عند ذهابك إلى متجر البصريات القريب منك لتشتري نظّارة وصفها لك اختصاصي طب العيون، فلا تَصُبّ جلّ اهتمامك فقط على إطاراتها وشكلها ولونها وجمالها وأناقتها، ومدى تناسقها مع الوجه وشكل الملابس، بل يجب أن تركِّز أيضًا على أشياء أخرى من شأنها أن تحمي عينيك، وتجعلك ترى بشكل أفضل في كل الأوقات، ليلًا ونهارًا، أحد هذه الأشياء هو اختيار النظّارات المضادة للوهَج Anti-Reflection or Anti-glare.
لا شك في أنّ النظارة الطبية تمَكّنك من الرؤية بشكل أفضل، ولكنها قد لا تحمي عينيك من الوهَج الذي تعكسه عدسات النظارة ردًا على الأنواع المختلفة من الضوء.
ماذا يعني الوهَج؟
الوهَج هو ضوء ساطع ناتج عن الضوء المباشر أو الضوء المنعكس. يمكن للوهج أن يحصل من ارتداد الضوء عن عدسات النظّارة، أو عن أسطح أخرى كالماء والثلج، والأجهزة الرقمية واللوحية، وشاشات الحاسوب والتلفاز، الأمر الذي قد يتسبب في خلق مصاعب مختلفة في العين، تؤدي إلى إصابتها بالتعب والإجهاد، وعدم وضوح الرؤية.
الوهج غير مريح البتَّة، ويمكن أن يكون خطيرًا، لأنه قد يؤثّر على قيادة المركبة في الليل والنهار. من هنا فإن ارتداء نظّارات مزوَّدة بعدسات مضادة للوهَج أمر مهم للغاية.
النظّارات المضادة للوهج
يُشار لميزة إضافة الوهَج للنظارة بالحرفَين (AR)، Antireflection، وهي عملية تقنية بحتة، يجري فيها دمج طلاء مضاد للوهج يتألف من مجموعة من الأوكسيدات المعدنية على أسطح الواجهة الأمامية والخلفية لعدسات النظّارة كي تصبح قادرة على التعامل مع الضوء الباهر.
يكون الطلاء المضاد للوهَج فعالًا للغاية عند تطبيقه، إذ يُقلِّل من الوهج والهالات حول مصادر الإضاءة، ويتيح لحوالي 99.5 من الضوء الوارد العبورَ من خلال العدسات والدخول إلى العين، ما يسمح برؤية واضحة ومثالية.
فوائد النظّارت المضادة للوهَج:
1. تُقلِّل من إجهاد العينين
قد نمرّ في بعض الأحيان بلحظات نشعر فيها بإجهاد العينين جراء الضوء المنعكس عبر العدسات، ومن حركة العينَين المتكررة لجعل الأشياء أكثر وضوحًا، ما يَخلِق صعوبات على صعيد إنجاز المهمات، حتى البسيطة منها. يكمن حلُّ هذه المشكلة، أي مشكلة إجهاد العينين، باستعمال النظّارات المضادة للوهج، لأنها تُقلِّل من التحديق، وتسهِّل من عملية التركيز على الحروف والأنماط الصغيرة، خاصة عند استخدام الحاسوب لفترات طويلة. كما تساعد النظارات المضادة للوهج الأشخاص الذين يَرَوْن هالات حول الأضواء خلال القيادة ليلًا.
2. تزيد من وضوح الرؤية
تعمل النظارات المضادة للوهج على تقليل انعكاسات الضوء عبر العدسات، وعلى زيادة كمية الضوء التي تصل إلى العينين، وهذا ما يعزز من حدة البصر، الأمر الذي يؤمِّن لمستخدميها رؤية الصورة بشكل أوضح، وبتفاصيل أدق.
3. تُحسِّن القيادة في الليل
تعمل النظارت المضادة للوهَج على التخفيف من حدة الهالات المزعجة حول أضواء السيارات المقابِلة، وأضواء الشوارع أثناء القيادة في الليل، الأمر الذي يتيح المجال للسائق كي يرى بشكل أفضل، ويقود بشكل آمن على الطرقات.
