعة. وعلى الرغم من أنه يمكن أن يؤثر على كلا الجنسين، لكنه يميل إلى الحدوث بصورة أكثر لدى النساء بين سن 20 و35. وهذه الحالة بحد ذاتها ليست مرضًا، بل قد تكون علامةً لمشكلةٍ كامنة.
* أعراض الإصابة بثر الحليب
تشمل العلامات والأعراض المصاحبة للحالة ما يلي:- تصريف الحليب بشكل متواصل أو متقطع من الحلمة ولا أثر للدم فيه.
- تصريف الحلمة يشمل العديد من القنوات اللبنية.
- تصريف الحلمة بصورة تلقائية أو بمجرد الضغط باليد.
- يحدث في أحد الثديين أو كليهما.
- انقطاع الدورة الشهرية أو عدم انتظامها.
- الصداع أو مشاكل الرؤية.
* أسباب الإصابة بثر الحليب
هناك العديد من الأسباب وراء الإصابة بثر الحليب في كلا الجنسين، وقد يكون السبب مجهولا في كثير من الأحيان، أي لا يوجد سبب واضح للإصابة، وقد تكون أنسجة الثدي أكثر حساسية لهرمونات معينة.
1- الورم البرولاكتيني
غالبًا ما ينتج ثر اللبن عن ورم برولاكتيني يتشكل في الغدة النخامية ويضغط عليها، مما يحفزها على إنتاج المزيد من البرولاكتين، وهو الهرمون المسؤول إلى حد كبير عن الإرضاع.ولدى الإناث يمكن أن يتسبب الورم البرولاكتيني أيضًا في:
- فترات نادرة أو غائبة.- انخفاض الرغبة الجنسية.
- مشاكل الخصوبة.
- نمو الشعر الزائد.
وقد يلاحظ الذكور أيضًا:
- انخفاض الرغبة الجنسية.- الضعف الجنسي لدى الرجال.
- إذا كان حجمه كبيرًا بما يكفي للضغط على الأعصاب الموجودة بالقرب من الغدة النخامية، فقد تلاحظ أيضًا صداعًا متكررًا أو تغيرات في الرؤية.
2- أورام أخرى
يمكن أن تضغط الأورام الأخرى أيضًا على ساق الغدة النخامية، حيث تتصل بمنطقة ما تحت المهاد، وهي منطقة في قاعدة دماغك. وهذا يمكن أن يوقف إنتاج الدوبامين، الدي يساعد أيضًا في الحفاظ على مستويات البرولاكتين تحت السيطرة عن طريق خفضها حسب الضرورة. وإذا كنت لا تنتج ما يكفي من الدوبامين، فقد تنتج الغدة النخامية الكثير من البرولاكتين، مما يؤدي إلى إفرازات الحلمة.3- أسباب أخرى في كلا الجنسين، وتشمل:
- قصور الغدة الدرقية، والذي يحدث عندما لا تعمل الغدة الدرقية بكامل طاقتها.- تناول بعض أدوية ارتفاع ضغط الدم، مثل ميثيل دوبا (الدوميت).
- أمراض الكلى المزمنة.
- اضطرابات الكبد مثل تليف الكبد.
- بعض أنواع سرطان الرئة.
- تناول الأدوية الأفيونية، مثل أوكسيكودون (بيركوسيت) والفنتانيل (أكتيك).
- تناول بعض مضادات الاكتئاب، مثل الباروكستين (باكسيل) أو مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، مثل سيتالوبرام (سيليكسا) باستخدام الكوكايين أو الماريجوانا.
- تناول بعض المكملات العشبية، بما في ذلك بذور الشمر أو اليانسون.
- أخذ المنشطات لأمراض الجهاز الهضمي.
- استخدام الفينوثيازين للتخلص من الطفيليات.
- لدى الإناث يؤثر تناول حبوب منع الحمل على مستويات الهرمونات المختلفة، والتي يمكن أن تسبب ثر اللبن لدى بعض الإناث.
- عند الذكور يشير قصور الغدد التناسلية الذكرية إلى انخفاض هرمون التستوستيرون. هذا هو أحد الأسباب الأكثر شيوعًا للإصابة بثر اللبن عند الذكور. كما يمكن أن يسبب التثدي الذي يؤدي إلى تضخم الثديين.
