جفاف الجلد وتشققه في الشتاء من أكثر الحالات الشائعة التي تصيب الجلد، وذلك بسبب الرياح الباردة في العراء، والأجواء الجافة داخل البيت في فصل الشتاء، مما قد يؤدي لإصابة الجلد بالجفاف والتشقق والالتهاب. وهناك وسائل طبيعية لمحاربة هذه التبدلات النسيجية غير المرغوبة، وذلك بتناول بعض الأغذية الغنية بالفيتامينات والمعادن والعناصر الغذائية الأخرى التي باستطاعتها ترميم ما أفسده الجو، ومساعدة الجلد على استعادة صحته ونموه.
أغذية تمنع جفاف الجلد في الشتاء
الجلد عضوي حيوي يوفر حاجزاً لحماية بقية الجسم من التهديدات الخارجية، مثل البكتيريا والمواد المؤكسِدة والأشعة فوق البنفسجية. ووظيفة الجلد الوقائية مهمة لمنع فقدان الماء الزائد، وحماية الجسم من المواد الكيميائية الضارة والمواد المسببة للحساسية. هناك عناصر غذائية ضرورية لمساعدة الجلد على سلامة هذا الحاجز الوقائي، فإذا تناول الشخص نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً يوفر العناصر الغذائية التي يحتاجها، فيمكنه المساعدة في دعم الجلد في وظائفه الوقائية. نقدّم فيما يلي قائمة بأهم الأغذية التي تمنع جفاف الجلد وتدعم مرونته:
-
الرمان
تمتاز حبيبات الرمان بغناها بمضادات الأكسدة الفينولية المتعددة polyphenol antioxidants التي عُرف عنها خواص حماية الجلد من آثار أشعة الشمس الضارة، ومحاربة ظاهرة الالتهاب، وتحسين جريان الدم في الأوعية الشعرية، كما تحتوي هذه الحبيبات على الحمض الإيلاجي ellagic acid، وهو مضاد أكسدة آخر يمنع خراب الألياف الكولاجينية في الأجواء الباردة، ما يقي الجلد من التجعد والتشقق، وبالتالي يمنع جفاف الجلد من الحدوث خلال الأجواء الجافة الباردة.
-
الملفوف والسبانخ
تزخر أوراق الخضار الخضراء اللون بالفيتامين A الضروري لتجدد خلايا الجلد، وبالفيتامين C الذي يضمن صحة ألياف الكولاجين في الجلد، ويمنع بالتالي تجعد وجفافه، وقد تبين في دراسة نُشرت بمجلة التغذية السريرية أن الذين يواظبون على تناول أطعمة غنية بالفيتامين C يكتسبون جلداً أقل جفافاً وتجعداً.
-
الحمضيات
البرتقال والليمون والغريبفروت (غريفون) -كما هو معروف- غنية جداً كذلك بالفيتامين C، كما أنها تزخر بمضادات الأكسدة التي تجعل منظر البشرة أكثر شباباً وحيوية، إضافة إلى أنه ثبت تأثيرها المفيد في إزالة البقع الجلدية الداكنة اللون، وتخفيف أضرار أشعة الشمس على البشرة.
-
البيض
بالإضافة إلى أن البيض مستودع هائل للبروتينات، فهو مليء بالعناصر الغذائية المفيدة للجلد، مثل الفيتامينات A وE وB5، ويعتبر الفيتامين B5 (الحمض البانتوثيني pantothenic acid) من أهم دعامات خلايا الجلد الخارجية الكيراتينية التي تحفظ وظيفة البشرة وتحمي الجلد من التأثيرات الخارجية الضارة، ويحتوي البيض بالإضافة لذلك على الفيتامين D ومعدن الكبريت، وكلاهما أساسي في تصنيع ألياف الكولاجين.
-
الجوز (عين الجَمل)
يزخر الجوز بالحمض اللينوليني ALA، وهو يمثل الحموض الشحمية أوميغا 3 ذات المنشأ النباتي، التي تحفظ رطوبة البشرة وتحمي الخلايا الجلدية، كما أنها تحتوي ضعف عدد مضادات الأكسدة الموجودة في المكسرات الأخرى، ما يجعلها قادرة على محاربة الجذور الحرة ووقاية الجلد من الترهل.
-
اللوز
هذه المكسرات غنية بالفيتامين E الذي يحفظ رطوبة الجلد، ويعطيه لمعة محببة وبرَّاقة، حتى في أشهر الشتاء الباردة، كما أن الفيتامين E يعتبر من مضادات الأكسدة القوية التي تحمي الجلد من الإجهاد التأكسدي الذي يحدث بسبب الجذور الحرة، كما أن هذا الفيتامين يدعم وظيفة حاجز البشرة الذي يحمي الجلد من فقدان الرطوبة والجفاف.
