زيت العود Agarwood oil, oud oil أو زيت العود العطري Agarwood essential oil، هو زيت عطري نادر وذو قيمة عالية، إذ يتم استخراجه من اللب الراتنجي لأشجار العود، وفي المقام الأول من أشجار أكويلاريا. وخشب العود هو خشب راتنجي داكن يتكوَّن داخل الشجرة استجابةً لعدوى فطرية أو لإصابة، ويتم استخراج الزيت من الخشب بواسطة عملية التقطير بالبخار أو باستخدام المذيبات.
تُعرف الشجرة التي يُستخرج منها زيت العود في مناطق مختلفة من العالم باسم الأجار والعود والخشب والصبار وخشب النسر والجهارو والجينكو. سنتعرف في هذه المقالة على فوائد زيت العود العديدة وطريقة استخدامه.
ميزات زيت العود
يتمتع زيت العود العطري برائحة معقّدة وعطرية للغاية، فهي مزيج من رائحة خشبية وترابية توصَف غالبًا بأنها دافئة ومسكِية قليلًا. يحظَى زيت العود العطري بتقدير كبير في صناعة العطور لرائحته الفريدة والفاخرة، ويُستخدم أيضًا في الطب التقليدي والاحتفالات الدينية في العديد من الثقافات حول العالم.
نظرًا لارتفاع الطلب والعَرض المحدود، غالبًا ما يكون الزيت العطري أحد أغلى الزيوت في السوق. ومع ذلك، تتوفر الإصدارات الاصطناعية من iK والتي يمكن أن تكون ميسورة التكلفة، ولكنها تفتقر إلى عمق وتعقيد الزيت الطبيعي.
كيف يتم إنتاج زيت العود الأساسي؟
الخطوة الأولى هي تحديد موقع أشجار العود وحصادها، وهذه عملية معقدة وكثيفة العَمالة، لأن أشجار العود نادرة، ولا يمكن العثور عليها إلا في مناطق معينة، مثل جنوب شرق آسيا وأجزاء من الشرق الأوسط.
بمجرد حصاد أشجار العود، يتم استخراج خشب اللب بعناية ومعالجته لإزالة أي شوائب أو ملوثات. يتم بعد ذلك تقطيع خشب اللب إلى قطع صغيرة، ويتم تقطيره بالبخار أو استخلاصه بالمذيبات لإنتاج الزيت العطري.
بعد استخراج الزيت العطري، تتم معالجته وتنقيته لإزالة أي شوائب أو ملوِّثات متبقية. المنتج النهائي عبارة عن زيت عطري عالي التركيز.
كيفية استخدام زيت العود؟
هناك أساليب مختلفة لاستخدامه حسب غرضك وتفضيلاتك. فيما يلي بعض الأساليب الشائعة:
1. النشر
هذه طريقة سريعة وسهلة للاستفادة من فوائد هذا الزيت ورائحته، يمكنك إما إضافة بضع قطرات منه إلى وعاء من الماء الساخن، أو استخدام ناشر كهربائي، أو شموع.
2. عند الاستحمام
يمكن أيضًا استخدام زيت العود بهذه الطريقة للاسترخاء وعلاج النفس، يمكنك مزج زيت العود مع الملح أو العسل أو الحليب، أو يمكنك إضافة 5-10 قطرات إلى حوض ماء الاستحمام. يمكنك أن تستمتع بخصائص زيت العود المهدِّئة والمرطِّبة على بشرتك وذهنك أثناء الاستحمام لمدة 15 إلى 20 دقيقة.
3. التطبيق المباشر
يمكن استخدام زيت العود لبشرتك أو شعرك أو أظافرك لعدة أسباب، بما في ذلك الشفاء والتجميل.
ومع ذلك، قبل استخدام زيت العود موضعيًا، قم دائمًا بتخفيفه عن طريق استخدام زيت ناقل آخر، مثل زيت الجوجوبا أو زيت اللوز. يجب إجراء اختبار البقعة أيضًا لفحص استجابات الحساسية.
4. الاستنشاق
يمكن استنشاقه مباشرة من العبوة باستخدام جهاز الاستنشاق، أو من خلال ناشر خاص. يمكن أن يساعدك ذلك على التنفس بشكل أسهل، أو السيطرة على الصداع أو الحصول على المزيد من الطاقة.
فوائد زيت العود العطري
1. يساعد على توازن الروح
يساعد العود على الهدوء واستعادة التوازن للروح. للحصول على ذلك أضف قطرة إلى قطرتين من الزيت العطري على الجزء الخلفي من الرقبة، وهو مفيد للأشخاص الذين يمارسون التأمل واليوغا.
