صحــــتك
21 أبريل 2017

خوف من كل شيء.. ماذا أفعل؟

السلام عليكم، مشكلتي يا دكتور إني دايما أشعر بالخوف من كل شيء، من الحديث مع أي شخص، من النزول للشارع، من إجراء مكالمة هاتفية، حتى من وضع منشور على الـ social media فأنا على الدوام خائفة، ولدي شعور أني سوف أخطئ في شيء أو أجعل من نفسي أضحوكة كما يحدث عادة، ماذا أفعل للتخلص من هذا الخوف المزمن؟
DefaultImage

كنت أتمنى أن تكوني أكثر كرما لتحدثينا عن تفاصيل أكثر تساعدني في رؤية أدق لما تعانيه؛ فالخوف المزمن هذا له احتمالات متعددة منها:

- قد يكون ناجما عن مجموعة مفاهيم صدقتيها عن نفسك منذ كنت صغيرة، منها مثلا أنك لا تتمتعين بقدرات ومزايا كباقي من حولك من الناس.

- وقد يكون بسبب انتقادات دائمة كانت توجّه لك بالتصريح أو التلميح؛ جعلتك تتصورين أنك لن تتصرفي أي تصرف سليم.

- وقد يكون هناك قلق استولى عليك وتتخيلينه خوفا، ولكنه في حقيقته قلق أوقعك في وساوس تقهر تفكيرك؛ ولا تجعلك قادرة على تجاوزها، وهنا سيختلف الأمر، ويتطلب طريقة تختلف عن مجرد مخاوف مزمنة كما أسميتها، وفي هذه الحالة أرجو منك أن تقرئي في الوسواس القهري؛ لتقفي على حقيقة ما تجدينه لديك، وحينها ستحتاجين لتواصل مع متخصص يساعدك في التغلب عليه.

وحتى تتأكدين سأترك لك عدة نقاط لتعيها:

- الخوف من انتقاد البشر، أو برأيهم فيما نفعله، ليس خوفا فطريا؛ أي أننا لم نولد بهذا النوع من الخوف، ولكنه زرع زرعا فينا، وﻷننا في بدايتنا كأطفال لا نتمكن من "تحديد ما هو حقيقي، وما هو مزيف" فقد يكون معقولا؛ أما حين نكبر فإننا نصبح مسؤولين عما سنصدقه، فالآن أنت "مسؤولة" عن تصديق أو عدم تصديق رأي الناس فيما ستفعلينه، مع الأخذ في الاعتبار أن تصديقك لكل ما يقوله الناس يميتك ولا يحييك؛ حيث يمنعك من فعل ما تريدين فعله، يجبرك على فعل ما لا تريدين، وهذا هو "الموت" بعينه مهما أكلت، وشربت، وتعلمت.

- الله وحده هو ما نرجو رضاه، وندندن حول ما يرجوه منا، ووحده من نخاف ألا نرضيه؛ فلتؤمني بالله وحده يا صغيرتي، فكم من عابد يركع ويسجد لله، ومعبوده البشر دون أن يدري.

- هل وجدت من لا يخطئ؟ البشر يخطئون مهما ترقوا، ومهما نجحوا؛ فلتصدقي أن الخطأ جزء لا يتجزأ من بشريتنا، وانتظار الإنسان للتأكد من مدى صحة وخطأ ما سيفعله، يحوله لسلة يلقي فيها كل من يمر فيه ما يراه هو؛ فلا تحيي حياة الآخرين لا حياتك؛ ولا تحرمي نفسك من خوض تجربتك الذاتية بكل ما فيها؛ فالحياة ليست لونا واحدا.

هيا ابدئي رحلة حياتك بكل ما فيها؛ فقبولك لكونك من الممكن ومن الطبيعي أن تخطئي هو ما
سيعلمك، ويجعلك تحيين بصدق، دمت بخير.

اقرأي أيضا:
اضطراب الوسواس القهري (ملف)
اضطراب القلق العام.. معاناة مستمرة والعلاج ممكن (ملف)
الشعور بالفشل دمر حياتي
الخوف والتردد.. وجهان لعملة واحدة
الغضب والقلق وجهان لعملة واحدة

آخر تعديل بتاريخ
21 أبريل 2017

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.