صحــــتك

بالتفصيل.. كيفية العناية بجلد الأطفال المبتسرين

الجلد هو جزء مهم من جسدنا، فهو الحاجز الذي يوفر الحماية من العدوى، ويساعد في التحكم بدرجة حرارة الجسم  ويمنع فقدان الماء، لذلك يحتاج هذا الجزء الى العناية به لإدامته والمحافظة عليه من الأضرار المحيطة به. وتختلف طريقة العناية بالجلد من شخص إلى آخر وكذلك باختلاف مكانه وعمره. ولعل العناية بجلد الطفل المبتسر (الطفل المولود قبل أوانه) تحتاج إلى المعرفة بكيفيتها.

وسيكون من الجيد التدرب على العناية بجلد الرضيع بوجود الممرضة قبل أن يُخرج الطفل من المستشفى، حيث تتولى الممرضة العناية ببشرة طفلك الرقيقة وحمايتها من خطر الإصابة من الشريط اللاصق، الأقطاب الكهربائية والمواد اللاصقة، وذلك لكونه أكثر حساسية للتهيج والتحلل من المواد الكيميائية في الصابون، المنظفات والمستحضرات. إلا أن هذه العناية ستكون من مسؤليتك بعد خروج الطفل من المستشفى، لذلك من المهم أن تطرحي على فريق العناية الطبية بالطفل أكبر عدد ممكن من الأسئلة وذلك أثناء بقاء الطفل في المستشفى.

وعندما يكون ذلك ممكنًا، حاولي أن تفعلي ما بوسعك للمشاركة في رعاية طفلك أثناء وجود الممرضات في الجوار للمساعدة، فكلما تعلمت وفعلت أكثر قبل العودة إلى المنزل، زادت جودة الرعاية التي سيحصل عليها الطفل منك، إضافة إلى تعزيز ثقتك بما تفعلينه لطفلك. ويمكن لك، بعد إخراج طفلك من المستشفى أن تصطحبيه للفحوصات المنتظمة وكذلك السؤال عما يستجد للطفل أثناء هذه الفترة، ويمكنك دوما التواصل مع الطبيب عند حصول أمر لا يمكن تأجيله إلى موعد الفحص الدوري.

وإليك كيفية العناية ببشرة طفلك الحساسة وحمايتها في المنزل:

أولا: الاستحمام

قبل أن تأخذي طفلك المبتسر إلى المنزل،من الممكن في بعض المستشفيات أن تقوم الممرضة بعرض توضيحي لكيفية القيام بتحميم الطفل، وإذا كان ذلك غير متاح، فعلى الأقل اسألي عن الطريقة أو شاهدي بعض المقاطع الموثوقة عبر يوتيوب عن الطريقة الصحيحة لتحميم الطفل، ويمكن بالتأكيد الاستعانة بخبرة الأمهات في ذلك. وسيحتاج الطفل إلى تحميمه مرة واحدة أسبوعيا، فالطفل الرضيع لا يتسخ إلى حد الحاجة للاستحمام اليومي الذي يسبب جفاف بشرته ويضر بها. ويمكن غسل الأجزاء المتسخة أو مسحها عدة مرات يوميا، ويجب أيضا أن تأخيذ الأمور التالية بعين الاعتبار:

  • بعد سقوط الحبل السري من جسم الطفل، يمكنك تحميمه بإسفنجة رقيقة أو بحوض الاستحمام، وفي كلتا الحالتين يمكنك استخدام ماء الحنفية العادي وصابون الأطفال غير العطري والذي لا يحتوي على مواد كيميائية قد تجفف بشرة الطفل أو قد تقتل البكتيريا الطبيعية الموجودة على الجلد للمساعدة في منع حصول العدوى. كما يجب تجنب الصابون المضاد للبكتيريا لأنه قد يولد بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية.
  • بعد الانتهاء من تحميم الطفل، يجب تجفيف الجلد برفق، وذلك بلفه ببطانية حيث ستعمل على ازالة الماء ومنع فقدان الحرارة من جسمه.
  • يمكن استخدام مرطب آمن بعد الاستحمام مثل الفازلين أو الأورسين (Eucerin ) أو الأكوافور  (Aquaphor )، مع تجنب استخدام بودرة الأطفال أو نشاء الذرة لاحتوائهما على جزيئات صغيرة يمكن أن يستنشقها الطفل وتضر بصحة رئتيه.

