بالتأكيد تَعرِف طولك ووزنك، وقد يكون لديك قراءات ضغط الدم النموذجية، وتتابع مستويات الكوليسترول في الدم بكل دقة، ولكن هناك فحص آخر قد يكون أكثر أهمية لتقييم خطر إصابتك بنوبة قلبية.
يعتمد فحص قياس نسبة الكالسيوم في شرايين القلب (CAC) على تحديد كمية الترسبات المتكلِّسة في تلك الشرايين، وهو أمر مهم؛ لأن تراكم اللويحات المتكلِّسة في شرايين القلب هي السبب الرئيسي -أو المقدمة الأساسية- لإحداث مرض تصلب شرايين القلب (ASCVD) والذبحة الصدرية والأزمات القلبية.
يمكن أن تتراوح درجة الكالسيوم (Calcuim Score) من صفر إلى أكثر من 400، وتتناسب مع خطر تعرُّضك لمثل هذا الأمراض لمدة تصل إلى 15 عامًا.
قد يكون اختبار قياس الكالسيوم في شرايين القلب هو المؤشر الأكثر دقة لمخاطر تصلب شرايين القلب ASCVD حتى الآن، لأنه فحص آمن وغير مكلف نسبيًا.
سنقدِّم لك في هذا المقال كل ما تحتاج معرفته حول هذا الفحص، ودواعيه، ودلالة نتائجه.
ما هو اختبار قياس الكالسيوم في شرايين القلب (CAC)؟
أَدرجت الكلية الأمريكية لأمراض القلب (ACC) وجمعية القلب الأمريكية (AHA) اختبار قياس نسبة الكالسيوم في شرايين القلب CAC في إرشاداتها للتعامل مع الكوليسترول التي نشرت في نوفمبر 2018.
يمكن أن تشير نتائج اختبار هذا الفحص إلى احتمالية وخطر الإصابة بالنوبات قلبية، ويمكن أن يساعد الفحص أيضًا في تمييز الأشخاص المعَرَّضين لخطر معتدل للإصابة بأمراض شرايين القلب إلى مجموعات عالية أو منخفضة الخطورة، ويُعتَبر الاختبار نفسه آمنًا وغير مؤلم، ويستغرق نحو 15 دقيقة.
يتم في هذا الاختبار إجراء تصوير شعاعي مقطعي محوسب (CT)، وهو نوع من الأشعة السينية المنخفضة الجرعة لشرايين القلب، وقياس كمية الكالسيوم المترسب في اللويحات "المتكلسة" أو الصلبة التي قد تكون موجودة في شرايين القلب التي تمد عضلة القلب بالدم اللازم للقيام بعملها الطبيعي.
بناءً على نتائج الفحص، ستحصل على قياس درجة الكالسيوم (Calcuim Score)، وتتراوح نتيجة الفحص بنقاط من صفر إلى أكثر من 400، وفيما يلي معنى هذا التدريج:
- 0: لا توجد لويحات متكلسة في شرايين القلب، وخطر الإصابة بأزمة قلبية منخفض جدًّا.
- من 1 إلى 10: توجد كمية قليلة من اللويحات المتكلسة، فهي تعكس أن لديك احتمالية بنسبة 10٪ للإصابة بتصلب شرايين القلب، وخطر الإصابة بأزمة قلبية منخفض.
- 11 إلى 100: توجد بعض اللويحات المتكلسة، ولديك مرض خفيف في شرايين القلب، واحتمال متوسط للإصابة بأزمة قلبية.
- 101 إلى 400: توجد كمية متوسطة من اللويحات المتكلسة، وقد تؤدي اللويحات إلى انسداد أحد شرايين القلب، واحتمال إصابتك بأزمة قلبية متوسط إلى مرتفع.
- أكثر من 400: توجد كمية كبيرة من اللويحات المتكلسة، وهناك احتمال أكثر من 90٪ أن اللويحة قد تسد أحد الشرايين، فيكون خطر الإصابة بأزمة قلبية عاليًا. يُنصَح في مثل هذه الحالات بإجراء قسطرة القلب وتصوير شرايين القلب، مع الاستعداد للتوسيع بالبالون ووضع الدعامات لعلاج أيِّ تضيقات أو انسدادات في هذه الشرايين، وربما إجراء عملية جراحية وعمل مجازات لشرايين القلب المصابة إذا لم يكن إصلاحها ممكنًا عن طريق القسطرة.
ما هي فوائد اختبار قياس الكالسيوم في شرايين القلب CAC؟
إذا كانت درجة الكالسيوم لديك تساوي صفر، فإن خطر الإصابة بأمراض شرايين القلب قليل جدًّا. لذلك، قد تكون قادرًا على تجنُّب أو تأخير العلاج بالعقاقير المخفِّضة للكوليسترول إذا كنت لا تدخن، أو مصابًا بداء السكري، أو لديك تاريخ عائلي للإصابة بالذبحة الصدرية أو بالأزمة القلبية.
