صحــــتك
30 ديسمبر 2018

مستمرة في حديثي مع نفسي

السلام عليكم، مشكلتي أنني من صغري وأنا أتكلم مع نفسي، وكل ما أكبر بيزيد، والآن عمري 20، وأنا لسه بتكلم مع نفسي.. جربت كل الطرق المذكورة في المواقع وما نفع معايا، وغير كده أمر بمرحلة كأنها اكتئاب، وذهني صار مشتتا، وضعف تركيزي، وقل اختلاطي مع الناس، وصار عندي صديقة واحدة فقط.. الحمد لله ما في مشاكل في عيلتنا ولا أي عنف ولا أي شيء.. بس أنا غير قريبة من ماما، لأن تفكيرنا جدا مختلف، وكل ما أتناقش معاها في شيء لازم يقلب مضاربة في النهاية.. فعشان كده ما بيننا أسرار، وبابا نفس الشيء، وأصلا أنا أكبر إخواني، وأخويا في المتوسط، وأختي في الابتدائي،، بدي حل للسلبية والاكتئاب اللي أنا فيه
مستمرة في حديثي مع نفسي
أهلا وسهلا بك يا رفال،
التحدث مع النفس بشكل عام أمر طبيعي حيث يستخدمه جهازنا النفسي كوسيلة يدافع بها عن نفسه أمام الضغوط التي تثقل كاهله في أرض الواقع، فيعبر عما قد يجول بخاطره من مشاعر غضب أو حزن أو خوف أو غيره.

لكن المشكلة تكمن حين يكون الأمر متكرراً، أو حين يكون أمراً قهرياً ولا يمكننا التحكم به، أو حين ننعزل به عن عالمنا؛ فهنا نعتبره قد خرج من مساحته المقبولة في السياق الطبيعي، والحقيقة أن تزامن الحديث مع نفسك مع العزلة يقلق أي متخصص نفسي؛ لأنه قد، وأقول "قد"، يشير لتطور يحدث عند الإنسان يجعله في علاقة حميمة جداً مع نفسه، ويتم بتلك العلاقة الحميمة الاستغناء عن الأشخاص الموجودين في حياته بالفعل بمرور الوقت، ومنها تبدأ تطورات نفسية غير صحية.


وكنت أتمنى أن تحدثينا أكثر عن تلك الأحاديث، وماهيتها، وهل فيها أشخاص أم لا؟ هل لاحظتِ مثلا متى تتحدثين مع نفسك؟ هل وقت أزمة، أو حزن، أو حدث معين، أو غيره؟ وهل تجدين نفسك تتحدثين مع نفسك قهراً، أم بقرار منك؟

كل تلك التساؤلات وغيرها مهمة؛ لأنها ستكشف الستار عن حقيقة حديثك لنفسك مع نفسك؛ فقد تكون أحلام يقظة تحلين فيها مشكلاتك التي لا تتمكنين من حلها في أرض الواقع، وقد تكون نابعة من وساوس - دون أن تدري - حتى لو أخذت شكل حديث مع النفس، وقد تكون بداية تطور في اضطراب ما، وقد تكون ببساطة وضعا بديلا أفضل نفسيا لك من الواقع الذي لا تجدين فيه مكاناً بين أبويك للحديث معهما عما يجول بنفسك من أفكار، أو مشاعر، أو رغبة في المشاركة و"الائتناس".

أخيرا أقول لك: إن قدرتك على ملاحظة ذلك أمر يحتاج لتفهمه وعلاجه في حد ذاته مؤشر جيد جداً يوضح أنك لم تستسلمي لخلق عالم مع نفسك وحيدة بعيداً عن واقعك، وأتمنى أن تكملي تلك الخطوة التي بدأت بإرسال رسالتك لنا بأن تتواصلي مع متخصص نفساني ماهر، ليتمكن من معرفة حقيقة ما تعانين منه، لأن لكل تشخيص طرقا لحلوله.



لا أخفيك سراً أنك في أشد الاحتياج لعلاقة حقيقية مريحة مع والديك، وهذا حقك تماما يا ابنتي؛ فاطلبي حقك من والديك ولا تخافي، لأنهما يحتاجان للائتناس بوجودك كما تحتاجين، ولكن طريقتهما غير مناسبة، فاعلميهما بما تحتاجينه، كذلك من طريقة تناسبك، وهذا هو واجبك الآن حتى تتواصلي مع متخصص يساعدك، وهذا التواصل حقك أيضا أن تطلبيه، ولا تتوقفي عن القيام به تحت أي مبرر أو أي ظرف يقولونه؛ فأنا لا أرغب في جعل الصورة قاتمة أمام عينيكِ، ولكن صدقا اضطرابات نفسية كبيرة تبدأ بما تقولين، فلا تتهاوني في مساعدة نفسك، ولتبدئي بممارسته بطلب حقك في التواصل الطبيعي معهما، وطلب المساعدة المتخصصة.. ودمت طيبة وبخير.
آخر تعديل بتاريخ
30 ديسمبر 2018

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.