صحــــتك

القليل من الإجهاد قد يحمي من الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي

الصورة
محمد شعبان
القليل من الإجهاد قد يحمي من الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي

يعاني نحو 7 ملايين شخص في جميع أرجاء العالم من داء الأمعاء الالتهابي؛ وهو مصطلح شامل يستخدم لوصف الحالات التي تتميز بالتهاب مزمن في القناة الهضمية. ويعد داء كرون والتهاب القولون التقرحي نوعين من أمراض الأمعاء الالتهابية.

  • التهاب القولون التقرحي: تشمل هذه الحالة الإصابة بالتهاب وتقرحات على طول بطانة الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم.
  • داء كرون: يتسم هذا النوع من مرض الأمعاء الالتهابي بحدوث التهاب في بطانة القناة الهضمية، وغالبًا ما يشمل ذلك الطبقات العميقة من القناة الهضمية. ويؤثر داء كرون غالبًا في الأمعاء الدقيقة. ومع ذلك، فإنه قد يؤثر أيضًا على الأمعاء الغليظة، وفي حالات نادرة قد يؤثر في القناة الهضمية (المَعدية-المَعوية) العليا.

وما زال السبب الدقيق وراء الإصابة بمرض الأمعاء الالتهابي غير معروف. وهناك أبحاث متزايدة تشير إلى أن الإجهاد النفسي والتوتر يشكل خطرًا كبيرًا على مرضى داء الأمعاء الالتهابي.

 

 

ويرجِع أحد الأسباب المحتملة لحصول هذا المرض إلى وجود خلل في الجهاز المناعي. فعندما يحاول الجهاز المناعي مقاومة فيروس أو بكتيريا، فإن الاستجابة غير الطبيعية للجهاز المناعي قد تتسبب في مهاجمته لبعض خلايا الجهاز الهضمي. وتشير العديد من الدراسات إلى أن الأعضاء الليمفاوية الثالثية تلعب دورًا مهمًا في مرض الأمعاء الالتهابي.

والأعضاء الليمفاوية الثالثية هي عبارة عن مجموعات من الخلايا المناعية التي تتشكل في الأنسجة الخارجية غير اللمفاوية استجابةً للالتهاب المزمن الموضعي. ولا يزال الباحثون غير متأكدين مما إن كانت لهذه الأعضاء الليمفاوية تأثيرات وقائية أو مُمرِضة على مرض الأمعاء الالتهابي. كما لم يدرس العلماء من قبل تأثير الإجهاد النفسي على تكون الأعضاء الليمفاوية الثالثية.

وقد أفادت دراسة حديثة نشرت في دورية "بي إن إيه إس" بأن الإجهاد اليومي المزمن لمدة 6 أسابيع كان مفيدا ضد الإصابة الثانية بمرض الأمعاء الالتهابي، ما يعني أن هناك شكلا من التحفيز المناعي بفعل الإجهاد الذي ساعد على الوقاية من التهاب الأمعاء في نماذج الفئران المدروسة.

 

آثار الضغط النفسي المزمن

وقد استخدم الباحثون في دراستهم نوعا من نماذج الفئران التي تصاب - خلال 10 أسابيع - بالتهاب اللفائفي التلقائي (التهاب الأمعاء الغليظة) والذي يشبه مرض كرون البشري.

ولإحداث نوع من الإجهاد النفسي على هذه الفئران، فقد أخضع الباحثون الفئران البالغة من العمر 12 أسبوعا إلى إجهاد نفسي وذلك بأسرهم لمدة 56 يوما متتاليا.

توقع الباحثون في البداية تفاقم التهاب اللفائفي و/أو القولون لدى الفئران المجهدة. غير أنهم لم يرصدوا أي زيادة ملحوظة في التهاب الأمعاء لدى الفئران المجهدة.

