وعادة ما يؤثر الألم والتلف على المفاصل في جانبي الجسم، بمعنى إذا أصيب مفصل في إحدى ذراعيك أو ساقيك، فمن المحتمل أن يتأثر نفس المفصل في الذراع أو الساق الأخرى أيضًا. هذه إحدى الطرق التي يميز بها الأطباء التهاب المفاصل الروماتويدي عن أشكال التهاب المفاصل الأخرى، مثل الفصال العظمي.
- ألم وسخونة بالمفاصل وتورم.
- التيبس الصباحي الذي قد يستمر لساعات.
- بروز كتل صلبة من النسيج تحت الجلد على ذراعيك (العُقيدات الروماتويدية).
- الشعور بالتعب والحمى ونقص الوزن.
وقد تختلف علامات الالتهاب وأعراضه في الشدة، وربما تظهر وتختفي، وتتناوب فترات زيادة نشاط المرض، التي تسمى الهيجان، مع فترات الهدوء النسبي، عندما يتلاشى أو يختفي التورم والألم. وبمرور الوقت، يمكن أن يسبب التهاب المفاصل الروماتويدي تشوه المفاصل.
* هل يوجد سبب معروف لالتهاب المفاصل الروماتويدي؟
يحدث التهاب المفاصل الروماتويدي عندما يهاجم الجهاز المناعي بطانة الأغشية المحيطة بالمفاصل، ويزداد سُمك البطانة نتيجة الالتهاب الناتج؛ مما يمكن أن يؤدي في النهاية إلى تدمير الغضاريف والعظام الموجودة داخل المفصل. وتضعف الأوتار والأربطة التي تربط المفاصل معًا وتتمدد، كما يفقد المفصل شكله وارتصافه تدريجيًا.
ولا يعرف الأطباء ما الذي يسبب هذه العملية، مع أن العنصر الوراثي يبدو مرجحًا، ففي حين أن الجينات لا تسبب في الواقع التهاب المفاصل الروماتويدي، فإنها يمكن أن تجعلك أكثر عرضة للعوامل البيئية مثل العدوى بأنواع معينة من الفيروسات والبكتيريا التي قد تحفز الإصابة بالمرض.
* مضاعفات التهاب المفاصل الروماتويدي
- هشاشة العظام، نتيجة الأدوية المستخدمة في علاجه.
- متلازمة النفق الرسغي، إذا كان موضع الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في الرسغين، فإن الالتهاب يمكن أن يضغط على العصب الموصل بمعظم أجزاء يديك وأصابعك.
- يزيد التهاب المفاصل الروماتويدي من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وانسدادها، وكذلك التهاب الكيس المحيط بالقلب.
- يزيد خطر الإصابة بالتهاب وندوب الأنسجة الرئوية الذي يمكن أن يؤدي إلى تفاقم شدة ضيق التنفس لدى المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي.
* طرق تشخيص وعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي
قد يكون من الصعب تشخيص الإصابة بالتهاب المفاصل الروماتويدي في مراحله المبكرة، لأن العلامات والأعراض المبكرة تتشابه مع علامات وأعراض أمراض أخرى كثيرة. وللعلم، لا يوجد اختبار دم أو نتائج جسدية لتأكيد التشخيص.
- أثناء الفحص الجسدي، سيفحص الطبيب المفاصل للتحقق من التورم والاحمرار والسخونة، كما سيفحص الطبيب المنعكسات وقوة العضلات.
- ارتفاع معدل الترسيب، والذي بدوره يشير إلى وجود التهاب في الجسم، وتبحث اختبارات الدم الشائعة الأخرى عن عامل الروماتويد.
- إجراء التصوير بالأشعة السينية، للمساعدة في تتبع تقدم التهاب المفاصل الروماتويدي في مفاصلك بمرور الوقت.
وبالنسبة للعلاج...
لا يوجد علاج شافٍ، ولكن يمكن أن تقلل الأدوية من الالتهاب لتخفيف الألم ومنع أو إبطاء تلف المفاصل، ويمكن أن يرشدك العلاج الطبيعي والمهني إلى كيفية حماية مفاصلك، وفي حالة تعرض المفاصل للتلف الشديد نتيجة الالتهاب، فقد يلزم إجراء عملية جراحية.
أولا: الأدوية
- مضادات الالتهاب اللاستيرويدية
يمكن أن تساعد مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID) في تخفيف الألم وتقليل الالتهاب، وتشمل مضادات الالتهاب اللاستيرويدية التي تصرف بدون وصفة طبية كلاً من إيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي) والصوديوم نابروكسين (أليف). أما مضادات الالتهاب اللاستيرويدية الأكثر قوة فإنها تكون بوصفة طبية، وقد تتضمن الآثار الجانبية الشعور بطنين في الأذنين وتهيج المعدة ومشكلات في القلب، وتلف الكبد والكلى.
- الستيرويدات
تعمل أدوية الستيرويدات القشرية، مثل بريدينزون، على الحد من الالتهاب والشعور بالألم وتبطئ تلف المفاصل، وقد تشمل الآثار الجانبية ترقق العظام وزيادة الوزن والإصابة بداء السكري. وغالبًا ما يصف الأطباء الستيرويدات القشرية للتخفيف من الأعراض الحادة، وذلك بهدف تقليل الأدوية تدريجيًا.
- مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض (DMARD)
يمكن لهذه الأدوية إبطاء تفاقم التهاب المفاصل الروماتويدي ووقاية المفاصل والأنسجة الأخرى من التلف الدائم، وتشمل مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض الشائعة كلاً من ميثوتريكسات (تريكسال)، وليفلونومايد (أرافا)، وهيدروكسي كلوركين (بلاكوينيل)، وسلفاسالازين (أزيفليدين). وتتباين الآثار الجانبية لهذه الأدوية، لكنها قد تشمل تلف الكبد وكبت النخاع العظمي والالتهابات الحادة في الرئتين.
