الزيوت العطرية هي زيوت تُستخلص من النباتات، وتُعتبر المواد الرئيسية التي تعطي أنواع النباتات المختلفة روائحها المميزة. وهي تُعرَف أيضًا بالزيوت الطيَّارة، لأن معظمها يتبخَّر في درجة حرارة الغرفة، ولهذا نميّز روائح الزهور والفواكه من بعيد.
وقد عَرف البشر الزيوت العطرية منذ فجر الحضارة، واستخدَموها كعطور وعلاجات لمختلف الأمراض، وحتى الآن يَستعين الطب الحديث بالكثير من الزيوت العطرية في تخفيف العديد من الأعراض المرضية. وفيما يلي سنستعرض بعض أشهر الزيوت الطيارة المستعمَلة في علاج الأعراض المختلفة، مع بيان أغراض استعمالها.
زيت النعناع (Peppermint oil)
يعد الزيت الأشهر والأكثر استعمالًا بين الزيوت العطرية، وزيت النعناع متعدد الفوائد الطبية، فهو يجمَع بين الخصائص المسكّنة والمهدّئة والمطهّرة والمضادة للعدوى والمضادة للتقلص والمهضمة.
- ويُلجأ إليه بشكل خاص في حالة الرغبة في التخلص من أعراض القولون العصبي والانتفاخ وتقلصات الأمعاء.
- بالإضافة إلى أعراض أمراض الجهاز التنفسي كالسعال واحتقان الأنف والتهاب الجيوب الأنفية والتهاب الشعب الهوائية.
- كما يُنصح باستعماله ظاهريًا (خارجيًا) للقضاء على الصداع وآلام المفاصل والعضلات.
- ويُستخدم كذلك في مستحضرات العناية بالشعر للتخلص من قشرة الرأس.
- وفي معاجين الأسنان.
- ويعد زيت النعناع منشطًا عامًا للمناعة.
كيفية استعمال زيت النعناع:
- للاستعمال الخارجي في حالات آلام الرأس والمفاصل، تُدلك منطقة الألم بقطرات قليلة من الزيت، مع تجنب اقتراب الزيت من العينين أو من جرح مفتوح.
- ولعلاج احتقان الجهاز التنفسي، يمكن وضع قطرات من زيت النعناع في إناء مليء بالماء المغلي، واستنشاقه مع الحرص على إبقاء العينين مغلقتين.
- ولعلاج أعراض الجهاز الهضمي، يمكنك غلي أوراق النعناع الطازجة، أو وضع كيس من مسحوق النعناع المجفف في كوب من الماء المغلي وتناول المشروب دافئًا قدر الإمكان.
وكقاعدة عامة، يجب تغطية أكواب المشروبات العشبية، للحفاظ على محتواها من الزيوت العطرية قدر الإمكان.
زيت اليوكاليبتوس (Eucalyptus oil)
ويسمى اليوكاليبتوس في مصر بالكافور، ويُستخدم زيت اليوكاليبتوس عادةً برفقة زيت النعناع في:
- مستحضرات تخفيف آلام العضلات والمفاصل.
- وفي مستحضرات علاج احتقان الجهاز التنفسي.
- كما يمتلك أيضًا خواص مضادة للعدوى ومسكنة للآلام.
كيفية استعمال زيت اليوكاليبتوس:
- لتخفيف احتقان الجهاز التنفسي يُستنشق زيت اليوكاليبتوس بوضعه في إناء من الماء المغلي، أو يُدهن مخففًا (بزيت آخر مناسب) فوق الصدر، كما يَدخل زيت اليوكاليبتوس في تركيب أقراص الاستحلاب المستخدَمة لتلطيف التهاب الحلق.
- ويُعتبر زيت اليوكاليبتوس كذلك مكونًا أساسيًا في الدهانات التي تُستخدم لبسط العضلات وتسكين آلامها.
زيت الليمون (Lemon oil)
ويُعرف برائحته الحامضية الفريدة، وبغناه بمضادات الأكسدة التي تقوي المناعة وتحارب الأمراض بشكل عام. ولزيت الليمون كذلك تأثير مطهر وقابض ومسكّن ومضاد للغثيان ومحسِّن للمزاج.
كيفية استعمال زيت الليمون:
- يُستخدم زيت الليمون عن طريق استنشاقه مباشرة للاستفادة من خواصه المسكّنة والمهدئة والمضادة للغثيان.
- وقد يُستخدم موضعيًا -لخواصه القابضة- كمنظّف ومطهّر للبشرة (خاصةً الدهنية) بإضافة حوالي 40 قطرة من زيت الليمون إلى نصف كوب من الماء، مع الانتباه إلى تجنب التعرض للشمس عند وضع زيت الليمون على البشرة، فهو يزيد من حساسية البشرة للشمس.
زيت الروزماري أو إكليل الجبل (Rosemary oil)
هو من أشهر الزيوت العطرية المهدئة والملطفة، ويُستخدم لتخفيف التوتر والتخلص من الاكتئاب وتحسين الذاكرة ووظائف الجهاز العصبي بصورة عامة، ويمتد تأثيره الملطف كذلك ليشمل الجهازين التنفسي والهضمي، كما يُستخدم كثيرًا في مستحضرات العناية بالشعر والبشرة.
