نبات الحمِّيض Sorrel نبات معروف بطعمه الحامض اللاذع وفوائده الصحية القوية، وقد يُطلق على نبات الحميض أيضًا أسماء أخرى، مثل الحُمَّاض البُسْتَانِيّ، أو الحُمَّاض الأَسْفَانَاخِيّ، أو الحمَّاض الصغير.
تُستخدم هذه الأوراق الخضراء النابضة بالحياة وثمارها لإضافة نكهة حمضية حادة إلى الحساء والصلصات والسَّلطات والمشروبات، وتُستخدم أيضًا أصناف معيَّنة من الحميض لصنع شاي الأعشاب والصبغات والمكملات الغذائية.
ما هو نبات الحميض؟
الحميض هو نوع من الأوراق الخضراء المستخدمة كعشب وخضراوات، تتم زراعته في أوروبا وآسيا الوسطى وأجزاء معيَّنة من أمريكا الشمالية وأستراليا ونيوزيلندا.
له نكهة حامضة تشبه نكهة الليمون، وغالبًا ما يتم تقديمه في أطباق مثل الحساء واليخنات والكاري. كما أنه يُستخدم طبيًا، فيوصَف لتعزيز الهضم وتقليل الالتهاب وعلاج تقرحات الفم.
يُعرف النوعان الأكثر شيوعًا بالحميض الفرنسي والحميض الشائع. بالمقارنة مع الحميض الشائع، فإن الحميض الفرنسي أقل مرارةً، وينمو بشكل أطول بأوراق أصغر حجمًا وأكثر تقريبًا.
تشترك بعض النباتات والأطعمة في اسم مشابه ولكنها ليست ذات صلة. على سبيل المثال، حميض الخشب هو نوع من الأعشاب الصالحة للأكل الموجودة في جميع أنحاء أمريكا الشمالية.
العناصر الغذائية
نبات الحميض ذو قيمة غذائية عالية. بالإضافة إلى كونه منخفض السعرات الحرارية، فهو يحتوي على نسبة عالية من الألياف والمغذيات الدقيقة، مثل المغنيسيوم والفيتامينات C وA.
يحتوي كوب واحد (133 غرامًا) من الحميض الخام على:
- السعرات الحرارية: 29.
- البروتين: 2.5 غرام.
- الدهون: 1 غرام.
- الكربوهيدرات: 4 غرامات.
- الألياف: 4 غرامات.
- الفيتامين س: 71% من القيمة اليومية.
- المغنيسيوم: 33% من القيمة اليومية.
- الفيتامين أ: 30% من القيمة اليومية.
- المنغنيز: 20% من القيمة اليومية.
- النحاس: 19% من القيمة اليومية.
- الحديد: 18% من القيمة اليومية.
- البوتاسيوم: 11% من القيمة اليومية.
- الريبوفلافين: 10% من القيمة اليومية.
- الفيتامين ب6: 10% من القيمة اليومية.
- الفوسفور: 7% من القيمة اليومية.
يحتوي الحميض على نسبة عالية بشكل خاص من الفيتامين C، وهو فيتامين قابل للذوبان في الماء، يحارِب الالتهاب ويلعب دورًا رئيسيًا في المناعة.
كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف التي يمكن أن تعزز التبرّز المنتظم، وتزيد من الشعور بالامتلاء، وتساعد على استقرار مستويات السكر في الدم.
بالإضافة إلى ذلك، فهو غني بالمغنيسيوم، وهو معدن ضروري لصحة العظام والقلب.
الفوائد المحتملة
تم ربط الحميض بالعديد من الفوائد الصحية القوية.
-
غني بمضادات الأكسدة
يُعدُّ الحميض مصدرًا رائعًا لمضادات الأكسدة، وهي مركّبات مفيدة تحمي خلاياك من التلف عن طريق تحييد الجذور الحرَّة الضارة. قد تساعد مضادات الأكسدة في الوقاية من العديد من الحالات المزمنة، بما في ذلك أمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني.
على وجه الخصوص، تشير الدراسات إلى أن الحميض غني بمضادات الأكسدة الآتية:
- الأحماض الفينولية.
