الإيدز هو المرحلة المتقدمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، حيث قد يصاب الشخص بالفيروس ولا تتطور الحالة للإصابة بالإيدز.
ومن علامات الإصابة بالإيدز حدوث عدوى انتهازية (وهي العدوى التي تحدث بسبب ميكروبات ضعيفة لا تؤذي الإنسان الصحيح، ولكنها تصيب ذوي المناعة الضعيفة) أو حدوث نوع نادر من السرطانات يسمى الكابوسي ساركوما (kaposi sarcoma).
وفيروس نقص المناعة البشرية يصيب الخلايا المناعية المعروفة باسم الخلايا التائية المساعدة CD4، والمسئولة عن دعم نشاط الجهاز المناعي بأكمله.
ولدى البالغين الأصحاء عمومًا عدد من الخلايا المناعية المعروفة باسم CD4، يرواح بين 500 و1600 لكل مليمتر مكعب. ويتم تشخيص أي شخص من المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية بأنه مصاب بالإيدز إذا قل عدد خلايا CD4 في جسمه عن 200 لكل مليمتر مكعب.
ويمكن أيضًا تشخيص إصابة أي شخص بمرض الإيدز إذا كان مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية وتطور بعدوى انتهازية أو سرطان نادر لدى الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.
ولا يوجد حالياً علاج شافٍ لفيروس نقص المناعة البشرية/ متلازمة العوز المناعي المكتسب (الإيدز)، ولكن تتوفر أدوية يمكنها أن تُبطئ من تقدُّم المرض بشكل كبير. ولقد أدت هذه الأدوية إلى خفض حالات الوفاة بين مرضى الإيدز في العديد من الدول المتقدمة، ولكن لا يزال فيروس نقص المناعة البشرية يفتك بالسكان في أفريقيا وهايتي وأجزاء من آسيا.
* وتختلف أعراض فيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، وذلك حسب مرحلة العدوى:
1- العدوى الأولية
تكون الأعراض شبيهة بالأنفلونزا خلال شهر أو شهرين بعد دخول الفيروس الجسم، وتتضمن العلامات والأعراض المحتمَلة ما يلي:- الحمى.
- الصداع.
- آلام في العضلات.
- الطفح الجلدي.
- الرعشة.
- التهاب الحلق.
- قرحات الفم أو الأعضاء التناسلية.
- تضخم الغدد اللمفاوية، خاصةً في الرقبة.
- ألم بالمفاصل.
- التعرق أثناء الليل.
- إسهال.
2- العدوى السريرية الكامنة
يستمر تورم العقد اللمفاوية لدى بعض الأشخاص أثناء عدوى فيروس نقص المناعة البشرية السريرية الكامنة، ومن ناحية أخرى، قد لا تظهر أي علامات أو أعراض محددة، فيظل فيروس نقص المناعة البشرية كامنًا في خلايا الدم البيضاء المصابة بالعدوى. وعادة ما تستمر العدوى السريرية الكامنة لفترة تراوح ما بين 8 و10 أعوام، ويمكث عدد قليل من الأشخاص في هذه المرحلة لفترة أطول من ذلك، بينما يتقدّم آخرون إلى المرحلة الأكثر شدة من المرض في وقت أسرع بكثير.
3- تفاقم العدوى وصولاً إلى الإصابة بالإيدز
إذا لم يتلقَ المصاب علاجًا لعدوى فيروس نقص المناعة البشرية، فعادةً ما تتفاقم حدة المرض وصولاً إلى الإصابة بالإيدز خلال 10 أعوام تقريبًا، وفي الوقت الذي يظهر فيه مرض الإيدز، يكون التلف اللاحق بالجهاز المناعي، قد وصل إلى أشد مستوياته، ما يجعلك عرضةً للإصابة بأنواع العدوى الانتهازية - وهي الأمراض التي لا يعاني منها الشخص الذي يتمتع بجهاز مناعي سليم.وتشمل علامات وأعراض بعض أنواع هذه العدوى ما يلي:
- فرط التعرق أثناء الليل.- رعشة نافضة أو حمى تتجاوز 38 درجة مائوية (100 درجة فهرنهايت)، وتستمر لعدة أسابيع.
- السعال.
- ضيق التنفس.
- الإسهال المزمن.
- بقع بيضاء دائمة أو تقرحات غير عادية على اللسان أو في الفم.
- الصداع.
- التعب الدائم غير المبرر.
- الرؤية الغائمة والمشوّشة.
