صحــــتك
08 فبراير 2017

الهروب لا يحل المشاكل.. كوني شجاعة

أنا عاوزة انفصل عن زوجي ومفيش حد معايا يساندني، وأولهم أهلي، مش قادرة أكمل في علاقة بتستنزف كل حياتي، اتجوزت وأنا١٦ سنة من حد يكبرني ب١٠سنين هروب من قسوة الأب، وبعد جوازي بقيت بخدم عيلة، ومن كتر الكبت النفسي جالي مرض البهاق أثر أكتر على نفسيتي، ولما كبرت وفهمت يعني إيه جواز لقيتني أم لبنتين، وعشان خاطرهم حاولت اتاقلم لكن مش قادرة، أنا مبحبش باباهم، وكل اللي حواليا بيضغطوا في إني أستمر، ودا بيخليني أكرهه أكتر وبفكر كتير أنتحر لأني مش لاقية حل، لاغيين شخصيتي سواء أهلي وجوزي، وراحتي آخر حاجة بيفكروا فيها، تفكيرهم في اللي يريحهم من ناحيتي أو بمعني أصح بيزيحوا عنهم مسؤولية ولادي، أعمل إيه أنا بقيت فاقدة الأمل في كل حاجة وحاسة إني لوحدي
DefaultImage
أهلا بك يا صديقتي،
أشعر بمعاناتك، وأشعر بصعوبة البقاء مع شريك حياة تكرهينه بالطبع، ولكن هل تلاحظين معي أنك تكررين رتما في حياتك مرحلة بعد مرحلة؟ فأنت عشت حياة مضغوطة في بيت والدك تجرعتي فيها القسوة؛ فلم تفكري في أي شيء إلا أنك تهربين منها حتى لو في شكل زواج، ثم بعد أن زال ضغط والدك؛ اكتشفت الزواج، ومتطلباته، واكتشفت استغلال أهل زوجك، وكرهك لزوجك فتريدين الهرب الآن، ولكن في شكل طلاق؛ وتهددين بأنك إن ظللت هكذا ستهربين تماما، حتى ولو كان في شكل انتحار؛ فحتى متى ستظلين تفعلين ذلك؟ وإلى متى ستظلي مصدقة أن من حولك يستطيعون فعلا أن يلغوا وجودك دون سماح منك بهذا؟

الهروب لا يحل أي مشكلة، وحياتك خير دليل؛ فقد يؤجلها، أو يزيدها، أو يجعلك تبتعدين عن نفسك الحقيقية فقط؛ فلتقومي بما كان عليكي أن تقومي به منذ زمن يا صديقتي، وأتمنى أن يتسع فهمك لما سأقوله:

أولاً: احذفي من قاموسك كلمة "انتحار"، فلا يوجد شيء ولا شخص يستحق أن ننتحر من أجله.

ثانياً: أنت الآن قد مررت بخبرات في حياتك؛ وأصبحت قادرة على رؤية احتياجاتك، ومسؤولياتك الحقيقية تجاه نفسك، وتجاه من حولك؛ وبدلا من طلب الطلاق اليوم، أقول لك: تزوجي أولاً؛ فأنت لم تتزوجي، وزوجك لم يتعرف على شيء من حقيقتك؛ فلقد تزوج من هاربة لا تعرف ماذا تريد منه، ولا من الزواج، ولا من الحياة، تزوج من فتاة لم ير منها سوى الصمت، أو الحزن، أو الغضب، أو الرفض في الغالب؛ فعلى أي شيء من هذا سيقدم لك الحب، والاحترام، والاهتمام، والإقبال؟ هل تتصورين أنه لا يصل له كرهك؟ ورفضك حتى وإن لم تقولي بلسانك؟

ثالثاً: أنا لا ألومك أبدا أبدا؛ فأنا أكثر من يعرف ما اضطررت له في حياتك جعلك في ما أنت عليه الآن، ولكن هروبك سابقا لم يوصلك لشيء يسعدك؛ فلتقفي مع نفسك وقفة حقيقية لأول مرة في حياتك لتكوني أنت كما أنت؛ حرري نفسك من سجون الخوف، والصمت، وقبول الاستغلال، والقهر، ولا تكوني حمقاء، تتشاجرين مع من حولك، وتخرجين غضب سنواتك السابقة برعونة تجعلك توصلين شيئا آخر لهم عنك غير حقيقتك، فتظهرين في صورة شخص فظ متهور.

رابعاً: أنت تحتاجين أن تتحرري من تلك السجون؛ بأن تكوني تلك الأنثى التي تعبر عن احتياجاتها النفسية، والعاطفية برقة، وصبر، وحسم في نفس الوقت؛ فلتبدئي من تلك النقطة يا صديقتي، واستعيدي نفسك الحقيقية بهدوء، واستقرار؛ يجعلك أنثى بمذاقك الحقيقي، فيراها زوجك، وتراها ابنتاك، ويراها كل من حولك، ولا تسمحي ﻷي شخص أن يستغلك، أو يجعلك تقومين بما لا تريدين؛ فنحن في حقيقة الأمر من نسمح أو نرفض أن نستغل، وهذه حقيقة مسؤوليتك الذاتية التي لن يمنحها لك أي إنسان، ولن يحققها هروب؛ فلتأخذي نفسا عميقا استعدادا للعودة لنفسك الحقيقية التي غابت عنك منذ سنوات طويلة، ولتتعرفي على احتياجاتها، وحقوقها من قبول غير مشروط، واهتمام، واحترام، وخصوصية، وأنوثة، وقول "لا"، وتأكدي تمام التأكد أن تلك الحقوق لن يعطيها لك أي شخص في الكون إن لم تبدئي أنت بإعطائها لنفسك، وهذه أحق حقيقة في مسؤوليتك الذاتية التي لن يقوم بها عنك أي آخر مهما أحبك، وحين تقومين بها بوضوح، وصبر، وتؤدة؛ فتمارسين وجودك دون تهور ودون قهر، وتثبتين على مواقفك التي تريدينها باستقرار وحسم؛ ستتمكنين بسهولة من حماية ذاتك من الاختراق، أو القهر، أو الضغط، ولكن بهدوء وسكينة، وستتمكنين من إنقاذ نفسك، وإنقاذ العلاقة بينك وبين زوجك، وإنقاذ بناتك من فهم مغلوط لحقيقة أنفسهما، وحقيقة الزواج، وستتمكنين حينها بعد اختبار زواجك بصدق أن تقرري بقائك فيه، أو انفصالك عنه دون الحاجة لتسول قبول من حولك لقرار الانفصال، أو السؤال عن ماذا تفعلين؟ وحينها ستكونين شجاعة، واثقة، حقيقية، تعرفين نفسك، وتقدرينها، وتحبينها، وتحافظين عليها حتى لو عدت إلى بيت والدك من جديد، ولكن بنفسك الحقيقية الحرة.

اقرأي أيضاً:
كيف تعرف الزوجة أن زوجها يحبها؟
التغيير يبدأ بعلاقة شافية
8 حواجز تحجب عنك السعادة.. تغلب عليها
آخر تعديل بتاريخ
08 فبراير 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.