-
البطاطا الحلوة
استخدِم البطاطا الحلوة لإضفاء لمسة من الألوان على طبقك الشتوي، وذلك بسبب احتواء هذه الدرنات على البيتاكاروتين الذي يتحول في الجسم إلى الفيتامين أ، وهو عنصر غذائي أساسي لصحة البشرة، إذ يعزز الفيتامين أ تجدد الخلايا، ويساعد البشرة على التخلص من الخلايا الجافة والباهتة، ويمنحك بشرة نضرة ومتوهجة. سواء كانت البطاطا الحلوة محمصة أو مهروسة أو على شكل حساء فهي طبق لذيذ لتعزيز العناية بالبشرة في الشتاء.
-
المحار
يمتاز المحار بغناه بمعدن الزنك، ذلك المعدن الذي يدعم توالد الخلايا ويعزز التئام الجروح، ومن تأثيرات الزنك المفيدة أنه يدعم امتصاص الحموض الشحمية الأساسية التي تغذي الجلد، وتمنع تأثير معدن النحاس الضار على الأوعية الشعرية في الجلد (من المعروف أن النحاس يؤدي للطفح الجلدي وغيره من آفات الجلد)، ولنتذكر أن نقص معدن الزنك في الجسم مرتبط بالإكزيما والصدفية والعد (حَبّ الشباب).
-
السمك
تفيد البشرة معظم أنواع السمك البحري مثل السالمون، لاحتوائها على الحموض الشحمية أوميغا 3 التي تعزز احتفاظ البشرة بالرطوبة، كما أن السمك واحد من المصادر القليلة الغنية بالفيتامين D المضاد لالتهابات الجلد التي قد تنتهي بالإكزيما وحَبّ الشباب، ويُنصح الذين لا يحبون أكل السمك بتناول بذور الكتان flax seeds، التي لا تقل عن السمك في غناها بالأوميغا 3.
-
بذور عبَّاد الشمس
تعتبر هذه البذور من أغنى المصادر بالفيتامين E، إذ تحتوي أونصة واحدة من بذور عباد الشمس المحمّصة الجافة على 7.4 ملغ، وهو ما يعادل 49% من القيمة اليومية الموصى بها، ويفيد الفيتامين E في دعم بنية أغشية الجلد الداخلية، ويعزز تشربها للرطوبة، ويحميها من أضرار الجذور الحرة والأشعة فوق البنفسجية بسبب خصائصه المضادة للأكسدة، كما أن هذه البذور غنية بالحموض الشحمية أوميغا 6 التي تدعم نمو الجلد، وبمعدن السيلينيوم الذي يحارب الانتانات الجلدية.
-
الشوكولاتة الداكنة
تساعد الشوكولاتة التي تحوي نسباً من الكاكاو تفوق 60 % في الإبقاء على رطوبة الجلد، ومن المعروف أن آثار الطقس البارد السيئة على الجلد في الشتاء تتأتى بشكل خاص من خسارة رطوبته الطبيعية.
-
الشاي الأخضر
تعمل مركبات كاتيتشين catechins الموجودة في الشاي الأخضر على إبقاء نضرة الجلد ورونقه، وذلك بمساعدة الطبقة الخارجية للبشرة على إعادة توليد خلاياها، وقد يساعد الشاي الأخضر أيضاً في علاج الشيخوخة الضوئية التي قد تؤدي إلى فرط التصبغ وجفاف الجلد وعلامات التلف الأخرى التي تسببها الأشعة فوق البنفسجية، ويمكن أن يزيد الشاي الأخضر من محتوى ألياف الكولاجين والإيلاستين في الجلد، ويقلل من الإجهاد التأكسدي، وقد يمنح ذلك البشرة النعومة والترطيب، ومع ذلك تم إجراء معظم الأبحاث التي تظهر هذه الفوائد باستخدام مكملات مستخلص الشاي الأخضر، ومن غير الواضح ما إذا كان شرب الشاي الأخضر له نفس التأثير.
نصيحة من موقع صحتك
إن تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات أ، ج، د، هـ وكذلك الأطعمة التي تعد مصادر جيدة للزنك والسلينيوم، قد يساعد في منع جفاف الجلد أو تحسينه، كما أن أوميغا 3 ومضادات الأكسدة الموجودة في الشاي الأخضر والمكسرات والبذور لها فوائد للبشرة، لذا ننصح بتناول الأطعمة التي تحتوي على هذه العناصر، والتي قد تساعد الجلد في أداء وظائفه الوقائية وتقليل فقدان الماء وزيادة ترطيب الجلد.