تعاني أكثر من 25% من النساء من الصداع النصفي خلال حياتهن، ويمكن أن يكون لتقلبات الهرمونات وخاصة التغيرات في مستويات هرمون البروجستيرون، تأثير كبير على تكرار وشدة نوبات الصداع النصفي، وهذا ينطبق بشكل خاص على التغيرات الهرمونية التي تصاحب الحمل، فإذا كنتِ تعانين من الصداع النصفي أثناء الحمل، فأنت لستِ وحدكِ!
قد يحدث ألم الصداع خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لأسباب مختلفة عن الصداع في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، وقد يكون ألم الصداع في بعض الحالات علامة على مشكلات صحية أخرى أثناء الحمل. لذا تابعي القراءة لتعرفي أكثر:
ما هو الصداع النصفي؟
يُعرّف الصداع النصفي من قبل جمعية الصداع الدولية على أنه اضطراب ينطوي على صداع ذي سمات معيَّنة، فعادة ما يصيب أحدَ جانبَي الرأس مع الغثيان والحساسية للضوء والصوت وحركة الرأس.
ويمكن اعتبار هذا الاضطراب كاضطراب وراثي إلى حد كبير، فقد تؤدي التغيرات الفسيولوجية، مثل تغير الطقس أو تغير نمط النوم، في كثير من الأحيان إلى هجمات نمطية.
ويصيب الصداع النصفي الإناث أكثر بثلاث مرات من الذكور، وتكون معدلات انتشاره في الإناث أعلى خلال سنوات الإنجاب، وتبلغ ذروتها بنسبة 27٪ في سن 41.
هل يؤثر الحمل على نوبات الصداع النصفي؟
أشارت الدراسات أنه ما بين 50 إلى 80% من مريضات الصداع النصفي الحوامل يلاحظن انخفاضًا في نوبات الصداع النصفي أثناء الحمل، ويعتقد العديد من الأطباء أن ارتفاع مستويات هرمون الأستروجين يساعد في تقليل تكرار الصداع النصفي وشدته.
ويوصي بعض الأطباء باستخدام العلاج بالهرمونات البديلة الذي يحاكي تأثير الحمل على الجسم بشكل متزايد في علاج الصداع النصفي، خاصة بالنسبة اللواتي يعانين منه في وقت قريب من الدورة الشهرية.
ولكن يجب توخي الحذر عند النساء اللاتي يعانين من الصداع النصفي المصحوب بهالة، فقد يزداد خطر الإصابة بالسكتة الدماغية عن طريق إضافة حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الأستروجين.
وقد تعاني بعض النساء من الصداع النصفي أثناء الحمل لأول مرة، وبعضهن يعانين من زيادة في أعراضه خاصة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل.
يجب أن يؤخذ الصداع النصفي أو تفاقمه لدى النساء الحوامل على محمل الجد؛ فقد أشارت الدراسات إلى أن أعراض الصداع النصفي عندما تكون مصحوبة بارتفاع ضغط الدم يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بتسمم الحمل أو مضاعفات الأوعية الدموية الأخرى.
يجب على النساء اللاتي لا تنخفض أعراض الصداع النصفي لديهن أثناء الحمل أن يكُنّ يقظات بشكل خاص، وسرعة استشارة طبيب التوليد وطبيب الصداع لوضع خطة علاج آمنة.
وعلى الرغم من أن الأطباء ينصحون النساء الحوامل عمومًا بتجنب الأدوية قدر الإمكان، فإن ثلثي النساء يتناولن الأدوية أثناء الحمل، و50٪ منهن يتناولنها خلال الأشهر الثلاثة الأولى.
فإذا كنتِ حاملاً أو تخططين للحمل، فقد تحتاجين إلى إعادة تقييم خيارات علاج الصداع النصفي.
هل تزداد أعراض الصداع النصفي خلال الحمل؟
يمكن أن تزداد أعراض الصداع النصفي سوءاً في بداية الحمل، ولكنها تتحسن في المراحل المتأخرة من الحمل وذلك عندما يستقر مستوى هرمون الإستروجين في الجسم. ولكن هذا لا ينطبق على جميع الحالات، حيث يمكن أن لا تعاني النساء الأخريات من أي تغيير أو انخفاض في نوبات الصداع النصفي أثناء الحمل.
هل الصداع النصفي يؤثر على الحمل؟
أظهرت دراسة دنماركية حديثة، أن الصداع النصفي قد يزيد من خطر مضاعفات الحمل الخطيرة التي تهدد صحة الأم وجنينها، بما في ذلك الولادة المبكرة، وانخفاض وزن المواليد. الدراسة أجراها باحثون بمستشفى جامعة آرهوس في الدنمارك، ونشروا نتائجها في دورية (Headache) العلمية.
هل الصداع النصفي يسبب إجهاض؟
وجد الباحثون أن الصداع النصفي مرتبط بمضاعفات خطيرة للأم وجنينها، أبرزها ارتفاع ضغط الدم والإجهاض والولادات القيصرية والولادات المبكرة والأجنة منخفضي الوزن.
توصيات الأطباء لعلاج الصداع النصفي أثناء الحمل
- تحديد وتجنب المحفزات التي تؤدي إلى تفاقم نوبات الصداع النصفي، تجنبي الأطعمة مثل الشوكولاتة والكافيين والأطعمة المصنعة، لمعرفة ما إذا كانت تؤثر على الصداع النصفي لديك.