خوف الطفل من الاستحمام

ثانيا: العناية بالحبل السري

غالبا ما تكون منطقة الحبل السري ملتئمة عند إخراج الطفل المبتسر من المستشفى، وعند عدم التئامها حين خروج الطفل من المستشفى، يجب إبقاؤها نظيفة، جافة، والتأكد من عدم اتساخها عند تغيير حفاض الطفل وبعد استحمامه. ويفضل ثني الجزء العلوي من الحفاض للأسفل لإبقاء هذه المنطقة مكشوفة وخارج الحفاض للمحافظة على جفافها ونظافتها. وعند اتساخ منطقة الحبل السري، يمكنك تنظيفها  بصابون معتدل وشطفها بالماء النظيف وتجفيفها برفق، كما يجب فحص المنطقة عند تنظيفها للتأكد من عدم وجود أي من علامات العدوى كالاحمرار، التورم، وجود الإفرازات أو االحمى، والتي تستدعى الاتصال بالطبيب فورا لمتابعتها.

ثالثا: الحفاض النظيف

عندما تستقر الرطوبة على الجلد لفترة من الوقت، خاصةً من حركة الأمعاء، يمكن أن يتسبب ذلك في ظهور طفح جلدي أحمر اللون على مؤخرة طفلك، أو قد يسبب فرط نمو الخميرة في الحفاض إلى ظهور طفح جلدي من الحفاض. لذلك تجب المحافظة على منطقة حفاض طفلك نظيفة وجافة قدر الإمكان، ولكن لا ينبغي لك تغيير حفاض طفلك باستمرار أو إيقاظه لتغيير حفاضه، بل يفضل القيام بتغيير الحفاضات المبللة ستة مرات على الأقل يوميًا أوبمجرد ملاحظة اتساخها بالبراز. وعند تنظيف الحفاظ تجب مراعاة الأمور التالية:

  • تنظيف مؤخرة الطفل باستخدام منشفة ناعمة مبللة بالماء الفاتر أو يمكن استخدام صابون الأطفال المعتدل أيضا، ويجب الحرص دوما على أن يكون المسح بلطف وتجنب الفرك الشديد لهذه المنطقة.
  •  إذا كنت ترغبين باستخدام مناديل الأطفال المبللة، فاحرصي فقط على قراءة الملصقات لأنها قد تحتوي أحيانًا على مكونات مهيجة لبشرة طفلك.
  •  عند الإصابة بطفح جلدي من الحفاض، يمكنك وضع طبقة سميكة من أحد المراهم أو الكريمات الواقية من طفح الحفاض لحماية الجلد ومساعدته على الشفاء. إذ تعمل هذه المراهم، التي تحتوي على أكسيد الزنك، واقياً للجلد من الرطوبة التي قد تحصل من الحفاض نتيجة بول الطفل أو برازه. وإذا لم تنفع هذه المراهم، فيمكن أن يكون سبب الطفح متعلق بنمو الخميرة، لذلك تجب استشارة الطبيب الذي قد يصف مرهما مضادا للخمائر ( الفطريات) للمساعدة في الشفاء.

رابعا: الأظفار

تعتبر العناية بأظفار طفلك جزءًا مهمًا من العناية ببشرته، إذ تمتاز بكونها صغيرة وحادة ويمكن أن تخدش جلد الطفل، ما يسبب الألم بالإضافة لحدوث اختراق للجلد وبالتالي العدوى. لذلك، يجب العمل على تجنب هذه الأضرار بتغطية يدي طفلك باستخدام القفازات، الجوارب الصغيرة، أو قد تحتوي بعض ملابس الأطفال على أكمام يمكن طيها فوق يدي الطفل. كما يمكنك إزالة الحواف الحادة للأظفار  باستخدام مبرد أظفار، ويجب الحرص على الرفق عند استخدام المبرد.

خامسا: طاقية المهد

قلنسوة المهد هي حالة جلدية تسمى التهاب الجلد الدهني الذي يحصل نتيجة تراكم الزيت في غدد الطفل الدهنية (المنتجة للزيت) وهو مشابه لقشرة الرأس عند البالغين، لذا فهي ليست عدوى وليست معدية. عندما ترينها، قد تبدو كطفح جلدي، أو بقع سميكة، قشرية، بيضاء، صفراء، أو بنية اللون على رأس طفلك، وإذا تركتها بمفردها، فقد تختفي في غضون بضعة أشهر.

