صحــــتك

فوائد السحلب ومكوناته وطريقة تحضيره

إعداد وتحرير
فوائد السحلب
فوائد السحلب
فوائد السحلب يتم الحصول عليها عند تناول السحلب الحقيقي ذي الأصل النباتي، ويعتبر السَّحلب شراباً شعبيًا مشهوراً في البلاد العربيًّة، خاصةً في بلاد الشام وفي مصر والحجاز، وقد يعتبر كثير منا السَّحلَب من مشروباته الشتوية المفضلة، لكن الحقيقة أن معظمنا لم يعرف السحلب الحقيقي، ولم يذقه قط، فإذا انتبهت إلى الوصف المكتوب على مساحيق السحلب التي تباع في الأسواق، سترى عبارات مثل: "بطعم السحلب" أو "نكهة السحلب"، فكل تلك المنتجات لا تحتوي إلا على خليط من النشا والفانيلا وجوز الهند ومواد لها طعم السحلب، فلماذا لا تحتوي مشروبات السحلب على السحلب؟ وأين ذهب السحلب الحقيقي؟

نبذة مختصرة عن السحلب 

تُستخرج بودرة السحلب من جذور نبات السحلب (ينتمي لعائلة زهرة الأوركيد البرية)، ويكثر نمو هذه الزهرة في جنوب غرب تركيا، وتحديداً بمدينة تسمى "سوتشولير" أو اللبانين، ويتحدث هذا المقال عن:
  • مصدر السحلب وفوائده: السحلب مشروب شتوي محبوب في مناطق الشام ومصر، مستخرج من درَنات نبات بري، تُعزى إليه فوائد صحية كعلاج للكبد ومضاد للأكسدة، ومساعد في علاج الإسهال والسعال، لكن ندرته تسببت في غيابه من الأسواق.
  • تهديد للنفاد والتقليد: زيادة الطلب على السحلب أدى لنفاده تدريجياً، والسحلب الموجود في الأسواق غالباً ما يكون مغشوشاً بمزيج من النشا والفانيليا، مما يثير مخاوف من فقدان هذا المشروب الشتوي التقليدي.
  • الجهود للحفاظ عليه: بسبب ندرته، اتخذت الحكومة التركية إجراءات لحماية السحلب، مثل منع تصديره، مما يشير إلى الحاجة لحماية هذا الموروث الثقافي واستعادة طعمه الأصلي.

ما هو السحلب؟

السحلب هو نبات بري مُزهر، وزهوره بنفسجية جميلة، ولا عجب، فهو يمت بالقرابة لزهور الأوركيد، ضمن العائلة النباتية التي تعرف بالسحلبيات، والسحلب (Salep) هي التسمية التركية التي يُعتقد أنها جاءت من "ثعلب" العربية.
بالرغم من جمال زهور السحلب الأخاذ، فإن الجزء الذي تركَّز عليه اهتمام البشر بالسحلب هو الدرَنات (tubers) لا الأزهار، وهي تلك الأعضاء المنتفخة التي تنمو في بعض أنواع النبات، كالبطاطس مثلًا، تحت الأرض مباشرة، ويستخدمها النبات عادةً في تخزين الغذاء، وتلك الدرَنات هي التي تُجمع وتجفف وتُطحن ليصنع منها مسحوق السحلب الذي يُصنع منه مشروب السحلب الحقيقي، والذي كان من أكثر مشروبات الشتاء شعبية على امتداد تاريخ وجغرافيا الخلافة العثمانية، وما يزال إلى اليوم يحظى بشعبية في تركيا والشام ومصر.

القيمة الغذائية للسحلب 

السحلب هو مشروب لذيذ ذو طعم رائع وقوام سميك، ويُستهلك عادة في فصل الشتاء في منطقة الشرق الأوسط والدول العربية حيث يحظى بشعبية كبيرة، وعلى الرغم من نكهته اللذيذة فإن الإفراط في تناول السحلب قد يؤدي إلى زيادة الوزن بسبب محتواه العالي من السعرات الحرارية، لكن فوائد السحلب عديدة بسبب قيمته الغذائية العالية، إذ يحتوي على المغذيات التالية:

العنصر الغذائي  الكمية 
بروتينات  4.1 جرامات
دهون  2.4 جرام 
كربوهيدرات  10.2 جرامات
كالسيوم  153 مليجرامًا
حديد  0.1 مليجرام 
فسفور  119 مليجرامًا
زنك  1 مليجرام 
صوديوم  63 مليجرامًا
الفيتامين أ  256 وحدة دولية 
الثيامين  0.05 مليجرام 
الريبوفلافين  0.21 مليجرام 
النياسين  0.13 مليجرام 
الفيتامين ج  1 مليجرام 
الكوليسترول  10 مليجرامات