- فقدان الوزن.
- الطفح الجلدي أو بثور الجلد.
* أسباب الإصابة بفيروس نقص المناعة
فيروس نقص المناعة البشرية هو نوع من الفيروسات التي يمكن أن تنتقل من الشمبانزي الأفريقي. ويعتقد العلماء أن فيروس نقص المناعة انتقل من الشمبانزي إلى البشر عندما تناول الناس لحم الشمبانزي الذي يحتوي على الفيروس.وبمجرد دخول الفيروس إلى البشر، تحور إلى ما نعرفه الآن باسم فيروس نقص المناعة البشرية. من المحتمل أن هذا حدث منذ فترة طويلة مثل عشرينيات القرن الماضي. وانتشر فيروس نقص المناعة البشرية من شخص لآخر في جميع أنحاء أفريقيا على مدى عدة عقود. في النهاية، انتقل الفيروس إلى أجزاء أخرى من العالم. اكتشف العلماء لأول مرة فيروس نقص المناعة البشرية في عينة دم بشري في عام 1959.
* أشكال العدوى الشائعة عند الإصابة بالإيدز
1- السل
في البلدن النامية، يعتبر السل العدوى الأكثر انتشارًا وارتباطًا بفيروس نقص المناعة البشرية، كما يعد السبب الرئيسي للوفاة بين الأشخاص المصابين بالإيدز.2- السالمونيلا
وعلى الرغم من أن أي شخص يتعرّض لبكتيريا السالمونيلا قد يُصاب بالمرض، فإن السالمونيلا تعد أكثر شيوعًا لدى الأشخاص حاملي فيروس نقص المناعة البشرية.
3- الفيروس المضخم للخلايا
ينتقل هذا الفيروس الشائع عن طريق سوائل الجسم، مثل اللعاب والدم والبول والسائل المنوي ولبن الأم، ويقوم الجهاز المناعي السليم بتعطيل مفعول الفيروس، بحيث يظل خاملاً في الجسم.لكن عندما يكون الجهاز المناعي ضعيفًا، يعاود الفيروس الظهور مرةً أخرى، وهو ما يتسبب في إلحاق الضرر بالعينين والجهاز الهضمي والرئتين وأعضاء أخرى من الجسم.
4- داء المبيضات
يعد داء المبيضات أحد أنواع العدوى الشائعة المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشرية؛ فهو يتسبب في حدوث التهاب وظهور طبقة بيضاء سميكة على الأغشية المخاطية في الفم أو اللسان أو المريء أو المهبل.
5- التهاب السحايا بالمستخفيات
يعد التهاب السحايا بالمستخفيات أحد أشكال عدوى الجهاز العصبي المركزي الشائعة والمصاحبة للإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، وينتج عن فطر موجود في التربة، وقد يرتبط المرض أيضًا بفضلات الطيور أو الخفافيش.
6- داء القطط
تنجم هذه العدوى التي قد تكون مميتة عن المقوسة الغوندية، وهي طفيلي ينتشر عن طريق القطط في الأساس؛ حيث تنقل القطط المصابة الطفيليات بواسطة البراز، ثم تنتشر الطفيليات إلى البشر والحيوانات الأخرى.
7- داء المستخفيات
ينتقل داء المستخفيات عند تناول الطعام أو الماء الملوث، ثم ينمو الطفيلي في الأمعاء والقنوات الصفراوية، فيؤدي إلى الإسهال الحاد والمزمن لدى الأشخاص المصابين بالإيدز.
* أشكال السرطان الشائعة عند الإصابة بالإيدز
1- سرطان ساركوما كابوسي
ينشأ هذا الورم السرطاني في جدران الأوعية الدموية، ويعد نادرًا لدى الأشخاص غير المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، ولكنه شائع بين الأشخاص الحاملين لهذا الفيروس. وعادةً ما يظهر سرطان ساركوما كابوسي في شكل بقع وردية أو حمراء أو أرجوانية على الجلد وفي الفم، وقد تظهر هذه البقع بلون بني داكن أو أسود لدى الأشخاص ذوي البشرة الداكنة. ومن الممكن أيضًا أن يُصيب سرطان ساركوما كابوسي أعضاء الجسم الداخلية، بما في ذلك الجهاز الهضمي والرئتان.
2- الأورام السرطانية الليمفاوية
ينشأ هذا النوع من السرطان في خلايا الدم البيضاء، ويبدأ ظهوره عادةً في العقد الليمفاوية، ويعد تضخم العقد الليمفاوية غير المؤلم الذي يظهر في الرقبة أو الإبط أو الناحية الأربية إحدى العلامات الأولية الأكثر شيوعًا.
