تظلّ مقاوَمة مضادّات الميكروبات مصدرَ قلقٍ للصحة العامة، وسببًا رئيسيًا للوفاة في جميع أنحاء العالم، فعلاج العدوى بالمضادّات الحيوية هو قرار يتخذه مقدّم الرعاية الصحية بعد التفكير بعناية في فوائد ومخاطر العلاج، ومع ذلك قد لا يتنَّبَه بعض مقدّمي الرعاية الصحية لمخاطر استخدام منتجات مضادات الميكروبات بشكل مُفرِط لتطهير الأسطح التي تُستخدَم باستمرار، مثل مقابض الأبواب وطاولات الفحص.
وممّا قد يغيب عن بعض مقدّمي الرعاية الصحية أنّ هذه المطهرات المضادّة للميكروبات لها آثار جانبية، وقد تساهم في ظهور الجراثيم المقاوِمة للميكروبات.
أضرار الإفراط في استخدام بعض مضادّات الميكروبات (المطهّرات)
تخدم المطهّرات المضادة للميكروبات غرضاً مهماً للصحة العامة: وهو تقليل انتشار المرض. ولكن -كما نعلم- هناك جانب سلبي للإفراط في استخدام بعض مضادات الميكروبات (المطهّرات)، مثل مركبات الأمونيوم الرباعية، المعروفة باسم QACs أو quats، والتي يمكنها المساهمة في ظهور جراثيم مقاوِمة لمضادات الميكروبات، بالإضافة إلى تزايد الضرر الذي يلحق بصحة الإنسان عند التعرض لـQACs.
خلال جائحة COVID-19، تم تضخيم استخدام المطهرات التي تحتوي على الكحول في أماكن الرعاية الصحية وغير الصحية، علاوة على الاستخدام المُفرِط للمناديل والبخّاخات ومحاليل التنظيف الأخرى، وقد وسَّع الوباء نطاق استخدام المطهّرات على كل ما يتم استخدامه، مثل الوسائد والكتب والجوارب وغيرها.
فتحت مراجعة علمية حديثة أبوابًا جديدة عن تأثير مادة QACs الموجودة في بعض المطهرات، وقدَّمَت دليلاً على النتائج الصحية الضارة المشتبه بها، أو المعروفة من البحوث البشرية والحيوانية المختبرية، وتشمل: الآثار الجلدية، والجهاز التنفسي، والسُّمّية والتناسلية، وارتباك وظيفة التمثيل الغذائي المرتبطة بالتعرض لـQACs.
فعلى سبيل المثال، وجدت عديد من الدراسات أن المُمرِّضات اللواتي يستخدمن المواد الكيميائية بشكل متكرِّر لتطهير الأسطح والمعدّات الطبية لديهنّ معدلات أعلى للإصابة بالربو وانتفاخ الرئة COPD، كما وجدت دراسة أُجرِيت عام 2021 أن وجود QACs في دم الإنسان مرتبط بتعطيل وظائف المناعة والتمثيل الغذائي في الفئران، بالإضافة إلى انخفاض الخصوبة.
يمكن أن يؤدي انتشار مقاوَمة مضادات الميكروبات التي تفاقمت بسبب مادة QACs إلى تقليل فعالية المنتجات المطهّرة.
معايير ضبط استخدام مضادّات الميكروبات (المطهّرات)
بينما اتخذ المجتمع الطبي خطوات للحد من الإفراط في استخدام المضادات الحيوية، يمكن أن يكون هذا النهج نموذجاً جيّداً لمعايير الجودة وضبط الإفراط في استخدام مضادات الميكروبات، وتنص هذه المعايير على الآتي:
استخدامها فقط عندما تكون فعّالة وضرورية، والأفضل من ذلك هو استبدالها تماماً بمنتجات أكثر أماناً، لها فعالية مماثلة أو أكبر لمحاربة الكائنات الحية الدقيقة المتطورة، دون أن تؤدّي إلى مقاوَمة مضادّات الميكروبات.
ماذا عليَّ أن أستخدم للتطهير والتعقيم؟
هناك عديد من البدائل الأكثر أماناً التي يمكن أن تكون فعّالة ضد SARS-CoV-2، وبعض بدائل مركبات الأمونيوم الرباعية QACs فعالة ضد مجموعة واسعة من مسبِّبات الأمراض المسؤولة عن العدوى المكتسبة من الرعاية الصحية، بما في ذلك جرثومة Clostridioides ذات الأبواغ.
تحتوي محاليل بيروكسيد الهيدروجين وحمض الخلّيك على سبيل المثال على طيف أوسع من النشاط المضاد للميكروبات، مع مخاطر صحية وبيئية أقل من QACs عند استخدامها لتعقيم الأسطح وأجهزة رعاية المرضى التي لا تحتاج إلى تعقيم عميق.
كما يجب اتخاذ بعض الإجراءات الوقائية عند استخدام المطهّرات في المنزل، مثل فتح النافذة وتشغيل مروحة التهوية، بالإضافة إلى ارتداء قناع وقفَّازات عند التنظيف.
المصادر:
https://www.nytimes.com/2023/03/21/well/live/cleaning-disinfectant-bleach-risks.html