2. يحقّق السلام الداخلي
تشير الدراسات العلمية إلى أن زيت العود له تأثير منسِّق قوي للغاية للإشارات الكهربائية للدماغ. لهذا السبب، يُعد زيت العود زيتًا مفضلًا للاستخدام في احتفالات العديد من التقاليد الروحية.
3. يتخلص من رائحة الفم الكريهة
أظهر الباحثون أن زيت العود فعال ضد العديد من البكتيريا. تسبب البكتيريا رائحة الفم الكريهة، وقد تم استخدام زيت العود تقليديًا لتثبيط البكتيريا وإنعاش النَّفَس. يمكنك إضافة قطرة واحدة من زيت العود وقطرة واحدة من زيت عود النعناع إلى كوب من الماء سعة 114 ملليترًا للمضمضة بالفم والغرغرة به.
4. يرطِّب البشرة
تساعد الزيوت العطرية المرطِّبة على تجديد الخلايا وتغذية البشرة وتقليل ظهور البشرة الدهنية. امزج 5 قطرات من زيت الجهير مع 10 مل من الزيت الأساسي للتدليك.
5. يعالج الندبات وعلامات تمدد الجلد والتجاعيد
ضع 2-3 قطرات من زيت العود العطري المخفَّف، ثم افرك موضع العلاج بلطف مرتَين في اليوم. وبالتالي، تتلاشى الندبات وعلامات التمدد (التي تظهر عند النساء بعد الولادة) تدريجيًا حسب استعدادك.
6. يساعد في يعالج بعض أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي
يتمتع زيت العود بخصائص مضادة للجراثيم، وهو فعال في علاج بعض أمراض القلب والأوعية الدموية (ألم الصدر، قصور القلب)، والاضطرابات العصبية (الخدَر، الأرَق)، والجهاز الهضمي (آلام البطن، الغثيان، الإسهال)، وأمراض المسالك البولية.
7. قد يساعد في الوقاية من السرطان
له تأثير في تقوية جهاز المناعة. يمكنك وضع قطرة واحدة من الزيت العطري كل مساء على القدمين ودلكها.
8. يخفف من الآلام
بفضل خصائصه المسكّنة والمضادة للالتهابات، يمكن له أن يخفّف الألم ويقلل الالتهاب المرتبط بالروماتيزم والتهاب المفاصل. يمكنك وضع قطرة إلى قطرتين مخففات بزيت ناقل على منطقة الألم. أو قُم بخلط 5 قطرات من الزيت العطري مع 10 مل من زيت التدليك.
9. يجعل خزانة الملابس عطِرة
ضع بضع قطرات منه بشكل معطّر في خزانة الملابس أو الصناديق أو الخزانات الحديدية لإزالة الروائح الكريهة منها وجعلها عطرة.
10. يخفف من التشنجات العضلية
قد يجد بعض الأشخاص راحة من التشنجات العضلية بعد استِخدامه، وذلك من خلال استنشاق رائحته أو عَبر نَشره أو إضافته إلى الحمام.
11. يدعم الصحة النفسية بشكل أفضل
في حين أن آثاره على الصحة النفسية هي آثار ذاتية ويمكن أن تختلف من شخص لآخر، فإن بعض الأفراد يعتقدون أن زيت العود يمكن أن يوفر فوائد معينة في هذا الصدد مثل:
- الصفاء الذهني: يعتقد البعض أن الرائحة الغنية والخشبية لزيت العود تساعد في تصفية الذهن وتحسينه. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص للأفراد الذين يبحثون عن قدر أكبر من الوعي الذاتي عن طريق تقليل الفوضى الذهنية، وتعزيز التركيز على أفكارهم وعواطفهم.
- التوازن العاطفي: غالبًا ما يتم استخدام العلاج العطري بزيت العود لتعزيز التوازن والاستقرار العاطفي. من خلال المساعدة في تقليل التوتر والقلق، قد يساعد الأفراد في أن يصبحوا أكثر انسجامًا مع عواطفهم وحالتهم الداخلية، والتي يمكن أن تكون مفيدة في النمو الشخصي والوعي الذاتي.
- اليقظة والتأمل: يجد العديد من ممارسي اليقظة والتأمل أن بعض الروائح، بما في ذلك زيت العود، يمكن أن تساعد في تحقيق حالة التأمل. يمكن أن يؤدي هذا الوعي المتزايد باللحظة الحالية إلى فهم أعمق لأفكار الفرد وعواطفه ونفسيته الداخلية.
- الحد من التوتر: يمكن أن يؤثر التوتر على الحالة النفسية للشخص، مما يجعل من الصعب البقاء على اتصال بأفكار الفرد ومشاعره. يُعتقد أن زيت العود الأساسي له خصائص تخفيف التوتر، ومن خلال تقليل مستويات التوتر، قد يدعم بشكل غير مباشر الحالة النفسية للشخص.