 

فوائد السحلب الصحية

ترتبط شعبية السحلب، بالإضافة إلى كون شربه طريقة ممتازة للتدفئة في برد الشتاء، بالسمعة الطبية والصحية للنبات، والتي أثبتت الدراسات الحديثة صدقها من نواحٍ عديدة، ومن فوائد السحلب الصحية على سبيل المثال:

  • فوائد السحلب للكبد: أثبتت دراسة أجريت عام 2015 أن مستخلص السحلب له تأثير خافض لإنزيمات الكبد، مما يؤهله للانضمام إلى التركيبات الدوائية المستخدمة لحماية الكبد.
  • السحلب مادة مضادة للأكسَدة: في دراسة حديثة عام 2017، ظهر أن السحلب له خواص مضادة للأكسَدة، والتأكسد في الكيمياء الحيوية هو تفاعل يقوم بتحويل مادة معينة إلى عوامل مؤكسِدة متلِفة لخلايا الجسم، ومن المعروف أن مضادات الأكسَدة تحمي بشكل عام من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية.
  •  يقلل من الانتفاخ وعسر الهضم: يحسّن السحلب من وظائف الجهاز الهضمي بشكل عام لما يحتويه من مواد مخاطية، وله تأثير ملطف ممتد من المريء (إذ يُستخدم في تلطيف آلام الارتجاع المريئي) إلى الأمعاء.
  •  يخفّف ويساعد في علاج الإسهال: فالسحلب يعمل على تنظيم حركة القناة الهضمية.
  •  يقلل من نوبات السعال: للسحلب خواص طاردة للبلغم، مما يجعله مفيدًا بشكل خاص في علاج السعال، وتلطيف أعراض البرد.
  • فوائد السحلب للبشرة: فخواص السحلب القابضة تحافظ على نضارة الجلد، وتحمي من ظهور الطفح والبثور.
  • يقلل من التوتر: السحلب مشروب مهدئ للجسم وللنفس بشكل عام، ولهذا فقد استُعمل كمقوٍ للجهاز العصبي ومهدئ للتوتر والضغط النفسي.
  • تقوية المناعة: السحلب غني بالمعادن والفيتامينات التي تدعم جهاز المناعة، إذ تساهم الفيتامينات مثل الفيتامين C والحديد الموجودة في السحلب في تقوية الجسم وحمايته من الأمراض.
  • تحسين صحة العظام: يحتوي السحلب على الكالسيوم والفسفور، وهما عنصران مهمان لصحة العظام والأسنان، لذا فإن تناول السحلب بانتظام يمكن أن يساعد في تقوية العظام والحفاظ على صحتها.
  • يمنح شعور بالشبع: عند تحضير السحلب يصبح قوامه سميكاً ومتماسكاً ويزداد حجمه، وهذا يساعد في الشعور بالشبع عند تناوله، ويتم تناول هذا المشروب مع القرفة وبالتالي يمنع الشعور بالجوع، ويوازن نسبة السكر في الدم.

أين ذهب السحلب؟

لكن تلك الشعبية الجارفة –والتي انتقلت عدواها حتى إنجلترا وفرنسا في القرن السابع عشر– لم تكن في صالح السحلب، وإن كانت في مصلحة تجّاره؛ فقد أدى التزايد الجنوني في الطلب على هذا النبات البري (الذي لا يزرعه البشر وإنما ينمو طبيعيًا) إلى اختفائه المتزايد من البرية، حتى صار من الأنواع المهددة بالانقراض، ويكفي أن تعلم أن إنتاج كيلوغرام واحد من مسحوق السحلب يحتاج إلى ألف نبتة تقريبًا.
وهذا هو ما دفع الحكومة التركية في محاولة أخيرة لإنقاذ السحلب إلى اتخاذ قرار بمنع تصديره إلى الخارج مطلقًا، لكنه ما يزال يباع إلى اليوم في الأسواق المحلية التركية، كمسحوق جاهز أو حتى كدرَنات كاملة مجفّفة ومنظومة في خيوط كالعقود، بل ستجد هناك المحلات التي تبيع الآيس كريم بالسحلب الذي يحظى بشعبية متزايدة، لكن السحلب يُباع هناك بأثمان باهظة بالطبع، تبررها الندرة الشديدة مع الطلب الشديد، فإذا ذهبت يومًا لزيارة تركيا، ففكِّر في ادخار بعض المال، لتجرب طعم السحلب الحقيقي.

