العمل خلال الحمل أصبح شائعاً بشكل متزايد، فقد أظهر تقرير صادر عن مركز بيو للأبحاث أن نسبة عالية من النساء يعملن لفترة طويلة في وظائفهن خلال فترة الحمل، وجدت عديدٌ من النساء أنهن يستطعن العمل خلال الحمل طالما أردْن ذلك، وطالما أن وضعهن الصحي يسمح بذلك رغم مواجهتهنّ لبعض الصعوبات والمضايقات، فإن تلك الصعوبات كانت غير معقّدة، ويمكن التعامل معها إذًا، كيف يمكن أن يؤثّر الحمل على عملكِ وجودته؟ وما الصعوبات التي يمكن أن تواجهينها؟ وما النصائح المقدَّمة إليكِ للتعامل معها؟ هذا ما سنجيب عليه في هذا المقال.
العمل خلال الحمل وكيف تواجهين الصعوبات
غالباً ما تشعرين أن الحمل وكأنه وظيفة بدوام كامل، فإذا كنتِ تشعرين بالإرهاق أو عدم اليقين بشأن كيفية التعامل مع المشكلات التي ستواجهينها خلال العمل، فإليكِ بعض النصائح التي ستساعد في تخفيف التوتر، وتجعل هذه الفترة من حياتكِ أسهل قليلاً:
-
شاركي خبر حملكِ
التساؤل عما إذا كان حملكِ قد يبطِّئ حياتكِ المهنية هو مصدر قلق مشترك، إذْ تشعر معظم النساء بالقلق والتوتر وعدم اليقين بشأن هذه المرحلة من حياتهن لهذا السبب، من المهم أن تُخبري رئيسكِ وزملاءَك في العمل أنكِ حامل، خاصة إذا كنتِ تعانين من غثيان الصباح، أو التعب، أو الحمل الشديد الخطورة وكنتِ تنوين العمل خلال الحمل.
-
كوني واقعية بشأن ما يمكنكِ تقديمه
يمكن أن يؤثِّر الحمل على الطريقة التي يمكن أن تتعاملي بها مع عملكِ، لذا من المهم تقليص المهام التي تقومين بها، فليس هذا الوقت المناسب لتولِّي واجبات إضافية، أو التطوع لاستضافة حفلات الشركة التي تعملين بها في الأيام التي تشعرين فيها بأنكِ لستِ بأفضل حال، لا بأس أن تكوني صادقة مع فريقكِ وتطلبي المساعدة.
-
خططي لتاريخ إجازة الولادة
خططي مسبقاً لتاريخ إجازة الولادة بناء على موعد الولادة المتوقع، وضعي تقويماً للتواريخ المتوقعة تجنباً لأي مفاجآت، مثل الولادة المبكرة، وأَعِدِّي قبل موعد ولادتكِ المتوقعة بأسابيع قليلة قائمةً بجميع المهام التي تحتاجين لإنجازها، ثم قومي بإعلام رئيسكِ في العمل بموعد إجازتكِ، وموعد تسليم المهام المطلوبة منكِ، وقتها ستشعرين براحة كبيرة عند قدوم طفلكِ إذا كنتِ قد خططتِ لموعد إجازتكِ سلفاً، وأنجزْتِ جميع المهام الموكلة إليكِ.
-
ازدحام المواعيد
خلال فترة الحمل، عليكِ أن تكوني مستعدة لزيارة الطبيب كثيراً للمتابعات الدورية، أو في حال حدوث أي طارئ، لذا عليكِ تحديد مواعيد قبل أو بعد موعد العمل، وتجنَّبي المواعيد خلال فترة الغداء، فأنت بحاجة للاستراحة وإعادة شحن طاقتكِ لبقية اليوم.
-
ضعي خطة للاعتناء بنفسكِ
يمكن أن يُسبب الحمل بعض التغييرات الجسدية والنفسية، وأهمها غثيانُ الصباح والتعبُ وتقلبُ الهرمونات وزيادةُ الوزن، كل هذه الأمور تسبب ضغوطاً إضافية في العمل، لذلك من المهم التخطيط لفترات راحة صغيرة على مدار اليوم لتناول الطعام أو الراحة، أو شرب السوائل لترطيب الجسم، لذلك قدِّمي جدولاً لرئيسكِ في العمل لخطتكِ اليومية، وأخبريه بأنكِ ستُجْرين بعض التعديلات على أوقات العمل، ولكنكِ ستبقين على رأس عملك، وستستمرّين في العمل خلال الحمل بأفضل طاقة لديك.
-
العمل أثناء إجازة الأمومة
العمل أو عدم العمل خلال فترة الأمومة هي المعضلة التي تواجهها عديد من الأمهات الجدد خلال إجازة الأمومة بالنسبة لبعض النساء العاملات، فإن فكرة عدم الرد على رسائل البريد الإلكتروني أو الحصول على تحديثات من الرئيس أو الزملاء في العمل يمكن أن تسبب الكثير من القلق لديهن، في حين أن البعض الآخر يَكُنَّ أكثر سعادة عند تَرْكِ العمل وراء ظهورهنّ، لذا عليكِ التفكير في الوضع الذي يجعلكِ تشعرين فيه براحة أكثر، دون أن يؤثّر ذلك على صحتكِ الجسدية، أو فترة التعافي والراحة التي تمرِّين بها، ودون أن يؤثّر على اعتنائكِ بالمولود الجديد.
