صحــــتك
23 ديسمبر 2017

دور المنقذ والنشأة في أسرة مفككة

كبرت في أسرة منهارة؛ معظم أفرادها مرضى نفسيون مؤذون جدا.. عنف أسري وكراهية وعدم قبول وقطيعة أرحام وكله، لعبت طويلا دور المنقذ وبرعت به وحليت مشاكل ناس كتير وأدركت منذ فترة أني أبشع صورة للمنقذ؛ سلبت الكثيرين المقدرة على التعافي بدوني.. ضغطت نفسي كتييييييرا كي أفعل هذا، وعند الانهيار لانه دور مؤذ أختفي وأتركهم تماما بدون حلول، وبقيت أسمع رجاءهم ألا أتركهم.. كيف الخلاص؟
دور المنقذ
أهلا وسهلا بك يا علا، 
نصف طريق التخلص من دور المنقذ هو رؤيتك لهذا الدور؛ وأثره عليك وعلى من حولك.
والنصف الآخر يحتاج لأمرين مهمين جدا حتى تتمكني من التخلص منه فعلا.

أولهما أن تجتزي جزا.. 
وأقول جزا بلا أي جدال شعورك العميق بالإحساس بالذنب؛ فأنت تعاقبين نفسك على دور لم يكن لك به علم، بل وحماك.. نعم هو حماك من التشبع، والوقوع العميق فيما وقع فيه من حولك من مرض نفسي وكره وصعوبات شديدة في العلاقات حين كنت ضعيفة وصغيرة ولا تعين، فعلى أي شيء تغرقين نفسك في مشاعر الذنب غير المبررة تلك؟

أنت الآن تبدئين في التخلص من هذا الدور؛ وتوسلهم لك لا يعني أنك "نذلة"، ولا تسمحي لهذا التوسل أن يجعلك تقعين في شعور الذنب المقيت، ولكن تذكري أنك تبدئين الآن في تقديم مساعدة حقيقية لنفسك ولهم لأول مرة في حياتك.

الأمر الثاني هو "قرار" صادق جدا.. واضح جدا.. حقيقي جدا بألا تعودي لهذا الدور أبدا وأنك مسؤولة عن هذا القرار، وأشهدي نفسك على نفسك، وأشهدي من يهتمون بك، وأشهدي الله تعالى على قرارك، وبدون مشاعر ذنب.

إن فعلت ذلك بصدق؛ ستجدين نفسك "خفيفة"، و"سعيدة" بأنك عدت لنفسك الحقيقية بدون أي أدوار، وأترك لك تلك النقاط لتعيها:

- كرري على نفسك ما شهدت به على نفسك كل يوم؛ فكل يوم هو حياة يمنحها لك الله تعالى ويمنحك معها اختيارا جديدا؛ فلتجددي اختياراتك.
- المنقذ دور مغر جدا لمن حوله؛ فاختفاؤه يسبب التوسل، ثم الغضب، ثم العدوانية، ثم القطيعة، أو التفهم كل حسب نضجه النفسي؛ فلتذكري نفسك أن تلك المراحل هي مراحل طبيعية، وأن قرارك هو ما سيحميك من الرجوع اليه، وتخيري بفهمك من يحتاج لأن توضحي له أنك هكذا تساعدينه، أو لا؛ فأنت في الأصل لا تحتاجين شرحا لأي أحد.
- العطاء والبذل خصال طيبة وحميدة، والفرق بين العطاء كخصلة طيبة، وثواب نرجوه من الله، وبين دور المنقذ، هو المشقة التي تجدينها نفسيا، وبدنيا في دور المنقذ، وكذلك في السبب الحقيقي وراء هذا العطاء؛ فهل إحساسك أنك موجودة وأن لك قيمة بهذا العطاء هو ما يحركك أم لا؟ هل خوفك من اللوم؟ هل شعورك الزائف بأنك مسؤولة عن صلاح من حولك أو عن شعورهم أو حل مشكلاتهم؟ فكل هذا غير صحيح؛ فأنت ذات قيمة حتى لو لم تعطي شيئا، ولست مسؤولة عن مشاعر أي أحد فكل منا مسؤول عن مشاعره سواء كانت غضبا أو حزنا أو غيرة أو فرحا.. إلخ، وليس من مسؤوليتك إصلاح مشاكل من حولك؛ لأنهم مسؤولون..


اقرئي أيضاً:
هل أنت مدمن؟
هل ألعب دور المنقذ؟
علاقات تستنزفنا وتطفئ روحنا.. احذروها
ألعب دور المنقذ.. وأحمي من حولي

آخر تعديل بتاريخ
23 ديسمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.