* تشخيص الإصابة
يشيع تشخيص فيروس نقص المناعة البشرية عن طريق اختبار الدم أو اللعاب، للكشف عن الأجسام المضادة للفيروس. وللأسف، قد يحتاج الجسم لبعض الوقت لظهور هذه الأجسام المضادة، والذي عادةً ما يصل إلى 12 أسبوعًا، وقد يصل الأمر إلى ستة أشهر في بعض الحالات النادرة، حتى تثبت الإصابة بالفيروس من خلال الحصول على نتيجة إيجابية في اختبار الأجسام المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية.ويوجد نوع أحدث من الاختبارات لفحص مستضد فيروس نقص المناعة البشرية، وهو بروتين يُنتجه الفيروس بعد الإصابة بالعدوى مباشرةً، وهو ما يمكن من تأكيد التشخيص في غضون أيام من الإصابة بالعدوى، وقد يدفع التشخيص المبكر الأشخاص إلى اتخاذ احتياطات إضافية لمنع انتقال الفيروس إلى الآخرين.
* العلاجات والعقاقير
ليس هناك علاج شافٍ لفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز، ولكن يمكن استخدام مجموعة متنوعة من الأدوية معًا من أجل السيطرة على الفيروس. وتشمل فئات الأدوية المضادة لفيروس نقص المناعة البشرية ما يلي:- الأدوية غير النيوكليوزيدية المضادة لأنزيم المنتسخة المعاكس (NNRTI)
تقوم الأدوية غير النيوكليوزيدية المضادة لأنزيم المنتسخة المعاكس بتعطيل البروتين الذي يحتاجه فيروس نقص المناعة البشرية لاستنساخ نفسه، ومن أمثلتها إفافيرنيز (ساستيفا) وإترافيرين (إنتلانس) ونيفيرابين (فيراميون).- الأدوية النيوكليوزيدية المضادة لأنزيم المنتسخة المعاكس (NRTI)
وهذه الأدوية تمثل الأنواع المعيبة من العناصر الأساسية التي يحتاجها فيروس نقص المناعة البشرية لاستنساخ نفسه، ومن أمثلتها أباكافير (زياجين) والأدوية المركّبة إمتريسيتابين وتينوفوفير (تروفادا)، ولاميفودين وزيدوفودين (كومبيفير).- مثبطات البروتياز (PI)
تقوم مثبطات البروتياز بتعطيل البروتياز، وهو بروتين آخر يحتاجه فيروس نقص المناعة البشرية لاستنساخ نفسه، ومن أمثلتها أتزانافير (رياتاز) ودارونافير (بريزيستا) وفوسامبرينافير (ليكسيفا) وريتونافير (نورفير).
- مثبطات الدخول أو الاندماج
تمنع هذه الأدوية دخول فيروس نقص المناعة البشرية إلى خلايا CD4، ومن أمثلتها إينفوبيرتيد (فوزيون) ومارافيروك (سيلزنتري).
- مثبطات الإنزيم المدمج
يعمل رالتيجرافير (إيسينتريس) على تعطيل الإنزيم المدمج، وهو بروتين يستخدمه فيروس نقص المناعة البشرية لإدخال المادة الوراثية الخاصة به إلى خلايا CD4.وتتضمن الأنظمة العلاجية لفيروس نقص المناعة البشرية تناول عدة أقراص في أوقات محددة يوميًا مدى الحياة. وتشمل الآثار الجانبية ما يلي:
- الغثيان أو القيء أو الإسهال.
- أمراض القلب.
- هشاشة العظام.
- ضيق التنفس.
- الطفح الجلدي.
- تموت العظام، وخاصةً مفاصل الورك.
وسوف يراقب الطبيب الحمل الفيروسي وعدد خلايا CD4 لديك من أجل تحديد مدى استجابتك للعلاج. كما يجب إجراء اختبار الحمل الفيروسي عند بدء العلاج، ثم إجراؤه بعد ذلك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر أثناء الخضوع للعلاج، كما يجب فحص عدد خلايا CD4 كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
وينبغي أن يعمل علاج فيروس نقص المناعة البشرية على تقليل الحمل الفيروسي للوصول إلى المستوى الذي لا يمكن فيه اكتشافه؛ وهذا لا يعني أنه تم القضاء على الفيروس لديك نهائيًا، ولكنه يعني أن الاختبار ليس حساسًا بما يكفي لاكتشافه. كما أن المصاب قد يستمر في نقل هذا الفيروس إلى الآخرين، حتى عند تعذر اكتشاف الحمل الفيروسي لديه.
