صحــــتك

تغذية مريض سرطان القولون.. التحديات الغذائية أثناء العلاج وبعده

الصورة
حمدي المهدي
معدلات سرطان القولون

تغذية مريض سرطان القولون.. في كل عام يُكتشف أكثر من 150.000 شخص من الولايات المتحدة وحدها مصابون بسرطان القولون أو المستقيم، أو ما يسمى بسرطان الأمعاء الغليظة أحيانًا، وفي الدول الغربية، يعد سرطان المعي الغليظ والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، والسبب الرئيسي الثاني للوفيات الناجمة عن السرطان. 

وسرطان القولون هو أحد أنواع السرطانات الذي يصيب الأمعاء الغليظة، ويشمل سرطانات المستقيم، ويُعتبر من أكثر الأنواع انتشارًا بين النساء والرجال. سرطان القولون يصيب الجزء المسؤول عن امتصاص الماء والأملاح من بقايا الطعام التي يجهزها الجسم من أجل طردها على هيئة فضلات. 

ويُعد هذا السرطان أكثرَ شيوعًا بعض الشيء عند الرجال بالمقارنة مع النساء. ومما يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم التاريخ العائلي، واستهلاك غذاء غني بالدهون والبروتينات الحيوانية والكربوهيدرات المكررة وقليل الألياف. 


تغذية مريض سرطان القولون لتلبية احتياجات الجسم الغذائية

التغذية مهمة لجميع مرضى السرطان، ولكن التغذية لا تتعلق فقط بتناول الأطعمة والمشروبات الصحية، إذ يحتاج جسمك إلى امتصاص العناصر الغذائية فعليًا للاستفادة منها. وتتمثل الوظيفة الرئيسية للقولون في امتصاص الشوارد والسوائل، ولكن سرطانات القولون والمستقيم وعلاجاتها الدوائية قد تعوق امتصاص العناصر الغذائية، كما قد يشمل علاج مرضى سرطان القولون إزالة جزء من القولون جراحيًا، وبالتي تصبح لدى المرضى احتياجات مختلفة عن احتياجات المرضى الذين يعانون من أنواع أخرى من السرطان. 

في حين أن العديد من مرضى السرطان معرَّضون لخطر سوء التغذية والجفاف، فإن المصابين بسرطانات الجهاز الهضمي (والتي تشمل سرطان القولون والمستقيم) هم أكثر عرضة للإصابة بدرجة معينة من سوء التغذية، مما قد يؤثر على قدرة المريض على إكمال العلاج ومقاومة المرض. 

يساعد الحصول على التغذية السليمة أثناء العلاج المرضى على الحفاظ على وزن صحي وكتلة عضلية ومستويات طاقة، وكلها تساهم في القدرة على تحمل علاج السرطان.  

تختلف الاحتياجات الغذائية المحددة أثناء علاج سرطان القولون وفقًا لحالة كل مريض، إذ يواجه المرضى الذين يعانون من حالات موجودة مسبقًا مثل أمراض القلب أو السمنة تحديات مختلفة عن أولئك الذين يبدؤون العلاج بصحة جيدة نسبيًا، كما تختلف احتياجات المرضى أيضًا وفقًا للآثار الجانبية التي يعانون منها. 

بشكل عام، يحتاج مرضى سرطان القولون إلى الحفاظ على رطوبة الجسم وتناول الأطعمة الصحية التي تحتوي على نسبة عالية من البروتينات والفيتامينات ومضادات الأكسدة والشوارد (الكهارِل) لمساعدتهم على تحقيق احتياجاتهم الكافية من السعرات الحرارية. 

ومع ذلك، من المهم العمل مع اختصاصي التغذية، والذي يمكنه مراقبة الحالة الغذائية على مدار نظام العلاج الخاص بالمريض، قد يساعد هذا في تقليل احتمالية الإصابة بنقص التغذية أثناء العلاج. 

