أهلي يرفضون عريسي بسبب سمعة أهله

أهلا وسهلا بكِ يا نهى؛

كم هو مؤلم أن يرفض الأهل شخصاً نرتاح له، وأنا في الحقيقة حين أجد الأهل يتعنتون في رفض الشاب أو الفتاة دون سبب منطقي وواضح، أحاول أن أضع خطوات تساعد في حل تلك الأزمة، التي أسميتها خطوات الإصرار المهذب، الذي في النهاية إذا قام بها الشخص الذي ينتمي إلى الأهل الرافضين، تأتي بنتائج طيبة.

ولكن في ما ذكرتِه يا نهى، هناك سبب قوي لأجله حصل الرفض، ولا يهمّ هنا أنهم لم يسألوا عنه، فقد يكون أكثرهم أدباً بالفعل، ولكن هل تضمنين أنه دوماً مع ضغوط الحياة لن ينحاز إلى البيئة التي تربّى ونشأ على طريقة تعاملها مع الأمور، لدرجة أنها صارت سمعتهم؟ ففي العلم نقول إن هناك من يحمل الفيروس، أو مرضاً كامناً، ولا يبدو عليه أي أعراض، ولكن حين يتحول المناخ حوله أو يتغير، أو يشجع على ما يستفز المرض الكامن هذا، لا بد أن يظهر عليه، ولو بعد سنوات.

انظري إلى نفسك أنتِ رغم اختلافك عن أهلك في أمور، لكن حين تتعرضين لضغط، أو تحدٍّ جديد، ستجدين نفسك تفعلين ما تدربتِ على مرافقته لسنوات من سلوكيات أو طريقة تفكير ، وهكذا في القيم والتصرفات والجينات.

وحتى لا تتصوري أني انحاز إلى رأيهم، أقترح عليكِ أن تطلبي بطريقة لطيفة من والديك أو أحدهما لتغلقي هذا الملف بداخلك أن يسألوا عنه هو شخصياً، كيف هو في عمله، كيف يتصرف مع الناس، إلخ، ليتحرى حقيقة اختياراته، فإنْ صدق حدسك في كونه مختلفاً وأنه مهذب ولا ينتمي إلى طريقة تلك العائلة التي يعرفها هو أيضاً مثلك، فقد يكون سبباً لإقناع أهلك بأن تروه من قرب لتتأكدوا  كعائلة من  راحتكم له.

وليكُن بعدها شرط إتمام الزواج، ضبط مسافة الاختلاط بينه وبين عائلته الجديدة معك، بدايةً من السكن جغرافياً بعيداً عنهم، ومروراً بعدم التوغل في مشكلاتهم، وانتهاءً بتحديد مدى حدود التعامل الآمن معهم، وسيكون وقتها هذا الشرط اختباراً لجدية رغبته في الارتباط بكِ، وكذلك سيعتمد تماماً على ثقتك بتنفيذ ذلك بعد الزواج… فهل هذا مضمون؟ أترك الإجابة لكِ يا ابنتي.