مكونات السحلب 

يتكون السحلب من عدة مكونات أهمها بودرة السحلب الحقيقية في حال توفرها، ولكن بسبب ندرتها وارتفاع ثمنها يتم الاستغناء عنها ووضع طعم السحلب بالإضافة إلى المكونات الأخرى، وهناك مكونات تدخل في تركيب السحلب، ومكونات تُستخدم للتزيين وإضافة الطعم. وتتضمن مكونات السحلب ما يلي:

  • مسحوق السحلب الحقيقي في حال تواجده.
  • حليب.
  • نشا الذرة.
  • أرز مطحون.
  • سكر.
  • مكسرات لتزيينه مثل الفستق السوداني والقرفة المطحونة والسمسم وجوز الهند، ويتم التزيين حسب الرغبة.
  • يمكن وضع بعض الإضافات حسب الرغبة لإضفاء نكهة مختلفة خاصة في حالة عدم توفر مسحوق السحلب الحقيقي، مثل الكريمة والفانيلا وماء الورد والمستكة.

طريقة السحلب بوصفة بسيطة

يمكن تطبيق وصفة السحلب وصنعه بطريقة سهلة وبسيطة، ولا تحتاج الكثير من المجهود أو الوقت، فخلال دقائق قليلة يمكن الاستمتاع بهذا المشروب الشتوي اللذيذ، وتكون المقادير حسب الرغبة والكمية المطلوبة وحسب القوام المطلوب، ويمكن تطبيق هذه الوصفة بالخطوات التالية:

  • في الأغلب يتم بيع مسحوق السحلب جاهزاً في متاجر البقالة ومرفقاً معه المكسرات للتزيين، ويتم وضعه على الحليب مباشرة وهو بارد وتحريكه جيداً، أما في حال كنت تخلط المكونات في المنزل فيجب خلط المكونات الجافة معاً مثل الأرز المطحون والنشا والسكر والكريمة ووضعها على الحليب وهو بارد مع التحريك جيداً.
  • يوضع الخليط من الحليب ومسحوق السحلب على نار هادئة مع التحريك المستمر حتى يصبح القوام ثقيلًا نسبياً ومتجانسًا.
  • عندما يصل إلى درجة الغليان قم بإضافة المنكّهات مثل ماء الورد أو المستكة أو الفانيلا أو طعم السحلب.
  • أطفئ النار تحت القِدر واسكب السحلب الجاهز في كوب، وزينه بالمكسرات والقرفة المطحونة والسمسم وجوز الهند أو حسب الرغبة.
  • يتم تقديم السحلب وتناوله ساخناً، استمتع بالطعم اللذيذ.

الأسئلة الشائعة 

هل السحلب مفيد للقولون؟

يحتوي السحلب على ألياف تساعد على تحسين حركة الأمعاء ومنع الإمساك، كما أنه يساعد على تعزيز صحة القولون.

هل السحلب يساعد على النوم؟

لا يحتوي مشروب السحلب الطبيعي على الكافيين، ويرتبط بخصائص علاجية مختلفة مثل تخفيف السعال وتهدئة المعدة وتعزيز النوم الصحي بسبب آثاره المهدئة، أما السحلب الصناعي فيمكن أن يساعد على النوم بسبب احتوائه على الحليب الذي يعتبر مهدئاً ويخفف من التوتر والقلق.

هل السحلب يقوي المناعة؟

يعتبر السحلب الطبيعي من مضادات الأكسدة، كما أنه غني بالمعادن والفيتامينات مثل الفيتامين ج (C)، والتي تعمل على تقوية الجسم وحمايته من الأمراض.

نصيحة من موقع صحتك

فوائد السحلب الصحية مدهشة، خاصة إذا كنا نتحدث عن مستخلص السحلب الذي يتم استخراجه من درنات النبات البري الطبيعية، إذ يدعم صحة الجهاز الهضمي وصحة البشرة والجلد، كما أنه يعمل كمضاد للأكسدة، وبالتالي يحمي من العديد من الأمراض. ويعتبر السحلب إضافة قيمة وجيدة لأي نظام غذائي صحي، لكن في حال تناول السحلب الصناعي المضاف إليه نكهة السحلب ننصحك بعدم الإكثار منه بسبب مكوناته المضافة، بالإضافة إلى وجود المنكهات والأطعمة، أو العمل على جعله صحياً قدر الإمكان، مثل استخدام المستكة الطبيعية وماء الورد الطبيعي لإضافة الطعم بدلاً من طعم السحلب الصناعي.

آخر تعديل بتاريخ
04 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.