العناصر الغذائية التي يجب تضمينها في النظام الغذائي لمرضى سرطان القولون 

 

قد تعوق سرطانات القولون والمستقيم  وعلاجاتها امتصاصَ العناصر الغذائية، لذلك يجب أن يتضمن النظام الغذائي ما يلى: 

1. تغذية مريض سرطان القولون.. الإلكتروليتات (الشوارد)

قد يتداخل سرطان القولون وعلاجه مع امتصاص الإلكتروليتات (الشوارد أو الكهارِل)، وهي البوتاسيوم والمغنيسيوم والصوديوم والكالسيوم، من العناصر الأساسية التي تساعد الجسم في الحفاظ على التوازن المناسب للسوائل. المصادر الجيدة للإلكتروليتات هي الخضار الورقية الخضراء مثل الخس واللفت، ومن الفواكه مثل البطيخ والموز والأفوكادو، وكذلك البطاطا والفاصوليا واللوز والفول السوداني. 

2. تغذية مريض سرطان القولون.. البروتينات

 تساعد البروتينات الجهاز المناعي على مكافحة العدوى، وتساعد الجسم على إصلاح الأنسجة بعد الجراحة أو بعد العلاج الكيميائي أو الإشعاعي. تختلف الكمية الدقيقة المطلوبة من مريض لآخر، ويُوصي عادة بتناول 1.1 - 1.4 غرام من البروتينات لكل كيلوغرام من وزن الجسم يوميًا. 

مصدر البروتينات لا يقل أهمية عن كميتها، لذا تجنَّب اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة مثل النقانق، واختر البروتينات الخالية من الدهون مثل البيض والأسماك والدواجن بدلاً من ذلك. المصادر النباتية الجيدة للبروتينات هي العدس والمكسرات والبقوليات. 


3. تغذية مريض سرطان القولون.. الألياف

هي الجزء الليفي غير القابل للهضم من الأطعمة النباتية التي تساعد على مرور الطعام عبر الأمعاء. يُعد دقيق الحبوب الكاملة والأرز البني والفواكه والخضراوات والمكسرات والبذور والبقوليات مثل العدس والفاصوليا السوداء مصادر جيدة للألياف الغذائية. 

4. تغذية مريض سرطان القولون.. الكربوهيدرات (السكريات)

توفر الكربوهيدرات الطاقة التي يحتاجها الجسم والدماغ، ويجب البحث عن الكربوهيدرات المعقدة الموجودة في الأطعمة الكاملة مثل الفول والشوفان وخبز القمح الكامل والشعير والفواكه الكاملة. تتمتع بعض الكربوهيدرات، مثل الشمندر والبطاطا الحلوة، بميزة إضافية تتمثل في كونها مصادر جيدة لمضادات الأكسدة. تساعد الكربوهيدرات المعقدة الجسم في الحفاظ على كتلة العضلات وتنظيم نسبة السكر في الدم، وهي مصادر جيدة للألياف والمواد المغذية. 

يجب تجنب الكربوهيدرات البسيطة الموجودة في الأطعمة مثل الدقيق المكرر وسكر المائدة والشراب. على الرغم من عدم وجود دليل قاطع على أن السكر يغذي السرطان، لكن يُوصى بشكل عام بالحد من تناول الأطعمة والمشروبات السكرية. قد يؤدي السكر الزائد إلى زيادة الوزن بشكل غير صحي، وإلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وتميل الأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف أيضًا إلى أن تكون منخفضة القيمة الغذائية. 

5. تغذية مريض سرطان القولون.. الدهون الصحية

تمد الدهون الصحية الجسم بالطاقة وتقلل من الالتهابات، وقد تساعد الدماغ والجهاز العصبي على العمل بشكل صحيح. توجد الدهون الصحية في الأطعمة مثل الأسماك والبذور والمكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون. يُوصى بهذه المصادر بدلًا من اللحوم الحمراء والوجبات السريعة ومنتجات الألبان مثل الجبن والزبدة. بشكل عام يُوصى بعدم الحصول على أكثر من 25 بالمائة من السعرات الحرارية من الدهون الصحية.