- الفلافونويدات.
- ترايتيربين.
- الكاروتينات.
- أنثراكينون.
- النفثالين.
- ستيلبينويدس.
قارنت إحدى الدراسات التي أُجريت مخبريًّا بين خصائص مضادات الأكسدة في 10 مستخلصات نباتية، ووجدت أن الحميض الأحمر أظهر أعلى نشاط مضاد للأكسدة.
وأظهرت دراسة أخرى أُجريت مخبريًّا أن نبات حميض القلب Rumex hastatus، يتخلص من الجذور الحرة الضارة، ويشير هذا إلى أنه قد يكون مفيدًا في علاج الاضطرابات التنكسية العصبية مثل مرض الزهايمر.
-
قد يقلل من نمو الخلايا السرطانية
مع عدم وجود أبحاث على البشر، فقد وجدت بعض الدراسات التي أُجريت مخبريًّا وعلى الحيوانات أن الحميض قد يمنع نمو وانتشار أنواع معينة من الخلايا السرطانية.
على سبيل المثال، أظهرت دراسة مخبرية أن عدة أنواع من الحميض تقتل خلايا سرطانات الثدي وعنق الرحم والجلد. علاوة على ذلك، في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران المصابة بسرطان الدم، أدى وجود خليط يحتوي على مستخلص الحميض ومكونات أخرى مثل الأرقطيون والدردار الزلق والراوند الصيني إلى منع فقدان الوزن، وتحسين مستويات خلايا الدم البيضاء.
ومع ذلك، هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد كيفية تأثير الحميض على نمو السرطان لدى البشر عند تناوله كجزء من نظام غذائي متوازن.
-
قد يدعم صحة القلب
تشير الأبحاث التي أُجريت على الحيوانات إلى أن الحميض قد يحسّن عدة جوانب من صحة القلب. في إحدى الدراسات التي أجريت على الفئران، تبيَّن أن مستخلص الحميض يعدِّل مسارات معيّنة مرتبطة بتراكم الصفائح الدموية -العملية التي تتجمع فيها الصفائح الدموية في الدم معًا- لتقليل تكوين جلطة الدم.
كما وجدت دراسات أخرى على الحيوانات أن مستخلص الحميض يمكن أن يساعد في توسيع الأوعية الدموية لمنع ارتفاع ضغط الدم.
وأخيرًا، الحميض غني بالألياف ومضادات الأكسدة، وكلاهما يعزز صحة القلب. ومع ذلك، لا توجد دراسات بشرية حول الحميض وصحة القلب، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف تأثير الحميض على صحة قلب الإنسان.
-
يعزز صحة اللثة
تساعد خصائص الحميض في الوقاية من أمراض اللثة. ترتبط هذه الحالة بنحو 15 إلى 20 نوعًا بكتيريًا، لكن البكتيريا البورفيرينية اللثوية P. gingivalis شائعة في الأشكال المزمنة والعدوانية. تلتصق البكتيريا البورفيرينية اللثوية باللثة وتسبب التهابات سيئة.
الحميض هو نبات قوي مليء بالبوليفينول، وهي مركّبات طبيعية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بالأمراض. وجدت دراسة أُجريت عام 2015 أن مستخلص الحميض يمكن أن يمنع البكتيريا البورفيرينية اللثوية من الالتصاق باللثة أو غزوها. لذا، فإن قضم بعض الحميض قد يكون مفيدًا لصحة لثتك.
-
قد يدعم جهازك المناعي
هل تبحث عن تعزيز دفاعات جسمك؟ هناك بعض الأدلة على أن الحميض يمكن أن يوفر الدعم المناعي.
يحتوي الحميض على نسبة عالية من الفيتامين C، وهو مضاد للأكسدة يشبه البطل الخارق لجهاز المناعة، كما أنه يساعد الجسم على التئام الجروح ومكافحة الالتهابات، وامتصاص المزيد من الحديد من الطعام. والحديد ضروري لتوصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم، لذا فإن الحصول على ما يكفي من الفيتامين C يساعد جسمك على الحصول على كمية كافية من الأكسجين.