لكن، إذا كنت ترغبين في محاولة مساعدة الطفل، فيمكنك غسل رأس طفلك بصابون أطفال معتدل وتنظيف المنطقة بفرشاة ناعمة. يمكنك أيضًا تدليك رأس الطفل بالقليل من زيت الأطفال وإزالة القشور بلطف باستخدام مشط ذي أسنان ناعمة قبل غسل رأس الطفل. أما إذا ظهرت علامات خطيرة كالاحمرار والانتفاخ، أو بدأ المكان بالنزيف، فعندها يجب اصطحاب طفلك إلى الطبيب لفحصه.

أكزيما الأطفال

سادسا: الأكزيما

الاكزيما (التهاب الجلد التأتبي) هي طفح جلدي جاف مثير للحكة وقد يحمر الجلد أحيانا أو قد يتقشر. وقد تصعب في البداية معرفة سبب الأكزيما، إلا أنه يمكنك محاولة التخلص من أي شيء قد يكون مزعجًا أو مهيجا لبشرة الطفل مثل بعض الأطعمة، المستحضرات، الشامبو ومنظفات الغسيل. إضافة إلى تجنب المواد التي قد تسبب تحسس الطفل، فإن الطبيب قد يصف مرطباً آمناً لتخفيف الجفاف والحكة في الجلد ولمنع الإصابة بالعدوى. وإذا اعتقد الطبيب أن الأكزيما مرتبطة بحساسية تجاه الطعام، فقد ينصح بتغيير تركيبة حليب الطفل (إذا كان يتناول حليبًا صناعيًا) أو محاولة التخلص من بعض مسببات الحساسية الشائعة في النظام الغذائي للأم (إذا كانت الرضاعة طبيعية).

سابعا: غسل ملابس طفلك

يمكن أن تتسبب المنظفات المستخدمة في غسيل الملابس بتهيج بشرة الطفل الرقيقة، لذا ينصح باستخدام صابون غسيل خالٍ من المواد الكيميائية لغسل جميع الملابس والبياضات التي يلمسها طفلك المبتسر. يتضمن ذلك ملابس الطفل، الفراش، البطانيات، بالإضافة إلى ملابس الأم وفراشها لأن الطفل سيلمس هذه العناصر أيضًا. وفي حالة تحسس بشرة الطفل من المنظفات اللطيفة ( الخالية من المواد الكيميائية)، فتمكن محاولة وضع الغسيل في دورتين شطف بالماء، حيث يساعد الشطف الإضافي في إزالة أي منظف قد تتركه دورة الشطف الأولى. وكذلك يمكن تخطي منعم الملابس في الغسيل والمجفف لأنه مجرد منتج آخر يمكن أن يحتوي على مواد كيميائية مزعجة. وتذكري، عند القيام بتغيير صابون الغسيل، مراقبة رد الفعل لدى الطفل.

ثامنا: الضمادة والمواد اللاصقة للأجهزة الطبية

يمكن أن يتضرر جلد الرضيع نتيجة استخدام الضمادة أو الأقطاب الكهربائية اللاصقة، مجسات مراقبة الفعاليات الحيوية، أنابيب التغذية أو معدات التنفس. لذلك يجب الانتباه إلى الجلد الموجود أسفل هذه العناصر اللاصقة وحولها. إذاً، يمكن ترك المادة اللاصقة على الجلد خلال المدة المطلوية ما لم تتهيج بشرة الطفل، وأن ينقع الشريط أو المادة اللاصقة بالماء قبل إزالته لتسهيل نزعه برفق وسهولة.

نصائح أخرى

  • غبقاء الطفل بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة ، خاصة خلال أشهر الصيف بين الساعة الـ10 صباحًا والساعة الـ4 مساءً، وعندما تكون الشمس في أشد قوتها. ويمكنك أيضا وضع حاجب من الشمس أو غطاء خفيف فوق عربة الطفل أو ساحة اللعب عند اصطحاب الطفل إلى خارج المنزل، ولا ينصح باستخدام واقي الشمس إلا بعد استشارة الطبيب الذي قد يوصي بالانتظار حتى يكبر الطفل قليلاً.
  • يمكن استخدام الناموسية لإبعاد الحشرات وحماية جلد الطفل من لدغات الحشرات، وتجنب استخدام بخاخات الحشرات التي تحتوي على مواد كيميائية يمكن أن تمتصها بشرة الطفل وتسبب الضرر له. وهنا، يمكن لطبيب الأطفال أن يوصي بطارد آمن للحشرات بمجرد أن يكبر طفلك قليلاً.

* المصدر:

Taking Care and Protecting a Premature Baby's Skin

آخر تعديل بتاريخ
11 أغسطس 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.