6. تغذية مريض سرطان القولون.. الفيتامينات

تعتبر الفيتامينات أيضًا جزءًا أساسيًا في التعامل مع سرطان القولون والمستقيم، وقد ارتبطت المستويات المنخفضة من الفيتامين (د) بنتائج سيئة في بعض الحالات، وقد تؤثر سلبًا على البقاء على قيد الحياة. عندما يعاني المرضى من نقص، يُوصى بالمكملات الغذائية. الفيتامينات المهمة الأخرى هي الفيتامين ب المركب والفيتامين أ والفيتامين ج، ويلعب كل منها دورًا مهمًا في قدرة الجسم على التعافي من علاج سرطان القولون والمستقيم وتحمله.

7. تغذية مريض سرطان القولون.. الترطيب الكافي

الترطيب الكافي هو أمر بالغ الأهمية أثناء وبعد العلاج، ويمكن أن يسبب الجفاف مجموعة من المشكلات، بدءًا من الصداع والإمساك والتعب، وحتى انخفاض ضغط الدم، وحتى الصدمة التي تهدد الحياة، لذا فإن البقاء رطبًا قد يقلل أيضًا من الآثار الجانبية المرتبطة بالعلاج. 

بالنسبة لمريض السرطان الذي يتمتع بصحة جيدة بشكل عام، نوصي عادة بشرب ثمانية أكواب من الماء أو مشروبات معدنية منخفضة السكر يوميًا.  


تغذية مريض سرطان القولون قبل وبعد جراحة سرطان القولون 

لقد تغيرت بروتوكولات النظام الغذائي قبل وبعد جراحة سرطان القولون على مر السنين. في السابق، كان المرضى يصومون لمدة 12 ساعة قبل الجراحة، ويتم حجب الطعام لفترة من الوقت بعد ذلك. 

قد أظهرت الدراسات أن المرضى الذين يحصلون على تغذية جيدة قبل الجراحة يميلون إلى الحصول على نتائج أفضل، بما في ذلك تقليل مدة الإقامة في المستشفى وحدوث مضاعفات أقل، من الذين يعانون من سوء التغذية. 

الإرشادات الآتية هي توصيات عامة: 

  1. إذا أمكن، حاول إضافة الأسماك الطازجة إلى وجباتك مرة إلى ثلاث مرات في الأسبوع. الأسماك مليئة بالبروتينات وأحماض أوميجا 3 الدهنية، وكلاهما ضروري للأشخاص الذين يحاربون سرطان القولون. 
  2. تعتبر الفواكه والخضراوات إضافات ممتازة إلى خطة النظام الغذائي قبل المعالجة لأنها تحتوي على الفيتامينات الحيوية ومضادات الأكسدة. ومع ذلك، يُنصح بالتخلص من قشرة الفواكه والخضراوات والمكسرات عند تناولها قبل إجراء الجراحة. 
  3. الحفاظ على وزن صحي قبل وأثناء علاج سرطان القولون: يمثل الحفاظ على وزن صحي من خلال التغذية السليمة قبل وأثناء علاج السرطان تحديًا للعديد من المرضى، ولكن الفوائد عديدة. قد يعزز جهاز المناعة ويساعد في توفير الطاقة التي يحتاجها المريض للبقاء نشطًا. 
  4. بشكل عام، يُنصح بـ 25-30 سعرة حرارية لكل كيلو غرام من وزن الجسم يوميًا، مع عدم وجود أكثر من 25 بالمائة من السعرات الحرارية من الدهون. 
  5. يبدأ المريض عمومًا بتناول السوائل الصافية خلال 24 ساعة بعد الجراحة، ثم ينتقل إلى الأطعمة الصلبة خلال يومين إلى ثلاثة أيام. يحاول المريض تجنب الكثير من الأطعمة الغنية بالألياف في البداية، ولكن في غضون أسبوع، يمكن لمعظم المرضى الذين خضعوا للجراحة العودة إلى نظام غذائي طبيعي وصحي. 
  6. يعد تجنب استخدام مسكنات الألم المخدرة بعد الجراحة خطوة رئيسية أخرى في تقليل الإقامة في المستشفى والعودة إلى وظيفة الجهاز الهضمي الطبيعية. 

