صحــــتك

كيف تتطور حواس الطفل الخمس ومتى يتمكن من استخدامها؟

عندما يولد الطفل يبدأ الوالدان بالتساؤل عما إذا كان يراهما أو يسمع ما يدور حوله أو يشم الروائح، وقد يخشى البعض من كون الطفل لا يرى أو يسمع، وهناك مشكلة ما وهما غير قادرين على معرفتها! في مقالنا هذا نقدم نبذة عن تطور الحواس لدى الرضع ما يساعدك في فهم كيفية ومتى يمكن لرضيعك استخدام حواسه الخمس ومتى قد تكون هناك مشكلة ما.. تابع معنا.

أولا: حاسة الشم

حاسة الشم هي إحدى أولى الحواس التي تتطور في الرحم. حيث تبدأ مستقبلات حاسة الشم في التطور في وقت مبكر من الأسبوع الثامن من الحمل وتتطور وتنضج ببلوغ الجنين الأسبوع الرابع والعشرين من الحمل، ما يعني أن طفلك يولد بحاسة شم متطورة تمامًا! وبعد الولادة، يبدأ الأطفال بالتعلق بروائح أمهاتهم التي تعتبر بمثابة وسيلة تهدئة للرضيع عند وضعه على صدر أمه، فهو قد اعتاد على رائحتها منذ كان في رحمها.

أيضا، تساعد حاسة الشم طفلك على تحديد طعامه، مثل حليب الأم أو الحليب الاصطناعي، لهذا نجد بعض الأطفال يرفضون الحليب الصناعي بعد تعودهم على رائحة حليب الثدي أو العكس. وحتى بعد أن يكبر الطفل قليلا، يستمر الأطفال في استخدام حاسة الشم للاتصال والأمان، كما يقول الدكتور دانيال جانجيان، من جامعة كاليفورنيا: "يعتاد الطفل على رائحة والديه ويكون قادرا على تمييز والديه عن أي شخص غريب، وهذا قد يجعل تسليم طفلك إلى شخص غير مألوف في بعض الأحيان أمرًا صعبًا، إلا أنه يمكنك تسخير قوة الرائحة لمساعدة طفلك على الشعور براحة أكبر في مواقف معينة، على سبيل المثال، يشعر العديد من الأطفال براحة أكبر إذا تم لفهم ببطانية تفوح منها رائحة أمهاتهم، عندما تكون الام غير متاحة كأن تكون بالعمل او مريضة.. إلخ".

ثانيا: حاسة اللمس

تبدأ حاسة اللمس في التطور في وقت مبكر من الحمل، بمجرد بلوغ الحمل 8 أسابيع. وتساعد حاسة اللمس طفلك على التواصل مع مقدمي الرعاية وتوفر مشاعر الدفء والأمان، لهذا تشجع الأمهات على احتضان الطفل كثيرا وأن يلامس جلد الرضيع جلد والدته، وهذا مهم بشكل خاص للأطفال الخدج. وعلى الرغم من أن حاسة اللمس لدى طفلك قد تم تطويرها بالكامل عند الولادة، إلا أنها تستمر في التطور مع نموه، فالاطفال لا يعرفون في البداية كيف يبدو قوام الأشياء وملمسها، ويتم تعلم ذلك من خلال التجربة. ويكون الغرض الأساسي من حاسة اللمس هو حمايتنا؛ ومع ذلك، يستخدم الأطفال هذا المعنى أيضًا للتواصل مع والديهم، وتعلم كيفية اللعب والحركة.

ثالثا: حاسة التذوق

مثل حاسة الشم، حاسة التذوق لدى طفلك هي واحدة من أكثر الحواس أهمية. وتتطور براعم التذوق في وقت مبكر من الأسبوع الثامن من الحمل، وتعمل براعم التذوق لدى طفلك بكامل طاقتها عند حوالي 17 أسبوعًا من الحمل. وحتى في الرحم، يستخدم طفلك حاسة التذوق عند بدء بلع وتذوق السائل الأمنيوسي.

وبعد الولادة، يفضل طفلك النكهات الحلوة أو المالحة، ما يجعله مطّلعًا على طعم حليب الثدي. ويتم تطوير حاسة التذوق من خلال النكهات التي يتذوقها من خلال حليب الأم أو الحليب الاصطناعي؛ وتظهر الأبحاث أن الأطفال الذين يرضعون من الثدي يميلون إلى تفضيل الأطعمة ذات النكهات التي عرفوها أثناء الرضاعة الطبيعية. ومع تقدمهم في السن، تستمر براعم التذوق في النضج والتطور وتصبح المزيد من النكهات مستساغة. وبمجرد أن يأكل طفلك الأطعمة الصلبة، يقترح الأطباء أن يتم تعريض الطفل لمجموعة متنوعة من النكهات في وقت مبكر حتى يطور مذاقا جيدا لعدد كبير من الأطعمة وبهذا يصبح في ما بعد متقبلا للطعام وليس من الصعب إرضاؤه.

