وكأني جسد دون روح! غائبة عن الحياة رغم وجودي
أشعر بعدم الحياة، أقصد وكأني في حلم لا أشعر بشيء حرفياً. أخبرت والديَّ ولم يبدُ عليهما أي ردّ فعل للأمر. يظنان أنه تعب الدراسة، لكنني حقاً لا أشعر بروحي، وكأني جسد يتحرك فقط. لا أستطيع وصف ذلك حتى. بدأت أعاني منه منذ سنة تقريباً، وبسببه أصبحت معي مشاكل كثيرة في الحياة. ماذا أفعل؟
عزيزتي،
في الحقيقة، أنت بحاجة إلى استشارة طبيب نفسي من أجل أمرين:
أولهما التشخيص السليم، حيث إن الوصف الذي أعطيتِه يتماشى مع تشخيصين، قد يكون جزءاً من حالة اكتئاب تمرين بها، أو قد تكون حالة الانفصال عن الواقع أو اختلال الآنية (depersonalization and derearization)، وهي حالة خاصة يمرّ بها الإنسان عند الضغط النفسي الشديد، ما يدعو العقل للجوء إلى حالة من فصل الوعي، فيشعر الإنسان كأنه يسير في حلم، وليس الواقع. وكلتا الحالتين لها علاج، لكن لهما طريقة للتعامل مختلفة. لذلك نحن نحتاج إلى الوقوف على تشخيص سليم.
دعيني أطلب منك حالياً وللوقت الحاضر الأمور الآتية:
- حاولي اتباع نظام ثابت بيومك، هذا النظام ليس بالضرورة أن يكون معقداً. بالعكس، كلما كان سهلاً، استطاع العقل تطبيقه والاستمرار به، وليشمل هذا الجدول عملاً روتينياً، وعملاً ممتعاً وعملاً واجباً مطلوباً منكِ. والاستمرار بهذا الجدول سيضمن لك استعادة جزء من السيطرة المفقودة حالياً.
- التقييم، كل عمل تقومين به، قيّميه. بمعنى، قبل أداء العمل، قيّمي مزاجك، وبعد القيام به، قيّمي المزاج مرة أخرى.
- الامتنان (appreciation). اذكري يومياً قيمة واحدة تجدينها في نفسك أو في حياتك أو في محيطك، قيمة لها معنى، أو قيمة إنجازية قمتِ بها، أو أمراً تحبين استمراره في حياتك. لا أطلب منك ولا أعني جوائز نوبل، كل أمر نقوم به ونستمر فيه بشكل جيد، كل علاقة نملكها ونطورها هي إنجاز.
- وأخيراً، أكرر: أتمنى أن تستطيعي استشارة طبيب نفسي في أقرب وقت ممكن.
