حالة توهم الشم أو الفانتوسيميا Phantosmia هي حالة تجعل المصاب بها يشم روائح غير موجودة بالفعل، وقد يطلق عليها أحيانًا اسم هلوسة شمية.
تختلف أنواع الروائح التي يشمها الناس من شخص لآخر. قد يلاحظ البعض الرائحة في فتحة واحدة فقط، بينما قد يلاحظ البعض الآخر الرائحة في كليهما. قد تأتي الرائحة وتختفي، أو قد تكون ثابتة.. استمر في القراءة لتتعلم المزيد عن أسباب توهم الشم وكيفية علاجه.
ما هو توهم الشم؟
توهم الشم هو اضطراب مرتبط بحاسة الشم لدى الشخص المصاب. يحدث ذلك عندما يمكن للشخص أن يشم رائحة غير موجودة. قد تظهر الرائحة على جانب واحد فقط من الأنف، أو قد تؤثر على فتحتي الأنف.
توهم الشم غير شائع نسبيًا. يشكل حوالي 10-20% من الاضطرابات المتعلقة بحاسة الشم. في معظم الحالات، لا يكون توهم الشم مدعاةً للقلق وسيزول من تلقاء نفسه.
ومع ذلك، في بعض الحالات، يمكن أن يكون توهم الشم علامة على وجود حالة كامنة خطيرة، لذلك يجب على الأشخاص دائمًا مناقشة هذه الأعراض مع طبيبهم.
الروائح الشائعة عند المصابين به
بينما يمكن للأشخاص الذين يعانون من توهم الشم أن يلاحظوا مجموعة من الروائح، إلا أن هناك عددًا قليلاً من الروائح التي يبدو أنها الأكثر شيوعًا. وهي تشمل:
- دخان السجائر.
- المطاط المحروق.
- المواد الكيميائية، مثل الأمونيا.
- شيء فاسد أو متعفن.
في حين أن الروائح الأكثر شيوعًا المرتبطة بتوهم الشم تكون غير مرغوب فيها، فقد أبلغ بعض الأشخاص عن شم روائح حلوة أو لطيفة.
الأسباب الشائعة لتوهم الشم
في حين أن أعراض توهم الشم يمكن أن تكون مقلقة، إلا أنها عادة ما تكون بسبب مشكلة في فمك أو أنفك وليس دماغك. في الواقع، 52 إلى 72% من الحالات التي تؤثر على حاسة الشم مرتبطة بمشكلة الجيوب الأنفية.
تشمل الأسباب المتعلقة بالأنف ما يلي:
- نزلات البرد.
- الحساسية.
- التهابات الجيوب الأنفية.
- تهيج من التدخين أو سوء نوعية الهواء.
- الزوائد الأنفية.
تشمل الأسباب الشائعة الأخرى لتوهم الشم ما يلي:
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- مشاكل الأسنان.
- الصداع النصفي.
- التعرض للسموم العصبية (أي المواد السامة للجهاز العصبي، مثل الرصاص أو الزئبق).
- العلاج الإشعاعي لسرطان الحلق أو الدماغ.
- كوفيد -19.
- نوبات في الفص الصدغي للدماغ.
وهناك العديد من الأسباب الأقل شيوعًا للإصابة بتوهم الشم. نظرًا لأن ذلك عادةً ما يتضمن اضطرابات عصبية وحالات أخرى تتطلب علاجًا فوريًا، فمن المهم الاتصال بطبيبك في أقرب وقت ممكن إذا كنت تعتقد أنه قد يكون لديك أي مما يلي:
- إصابة بالرأس.
- السكتة الدماغية.
- ورم في المخ.
- ورم أرومي عصبي.
- مرض الشلل الرعاش.
- الصرع.
- مرض ألزهايمر.
هل يمكن أن تكون هناك أسباب أخرى؟
في بعض الحالات، يمكن للروائح القادمة من مصادر غير عادية أن تجعلك تبدو وكأنك مصاب بتوهم الشم. وتشمل المصادر التي تأتي منها هذه الروائح:
- فتحات التهوية المتسخة في منزلك أو مكتبك.
- منظفات الغسيل الجديدة.
- فراش جديد.
- مستحضرات التجميل الجديدة، غسول الجسم، الشامبو، أو غيرها من منتجات العناية الشخصية.
