صَنع علماء في جامعة التقنيات في سيدني بأستراليا نظارات صوتية خاصة تُحوِّل بيانات الرؤية التي تلتقطها كاميرتها الخاصة إلى اهتزازات صوتية معيّنة يستطيع العميان وأصحاب البصر الضعيف أن يشعروا بها، وأن يُدرِكوها بشكل صور ذهنية. أظهَرت تجربة هذه "النظارات السمعية" أنها تحسّن كثيرًا من قدرة مستخدِميها على كشف وجود الأشياء من حولهم. فكيف تعمل هذه النظارات؟
حقائق أساسية بشأن النظارات السمعية:
1 – تُترجِم آليةُ "اللمس السمعي" الإشارات البصرية إلى أصوات و"اهتزازات" خاصة، كأن تُصدر صوتًا حَفيفًا لتصوير نباتات، وصوت أزيز للهواتف المَحمولة ...
2 – أظهَرت تجربةُ النظارات السمعية أن استخدام هذه التقنية حسَّنت كثيرًا من قدرة العميان وأصحاب البصر الضعيف على تمييز الأشياء من حولهم، دون أن يسبب لهم ذلك إجهادًا ذهنيًّا كبيرًا، ودون أن يحتاجوا إلى تدريبات طويلة.
3 – يقدَّر عدد العميان في العالم بنحو 39 مليونًا، ويوجَد نحو 246 مليون شخص من أصحاب البصر الضعيف في العالم.
تَستخدِم هذه النظارات الذكية جهاز حاسوب لترجَمة معلومات بصرية عن الأشياء التي تحيط بمستخدِمها إلى أصوات يُصدرها الحاسوب. يَصنع الحاسوب أصواتًا فريدة ترتبط بالأشياء التي تَدخل في مجال رؤية المستخدِم.
نظارات سمعية خاصة تحوّل منظر الأشياء إلى أصوات
تم اختبار هذه النظارات حتى الآن على 14 شخصًا من البالغين الذين كان متوسط أعمارهم 51 سنة، سبعة منهم من العميان، وسبعة من أصحاب البصر الضعيف. استمر اختبار النظارة نحو 2 – 3 ساعات لكل مشارِك، بما فيها فترة قصيرة من التدريب. الصوت المصنوع الصادر عن النظارة يُمكِّن مستخدِمها من تمييز والتقاط أشياء تحيط به بدقّة مدهشة، مثل الأشياء التي يستخدِمها الناس عادة في المنزل. نجَح المشاركون في تمييز الأشياء تحت الاختبار في نحو 85% من الحالات، مما يفتح مجالًا جديدًا أمام هؤلاء الأشخاص، ويزيد قدرتهم على الحركة بشكل مستقل، ويحسّن نوعية حياتهم.
ربما ستصبح هذه التقنيات في المستقبل جزءًا أساسيًّا من تقنيات المساعَدة ودَعم الأشخاص في إدراك بيئتهم، والتعامل معها بكفاءة أعلى.
المصادر:
Restoring Vision: Blind "See" Through Sound with Smart Glasses - Neuroscience News