- احصل على اللقاحات، مثل الالتهاب الرئوي والأنفلونزا. ولكن تأكد من أن اللقاحات لا تحتوي على فيروسات حية، والتي قد تكون خطيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- إذا كنت تستخدم إبرة لحقن الأدوية، فتأكد من أنها معقّمة وتجنّب مشاركتها مع الآخرين، واستفد من برامج التوعية بمخاطر المشاركة في استخدام الإبر في مجتمعك. واستخدم واقيًا ذكريًا جديدًا في كل مرة تُمارس فيها الجنس. ومن الضروري إبلاغ من يشاركك العلاقة الجنسية، بأنك تحمل هذا الفيروس
- فكر في تناول دواء تروفادا، لتقليل مخاطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المنقولة جنسيًا لدى الأشخاص المعرّضين لذلك. كما يستخدم تروفادا كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية مع أدوية أخرى.
- إذا كنتِ سيدة حاملا، فاطلبي الرعاية الطبية على الفور إذا كنتِ مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فقد تنتقل العدوى إلى طفلك، ولكن في حال تلقي العلاج خلال فترة الحمل، يمكنك تقليل خطر إصابة طفلك بالعدوى بمعدل ثلثين إلى حد كبير.
- أمراض القلب.
- هشاشة العظام.
- ضيق التنفس.
- الطفح الجلدي.
- تموت العظام، وخاصةً مفاصل الورك.
وسوف يراقب الطبيب الحمل الفيروسي وعدد خلايا CD4 لديك من أجل تحديد مدى استجابتك للعلاج. كما يجب إجراء اختبار الحمل الفيروسي عند بدء العلاج، ثم إجراؤه بعد ذلك كل ثلاثة إلى أربعة أشهر أثناء الخضوع للعلاج، كما يجب فحص عدد خلايا CD4 كل ثلاثة إلى ستة أشهر.
وينبغي أن يعمل علاج فيروس نقص المناعة البشرية على تقليل الحمل الفيروسي للوصول إلى المستوى الذي لا يمكن فيه اكتشافه؛ وهذا لا يعني أنه تم القضاء على الفيروس لديك نهائيًا، ولكنه يعني أن الاختبار ليس حساسًا بما يكفي لاكتشافه. كما أن المصاب قد يستمر في نقل هذا الفيروس إلى الآخرين، حتى عند تعذر اكتشاف الحمل الفيروسي لديه.
* توصيات طبية
- احرص على تناول الأطعمة الصحية مثل الفاكهة والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبروتين الخالي من الدهون. وتجنّب تناول منتجات الألبان غير المبسترة والبيض النيء والمأكولات البحرية النيئة، مثل المحار أو السوشي أو الساشيمي. واحرص على أن تكون اللحوم مطهية جيدًا ولا يوجد أي أثر للونها الزهري.- احصل على اللقاحات، مثل الالتهاب الرئوي والأنفلونزا. ولكن تأكد من أن اللقاحات لا تحتوي على فيروسات حية، والتي قد تكون خطيرة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي.
- إذا كنت تستخدم إبرة لحقن الأدوية، فتأكد من أنها معقّمة وتجنّب مشاركتها مع الآخرين، واستفد من برامج التوعية بمخاطر المشاركة في استخدام الإبر في مجتمعك. واستخدم واقيًا ذكريًا جديدًا في كل مرة تُمارس فيها الجنس. ومن الضروري إبلاغ من يشاركك العلاقة الجنسية، بأنك تحمل هذا الفيروس
- فكر في تناول دواء تروفادا، لتقليل مخاطر الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية المنقولة جنسيًا لدى الأشخاص المعرّضين لذلك. كما يستخدم تروفادا كعلاج لفيروس نقص المناعة البشرية مع أدوية أخرى.
- إذا كنتِ سيدة حاملا، فاطلبي الرعاية الطبية على الفور إذا كنتِ مصابة بفيروس نقص المناعة البشرية، فقد تنتقل العدوى إلى طفلك، ولكن في حال تلقي العلاج خلال فترة الحمل، يمكنك تقليل خطر إصابة طفلك بالعدوى بمعدل ثلثين إلى حد كبير.