قام مستشفى حوطة بني تميم العام (وسط السعودية) بتشخيص وعلاج حالة مَرَضية نادرة لشاب في العقد الثاني من عمره، تُدعى بـ الشلل العائلي الدوري Familial periodic paralysis الناتج عن نقص شديد في نسبة البوتاسيوم بالدم، وذلك بعد وصوله إلى المستشفى وهو يعاني من ضَعف عام في عضلات الجسم، وانخفاض شديد في ضربات القلب، وقصور حاد بوظائف الكلى، وانحلال عضلي أدى إلى إصابته بشلل رباعي مفاجئ.
ويُذكر أن المصاب حصل على عقار الكورتيزون لعلاج مرض جلدي لديه؛ ومن المتوقع أنه أدى لانخفاض نسبة البوتاسيوم في الدم. وقد أُجريت بالفعل الفحوصات اللازمة، وزُوِّد المريض بالبوتاسيوم عن طريق الوريد والفم، حتى استعاد حركته بالكامل.
ما هو الشلل الدوري العائلي؟
الشلل الدوري هو اضطراب جسدي وراثي سائد، أي يكفي أن يكون أحد الوالدين مصابًا به حتى ينتقل الاضطراب إلى الأبناء، بمعنى أنه اضطراب وراثي نادر يُسبِّبُ هجمات مفاجئة من الضَّعف والشَّلل.
ما هو سبب الشلل الدوري العائلي؟
الشلل الدوري العائلي هو مجموعة من الاضطرابات العصبية الموروثة الناجمة عن طفرات في الجينات التي تنظم قنوات الصوديوم والكالسيوم في الخلايا العصبية، وتأتي كنوبات تصبح فيها العضلات المصابة مرتخية وضعيفة وغير قادرة على الانقباض.
هناك أربعة أشكال مختلفة من المرض، والتي تنطوي على شذوذ في كيفية حركة الشوارد أو اضطرابها Electrolyte imbalance مثل الصوديوم والبوتاسيوم، إلى داخل وخارج الخلايا.
كيف يتم علاج الشلل الدوري العائلي؟
لعلاج الشلل الدوري الذي يرتبط بنقص بوتاسيوم الدم، يجب أن يرتكز العلاج على تغيير النظام الغذائي، وتجنب المحفزات التي تسبب النوبات. قد يتم تقديم العلاج عن طريق الأدوية.
من الممكن علاج المصابين بنموذج نقص بوتاسيوم الدَّم باستعمال كلوريد البوتاسيوم في محلولٍ فموي غير مُحَلَّى، أو حقنه في الوريد أثناء حدوث الهجمة، ومن المتوقع بعدها أن يتحسن المريض في غضون ساعةٍ عادةً. كما ينبغي على الأشخاص المُصابين بنموذج نقص بوتاسيوم الدَّم أن يتجنَّبوا تناول وجباتٍ غنيَّةٍ بالكربوهيدرات والملح، وتفادي تناول المشروبات الكحولية، وتجنُّب ممارسة التمارين الرياضية المُجهِدة.
قد يشمل علاج الشلل الدوري العائلي أدوية مثبطات إنزيم الأنهيدراز الكربونية (قد يُساعد الأسيتازولاميد، وهو مدرّ بولي يُغيِّر حموضة الدَّم، على الوقاية من حدوث الهجمات، أو الميثازولاميد أو ديكلورفيناميد)، أو تناول كلوريد البوتاسيوم عن طريق الفم بصفته مكملًا غذائيًا، ومدرّات البول الموفرة للبوتاسيوم لحالات نقص البوتاسيوم، أو تجنّب البوتاسيوم لحالات فرط البوتاسيوم، أو تناول مدرّات البول من نوع الثيازيد.
وتبعاً للحالة، يمكن للأشخاص الوقاية من حدوث الهجمات من خلال تناول وجبات متكررة غنية بالكربوهيدرات وفقيرة بالبوتاسيوم، وتجنُّب الصِّيام، وعدم القيام بالنشاط المُضْني بعد الوجبات، والتَّعرُّض للبرد. أما إذا كانت الهجمة مستمرّة، يمكن أن يساعد استعمال الأدوية، مثل مُدرَّات البول الثيازيديَّة أو استنشاق الألبوتيرول، على خفض مستوى البوتاسيوم. أمَّا إذا كانت الهجمة شديدة، أو إذا ترافقت بارتفاع البوتاسيوم فيُعطي الأطباء الكالسيوم، أو الأنسولين والغلُوكُوز عن طريق الوريد.
من الطريف أن الكاتب الفرنسي الشهير ألكسندر دوماس وَصفَ هذه الحالة في روايته الشهيرة عند واحد من الفرسان الثلاثة.