هل يقي الزنك من عدوى الجهاز التنفسي الفيروسية؟

يمكن أن تكون للزنك آثار إيجابية في مكافحة أمراض الجهاز التنفسي الفيروسية، من حيث الوقاية أو العلاج. لكنّ ما أظهرته دراسة جديدة في هذا الشأن ليس حاسماً بالقدر الكافي بعد لإعطاء توصيات دقيقة في مجال الوصفات الطبية.

وهذه الدراسة عبارة عن تحليل يستخدم خلاصات دراسات سابقة ويقارنها ويجمعها. ويوفر هذا النوع من الأبحاث إجابات أكثر دقة من دراسة معزولة. وعمل الباحثون على نحو ثلاثين دراسة لتحديد ما إذا كان إعطاء الزنك للمرضى الذين لم يكن لديهم نقص سابق يحد من مخاطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية أو يسمح لهم بالشفاء بسهولة أكبر.

وأشار معدّو هذه الدراسة المنشورة في مجلة "British Medical Journal"، إلى أنهم لم يتمكنوا من الإجابة عن الأسئلة المتعلقة بفاعلية الزنك وكفاءته ومقبوليته بجرعات وتركيبات مختلفة. وأضافوا أن من الضروري إجراء المزيد من الأبحاث "لتوضيح فاعلية الزنك وآليات عمله في مواجهة التهابات الجهاز التنفسي الفيروسية، مثل كوفيد 19".

إذاً، هل ينصح المرضى بالتهابات التنفس الفيروسية، مثل كوفيد 19، بتناول الزنك؟

أثار الموضوع جدلاً خلال أزمة كوفيد-19، إذ أوصى عدد قليل من الأطباء بتناول مكملات الزنك على الرغم من عدم وجود دراسة مقنعة. إلا أن هذه الدراسة المجمعة لنتائج دراسات أخرى، تتجاوز نطاق كوفيد-19 وحده، إذ تتناول آثار الزنك على فئة كاملة من أمراض الجهاز التنفسي.

واستناداً إلى الدراسات المجمعة، استنتج معدّو البحث أن ثمة آثاراً إيجابية، فالأشخاص الذين يتناولون مكملات الزنك "أقل عرضة لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي الفيروسية". وأشار الباحثون إلى أن الزنك "يقلل من مدة الأعراض" كعلاج، مع أنه لا يؤثر بصورة حاسمة على شدتها.

لكن الباحثين شددوا على أن استنتاجاتهم لا يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك، وخصوصاً أن الدراسات التي استندوا إليها غالباً ما تكون منخفضة الجودة. ونبّه العلماء إلى أن هذا النوع من الدراسات "يستند إلى عينات صغيرة".