لا توجد خيبة أمل أكبر من النوم لمدة ثماني إلى عشر ساعات، لتنهض من السرير وتشعر بالتعب وكأنّك لم تنم، فإذا كنت لا تستيقظ منتعشاً، أو تشعر وكأنّك لم تنم أبداً، فهناك شيء ما بالتأكيد، فما هي أسباب ذلك؟ وكيف يمكن التعامل مع هذه المشكلة؟
أسباب الشعور بالتَّعب بعد الاستيقاظ
هناك عدد كبير من الأسباب التي قد تجعلك تستيقظ مع الرغبة بالبقاء في السرير، رغم النوم لساعات طويلة، من أهمها ما يلي:
-
القصور الذاتي للنوم
القصور الذاتي للنوم هو المصطلح التقني للترنّح الصباحي، وهو السبب في أنك قد تشعر بالارتباك بعد النهوض من السرير، فدماغك يستيقظ بشكل أساسي. أظهرت الدراسات أن تدفّق الدم في الدماغ يكون أبطأ لمدة تصل إلى 30 دقيقة بعد الاستيقاظ، مقارنة بما كان عليه قبل النوم، ويستمر الإحساس بالنعاس من 15 دقيقة إلى ساعة لمعظم الناس، لكن يمكن للآخرين الشعور به لعدة ساعات.
-
التعرّض للضوء الأزرق
يؤثر الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة بشكل خطير على جودة نومك. مع ذلك، ينخرط كثير منا في تأجيل وقت النوم للانتقام، أو قرار البقاء مستيقظًا بعد يوم حافل بالمشاركة في الأنشطة الترفيهية التي نفتقدها، مثل تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي، ومشاهدة التلفاز، بدلاً من النوم.
-
عدم توفر بيئة جيدة للنوم
قد يحرمك عدم وجود بيئة مناسبة لغرفة النوم والروتين اليومي الذي يعزز النوم المريح، من النوم الجيد. يمكن أن تؤدي بعض التعديلات الصغيرة على الفراش أو أوقات النوم إلى إحداث فارق كبير. تأكَّد من أنك تنام على سرير مريح يدعمك من الرأس إلى أخمص القدمين، بالإضافة إلى اختيار الوسادة المناسبة.
-
شرب الكثير من القهوة
يعدّ الكافيين من المنبّهات، ويمكن أن يؤثر في جودة نومك أكثر مما تدرك. من الجدير بالذكر أن أجسام البعض تستقبل الكافيين بشكل أبطأ من غيرهم، لهذا السبب يوصي الخبراء بتجنّب القهوة لمدة تصل إلى أربع ساعات قبل موعد النوم.
-
اضطرابات النوم
عادة ما تتداخل اضطرابات النوم، مثل الأرق وانقطاع النفس الانسدادي النومي، مع النوم واليقظة. المصابون بانقطاع التنفّس أثناء النوم على وجه الخصوص معرَّضون للشعور بالتعب حتى بعد نوم ليلة كاملة، فهو يتسبَّب في إغلاق مجرى الهواء بشكل متكرّر طوال الليل، مما يجعلك مستيقظاً جسدياً للتنفّس دون أن تدرك ذلك.
-
العامل الوراثي
ينام بعض الناس بطبيعتهم بشكل جيد، ويستيقظون بحماس كل صباح، وقد يعاني البعض الآخر من الكسل خلال النهار والنشاط في المساء، وعادةً ما يتم تحديد هذه العوامل مسبقاً وراثياً. يمكن تعديلها إلى حد ما، ولكن عادة لا يمكن استبدال أحدهما بالآخر.
-
قلة ممارسة الرياضة
قد تعتقد أن الرياضة ستجعلك أكثر إرهاقاً، لكن العكس هو الصحيح. في الواقع، تبيَّن أن التمرينات الرياضية تُحارِب التعب في مكان العمل، وتزيد من الطاقة، وعلى العكس من ذلك، تُظهِر الأبحاث أن الرياضة قد تساعدك على النوم لفترة أطول وأكثر صحة في الليل، مما يسمح لك بالاستيقاظ وأنت تشعر بالانتعاش.
-
تدهور الصحة النفسية
كما أن قلة النوم تؤثّر على الدماغ، فإن الصحة النفسية يمكن أن تُلحِق الضرر بالنوم أيضاً. تُظهِر الأبحاث أن حوالي 40٪ من الشباب المصابين بالاكتئاب يعانون من فرط النوم، أو الشعور بالتعب المُفرِط والقلق، وخاصة اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تؤثّر تلك العوامل أيضاً على نوعية النوم.
كيف يمْكنك التعامل مع التعب بعد الاستيقاظ؟
بغض النظر عن العادات التي سبق ذكرها، هناك بعض الطرق الأخرى التي يمكنك من خلالها الشعور بمزيد من اليقظة، ونشاط أكبر في الصباح.
- احْرِص على دخول أشعة الشمس إلى غرفتك في الصباح، فهي تبعث فيك النشاط.
- توقَّف عن الضغط على زر الغفوة عندما يرن جرس المنبّه.
- مارِسْ التمارين الرياضية والنشاط البدني الخفيف يومياً.
- حدِّد وقتاً معيناً للنوم والاستيقاظ، والتزِم به حتى في عطلة نهاية الأسبوع.
- اعْتنِ بصحتك النفسية، واستشِر الاختصاصيّ النفسي إذا لزم الأمر.
المصدر:
https://www.prevention.com/health/sleep-energy/a40462114/wake-up-tired/