- بعض الأدوية
عندما تشم رائحة غير عادية، حاول ملاحظة أي أنماط. على سبيل المثال، إذا لاحظت ذلك فقط عند الاستيقاظ في منتصف الليل، فقد يكون قادمًا من مرتبتك. يمكن أن يساعدك الاحتفاظ بسجل على شرح الأعراض لطبيبك.
وعندما يرتبط توهم الشم بالدماغ أو الجهاز العصبي المركزي، غالبًا ما تكون الروائح أكثر ثباتًا. يمكن أن تكون ملحوظة خلال النهار والليل، وكلا الفتحتين، وليس واحدة فقط، تعاني من الرائحة نفسها.
توهم الشم مقابل الباروسيميا
غالبًا ما يتم الخلط بين توهم الشم والباروسيميا، وهو حاسة شم مشوهة. حيث يشتم الأشخاص المصابون بالباروسيميا روائح حقيقية، لكن الروائح مشوهة. على سبيل المثال، يمكن لرائحة الزهور أن تثير رائحة المواد الكيميائية بدلاً من ذلك. يصف العديد من المصابين بالباروسيميا أيضًا الروائح المشوهة بأنها كريهة.
يمكن أن يكون باروسيميا مزعجًا، ويمكن أن تراوح الأعراض من خفيفة إلى شديدة. قد يكون الباروسيميا الشديد منهكًا. قد يواجه الأشخاص المصابون بالباروسيميا الشديد صعوبة في التعامل مع أعراضهما، حتى بشكل مؤقت.
كوفيد-19 وتوهم الشم
يفقد العديد من الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19 حاسة الشم وحاسة التذوق. تربط التقارير أيضًا بين عدوى فيروس كوفيد-19 والروائح الوهمية، مثل "الخبز المحمص" أو الروائح الفريدة التي يصعب وصفها.
تعود حاسة الشم والذوق لدى بعض الأشخاص إلى طبيعتها بعد زوال العدوى. لكن أعراض الآخرين قد تستمر لفترة أطول من الوقت. ليست لدى العلماء إجابات واضحة بشأن سبب حدوث ذلك.
وجدت إحدى الدراسات أن ما يزيد قليلاً عن 6% من الأشخاص المصابين بفيروس كوفيد-19أبلغوا عن الإصابة بتوهم الشم. لكن الخبراء يقولون إنهم بحاجة إلى مزيد من المعلومات وإجراء دراسات أكبر لمعرفة كيف يؤثر فيروس كوفيد-19 على حاسة الشم على المديين القصير والطويل.
المشاكل التي يمكن أن يسببها توهم الشم
الروائح والأذواق لها تأثير كبير على مزاجك. يمكن للروائح الجيدة أن تعزز معنوياتك. لكن الرائحة الكريهة باستمرار بسبب توهم الشم يمكن أن تقلل من جودة حياتك. قد يتسبب توهم الشم أيضًا في:
- كآبة.
- فقدان الشهية.
- فقدان الوزن.
وهناك مخاطر إضافية مثل عدم القدرة على شم رائحة الأطعمة الفاسدة أو تسرب الغاز.
إذا كنت تعمل في مجال يتطلب حاسة شم قوية، مثل الطهاة أو العطارين أو رجال الإطفاء، فقد يجعل توهم الشم من المستحيل القيام بعملك بشكل صحيح لفترات من الوقت.
وقد أظهرت الأبحاث أن الروائح الوهمية يمكن أن تصيب الأشخاص الأصغر سنًا أو الأشخاص الذين يعانون أيضًا من أعراض التوتر والقلق في بعض الحالات.
كيف يتم تشخيص توهم الشم؟
يشتمل تشخيص توهم الشم عادةً على اكتشاف السبب الأساسي. من المرجح أن يبدأ طبيبك بفحص جسدي يركز على أنفك وأذنيك ورأسك وعنقك. سيتم سؤالك عن أنواع الروائح التي تشمها، وما إذا كنت تشمها في إحدى فتحتي الأنف أو كليهما، ومدة بقاء الروائح.
إذا اشتبه طبيبك في سبب متعلق بالأنف، فقد يقوم بإجراء تنظير داخلي، والذي يتضمن استخدام كاميرا صغيرة تسمى المنظار الداخلي لإلقاء نظرة أفضل على تجويف الأنف من الداخل.
إذا كانت هذه الفحوصات لا تشير إلى سبب محدد، فقد تحتاج إلى فحص بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي المحوسب لاستبعاد أي حالات عصبية، مثل مرض باركنسون. قد يقترح طبيبك أيضًا مخطط كهربية الدماغ لقياس النشاط الكهربائي في دماغك.