4. تُضفِي جمالية على العينَين
تكون عدسات النظارات المضادة للوهج صافية طوال الوقت، وكأنها غير مرئية، ما يجعل العينَين تبدوَان أكثر جَمالا خلف العدسات، وأكثر وضوحًا للآخرين، الأمر الذي يُحسِّن من المظهر، ويزيد من الثقة بالنفس.
5. تُنظَّف بسهولة
يحتوي الطلاء المضاد للوهج على مواد كارهة للماء وكارهة للزيت، وهذا ما يساعد على إبعاد الأوساخ والغبار والبقع المائية، مما يبقيها نظيفة لفترة أطول، كما أنه من السهل تنظيفها. تُنظَّف عدسات النظارة المضادة للوهج بالصابون المعتدل والماء الدافئ، أو باستعمال محلول غير كحولي، ومن ثمّ تُنشَّف بقطعة قماش ناعمة لا تُسبِّب الخدوش.
6. تكون متينة
تكون عدسات النظارات المضادة للوهج أكثر صلابة ومتانة من عدسات النظارات العادية.
الفئات الأكثر حاجة للنظّارات المضادة للوهَج:
في حين أن النظارات المضادة للوهج ليست ضرورة مطْلقة، لكن هناك فئات من الناس في حاجة إليها أكثر من غيرها، وهذه الفئات هي:
- الذين يعملون بشكل مستمر على الأجهزة الرقمية وأجهزة الحاسوب، غالبًا ما يشتكي هؤلاء من الجفاف والحكّة في العينين، وعدم وضوح الرؤية، والصداع طويل الأمد في العمل.
- الذين يقودون السيارات أو الشاحنات بانتظام، سواء في النهار أو في الليل.
- الذين يعملون في الخارج، خاصة في الأيام الساطعة بالشمس.
- الذين لديهم حساسية للضوء أثناء القيادة في النهار.
عيوب النظّارات المضادة للوهج
كما أن للنظارات المضادة للوهج إيجابيات، فإنّ لها بعض السلبيات التي يجدر التنويه لها:
- تحتاج إلى عناية دقيقة
عند تنظيف العدسات يجب العناية بها بحرص شديد، لأن أي خدش أو تقشير يطال طبقة الطلاء المضاد للوهج على سطح العدسات يُقلل من وضوح الرؤية.
- تتطلب تنظيفًا متكررًا
على الرغم من أن عدسات النظارات المضادة للوهج تبقى أنظف لفترة أطول من زميلتها العادية، فإنها تتطلب تنظيفًا بوتيرة أكثر، لأن الأوساخ المتراكمة عليها تكون أكثر وضوحًا بدون الوهج.
- لا يمكن إصلاحها
تتآكل العدسات الرقيقة مع مرور الوقت، ولا يمكن إصلاحها، ويكون الحل الوحيد هو استبدالها.
- أكثر تكلفة
النظارات المضادة للوهج أغلى ثمنًا من النظارات العادية.
خلاصة القول:
عندما تشتري نظّارتك الطبية، تذكَّر أنها يجب أن تكون أكثر من مجرد جعلك ترى بشكل أفضل أو تبدو رائعًا، يجب أن تقدم النظّارة الحماية لعينيك، لهذا، اطلُبْ من اختصاصيّ البصريات أن تكون نظّارتك مضادة للوهج، فهي تُقلِّل من شدة سطوع الأضواء المباشرة والمنعكسة، وتجعل الرؤية أفضل، وتقلل من إجهاد العين، وتحسّن من المظهر. إذا حاول اختصاصيّ البصريات أن يعرض عليك النظارات ذات اللون الأصفر على أنها تُحسِّن القيادة ليلا، فإن الدراسات لم تُثْبِت نجاعتها.
المصادر:
Anti-Reflective Coating on Glasses: Is It Worth It? - Verywell Health