- العقاقير البيولوجية
وتُعرف هذه العقاقير أيضًا باسم معدلات الاستجابة البيولوجية، كما تشمل هذه الفئة الجديدة من مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض كلاً من أباتاسيبت (أورانشيا)، وأداليموماب (هيوميرا)، والأَناكينرا (كاينيرت)، وسيرتوليزوماب (سيميزيا)، وايتانرسيبت (انبريل)، وغوليموماب (سيمبوني)، وإينفليكسيماب (ريميكاد)، وريتوكسيماب (ريتوكسان) وتوكليزماب (أكتيمرا).
ويمكن أن تستهدف هذه العقاقير أجزاء من الجهاز المناعي الذي يحفز الالتهاب المسبب لتلف المفاصل والأنسجة، ولكن تزيد هذه الأنواع من العقاقير مخاطر التعرض للعدوى. وعادةً ما تكون مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض البيولوجية أكثر فعالية عندما تقترن بمضادات الروماتيزم المعدلة للمرض غير البيولوجية، مثل الميثوتريكسات.
ثانيا: العلاج الطبيعي
قد يصف لك الطبيب العلاج الفيزيائي أو الطبيعي، وفيه معالج يمكنه تدريبك على مجموعة من التمارين الرياضية من أجل مساعدتك في الحفاظ على مرونة المفاصل، وقد يقترح المعالج أيضًا طرقًا جديدة لأداء المهام اليومية، بحيث تكون أسهل على المفاصل. فعلى سبيل المثال، إذا كانت أصابعك مصابة بالتقرح، فيمكنك التقاط شيء ما باستخدام ساعديك.
وربما تعمل الأجهزة المساعدة على تيسير تجنب الضغط على المفاصل التي تؤلمك، فعلى سبيل المثال، تساعد سكين المطبخ المجهزة بمقبض منشار في حماية مفاصل الأصابع والرسغ. ويمكن أن تساعد بعض الأدوات، مثل خطافات الأزرار، في تسهيل عملية ارتداء الملابس. ويمكن أيضًا البحث عن أفكار في الكتالوجات أو متاجر توريد الأجهزة الطبية.
ثالثا: الجراحة
إذا فشلت الأدوية في منع أو إبطاء تلف المفاصل، فربما تفكر أنت والطبيب في اللجوء للجراحة لإصلاح المفاصل التالفة. على سبيل المثال مكن إجراء جراحة لاستبدال المفصل بالكامل أو إصلاح الوتر، وقد يُوصى بدمج المفاصل جراحيًا لتثبيت المفصل أو إعادة ضبط موضعه، وكذلك لتخفيف الألم عندما لا يكون استبدال المفصل خيارًا.
* توصيات صحية
- مارس الرياضة بانتظام، لتساعد في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، كما يمكن أن تساعد في التغلب على التعب الذي قد تشعر به، ولكن استشر طبيبك قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية.
- استخدم الكمادات الدافئة أو الباردة، لتخفيف الألم وإراحة العضلات المتوترة والمؤلمة، وقد يخفف التبريد الإحساس بالألم، وللتبريد أيضًا أثر مخدر كما يقلل من تشنجات العضلات.
- ابحث عن طرق للتعامل مع الألم من خلال تقليل الضغوط التي تواجهها في حياتك، ويمكن استخدام أساليب مثل التخيّل الموجه والإلهاء واسترخاء العضلات للسيطرة على الألم.
* ما دور الطب البديل في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي؟
- الزيوت النباتية
تحتوي بذور الأخدرية ونبات لسان الثور والكشمش الأسود على نوع من الأحماض الدهنية التي قد تساعد في تخفيف ألم التهاب المفاصل الروماتويدي والتيبس الصباحي، ولكن قد تتضمن الآثار الجانبية الغثيان والإسهال والغازات، ويمكن أن تتسبب بعض الزيوت النباتية في تلف الكبد أو تتداخل مع الأدوية، لذا استشر طبيبك أولاً.
- زيت السمك
وجدت بعض الدراسات الأولية أن مكملات زيت السمك قد تقلل من آلام التهاب المفاصل الروماتويدي والتيبس، وقد تشمل الآثار الجانبية الغثيان والتجشؤ والإحساس بمذاق السمك في الفم، ويمكن أن يتداخل زيت السمك مع الأدوية، لذا استشر طبيبك أولاً.
- تاي تشي
يتضمن هذا العلاج الحركي ممارسة تدريبات غير شاقة وتدريبات إطالة، بالإضافة إلى التنفس بعمق. ويستخدم الكثيرون علاج تاي شي لتخفيف الضغوط التي يواجهونها في حياتهم، كما وجدت دراسات محدودة أن ممارسة تمارين تاي شي قد تقلل من ألم التهاب المفاصل الروماتويدي، وعندما تتم ممارسة تمارين تاي شاي تحت إشراف مدرب خبير، فإنها تكون آمنة، ولكن تجنب أداء الحركات التي تسبب ألمًا.
ولا تزال الأبحاث التي تتعلق بالمكملات الغذائية الأخرى، مثل الزنجبيل والشاي الأخضر والكركم، في مراحلها الأولى، ولكن تظهر الدراسات الأولية أنها قد تكون مفيدة في علاج التهاب المفاصل الروماتويدي.
* المصدر
Everything You Want to Know About Rheumatoid Arthritis