-
العودة إلى العمل
من المحتمل أن تؤدي العودة إلى وظيفتكِ إلى الشعور بمجموعة من المشاعر كالذنب والحزن والخوف، فعندما تبدئين بالتساؤل عن كيفية تأثير الطفل على حياتكِ المهنية، من المهم أن تتقبلي أن العمل والحياة بوجود طفل سيكونان مختلفَين لبعض الوقت، فالموازنة بين العمل والمنزل ومواعيد الطبيب والاهتمام بالطفل من التحديات التي ستواجهكِ في البداية.
لذا يمكنكِ التواصل مع الآباء العاملين الآخرين للحصول على المشورة والنصائح، ومع مرور الوقت سيصبح لديكِ القدرة على تحديد الأولويات، وإدارة الوقت، والإنجاز بسرعة، ويمكنك الاعتناء ببيتكِ وعملكِ والتعامل معهما على أنهما وجهان لعملة واحدة، ويحتاجان منكِ نفس الدرجة من العطاء والاهتمام.
اتخاذ الاحتياطات الوظيفية المناسبة
قد تزيد بعض ظروف العمل من خطر حدوث مضاعفات أثناء الحمل خاصة لدى النساء المعرَّضات لخطر الولادة المبكرة، وتشمل ظروف العمل هذه ما يلي:
- التعرض للمواد الضارة.
- الوقوف لفترات طويلة.
- رفع الأشياء الثقيلة أو التسلق.
- الضوضاء المفرطة.
- درجات الحرارة القصوى.
كما أن الحصول على التطعيمات الموصى بها من قبل مقدم الرعاية الأولية سيساعد في الحفاظ على سلامتك في العمل والمنزل، وإذا كنت قلقة بشأن أي من هذه المشكلات فيمكنك التواصل مع مقدم الرعاية، وتقرير ما إذا كنت بحاجة إلى اتخاذ احتياطات خاصة أو تعديل واجباتك في العمل خلال الحمل.
علامات تحتِّم عليك التوقف عن العمل دون تفكير
حتى لو كنت قد وضعت أفضل الخطط للموازنة بين العمل والحمل والاستمرار بالعمل على أكمل وجه فإن أفضل الخطط قد تتغير باقتراب موعد ولادتك، ويمكن أن يقترح عليك الطبيب ترك العمل مبكراً إذا كنت تعانين من مضاعفات صحية مثل المخاض المبكر، وتشمل أعراض المخاض المبكر ما يلي:
- تشنج البطن أو الألم أو الضغط.
- إفرازات مائية أو دموية أو غيرها من المهبل.
- زيادة بالإفرازات بأي شكل أو نوع.
- آلام الظهر.
- انقباضات مؤلمة أو غير مؤلمة تأتي بانتظام أو بشكل متكرر.
- تمزق الأغشية المعروف أيضاً باسم كسر الماء.
بالطبع الولادة المبكرة ليست هي المضاعفات الوحيدة التي يمكن أن تواجهينها والتي يمكن أن تؤثر على عملك، فقد لا تستطيعين النوم جيداً وبشكل كافٍ، أو قد تعانين من أعراض جسدية أخرى مثل التورم، مما يجعل العمل ليس مريحاً لك. لذا؛ ناقشي المضاعفات والأعراض الأخرى مع طبيبك وناقشي معه الاقتراحات حول كيفية الشعور براحة أكبر في العمل، أو قد يمكنه كتابة توصية لك للحصول على تسهيلات معينة، وإذا كان يبدو العمل غير آمن لك في أي وقت فقد يقترح عليك الطبيب أخذ إجازة مبكرة والحصول على الراحة.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
متى تتوقف الحامل عن العمل؟
يمكن للمرأة العمل خلال الحمل بشكل طبيعي وصحي حتى بداية المخاض، ومع ذلك يمكن للمرأة اختيار التوقف عن العمل في الوقت الذي يناسبها، إذ تختار بعض النساء التوقف قبل بضعة أسابيع من الموعد المحدد للولادة، ولكن أخريات يبقين في العمل حتى المراحل المبكرة من المخاض.
هل المجهود يؤثر على الحمل؟
لا يزيد المجهود أو النشاط البدني من خطر الإجهاض أو الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الجنين عند الولادة، ولا يزال من المهم مناقشة المجهود الذي تمارسينه وطبيعته مع طبيب النساء والولادة، فإذا منحك الطبيب الموافقة عليها فعليك مناقشة الأنشطة التي يمكنك القيام بها بأمان.
ما هي الحركات الخطيرة على الحامل؟
أي نشاطات تحتوي على الكثير من الحركات المتشنجة والارتدادية والتي قد تسبب لك السقوط، مثل ركوب الخيل والتزلج على المنحدرات أو ركوب الدراجات على الطرق الوعرة أو الجمباز، أو أي رياضة يمكن أن تتعرضي فيها لضربات في البطن، مثل هوكي الجليد أو الملاكمة أو كرة القدم أو السلة، وكذلك الجلوس لفترة طويلة دون تغيير الوضعية، أو إبقاء القدمين متدلية وغير مدعومة أثناء الجلوس.
نصيحة من موقع صحتك
يمكنك العمل بأمان خلال فترة الحمل وما بعدها، ومع ذلك فإن كل حمل وكل حالة وظيفية لها ظروفها وخصوصيتها، وفريدة عن غيرها، لذا من الأفضل هو إجراء البحث والاتصال بقسم الموارد البشرية لديك للحصول على أي تفاصيل خاصة بالمكان الذي تعملين به، ويمكنك اللجوء إلى طبيبك في حال كانت لديك أي مخاوف بشأن صحتك أو صحة طفلك، وفيما يتعلق بمسؤوليات العمل.