صحــــتك
02 سبتمبر 2017

ألعب دور المنقذ.. وأحمي من حولي

يا دكتور أنا دايما خايفة على كل اللي حواليّ، أهلي وأصحابي ومعارفي، بخاف جداً يزعلو من بعض، بخاف جداً من المشاكل والفراق، ودايما قلقانة على كل واحد ومصلحة كل واحديوبحاول على قد ما أقدر إني أساعد الكل باللي أقدر عليه، مقدرش أشوف حد محتاج حاجة أنا أقدر أعملها ومعملهاش، وكل ده عامل ضغط جامد علي ونسيت نفسي وحياتي ومستقبلي والفترة الأخيرة بقيت بحس إني فعليا معنديش رغبة في الحياة، واقعد أتخيل كل حاجة حلوة ممكن تحصلي وبحبها بلاقي نفسي مبقاش فيه حاجة بقت مغرية بالنسبة لي أو محفزة، بقى كله واحد. أرجوك يا دكتور ساعدني
دور المنقذ
أهلاً بك يا صديقتي، نرتبك كثيراً في فهم حقيقة ما يحدث معنا حين لا نسمي الأشياء باسمها، وكذلك حين نضع مايؤذينا تحت مسميات ومبررات بعناوين إنسانية، أو دينية، أو اجتماعية "شيك"، فالسواء النفسي يجعلنا نحب الخير لغيرنا، ونتمناه لهم، مع القيام بمسؤوليتنا الذاتية الأساسية تجاه أنفسنا؛ ﻷنه لا يوجد من سيقوم بذلك عنا؛ فأحب نفسي، وأرعاها، وأطورها، وأتعهد ما أجده فيها بالتصحيح بجانب مساندة غيري وقت ما تسمح بذلك طاقتي وقدراتي.

أما حين تنقلب تلك الصورة للعكس؛ فتكونين، أنت، في ذيل قائمة اهتماماتك إن لم تكوني خارجها، ويتحول تمني الخير لمن حولك هو مساحة الخوف والقلق اللذين يذهبان النوم من عينيك، فهناك خطأ يحتاج لرؤية ناضجة رشيدة.

علمتني الحياة، وعلمني البشر، وعلمني تخصصي أن اللهث وراء مساندة وإرضاء من حولي كلهم أهل، وأقرباء، وأصدقاء، وغيرهم هو في حقيقته لهث، وبحث عن "الوجود"؛ وكأنك دون أن تعي تستمدين شعورك، أن لك قيمة، ووجوداً بهذا اللهث المحموم حتى صار خوفك الأكبر؛ فعليك أن تتخلي عن إنقاذ كل من حولك كي تكوني أنت كما أنت، وكما خلقك الله تعالى؛ تعجزين عن المساندة أحياناً، وترفضين طلباً لأشخاص أحياناً، وتقولين لا أحياناً دون أن يجعلك ذلك تفقدين حب من حولك، أو رضاهم.

فارتدائك دورَ المنقذ هو حقيقة ما يجعلك فاقدة لطعم الحياة الآن؛ فقد قدم لك هذا الدور وضعاً كنت تحتاجينه وأنت صغيرة في السابق، أما الآن فهو مؤذٍ، ويجعلك تبتعدين عن حقيقة نفسك كما هي؛ فالبشر مختلفون، وسيظلون هكذا؛ فنحن نحزن، ونفقد، ونموت، ونفرح، ونكتسب علاقات جديدة، ونخسر، ونخطئ، ونتعلم، ونضعف، ونتشجع، ونفشل، وننجح؛ وتلك هي الحياة، وكل منا مسؤول عن اختياراته، وقراراته، وكل منا مسؤول أن يكون نفسه دون أن يلتصق بمبررات تجعله غائباً عن نفسه الحقيقية دون أن يدري.

هذا واجبي ودوري أن أوضح لك حقيقة ما تفعلينه دون أن تدري ويؤذيك؛ كي تتمكني من تغييره، وتتنفسي من جديد مذاق الحياة السوية، وتتمتعي بها كما هي بكل اختلافها وضغوطها؛ فأنت لست المنقذ، وليس هدفاً منطقياً أن يرضى عنك كل الناس ويحبك كل الناس؛ فانتبهي لما تفعلينه في حق نفسك يا ابنتي.

اقرئي أيضاً:
هل ألعب دور المنقذ؟
سيناريوهات متعددة .. فاختر لنفسك
علاقات تستنزفنا وتطفئ روحنا.. احذروها
آخر تعديل بتاريخ
02 سبتمبر 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.