صحــــتك
21 ديسمبر 2018

أرتبط به ويرفض اقترابي وابتعادي

مشكلتي بحب حد، تعلقي بيه مش مرضي لكن قرب يكون كده.. هو فضل يحوم حواليا لما دخل حياتي عشان أحبه وأثق فيه.. ووعدني صراحة إنه هيكون ملجأ لي ويستحمل احتياجي ليه دايما. المهم كنا على الوضع ده واهتمام متبادل وموجودين مع بعض أغلب الوقت لحد هو مرمى لي في وسط كلامه لما بلومه إني مينفعش أتعلق بيه لدرجة الجنون.. هو قالي كده بنفسه.. قالي حساسيتك الزيادة هتتعبك، والتعلق مرهق ووحش، وهو أصلا كان في تجربة فاشلة قبل كده، وكان متعلق بيها وهي سابته، المهم أنا لما بحاول أستقل وأرجع لحياتي القديمة أمارس هواية أو أخرج للنادي وأشترك في رياضة يقولي بلاش، ولما أخرج مع صحابي يقولي لا أصبري هنخرج أنا وأنت. يعني هو نصحني بعدم التعلق وفي نفس الوقت يزعل قوي ويحس إنه مش مهم لو عاملته بنفس معاملته.
ارتبط به ويرفض اقترابي وابتعادي
أهلا بك يا سلمى؛
من خلال خبرتي تعلمت أن كل شيء تقريبا يرتبط بالشخص نفسه، ورؤيته للأمور، واستقباله لها، وهو بالأساس يرتبط جدا بتكوينه النفسي الجيني، وتكوينه النفسي الذي تأثر بالبيئة من حوله، وبخبراته الذاتية في حياته هو، فحديثك لا يجعلني أتمكن من التأكد بدرجة جيدة من كونك تتعلقين به مرضيا أم لا؛ فحتى أنت لا تتمكنين من الجزم بذلك.

كما لم أتمكن من معرفة حقيقة ما يفعله معك؛ فهل هو فعلا يغريك بالتعلق ثم يؤنبك لتبتعدي قليلا؛ فتبتعدين أنت قليلا فيؤنبك مرة أخرى لبعدك ولو قليلا، أم حين تقررين الابتعاد تبتعدين فعلا كثيرا؛ فيؤنبك على كل تلك المسافة؟ وهل هو فعلا كان في حالة تعلق بمحبوبته السابقة، أم كانت هناك أمور أخرى ويسميها، أو تسميها أنت أنها كانت تعلقا.


دعينا نتحدث عن التعلق عموما ما هو؛ لأنه علميا اضطراب يحتاج لعلاج نفسي عميق ليتخلص صاحبه منه، وسيكون جرماً فادحاً في حقك، أو حقه لو كان أحدكما يغرق فيه، وسيحتاج لمتابعة نفسية للرجوع للعلاقات الصحية التي تحقق راحة وإشباعا حقيقيا لا يقدمه التعلق أبدا؛ فالتعلق ينطوي في حقيقته على احتياج شديد لدرجة التوحش لم يتم تلبيته للشخص بسبب وجود حساسية شديدة لديه لم ينتبه لها من حوله - بغض النظر عن مدى صحة ذلك نفسيا - أو بسبب ممن حوله هو؛ كأن يفتقر للحب غير المشروط من والديه، أو ضعف الاهتمام به وبمشاعره، أو صعوبة في الأسرة وعلاقاتها ببعضها البعض؛ فينشأ لديه هذا الاحتياج بتلك القوة، ويظل في حالة لا توازن حتى يقع خطأ في ما يعتقده حبا ليتعلق في حقيقة الأمر باحتياجه مثلا بالائتناس، أو أن يستمع له أحد يستطيع أن يثق فيه، أو أن يشعر أنه موجود وآخر يراه ويهتم ويبالي به، أو أن يرعاه ويتحمل مسؤوليته - لدرجة أن هناك من يتم إيذاؤه نفسيا، أو بدنيا، ويظل في العلاقة - وتلك الاحتياجات احتياجات مشروعة جداً، ولكن عدم الإشباع منها جعلها عند بعض الناس تتحكم فيهم لدرجة أنهم يذوبون تماما في الآخر مقابل أن يحصلوا على الاحتياج، وكلما تمت تلبيته، كلما زاد الالتصاق والاستحواذ، وكلما ظهرت خطورة أكثر في أن تتحول العلاقة لقصة حياة أو موت.



الحب غير ذلك تماما؛ فالحب براح، واختيار، ومرونة، ويتحمل درجات من المسافات بين المحبين للخصوصية، والعلاقات الاجتماعية بدرجاتها، وفيه تكامل وتناغم وليس ذوبانا، وكلما اقتربنا من الحب الحقيقي، كلما اقتربنا من أنفسنا الحقيقية، ومن العلاقة الصحية التي تحررنا من قيود الحكم، والاستغلال، والاستخدام، وغيره.



أما التعلق الذي يبدأ لذيذا يتحول بالتدريج لعلاقة مربكة أنانية استحواذيه، أو لذوبان غير صحي يحيا فيه الاثنان في فقاعه كبيرة تعزلهما عن الواقع والحياة، وحين ترتطم بأي شيء يسبب ثقبها والذي يبدأ عادة منهما، ويصبح الشخص المتعلق هشا جدا، لا يتحمل درجة اهتمام مختلفة، ولا يتناغم مع الحب الحقيقي، ويصل لدرجة تعاسة مؤذية له جدا، ويتطلب ذلك تخصصا يساعد الشخص على التعرف على حقيقة احتياجاته ليسير في رحلة نموه النفسي الذي توقف في مرحلة سنية مبكرة؛ حتى وإن كبر عمراً من الخارج - فيحتاج احتياج الرضيع وهو في الثلاثين مثلا، وغيره - ويبدأ في الحصول على احتياجاته بالجرعة المناسبة دون إفراط، ودون تفريط بطرق صحية تجعله متحرراً من قيود التعلق؛ لبراح الحب الحقيقي الذي يعطي طاقة وحركة ورضا وإشباعا حقيقيا؛ فابحثي فيما قلته، لتتمكني من معرفة حقيقة ما تحتاجينه في تلك العلاقة، وتابعينا بالأخبار.
آخر تعديل بتاريخ
21 ديسمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.