صحــــتك
17 سبتمبر 2018

ارتكبت أخطاء.. هل أعاني من الوسواس؟

لقد ارتكبت أخطاء بحق نفسي، ولا أستطيع أن أقبلها؛ مما جعل حالتي النفسية تتدهور فلم أعد أستطيع الاحتكاك بالناس أو الحوار مع أحد بلا توتر، وأعاني من ارتباك في رأسي، وتوجد أفكار قهرية لا تتركني وشأني، وعانيت من الوسواس القهري في طفولتي لكن تم علاجه على يد طبيب نفسي بدون أي عقاقير طبية، فقط عن طريق التأمل واستعمال الحواس الخمس بأقصى إمكانية، سؤالي هل ما أشعر به الآن هو وسواس قهري أم هو هروب من الماضي؟
ارتكبت أخطاء.. هل أعاني من الوسواس؟
أهلا وسهلا بك يا محمد؛
أنت تقول أن لديك أفكارا قهرية لا تتركك وشأنك، والأفكار القهرية هي عامل من العوامل التي ترجح احتمالية وجود الوساوس القهرية، والتي إن تكاملت مع وجود سلوكيات قهرية للتخلص منها؛ يزداد احتمال وجود اضطراب الوساوس القهري لدى الشخص؛ فلو كان لدى الشخص فكرة قهرية مثلا أن يديه متسختان وبهما ميكروبات، ولم يفعل شيئا فهو يحمل فكرة وسواسية دون الدخول في نطاق الوسواس القهري، ولكن إن قام لغسل يديه مرات ومرات لتزول تلك الفكرة هنا قد دخل نطاق الوسواس القهري؛ لأنه قام بسلوك قهري، ولأنك لم تحدثنا عن بعض تلك الأفكار، أو أن توترك وارتباكك في التعامل مع الأشخاص هو ناتج من تلك الأفكار أم لا؛ فلن أتمكن من الحسم التام بوجود الوساوس القهرية لديك.



ولكن سأقول لك عدة حقائق في صورة نقاط أرجو أن تتفهمها، وتعيها قدر إمكانك يا ولدي، وإن لم تتمكن من تجاوز معاناتك؛ فلا تتردد في التواصل مع متخصص نفسي:
- الوسواس القهري اضطراب نفسي بالأساس، ولا يتعلق بوساوس الشيطان، ولا يتعلق بالإيمان بالله تعالى، ولكنه اضطراب يتسق مع القلق النفسي بشكل مباشر، ويمكن علاجه.

- الوسواس القهري يتقنع كثيراً، ويظن الشخص أنه قد تخلص منه، في حين أنه قد يكون حقيقة الأمر قد انتقل من مساحة لمساحة أخرى، كأن تختفي فكرة اتساخ اليد، وتظهر فكرة الموت، أو المرض.



- لا يحدث تغيير حقيقي عند الإنسان، إلا إذا قبل نفسه، والقبول لا يعني الموافقة؛ فالأخطاء التي ارتكبتها هي أخطاء، ولا يجوز الموافقة عليها، ولكن يمكن قبول أنك وقعت فيها؛ لأنك إنسان، والإنسان يخطئ، والله تعالى هو الذي قال: "إن الإنسان خلق ضعيفا"، والضعف والخطأ والفشل هما أداتان تعلمان البشر أصلا، ولكن أوصل لنا من حولنا بدون وعي منهم؛ أنها أمور سيئة قذرة لا يقع فيها إلا الضعفاء، وهنا تكمن خطورة الفهم الخطأ، وخطورة عدم القدرة على مسامحة النفس، والتي تعتبر هي المعبر الآمن لتصحيح الخطأ والتعلم منه، ولعل الله تعالى أراد أن يوضح لنا رحمته، وعفوه بسبب تلك النقطة الفارقة؛ لأن من أخطأ ولم يقبل أنه أخطأ، ولم يتمكن من مسامحة نفسه؛ سيتعطل كما تتعطل الآن في علاقتك بنفسك، وبالله تعالى، وبالبشر.

- الهروب من أي شيء سواء الماضي أو الحاضر ليس حلا، ولكن القبول والاقتراب من احتياجاتنا، وشجاعة خوض تجربة التغيير هي الحل.

- العلاج الذاتي للوسواس القهري في حالات عديدة نتائجه تكاد تصل إلى نسبة ١٠٠%، والعلاج الدوائي كذلك حين يلتزم الشخص بالجرعة، والوقت الذي يحدده الطبيب، ولعلها رحمة من الله تعالى أن أدوية الوسواس القهري تعالج في نفس الوقت الاكتئاب الذي يلازمه.
آخر تعديل بتاريخ
17 سبتمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.