12. يستخدم في تقليل آلام النقرس
تم علاج النقرس بزيت العود في الممارسات الطبية التقليدية. يُزعم أنه قادر على إذابة بلورات حمض اليوريك (حمض البول) التي تتراكم في مفاصل مرضى النقرس. ضع قطرة من هذا الزيت العطري المخفَّف على المفصل الذي يؤلمك وقم بتدليكه، كما أن استنشاق الرائحة سوف يَصرفك عن الإحساس بالألم.
13. يُستخدَم لتحسين التعلم والذاكرة
يُساعِد زيت العود على تعزيز الحياة اليومية لكبار السنّ أو النساء بعد انقطاع الطمث اللاتي يعانين من ضبابية ذهنية. يمكن أن يساعد زيت العود في التركيز والحفاظ على الذاكرة لدى الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه. خُذْ شمّة من رائحة زيت العود، أو ضَع قطرة مخفَّفة منه على صدغك أو في مناطق نقاط النبض.
14. علاج الأظافر المتكسرة
يمكنك وضع قطرة واحدة في الظفر لتقوية الظفر الضعيف الهش.
كيف نمزج زيت العود ونخفّفه؟
عند صنع مزيج من الزيوت العطرية، من المهم مراعاة الروائح التكميلية التي تعزّز العطر العام، وفي الوقت نفسه تتناغم مع زيت العود. فيما يلي بعض الزيوت العطرية التي تمتزج جيدًا معه:
- زيوت الحمضيات: يمكن لزيوت الحمضيات الأساسية مثل البرتقال والليمون أن تضفي لمسة منعشة إلى الرائحة الخشبية العميقة لزيت العود. هذا المزيج يمكن أن يخلق مزيجًا متوازنًا ومنشطًا.
- زيت الباتشولي: يتمتع زيت الباتشولي العطري برائحة ترابية غنية تكمل الروائح العميقة والخشبية لزيت العود.
- زيت الورد: يضيف زيت الورد العطري رائحة حلوة وزهرية يمكن أن تخفف من كثافة زيت العود، هذا المزيج يمكن أن يخلق عطرًا متوازنًا ومتناغمًا.
- زيت اللافندر: يتمتع زيت اللافندر الأساسي برائحة زهرية مهدئة يمكن أن تكمل خصائص العود الأساسية، إنه خيار ممتاز للاسترخاء وتخفيف التوتر.
- زيت الأرز: يحتوي زيت الأرز العطري على رائحة خشبية وحلوة قليلاً تتناسب بشكل رائع مع زيت العود، هذا المزيج يمكن أن يثير الشعور بالهدوء والاستقرار.
- زيت الزنجبيل: يتمتع زيت الزنجبيل العطري برائحة دافئة وحارة يمكن أن توفر لمسة من النشاط لمزيج زيت العود، يمكن أن يكون هذا المزيج مريحًا ومنشطًا.
عند مزج الزيوت العطرية معه، من الضروري البدء بكمية صغيرة من كل زيت وضبط النسب لتحقيق كثافة الرائحة والتوازن المطلوب. ضع في اعتبارك أن التفضيلات الشخصية تختلف، لذا لا تتردد في تجربة إنشاء مزيج يناسبك. بالإضافة إلى ذلك، ضع في اعتبارك الاستخدام المقصود للمزيج (على سبيل المثال، الاسترخاء والتأمل والعطور) لتوجيه اختيارك للزيوت التكميلية.
السلامة والأمان
- لا تتناول أي زيوت عن طريق الفم، ولا تضع الزيوت العطرية غير المخفَّفة أو غيرها من الخلاصات المركَّزة على الجلد مباشرةً دون معرفة مسبقَة بالزيوت العطرية، أو استشارة ممارِس مؤهَّل للعلاج العطري.
- إذا كانت المرأة حاملًا، أو تعاني من الصرع، أو تعاني من تلف في الكبد، أو تعاني من السرطان، أو لديها أي مشكلة طبية أخرى، فعليها عدم استخدام الزيوت إلا تحت التوجيه المناسب من ممارِس العلاج العطري المؤهَّل.
- يجب توخي الحذر الشديد عند استخدام الزيوت مع الأطفال، وتأكَّد أولاً من قراءة نسب التخفيف الموصَى بها للأطفال.
الخلاصة:
زيت العود الطبيعي أحد الزيوت العطرية الأكثر ندرة وقيمة في السوق. يتمتع زيت العود العطري بالعديد من الخصائص العلاجية التي تغطي مجموعة واسعة من الأمراض. لكن لا بدّ من معرفة طريقة تخفيفه قبل التعامل المباشَر معه. استشر طبيبًا متخصصًا في العلاج العطري قبل استخدام الزيوت مع الحوامل أو الأطفال أو كبار السن، أو إذا كنت تعاني من مشكلات طبية أو تتناول أدوية.