تغذية مريض سرطان القولون.. لا تتناول هذه الأطعمة قبل الجراحة 

فيما يلي بعض الأطعمة الغنية بالألياف، التي توصي جمعية السرطان الأمريكية بتجنب تناولها قبل الجراحة، للمساعدة في راحة الأمعاء: الفول، المكسرات، اللحوم المصنعة ،الأرز البني، الحبوب، الخضار النيئة أو المطبوخة على البخار، الفواكه النيئة أو المجففة والفشار. 

 

تغذية مريض سرطان القولون أثناء العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي

قد تشمل الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي الغثيان، والتقيؤ، وفقدان الشهية، والإسهال أو الإمساك، ويمثل أي منها تحديات غذائية أثناء العلاج. 

توصي جمعية السرطان الأمريكية بتناول الأطعمة الآتية عندما تخضع لعلاج سرطان القولون: 

  • تناول الأطعمة النباتية مثل الفول والبازلاء بدلًا من اللحوم عدة مرات كل أسبوع. 
  • تعتبر الفواكه والخضراوات إضافات ممتازة لأنها تحتوي على الفيتامينات الحيوية ومضادات الأكسدة. تتمتع الفواكه والخضراوات الحمضية ذات اللون الأخضر الداكن أو الأصفر الداكن بأكبر قدر من الفوائد. 
  • بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، يجب تناول وجبات خفيفة غنية بالبروتينات كل بضع ساعات طوال اليوم للمساعدة في تقليل الآثار الجانبية مثل الغثيان.  
  • المرضى الذين فقدوا حاسة التذوق أو الذين يعانون من الغثيان يجب عليهم اتباع نظام غذائي عالي السعرات الحرارية من الأطعمة الخفيفة، مثل البيض والأسماك والديك الرومي والدجاج. 
  • يعد الترطيب مهمًا أيضًا، خاصة إذا كان المريض يفقد السوائل بسبب الإسهال والقيء، لذا يجب التأكد من تناول الكثير من السوائل. 
  • من المعروف أن بعض أدوية العلاج الكيميائي المستخدمة لعلاج سرطان القولون قد تسبب إسهالًا حادًا لدى بعض المرضى. ينصح بشكل عام المرضى الذين يتناولون هذا الدواء بالابتعاد عن الأطعمة الغنية بالألياف مثل الخضار الخضراء والفواكه النيئة والخضار النيئة والحبوب الكاملة. 

تغذية مريض سرطان القولون.. أطعمة لا تأكلها قبل العلاج الكيميائي أو العلاج الإشعاعي 

تشمل هذه ما يلي: 

  • الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات البسيطة، مثل الحلويات السكرية والحلوى. 
  • الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الدهون المشبعة والدهون المتحولة، مثل لحم الخنزير ولحم الضأن والزبدة والوجبات الخفيفة المصنعة والأطعمة المقلية. 
  • الأطعمة المدخَّنة، أو المخلَّلة، أو المعالَجة بالملح. 
  • المشروبات الغازية والمشروبات الغنية بالكافيين. 
  • من الأفضل التوقف عن الكحوليات والتبغ أثناء العلاج أيضًا. 
  • علاج سرطان القولون قد يضعف قدرة الجسم على مكافحة الالتهابات. لتجنب التسمم الغذائي، تجنب تناول الأطعمة غير المطهية جيدًا أو أي أطعمة نيئة، مثل الفواكه والخضراوات التي لم يتم غسلها. 

تغذية مريض سرطان القولون.. الخلاصة 

يعد سرطان القولون من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، والسبب الرئيسي الثاني للوفاة الناجمة عن السرطان. أثناء وبعد علاج سرطان القولون، يجب أن يستمر النظام الغذائي للشخص في التركيز على التغذية الجيدة، وبمجرد تعافي الفرد أو تقليل الآثار الجانبية للعلاج، يمكنه تناول الأطعمة التقليدية مع الحفاظ على نظام غذائي مغذ. 

آخر تعديل بتاريخ
11 يونيو 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.