- اجعلي النوم أولوية، واتبعي أوقات نوم واستيقاظ ثابتة.
- حافظي على جسمك رطبًا بشرب كميات كافية من السوائل، فإذا سبق لكِ أن ذهبتِ إلى غرفة الطوارئ مصابة بالصداع النصفي، ستتذكرين أن أول شيء يفعلونه لك هو إعطاؤك محلولًا ملحيًا عن طريق الوريد لمكافحة الجفاف.
- يحتاج جسمك إلى كمية أكبر من الماء أثناء الحمل، لذلك احرصي على كميات كافية من السوائل.
ما هو علاج الصداع النصفي أثناء الحمل؟
تصنِّف إدارة الغذاء والدواء (FDA) علاج الصداع النصفي إلى فئات سلامة مختلفة، فصنَّفَتْ كلاً من الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة طبيًا إلى فئات مختلفة بناءً على قدرة كل دواء على التسبب في تشوهات خَلْقية أثناء الحمل. وكما هو الحال مع أي خطة علاجية، من الضروري استشارة الطبيب قبل المضي قدمًا.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن السوماتريبتان لا يحمل أي خطر على الجنين أو الأم.
أهم شيء يمكن أن تفعله المرأة الحامل التي تعاني من الصداع النصفي في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل هو مراجعة طبيبها، ووضع خطة علاجية، كما يجب إيقاف الأدوية الوقائية التي لا يُنصح بها أثناء الحمل.
وقد يتفاقم الغثيان والقيء الذي يصاحب الصداع النصفي غالبًا بسبب الغثيان المرتبط بالحمل، مما يعرض المرأة لخطر الجفاف.
ويُعتقد أن المواد الأفيونية ومضادات القيء غالبًا ما تكون العلاج المفضل للصداع النصفي الحاد أثناء الحمل، في حين أن هذا ليس هو الحال في حالة عدم وجود حمل، كما يُعتبر البروكلوربيرازين (سواء عن طريق الفم أو التحميلة) آمنًا وفعالًا لكل من الغثيان والصداع، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن السوماتريبتان لا يحمل أي خطر على الجنين أو الأم.
كيف يتم علاج الصداع النصفي بعد الولادة؟
يُعَد صداع ما بعد الولادة أمرًا شائعًا، ويصيب نحو 34٪ من النساء، وهو أكثر شيوعًا خلال الأيام من 3 إلى 6 بعد الولادة، ويرتبط بتاريخ شخصي أو تاريخ عائلي من الصداع النصفي.
وعلى الرغم من أنه عادة ما يكون أقل حدة من الصداع النصفي النموذجي لدى المرضى، فإنه عادة ما يكون ثنائي الجبهة، وطويل الأمد، ويرتبط برهاب الضوء، والغثيان، وفقدان الشهية.
متى يكون الصداع خطرًا على الحامل؟
استشيري الطبيب إذا كان لديك أي ألم صداع أثناء الحمل مصحوبًا بأي من الأعراض الآتية:
- الحمى.
- القيء والغثيان.
- ضبابية الرؤية.
- ألم حاد في البطن.
- الصداع الذي يستمر لفترة أطول من بضع ساعات دون استجابة لأي علاجات.
- آلام الصداع المتكررة.
فقد يوصي طبيبكِ بإجراء اختبارات وبعض الفحوصات لمعرفة سبب الصداع مثل:
- فحص ضغط الدم.
- صورة دم كاملة.
- اختبار نسبة السكّر في الدم.
- اختبار الرؤية.
- موجات فوق صوتية للرأس والرقبة.
- فحص القلب أو الرأس.
ما هو سبب الصداع النصفي الأيسر مع العين؟
من أسباب وجع الرأس من جهة اليسار مع العين: الصداع العنقودي، وهو صداع أولي شديد يصيب الرأس من جهة واحدة ومحجر العين، ويرافق ذلك أي من التالية (احتقان ملتحمة العين، احتقان الأنف، غزارة دموع العين، تضيق الحدقة، ارتخاء الجفن). الصداع النصفي ويرافقه الاستفراغ. ارتفاع ضغط الدم الحاد.
ما سبب الصداع أثناء الحمل؟
خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، يعاني الجسم من زيادة في الهرمونات وزيادة في حجم الدم، يمكن أن يتسبب هذان التغييران في حدوث صداع متكرر، قد تتفاقم حالات الصداع هذه بسبب الإجهاد أو تغيرات في الرؤية، كما يوجد أسباب أخرى كقلة النوم.
وأخيرًا، يمكن أن تتراوح نوبات الصداع من كونها إزعاجًا خفيفًا إلى نوبات شديدة ومنهكة. لذلك، فإن تحديد نوع الصداع وعلاجه في أقرب وقت ممكن يمكن أن يساعد السيدة الحامل في تقليل احتمالية الإصابة بنوبة أخرى.
قد يكون التمييز بين نوبات الصداع النصفي وأنواع الصداع الأخرى أمرًا صعبًا، لذلك انتبهي إلى الوقت الذي يسبق بدء الصداع بحثًا عن علامات الهالة، وأخبري الطبيب عن أي أعراض أخرى.
المصادر:
1-https://americanmigrainefoundation.org/resource-library/migraine-pregnancy/
3- https://www.healthline.com/health/migraine/migraine-vs-headache?utm_source=ReadNext#migraine