رابعا: حاسة البصر

تكون حاسة البصر غير ناضجة تماما عند الولادة، وتبدأ بالتطور مع الوقت. وتبدأ رؤية طفلك في التطور في الأشهر الثلاثة الأولى، في حوالي 7 إلى 9 أسابيع من الحمل، وبحلول الأسبوع السابع والعشرين من الحمل، يمكن لطفلك أن يفتح عينيه. وفي الأسبوع 31 إلى 32 من الحمل، يستجيب الجنين للضوء الساطع. لكن، رؤية الطفل تبقى مشوشة عند الولادة ولا يستطيع الأطفال رؤية طول المسطرة أمامهم إلا بعد ذلك. وعلى الرغم من أن حاسة البصر لدى طفلك ليست واضحة تمامًا عند الولادة، إلا أنها سرعان ما تبدأ في التحسن مع مرور الوقت.

في البداية، لا يرى الأطفال الناس إلا عندما يكونون قريبين جدًا ولا يميزون الألوان. ولكن مع تقدم الأشهر، يمكن للأطفال رؤية الأشياء البعيدة والبدء في تمييز الألوان. ويمكنك في الأشهر الأولى من عمر الطفل تجربة إبعاده عن وجهك بضع بوصات والنظر في عينيه، وسترى عيونه تبدأ في التركيز والتحديق فيك باهتمام، وقد تحصل على ابتسامة جميلة منه. ويمكن أن تظهر مشاكل الرؤية أو العمى عند الولادة وقد تحدث نتيجة للتطور في الرحم. ويمكن أن يحدث هذا بسبب عدم نمو أجزاء من عيون طفلك أو العصب البصري بشكل صحيح. ويمكن أن تحدث المشكلات أيضًا نتيجة لمشاكل معالجة الدماغ، حيث لا يتمكن دماغ طفلك من معالجة الصور التي يتلقاها بشكل صحيح.

خامسا: حاسة السمع

يبدأ السمع في التطور في وقت مبكر من الأسبوع 16 من الحمل ويصبح أكثر دقة أثناء الحمل وفترة الرضاعة. ويبدأ طفلك في سماع صوتك في الرحم، ثم يصبح قادرًا على التعرف إليكِ بعد الولادة، ومع مرور الأشهر، تساعد حاسة السمع في تطوير اللغة عند الأطفال. ومن المفترض أن يخضع جميع المواليد لاختبار السمع بعد الولادة بفترة وجيزة. ولكن في بعض الأحيان لا يظهر فقدان السمع على الفور ويجب أن تستمر في مراقبة سمع طفلك مع مرور الوقت، لأن مشاكل السمع يمكن أن تسبب قصورًا في اللغة والتعلم.

وتشمل العلامات التي تشير إلى أن طفلك قد يكون ضعيف السمع أو أصم عدم الاستجابة للأصوات العالية، وعدم تحويل رأسه إلى مصدر الصوت عند بلوغه الستة أشهر من العمر، وعدم محاولة نطق كلمات مثل "ماما" أو "دادا" بحلول السنة 2. ويولد حوالي 1 من كل 3000 طفل مصابًا بفقدان السمع الجزئي أو الكامل، ويحدث ما يقرب من نصف حالات فقدان السمع لدى الأطفال حديثي الولادة بسبب الجينات، ونحو الثلث بسبب متلازمة، مثل متلازمة أوشر أو متلازمة داون. وتشمل الأسباب الأخرى الإصابة بعدوى داخل الرحم أو إصابة في رأس الطفل. وفي حوالي ربع الحالات يبقى السبب غير معروف. وإذا كنت تشك في أن طفلك يعاني من ضعف السمع أو قد يكون مصابًا بالصمم، فتواصل مع طبيب الأطفال. وتشمل علامات ضعف السمع لدى المواليد الجدد عدم الانتباه عندما يسمعون أصواتًا عالية. وبدءًا من الشهر الثالث أو الرابع من العمر قد لا يأتي أو ينتبه الطفل المصاب بفقدان السمع إليك بعد سماع صوتك.

حواس أخرى!!

تتجاوز تجربة حاسة طفلك الحواس الخمس الأساسية. فهناك ثلاث حواس أخرى لا يدركها معظم الناس. ويختبر الأطفال هذه الحواس "الإضافية" بطرق مختلفة، ولا تزال هناك الكثير من الأبحاث حول وقت وكيفية تطورها.. وهي:

  • الإحساس بالتوازن والحركة.. على سبيل المثال يختبر طفلك الإحساس بالتوازن والحركة عندما يهتز أو يرتد.
  • الإحساس العميق.. يبدأ الأطفال بتطوير الحس العميق بشكل تدريجي، ويمكن معرفة ذلك، عندما يستمتع الطفل بتقميط جسده بشكل آمن.
  • الحس الداخلي أو تصور ما يحدث داخل الجسم.. مثل الشعور بالجوع، وهو احساس لم يتطور بشكل كامل عند الأطفال.

الخلاصة..

تعتبر متابعة حواس طفلك وهي تتطور تدريجيا أمامك من أكثر التجارب إثارة. لكن، تذكر أن الأطفال ينمون ويتطورون بمعدلات مختلفة، ولا يستخدم جميع الأطفال أو يختبرون حواسهم الخمس بالطريقة نفسها. وإذا كانت لديك أي أسئلة أو شكوك حول حواس طفلك أو تطوره العام، فلا تتردد في التواصل مع طبيب الأطفال بطرح المزيد من الأسئلة.

 

* المصدر

Your Baby's Five Senses: Smell, Touch, Taste, Sight, Hearing

آخر تعديل بتاريخ
29 مايو 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.