4- عند الأطفال حديثي الولادة
غالبًا ما يُلاحظ ثر اللبن عند الأطفال حديثي الولادة. ويمكن أن يكون هذا نتيجة لزيادة هرمون الإستروجين لدى الأم أثناء الحمل، فإذا دخل إلى المشيمة، يمكن أن يدخل دم الطفل قبل الولادة، ويؤدي هذا إلى تضخم الثدي وإفرازات الحلمة.* تشخيص الإصابة بثر الحليب
بعد تناول التاريخ المرضي للمريض والفحص الجسدي، والذي سيتضمن فحص الثدي والضغط عليه لاستخراج الحليب أو الإفرازات اللبنية، سيقوم الطبيب بإرسال المريض لعمل بعض الفحوص المخبرية مثل اختبار الدّم، لفحص كمية البرولاكتين في الدم واختبار الحمل، لاستبعاد الحمل أو تأكيده، فالحمل من الأسباب المحتملة لثرّ الحليب.وللحصول على صور لنسيج الصدر سيقوم الطبيب بعمل الموجات فوق الصوتية للتحقق من عدم وجود مشكلة كامنة بالثدي، أو التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، لفحص وجود ورم أو غير ذلك من أشكال الخلل في الغدة النخامية، وذلك إذا ما كشف اختبار الدم عن ارتفاع مستويات البرولاكتين.
وإذا ما اشتبه الطبيب في أن أحد الأدوية التي تتناولينها قد يكون السبب وراء ثرّ الحليب، فإنه قد يرشدك إلى التوقف عن تناول هذا الدواء لمدةٍ قصيرةٍ لتقييم هذا السبب المحتمل.
يركز علاج ثرّ الحليب في حال الحاجة إليه، على حل السّبب الكامن، وقد يعجز الطبيب في بعض الأحيان عن تحديد السبب الدقيق لهذه الحالة، وربما يوصي حينها بالعلاج في كل الأحوال إذا كان تصريف الحلمة مزعجًا أو يسبب لكِ الإحراج.
وفي مثل تلك الحالات، قد يصف لكِ الطبيب دواءً لمنع تأثيرات البرولاكتين أو الحد من كميته في جسمك؛ حيث إن الحد من مستويات البرولاكتين قد يقضي على ثرّ الحليب.
وفي مثل تلك الحالات، قد يصف لكِ الطبيب دواءً لمنع تأثيرات البرولاكتين أو الحد من كميته في جسمك؛ حيث إن الحد من مستويات البرولاكتين قد يقضي على ثرّ الحليب.
الأسباب الكامنة لثرّ الحليب | العلاج المحتمل |
---|---|
استخدام دواء معين | توقّفي عن تناول الدّواء أو عدّلي جرعته أو تحوّلي إلى دواء آخر، ولكن لا تبدئي في تغيير الدواء إلا إذا قال الطبيب إنه لا بأس من ذلك. |
قصور نشاط الغدة الدرقية (القصور الدرقي) | تناولي دواءً مثل الليفوثيروكسين لمعالجة عدم كفاية إنتاج الهرمونات من الغدة الدرقية (العلاج بإعاضة الهرمون الدرقي). |
ورم الغدة النخامية (الورم البرولاكتيني) | استخدمي دواءً لتقليص الورم أو اخضعي للجراحة بغية استئصاله. |
سبب مجهول | جرّبي دواءً لخفض مستوى البرولاكتين مثل البروموكريبتين (البارلوديل) أو الكابريجولين وكذلك للحد من تصريف الحلمة أو القضاء عليه، وتتضمن الآثار الجانبية لهذه الأدوية بصورةٍ شائعةٍ كلاً من الغثيان والدوار وآلام الرأس. |
وغالبًا ما ينتهي التصريف الحليبي المترافق مع ثر الحليب مجهول السبب من تلقاء نفسه، وخاصة إذا ما استطعتِ تجنب تحفيز الثدي أو الأسباب المحتملة للتصريف.
وللحدّ من تحفيز الثدي:
- لا تلمسي حلمتيك أثناء ممارسة الجنس.
- تجنبي إجراء فحوصات الثدي الذاتية والتلاعب بحلمتيك لأكثر من مرة واحدة شهريًا.
- احرصي على ارتداء ملابس تحد من الاحتكاك بين القماش وبين حلمتيك.
- يمكنك أيضًا استخدام ضمادات الثدي لحماية نفسك من التسرب الذي قد يسبب لك الإحراج.