غير أن الباحثين رصدوا زيادة ملحوظة في الأعضاء الليمفاوية الثالثية لدى الفئران المجهدة مقارنة بغيرها غير المجهدة. وبالتالي، فإن الإجهاد ارتبط بشكل مباشر بزيادة تكوين الأعضاء الليمفاوية الثالثية.

والجدير بالذكر أن دراسة سابقة قد ربطت بين تكون الأعضاء الليمفاوية الثالثية وبين الحالات المرضية الشديدة لالتهاب الأمعاء. ولذا، فقد افترض الباحثون أن الفئران المجهدة التي تحتوي عددا أكبر من الأعضاء الليمفاوية الثالثية قد تكون أكثر عرضة لإصابات القولون الثانوية.

ولاختبار هذه الفرضية، قام الباحثون بتزويد مياه الشرب بــ3% ديكستران كبريتات الصوديوم، التي تحفز التهاب القولون لدى الفئران.

وقد لاحظ الباحثون أن الفئران المجهدة أظهرت التهابا في القولون أقل حدة عن غيرها من الفئران غير المجهدة.

ووفقا للباحثين، فإن السبب المحتمل لمقاومة الإصابة المعوية الثانوية لدى الفئران يرجع إلى احتمال أن يكون وجود عدد أكبر من الأعضاء الليمفاوية الثالثية هو ما يحسن من حاجز الغشاء المخاطي.

 

السبب في زيادة الأعضاء الليمفاوية الثالثية

تشير الدراسات السابقة إلى أن ميكروبات الأمعاء (الميكروبيوم) قد تكون مسؤولة عن زيادة تكوين الأعضاء الليمفاوية الثالثية لدى الفئران المجهدة المصابة بالتهاب اللفائفي.

وعلى الرغم من ذلك، لم يجد العلماء اختلافات كبيرة في ميكروبيوم الأمعاء الخاصة بالفئران المجهدة وغير المجهدة المصابة بالتهاب اللفائفي.

غير أن الباحثين وجدوا أن الإجهاد يزيد من إنتاج سيتوكينات إنترلوكين 23 وكذلك 22، وهما المساران المرتبطان بزيادة تكوين الأعضاء الليمفاوية الثالثية. ولا يستبعد الباحثون فرضية ارتباط ميكروبيوم الأمعاء بزيادة تكوين الأعضاء الليمفاوية الثالثية، وذلك بسبب محدودية الطريقة التي استخدمها الباحثون لتحليل ميكروبيوم الأمعاء.

وبالتالي، فإن النتائج الرئيسة لهذه الدراسة تتمثل في أن:

  • الإجهاد النفسي لا يزيد من الالتهاب المعوي، بل يؤدي إلى زيادة تكوين الأعضاء الليمفاوية الثالثية وذلك عن طريق زيادة إنتاج إنترلوكين 23 وإنترلوكين 22؛ وهما سيتوكينات تشارك في الاستجابة الالتهابية.
  • الفئران المجهدة المصابة بالتهاب اللفائفي كانت محمية من إصابة القولون الثانوية، وهو ما يشير إلى أن الأعضاء الليمفاوية الثالثية قد تحسن من الحاجز المخاطي في الأمعاء.
  • تظهر نتائج هذه الدراسة أن التوتر قد يكون له تأثير مفيد في بعض الحالات.

ولا تعني هذه النتائج بالضرورة أن التوتر مفيد دائما. إذ إن التوتر القليل (أو ما يمكننا تسميته بالتحفيز) قد يكون مفيدا، وذلك على النقيض من الضغط الزائد الذي قد يحمل تبعات وخيمة على الصحة عامة.

                                                                                                     

المصادر

World IBD Day– May 19, 2022

Chronic stress induces colonic tertiary lymphoid organ formation and protection against secondary injury through IL-23/IL-22 signaling

Stress Triggers Flare of Inflammatory Bowel Disease in Children and Adults

آخر تعديل بتاريخ
17 نوفمبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.