كيفية استعمال زيت الروزماري:
- يُستخدم زيت الروزماري أيضًا عن طريق الاستنشاق، ويمكنك وضع قطرات منه في فواحة لتستمتع بخواصه المهدئة للأعصاب والمحسنة للمزاج.
- كما يُستخدم كزيت لتدليك مواضع الألم.
- تحسين الدورة الدموية.
- كمطهر للبشرة.
- كما قد يُستخدم في التدليك الخارجي للبطن لتحسين الهضم.
- وللصدر لتحسين وظائف الجهاز التنفسي.
زيت اللافندر أو الخُزامى (Lavender oil)
من الزيوت المهدئة كذلك، ومن أهم استعمالاته تهدئة الجهاز العصبي والتخلص من الأرق والصداع والإجهاد الذهني، كما أن لهذا الزيت بعض الخواص المضادة للعدوى، ولذلك قد يستعمل في علاج وتلطيف الحروق والالتهابات الجلدية.
كيفية استعمال زيت اللافندر:
يمكن استخدام زيت اللافندر موضعيًا كمسكّن ومطهر للجلد (لخواصه المضادة للعدوى البكتيرية والفطرية) وكطارد للحشرات. ويُستخدم زيت اللافندر أيضًا عن طريق الاستنشاق، للمساعدة على الاسترخاء والتخلص من التوتر.
كما يضاف اللافندر أحيانًا كمكون في المشروبات العشبية التي توصَف لتهدئة الأعصاب والمساعدة على النوم.
زيت البابونج الألماني (German Chamomile oil)
يُعرف كذلك بالشيح، ويتميّز بشكل زهرته البيضاء المعروفة، وهذا الزيت له خواص مهدئة للجهازَين العصبي والهضمي، فهو ملطّف للمعدة ومضاد للانتفاخ وملطف للتقلصات، بالإضافة إلى تمتعه كذلك بخواص مضادة للعدوى.
كيفية استعمال زيت البابونج الألماني:
- مشروب الكاموميل الألماني له فعالية شهيرة في تهدئة المعدة والأمعاء (وهو مفيد بصفة خاصة في حالات القولون العصبي).
- وكذلك في المساعدة على الاسترخاء والنوم، وتسكين الألم، وتقوية المناعة.
- ويستخدم زيت الكاموميل موضعيًا عن طريق نقع زهور الكاموميل في الماء الساخن، واستخدام الماء -بعد أن يبرد- لتلطيف التهابات الجلد.
زيت شجرة الشاي (Tea Tree oil)
هو من أقوى الزيوت العطرية المعروفة في مكافحة العدوى سواء البكتيرية أو الفيروسية أو الفطرية، بالإضافة إلى قدرته على تنشيط الجهاز المناعي، ويُستخدم موضعيًا -لأنه سام إذا تم تناوله عن طريق الفم- لتطهير الجروح ولعلاج مشكلات الجلد المختلفة، وخصوصًا تلك التي تسببها العدوى الميكروبية.
كيفية استعمال زيت شجرة الشاي:
- زيت شجرة الشاي ذو فعالية شديدة عند استخدامه -خارجيًا فقط- لتطهير الجروح ومكافحة العدوى، وعلاج فطريات الجلد والأظافر وحب الشباب وقمل الرأس.
- يتم إضافة 2 – 5 قطرات من زيت شجرة الشاي إلى زيت تخفيف مثل زيت جوز الهند، ثم تُدهن به منطقة العدوى أو الجرح.
زيت القرنفل (Clove oil)
يمتلك خواص مسكّنة للألم ومضادة للالتهاب ومخدّرة ومطهّرة أعطَت له شهرته في علاج آلام الأسنان، فمِن قديم الزمان يُنصح مَن يعانون من ألم الأسنان أو تقرحات اللثة بمضغ فصوص القرنفل.
كيفية استعمال زيت القرنفل:
- يُستخدم زيت القرنفل كعلاج موضعي قوي لآلام الأسنان واللثة، ولشدة فعاليته يُنصح بتخفيفه بزيت آخر مثل زيت جوز الهند ثم تُغمس في الخليط قطعة من القطن لتوضع على الجزء المصاب من الفم.
- كما يمكن إضافته إلى بعض الماء الدافئ واستخدامه للمضمضة أو الغرغرة.
الأسئلة الشائعة
هل يمكن استخدام الزيوت العطرية للأطفال؟
بعض الزيوت العطرية آمنة للأطفال بجرعات مخففة، لكن يجب استشارة الطبيب قبل الاستخدام لتجنب الحساسية أو التسمم.
هل يمكن تناول الزيوت العطرية عن طريق الفم؟
لا يُنصح بتناول معظم الزيوت العطرية عن طريق الفم إلا تحت إشراف مختص، لأنها قد تكون سامة أو تسبب تهيجًا شديدًا.
نصيحة من موقع صحتك
يجب التنبيه إلى أنه بالرغم من فعالية تلك الزيوت العطرية والعلاجات العشبية بصفة عامة في تحسين وتلطيف بعض الأعراض، إلا أنه من الضروري استشارة طبيبك أولًا قَبل اللجوء إلى أي علاج، خصوصًا وأن لبعض العلاجات العشبية تأثيرات جانبية مهمة، إذا تم تداولها ووصفها مِن قَبل مَن لا يحيط بها علمًا.