يُعدُّ الحميض أيضًا مصدرًا رائعًا للفيتامين A، هذا الفيتامين ضروري للحفاظ على عمل الجهاز المناعي بشكل صحيح، ويضمن قدرة خلاياك على الاستجابة لأي هجمات، فأنت لا تريد أن تجعل أي فيروسات أو بكتيريا تشعر براحة شديدة في جسمك.
-
ربما يحمي من الأمراض المزمنة
النباتات (مثل الحميض) غنية بالألياف الغذائية. تحافظ الألياف على عمل الجهاز الهضمي في المسار الصحيح، وتحافظ على انتظام خروج البراز. يمكن أن يساعد أيضًا في تقليل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة، مثل أمراض القلب والسكري والسُّمنة وارتفاع ضغط الدم، وبعض مشكلات الجهاز الهضمي.
كيف يمكنه أن يفعل كل هذه الأشياء الرائعة؟ تناوُل الكثير من الألياف يساعد على خفض تركيز الكولسترول "الضار" في الدم، مما يساعد على تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
يمكن للألياف أيضًا أن تبطئ امتصاص السكر، ويساعد ذلك على منع ارتفاع مستويات السكر في الدم، ويمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.
السلبيات المحتملة للحميض
يمكن لمعظم البالغين الأصحاء الاستمتاع بالحميض عند تناوله باعتدال كجزء من نظام غذائي صحي ومتكامل، ومع ذلك، قد يكون لدى بعض الناس حساسية من الحميض. إذا واجَهت أي أعراض سلبية بعد تناوله، أو كنت تعاني من حساسية تجاه نباتات أخرى تنتمي لنفس العائلة، مثل الراوند والحنطة السوداء والأعشاب العقدية، فالأفضل تجنبها.
من الجدير بالذكر أيضًا أن الحميض يحتوي على الأوكسالات، وهو مركّب نباتي شائع يمكن أن يمنع امتصاص المعادن مثل الكالسيوم.
وقد يتفاعل الكالسيوم والأكسالات معًا، وقد يساهم ذلك في تكوين حصيات الكلى من نوع أوكسالات الكالسيوم، وهي رواسب صلبة في الكلى يمكن أن تسبب أعراضًا مزعجة جدًا مثل الألم والغثيان والقيء.
ومع ذلك، بدلاً من استبعاد الأطعمة الغنية بالأوكسالات مثل الحميض من نظامك الغذائي، حاوِل زيادة تناولك للكالسيوم، والحد من استهلاك الملح، وشرب الكثير من الماء للمساعدة في منع حصوات الكلى بأكسالات الكالسيوم.
كما يحتوي الحميض على الكثير من الفيتامين C، وهذا يجعله مصدرًا رائعًا لهذه العناصر الغذائية الأساسية، ولكن قد يؤدي الإفراط في تناوله إلى تناول الكثير من الفيتامين C، مما يؤدي إلى آثار جانبية، بما في ذلك:
- الغثيان.
- الإسهال.
- حرقة في المعدة.
- إسهال مائي.
- التعب.
- الغازات.
- الصداع.
وقد يكون الحميض العشبي المجفَّف غير آمن للأطفال والحوامل أو المرضعات. نظرًا لعدم وجود أدلة كافية على سلامته كدواء، فمن الأفضل للأشخاص في هذه الفئة عدم تناول الحميض.
نصيحة: إذا كنت لست متأكدًا فيما إذا كان هذا المكمّل الغذائي مناسبًا لك؛ استشر طبيبك أو اختصاصي التغذية للحصول على نصيحة مفيدة.
الاستخدامات الطبية
يتوفّر الحميض طازجًا ومجفّفا في العديد من المتاجر المتخصصة وتجار التجزئة عبر الإنترنت. يوجد حميض الأغنام أيضًا في بعض خلطات شاي الأعشاب، بما في ذلك شاي إيسياك، والذي غالبًا ما يوصف بأنه علاج طبيعي للسرطان.
يمكن أيضًا شراء الحميض على شكل صبغة أو كبسولة، إذ تحتوي معظم المكملات الغذائية على جرعات تتراوح بين 400-800 مجم.
