صحــــتك
26 مايو 2023

لدي شعور دائم بوجود خطأ في حياتي

أشعر بشيء مش طبيعي بداخلي، تطلق أبي وأمي وأنا صغير، وبقيت عند أمي بعيدًا عن أبي الذي كنت أخاف منه، وفي نفس الوقت أحبه، بقيت أشعر بخوف مع أني اصلا لا أخاف بدون سبب، بقيت أذكى، لكن بدأت أشعر بوجود شيء يشعرني بوجود شيء خطأ في حياتي، تخليني دماغي مشوشة جدا، لا أرى ولا أفكر بوضوح، وحتى لما أفرح أشعر إني غير مبسوط بجد، أحاول أن أنسى حتى أصلح تلك الأمور، وأقترب من ربنا، هل من نصيحة وعلاج؟

أهلا بك:

نعم، أنت تساعد نفسك كثيراً، فأنت تساعد نفسك بأنك تعي ما يحدث معك من تغيّرات، وهذا أمر جيد جداً، وتساعد نفسك بأنك ترغب في معرفة الذي تشعر به ولا تجد له تفسيراً، وتساعد نفسك بأنك تخفِّف عنها ما يشعرك بالاستمتاع، وتساعد نفسك بالقرب من الله سبحانه وتعالى، فكم أنت واعٍ وذكي، ولديك حسّ عالٍ بنفسك يا ولدي.

بقي أمران في غاية الأهمية حتى تشعر من داخلك بالأمان والسكينة والراحة:

1. الأول: أن تُوقِف حديثك السلبي لنفسك مع نفسك، فلقد قلت في كلامك أنك صرت أذكى، وهذا يقول أنك كنت قبل ذلك ترى نفسك أقل ذكاءً، وهذا النوع من الحوار الداخلي من أكبر الأمور التي تؤثر على السكينة والرضا والراحة، فقبل ذلك كنت أصغر؛ فطبيعي أنّ قدراتك تكون متناسبة مع السن الأصغر، فلا تقارن نفسك بأحد أبداً، ومارِس كل ما يزيد الذكاء بشكل صحي، وبجرعة صحية، فستجد مهارات كثيرة تزيد عندك، وتزيد من التصرفات التي تجعلك راضٍ عن نفسك.

وتذكّر أن الانسان خُلِقَ وهو يحتاج للتدريب والتدرج والتكرار في كل شيء حتى يتقنه، وخلال هذا الطريق لا يتمكن من التعديل والتصحيح والتطوير، سواء في طريقة تفكيره، أو علاقته مع نفسه، كالحوار الداخلي، أو علاقته بالآخرين على اختلافهم، أو الحياة، أو حتى علاقته مع الله سبحانه وتعالى، إلا من خطأه وفشله وعجزه، وللأسف تعلمنا أن الخطأ والفشل والعجز أمور سيئة لا يصح أن نتعرض لها، في حين أن حقيقتها العكس تماماً، فهي طريق التعلم الأكثر تأثيراً وتطويراً لنا كبشر، لذلك الأشخاص الذين صدّقوا أنها عيوب وليست طرقَ تعلمٍ؛ وقعوا في القلق.

2. الثاني: القلق، وهذه هي النقطة الثانية، وهي تتعلق بتفسير ما تشعر به، وتسميه من داخلك كما تحدثت (وكأنّه في حاجة غلط، مشوش جدا، خايف رغم أني مش بخاف، إلخ)، فهذه أعراض القلق، والقلق مهم جدا في حياتنا، ولكن حين يزداد عن الحجم الطبيعي منه يعبر عنه بمثل تلك الأعراض.

وهنا أريد أن أوضح لك يا ولدي أمرين كذلك، أولهما: أن هناك فرق بين القلق والخوف رغم وجود تشابه كبير بينهما، فالقلق هو شعور بالرهبة دون سبب واضح يعرفه الشخص نفسه الذي يشعر بالرهبة، وكأن شيئًا سيئًا على وشك الحدوث، لكن ما هو تحديداً لا يعرف، أما الخوف فهو معروف للشخص نفسه، مثلاً كأن يخاف الشخص أن يأتي الامتحان في الفصل الخامس الذي لم يقم بمذاكرته، بينما القلق يكون خوفًا من الامتحان، رغم أن الشخص ذاكر جيداً، وراجع ما ذاكره جيداً، والثاني: هو مرحلتك العمرية الآن، وهي مرحلة المراهقة، والتي من خصائصها الطبيعية الزيادة والحدة في المشاعر عامةً، وبشكل خاص مشاعر القلق، لذلك أقترح عليك:

الانخراط الأكثر في الأنشطة المفيدة لجسمك وعقلك، والتي تحقق فيها إنجازات ترضيك عن نفسك.

  • مارس رياضة بشكل منتظم ودائم حتى لو ساعة في اليوم.
  • مارس تمارين النفس الصحي يوميا، على الأقل مرتين في اليوم لمدة 5 دقائق، ويمكنك معرفة كيفيته بالبحث وهو بالمناسبة سهل جداً.
  • دقق مع نفسك في أمور حين تحدث معك تشعر فيها بالراحة والاطمئنان، حتى تتعرف على تفاصيلها الدقيقة، سواء شيئًا تقوم به، أو جزءًا منك تحبه من داخلك تتواصل معه، أو مكانًا معين حين تذهب إليه، أو أناسًا معينين حين تكون معهم، واجعل ذلك روتينًا يوميًا لك على الأقل مرة، وإن لم تتمكن احرص على وجودك في هدوء وتركيز لمدة 3 دقائق فقط، تتخيل وجودك مع هذا الأمر أو المكان أو الأشخاص بكل جوارحك، لدرجة أنك إذا اخترت حين تكون عند البحر مثلاً تتخيل الوقت الأكثر تفضيلا حين تكون عنده، هل صباحا أم قبل الغروب أم ليلاً، وترى نفسك مرتدياً أكثر ملابس تشعرك بالراحة، وتسمع صوت أمواج البحر، وتشم رائحته، وربما تختار أن تسمع موسيقى أو أغنية معينة، وتشعر بقدمك وهي في الرمل، أو بجسمك وهو يتمدد على كرسي يريحك، وهكذا. لا تقلل من شأن أي شيء يشعرك بهذه الراحة وهذا الهدوء والأمان، فلقد حدثني البعض عن راحتهم الكبيرة وقت استحمامهم، وآخرون حين يتواصلون مع الجزء الشجاع بداخلهم، وكذلك البعض يرتاح حين يكون مع صديق معين يطمئن له، وآخرون حين يرسمون، إلخ، المهم أن تكون بكامل حواسك فيه لمدة لا تقل عن دقيقة ونصف، ولا تزيد عن ثلاث دقائق.
آخر تعديل بتاريخ
26 مايو 2023

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.