يُكثِر العديد من المراهقين من تناول المشروبات المحتوية على الكافيين ، ويعود ذلك للعديد من الأسباب، منها حبُّهم لدَفعة النشاط التي يمنحهم إياها، وحبهم لطعم المشروبات المحتوية عليه، ورغبتهم في مشاركة أقرانهم الذين يتناولون هذه المشروبات.
ويجدر بالذكر هنا سهولة الحصول على هذه المشروبات، التي لا تقتصر على القهوة والشاي، بل تشمل أيضاً المشروبات الغازية ومشروبات الطاقة، فكيف يؤثر هذا في المراهقين؟ وهل هو صحي لهم؟
ما هو الكافيين ؟
لنتمكن من معرفة مدى تأثير هذه المشروبات على المراهقين وصحتهم، لا بد أولاً من أن نفهم ما هو الكافيين، وما هي تأثيراته في الجسم بشكل عام. يُعَد الكافيين مادة طبيعية توجد في العديد من النباتات، أبرزها حبوب القهوة والكاكاو وأوراق الشاي، ويُعد مادة منشطة تعمل على تحفيز الجهاز العصبي، ما يجعل مَن يتناولها يشعر بنشاط أكبر. ولكن لا ينحصر تأثير هذه المادة في النشاط فقط، بل يؤثر في المزاج أيضًا، فقد يسبب ارتفاعًا في مستويات القلق والتوتر، وقد يؤدي إلى تأثيرات بدنية مؤقتة أيضاً، مثل ازدياد معدل ضربات القلب ورفع ضغط الدم.
كيف يعمل الكافيين ؟
ذكَرنا أن هذه المادة تمنح دفعة من النشاط، ولكن الطريقة التي تحقّق فيها ذلك هي أكثر تعقيداً، إذ إنها تعمل من خلال منع تأثير بعض المواد الكيميائية في الجسم التي تسبب النعاس، ويعني هذا في الحقيقة أن هذه المادة لا تمنح دفعة من النشاط حقاً، وإنما تحد من الشعور بالتعب والنعاس.
ما هي تأثيرات الكافيين ؟
يتباين تأثير هذه المادة بين الأشخاص، فقد تسبب أعراضًا بدنية ظاهرة على الشخص بعد تناول كمية قليلة منها، وقد لا تظهر هذه الأعراض نهائياً على آخرين حتى بعد تناولهم لكميات أكبر، ولكن ما يزال المراهقون يمرون في مرحلة مهمة من التطور البدني والعقلي، ولا يُعرف مدى تأثير هذه المادة عليهم مع هذا التطور والنمو، وخصوصاً فيما يتعلق بوظائف القلب والجهاز الوعائي والجهاز العصبي، فقد يؤدي الإكثار من تناول هذه المشروبات إلى ما يلي:
- تدني وظائف القلب، وذلك لأن الكافيين يزيد مؤقتاً معدل نبضات القلب ويرفع ضغط الدم، وقد يؤدي إلى عدم انتظام نبضات القلب.
- استنزاف الكالسيوم، فقد أظهرت بعض الدراسات أن الكافيين يؤدي إلى استنزاف الكالسيوم من الجسم، ما يؤدي إلى خسارة كتلة العظم.
- الأرق واضطراب النوم، ما يؤثر في جودة نوم المراهق، وقد يؤدي تناول هذه المشروبات بكميات مرتفعة أو في أوقات قريبة من وقت النوم إلى عدم القدرة على النوم بشكل جيد، علماً أن الحصول على القدر الكاف من النوم يُعد مهماً للنمو والتطور في مرحلة المراهقة.
- تثبيط تطور الدماغ، بالرغم من أن تناول هذه المشروبات يؤدي إلى زيادة نشاط الدماغ على المدى القصير، فقد وجدت بعض الدراسات أن الكافيين يؤثر سلباً في تطور الدماغ، ولكن لا يُعرف فيما إذا كان هذا التأثير مباشراً، أو من خلال تأثير هذه المادة على جودة النوم.
- الحموضة، يزيد الكافيين من إنتاج أحماض المعدة، وقد يؤدي هذا إلى مشكلات مَعِدية مثل الحرقة، ومشكلات أخرى كالغثيان.
ما هي الكمية المسموح بها من الكافيين؟
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ألا يتجاوز مقدار ما يتناوله المراهقون بين 12 و18 عاماً مقدار 100 ملجم من الكافيين يومياً، وهي نسبة يوجَد ضعفيها في العلبة الواحدة من بعض أنواع مشروبات الطاقة، ولهذا من الضروري الانتباه لما يتناوله المراهقون من المشروبات ومحتواها من هذه المادة. وتشمل بعض المشروبات المحتوية على الكافيين ومقدار ما تحتويه ما يلي:
- مشروبات الطاقة: 100 إلى 300 ملجم في العلبة الواحدة.
- المشروبات الغازية: 35 إلى 120 ملجم في العلبة الواحدة حسب السعة.
- القهوة: 65 ملجم في الكوب الواحد (230 ملل تقريباً).
- الشاي الأسود: 55 ملجم في الكوب الواحد (230 ملل تقريباً).
