صحــــتك
17 أكتوبر 2022

بسبب عنف زوجي في العلاقة الحميمة تدمّرت نفسياً وجسدياً

متزوجة ولدي ولدان... زوجي في بداية الزواج لم تكن لديه الخبرة لإسعادي في العلاقة الحميمة، كان أشبه بالاغتصاب لدرجة أنه بعد الانتهاء كنت لا استطيع المشي على قدمي بسبب الألم والورم. إضافة إلى طبعه القاسي.. حاليا حاولت أتجرأ عشان يتعامل معي بلطف ولكنه لا يمتلك الأحاسيس والمشاعر تحملت ١٣ سنة تغيرت وأصبحت لا أطيق الاقتراب منه. ونفسي انفصل عنه ولكني حزينة جداً لأني لم أكن أتمنى أبدا أن تصل حياتي لهذا الدمار الجسدي والنفسي..

عزيزتي؛

أشعر بحزنك، وأشعر كذلك بحزن لما آلت إليه علاقتك به وبنفسك، ولكن دوماً هناك حل ومخرج، حتى وإن كان المخرج يبدو لنا صعباً، ولكنه لا يزال "مخرجا، متنفسا" أو "وقفا للاستنزاف النفسي" أو " عودة لطبيعتنا"، والمخرج الذي أقصده هو الحديث معه بوضوح ودون تردد أو خوف من أنك لم تعد لديك طاقة للمزيد من تحمل تلك النوعية من الحياة، وأنه لم يعد يجدي معك ما كان يجدي سابقاً للحصول على مزيد من التحمل والصبر.

لكن، قبل الحديث معه اسألي نفسك بصدق:

  • هل تجنبت فعلاً ما تخافين حدوثه بالصمت؟
  •  هل زال خوفك منه حين قررت عدم البوح برفض تلك الطريقة الصعبة في العلاقة الجنسية بينكما؟
  • هل هو تغير بتحملك؟
  • هل علاقتك بالأبناء مستقرة وجيدة مع تلك المعاناة النفسية والجسدية؟

فربما تلك الإجابات تساعدك على رؤية الواقع بشكل أوضح فلا تخافي كثيراً من حديثك معه في ما تمرين به، وأنا مهنياً ألتزم بأن أوضح لك عدة أمور قد تغيب عنك، أو ما زالت في مساحة أحلام الوهم!، وهي أننا وجدنا هذا النوع من الشخصيات لا يقتنع ولا يذهب لمتخصص نفسي ليعالج ما به من صعوبة؛ لأنه ببساطة لا يؤمن بأن لديه صعوبة تحتاج لعلاج! فهو يرى نفسه يقوم بواجباته وأنه طبيعي والعلاقات بتلك الطريقة هي هكذا، أو قد يتأثر بهذا الحديث لدرجة تتناسب مع حجم قدرته على تفهم ما يقال وهذا لا يعلمه إلا الله وربما أنتِ، ولكن علمياً ما دام بعيدا عن العلاج الحقيقي؛ فهذا التأثر لا يستمر أو لا يصل للدرجة التي تريح شريكه في الحياة.

وأخيرا أقف عند كلمة "نفسي انفصل عنه"، ولقد تعلمت كثيرًا منذ سنوات كثيرة أن الشخص الذي يرى أين تكمن راحته ويعبر عنها بكلمة "نفسي" هو لا يزال غير مستعد بعد للقيام بما يحتاج إليه فيكون غير مستعد نفسياً أو ربما إجرائياً أو اجتماعياً ، أو وهماً بسبب الأبناء، إلخ. لذلك، أقترح عليك أن تأخذي وقتك لتكوني فعلاً مستعدة لاتخاذ قرار تتمكنين من تحمل تبعاته سواء بالاستمرار أو الانفصال، فحين لا نكون مستعدين بكل كياننا ونحاول أن نتخذ قراراً  في هذا الوقت؛ لا يحدث سوى المزيد من الآلام والفشل وربما نتعرض لقسوة زائدة عن السابق علينا.

لذلك، أكرر عليك؛ خذي وقتك تماماً حتى تكوني مستعدة نفسيا وماديا واجتماعيا لاتخاذ القرار المناسب معك دون مزيد من المعاناة، وهذا ينطبق على قرار الاستمرار معه!، فهناك من تمكنت بعد فترة استعداد من مواجهة صعوبات زوجها بتغيرها هي في رد فعلها واستعادة روحها المفقودة، وهناك من تمكنت من استعادة نفسها أولا ما عدا مكان الجرح الغائر فتمكنت بعده من علاجه، وهناك من اكتشفت أن زوجها حين تتم مواجهته بالرغبة في الانفصال يتوقف عن الأمور  الصعبة جدا مع الإبقاء على أمور ما زالت صعبة ولكنها أقل، إلخ، فكل أطياف ردود الفعل موجودة.

إذاً خذي نفسا عميقا وابدئي باستعادة ولو أجزاء من نفسك وتعاملي مع هذا الجرح على أنه جزء مؤلم عندك ولكنه ليس أنت ككل، فهو فقط جزء ومن المهم علاجه، ثم استعدي بتدرج لاستعادة المساحة الخاصه بالأمومة والصداقه والأهل وربما العمل أو الدراسة أو الهوايات أو الحصول على مال من نتاج يديك، حتى تتمكني من اتخاذ قرار مناسب لكي تتمكني معه من التكيف دون مزيد من الخسارة أو دون خسارة، دمتِ بخير. 

آخر تعديل بتاريخ
17 أكتوبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.