على الرغم من أن هذه المنتجات يُقال إنها تعزز إزالة السموم، وتعزز وظائف المناعة، وتقلل الالتهاب، فإنه لا توجد أبحاث متاحة حول فعاليتها أو سلامتها أو آثارها الجانبية.
إذا كانت لديك أي حالة صحية كامنة أو تتناول أدوية، فمن الأفضل استشارة طبيبك قبل استخدام أي مكملات عشبية.
وقد يَستخدم الناس الحميض لعلاج سرطان الثدي، والتهاب الشُّعب الهوائية، وتورّم الجيوب الأنفية، وغيرها من الحالات، ولكن لا يوجد دليل علمي جيد لدعم هذه الاستخدامات.
وربما يكون الحميض غير آمن عند استهلاكه بكميات كبيرة، وقد يزيد تناول الكميات الكبيرة من خطر الإصابة بحصيات الكلى، أو تلف الكبد أو المعدة.
كيفية استخدام الحميض
إذا كنت ترغب في إضافة بعض الحيوية إلى الأطعمة البسيطة مثل البطاطس أو البيض، يمكن أن يساعدك الحميض، يمكن لنكهته اللاذعة والحامضة أن تضفي لمسة رائعة على هذه الأطعمة. إنه لذيذ مع الأطعمة المدخَّنة مثل السمك المدخَّن أو الجبن، ويمكنك أيضًا إقرانه بالكريمة أو الجبن الطري أو منتجات الألبان الأخرى التي توازن نكهتها الحادة.
إذا كان حمض الأكساليك الموجود في الحميض يقلقك، فحاول طهيه. يقلل طبخ الحميض من كمية حمض الأكساليك إلى كمية ضئيلة، وهذا يساعد في جعل استهلاكه أكثر أمانًا مع الاستمرار في توفير الامتيازات الصحية. يمكنك إضافته إلى جميع أنواع الأطباق المطبوخة، مثل السبانخ أو الكرنب.
لمعلوماتك: بمجرد حصاد أوراق الحميض، تفقد جودتها بسرعة. الحصول على منتج قديم يعني أنك ستحصل على كمية أقل من الفيتامينات والمواد الغذائية التي تجعل الحميض مفيدًا جدًا. حاوِل العثور على مزوّد محلي، مثل سوق المزارعين، أو حاول زراعة الحميض بنفسك.
أفكار لوصفات
يتمتع الحميض بنكهة الليمون الحامض التي تعمل بشكل جيد في مجموعة متنوعة من الوصفات التي تحظى بشعبية، خاصة في الحساء واليخنات، وغالبًا ما يتم تقديمها مع مكونات مثل البطاطس والجزر والدجاج والقشدة الحامضة.
يمكنك أيضًا استخدام خضار الحميض لتتبيل السلطات، أو مزجها في صلصة الخل للحصول على نكهة إضافية.
صلصة الحميض هي وصفة شعبية أخرى تَستخدم هذه الخضار، ويتم تقديمه عادة إلى جانب أطباق المأكولات البحرية مثل سمك السلمون.
تجمَع معظم الوصفات بين طعم الحميض اللاذع ومكونات مثل الثوم والكريمة الثقيلة والزبدة والشيرفيل، وهو نوع من الأعشاب المرتبطة بالبقدونس.
الخلاصة
الحميض هو نبات أخضر مورِق يمكن استخدامه كعشب وخضراوات، وفي أجزاء معيَّنة من منطقة البحر الكاريبي، يتم استخدام ثمارها لصنع المشروبات.
إنه غني بمضادات الأكسدة والمواد المغذية مثل الألياف والفيتامين C والمغنيسيوم. قد يدعم صحة القلب ويحارب السرطان، على الرغم من أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث البشرية.
يمكن استخدامه لصنع شاي الأعشاب، أو تناوله كمكمل غذائي، أو الاستمتاع به في أطباق مثل الحساء والسَّلطات والصلصات. لكن إذا كنت تعاني من حالات مَرَضية معينة، أو حساسية، يفضَّل أن تستشير الطبيب قبل إضافة الحميض لنظامك الغذائي.
المصادر