كيف يتم علاج توهم الشم؟
يجب أن يختفي توهم الشم الناتج عن نزلات البرد أو التهاب الجيوب الأنفية أو عدوى الجهاز التنفسي من تلقاء نفسه بمجرد أن يشفى المرض.
يعتبر علاج الأسباب العصبية لتوهم الشم أكثر تعقيدًا، وهناك العديد من الخيارات، اعتمادًا على نوع الحالة وموقعها (على سبيل المثال، في حال وجود ورم أو ورم أرومي عصبي). سيساعدك طبيبك على وضع خطة علاج تناسب حالتك وأسلوب حياتك بشكل أفضل.
بغض النظر عن السبب الكامن وراء توهم الشم، هناك بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها للتخفيف. وهي تشمل:
- شطف الممرات الأنفية بمحلول ملحي (على سبيل المثال، باستخدام وعاء نيتي).
- استخدام بخاخ أوكسي ميتازولين لتقليل احتقان الأنف.
- استخدام رذاذ مخدر لتخدير الخلايا العصبية الشمية.
وقد يشمل العلاج أيضاً:
- الحساسية: يمكن أن يشمل العلاج هنا استخدام الستيرويدات وحقن الحساسية.
- التدخين أو التعرض للسموم: قد يحتاج الشخص إلى الإقلاع عن التدخين والتخلص من أي تعرض معروف لمادة كيميائية غير آمنة.
- رد الفعل الدوائي: قد يحتاج الشخص إلى التوقف عن تناول الدواء الذي قد يسبب الرائحة الوهمية. تشمل الأدوية المحتملة التي قد تسبب توهم الشم مضادات الاكتئاب والمضادات الحيوية. ومع ذلك، يجب ألا يتوقف الشخص عن تناول مثل هذه الأدوية دون استشارة الطبيب أولاً. على سبيل المثال، قد يحتاج الشخص إلى إنهاء دورة كاملة من المضادات الحيوية لمحاربة العدوى أو التقليل التدريجي من مضادات الاكتئاب.
إذا كانت الروائح الوهمية ناتجة عن صدمة للدماغ أو عدوى فيروسية، فقد يكون الشخص قادرًا فقط على انتظار حل الأعراض من تلقاء نفسها أثناء الشفاء.
قد يتطلب ورم الدماغ الجراحة، وكذلك العلاج الكيميائي والإشعاعي إذا كان الورم سرطانيًا. يمكن للشخص المصاب بعدوى بكتيرية أن يأخذ المضادات الحيوية.
يتضمن كل اضطراب تنكس عصبي يمكن أن يسبب الروائح الوهمية إرشادات العلاج والأدوية الخاصة به.
يمكن للأشخاص المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية المزمن أو التهاب الأنف طويل الأمد التحدث مع الطبيب حول أفضل خيارات العلاج. يجب أن تُعالج الأسباب الأساسية أيضًا للرائحة الوهمية.
إذا استمرت الأعراض لأكثر من بضعة أيام، فقد يوصي الأطباء أولاً بعلاجات بسيطة، مثل استخدام محلول ملحي لشطف المخاط من الممرات الأنفية.
قد تساعد بعض الأدوية الأشخاص الذين يعانون من توهم الشم طويل الأمد في السيطرة على أعراضهم:
- مخدر لتخدير الخلايا العصبية.
- كريمات أو بخاخات الستيرويد.
في حالات نادرة، قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة لعلاج توهم الشم. لا يوصون دائمًا بالجراحة، لأنها قد تنجح فقط في حالات محددة مثل طرد المخاط الملتهب أو الزوائد اللحمية. تحمل الجراحة أيضًا مجموعة المخاطر الخاصة بها.
الخلاصة
في حين أن توهم الشم غالبًا ما يكون بسبب مشاكل الجيوب الأنفية، إلا أنه يمكن أن يكون أيضًا أحد أعراض حالة عصبية أكثر خطورة. إذا لاحظت أعراضًا لأكثر من يوم أو يومين، فاتصل بطبيبك لاستبعاد أي أسباب كامنة تحتاج إلى علاج. يمكن لطبيبك أيضًا اقتراح طرق لتقليل الأعراض الخاصة بك حتى لا يعيق توهم الشم حياتك اليومية.
المصادر