نُشرت دراسة في 2018 في مجلة الكلية الأمريكية لأمراض القلب شملت أكثر من 13600 شخص على مدى 10 سنوات، لم يجد الباحثون فيها أي فائدة سريرية لبدء تناول أدوية الستاتينات (statins) في الأشخاص الذين لديهم قياس درجة الكالسيوم في شرايين القلب يساوي صفر.
لكنْ بالنسبة للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 65 عامًا، وقياس درجة الكالسيوم لديهم أكبر من 100، فسوف يستفيدون كثيرًا من بدء تناول أدوية الستاتينات.
مَن الأشخاص المرشحون للخضوع لاختبار قياس الكالسيوم في شرايين القلب CAC؟
لا يَحُلّ فحص الكالسيوم في شرايين القلب CAC مَحَلَّ أدوات تقييم المخاطر التقليدية التي تؤثّر على الكوليسترول المفيد (البروتين الدهني منخفض الكثافة LDL) وضغط الدم والتدخين، وقد كشفت الدراسات وفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن ما يقرب من نصف البالغين في الولايات المتحدة لديهم عامل واحد على الأقل من عوامل الخطر هذه.
مع ذلك، يمكن أن يساعد اختبار قياس الكالسيوم في شرايين القلب CAC في تحديد ما إذا كان خطر الإصابة بنوبة قلبية مرتفعًا بما يكفي للنظر في البدء في تلقي العلاج لخفض الكوليسترول، فقد يشمل هذا العلاج أدوية مثل الستاتينات.
لكن إذا لم تكن مخاطرك عالية أو منخفضة، فلماذا تبدأ بأخذ أدوية الستاتينات إذا كانت الشرايين نظيفة؟ ففي هذه الحالة، قد يلجأ طبيبك لاتباع طريقة مختلفة في العلاج، مع الأخذ في الاعتبار عوامل الخطر ودرجة قياس الكالسيوم.
ما مخاطر إجراء اختبار الكالسيوم في شرايين القلب CAC؟
قد تكون معَرَّضًا لبعض المخاطر أثناء إجراء اختبار الكالسيوم في شرايين القلب CAC مثل:
-
التعرُّض للأشعة:
في كل مرة تقوم فيها بإجراء فحص بالأشعة المقطعية، فإنك تعَرِّض نفسك للإشعاع، إلا أن جرعة الإشعاع منخفضة نسبيًا، إنما قد يكون التعرُّض مقلقًا إذا كنت تحتاج إلى عمليات تصوير متكررة.
-
تأثيرات الصحة النفسية:
قد يثير تصنيف بعض المرضى ضمن فئة عالية الخطورة من الناحية القلبية "ضررًا نفسيًا"، ويمكن أن يسبب قلقًا وتوترًا لدى بعض المرضى، وإلى زيادة التفكير في الحالة المَرَضية المتوقعة أو القادمة.
-
الراحة الكاذبة:
يمكن للشباب الذين حصلوا على درجة صفر في قياس الكالسيوم أن يكون لديهم تراكم كبير للويحات غير متكلسة في شرايين القلب، خاصة عند المدخنين، لهذا السبب، لا يزال يتعين على الناس اتخاذ خيارات نمط حياة صحية.
-
نتائج مضللة:
من الممكن أن تحصل على درجة عالية من قياس الكالسيوم حتى لو لم تظهر على شرايين القلب علامات الإصابة بأمراض القلب. من المرجح أن تحدث النتائج الكاذبة بين الأشخاص المعَرَّضين لخطر منخفض للإصابة بأمراض شرايين القلب.
هل يجب على الجميع إجراء فحص الكالسيوم في شرايين القلب CAC؟
اعتبر الأطباء أن إجراء فحص قياس الكالسيوم في شرايين القلب غير ضروري للشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا، فوجود اللويحات المتكلسة أمر غير معتاد في تلك الفئة العمرية المنخفضة المخاطر.
لكن إحدى الدراسات التي نُشرت في 2017 في المجلة العلمية الأمريكية المعتمدة JAMA Cardiology أشارت إلى أن درجة اختبار الكالسيوم في شرايين القلب CAC التي تزيد على الصفر لدى البالغين تشير إلى وجود خطر أعلى بكثير للإصابة بالنوبات القلبية والوفاة مقارنة بالفئات العمرية الأخرى.
بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و39 عامًا، فإن اتباع أسلوب حياة صحية للقلب يمكن أن يساعد في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأزمات القلبية، بما في ذلك:
- اتباع نظام غذائي صحي.
- ممارسة الرياضة بانتظام.
- الإقلاع عن التدخين.
- السيطرة على التوتر النفسي.
- الحفاظ على وزن صحي.
- علاج أي حالات صحية مزمنة، مثل مرض السكري.
- الحد من شرب الكحوليات.
- الحصول على قسط وافر من النوم.
قد لا يكون اختبار قياس الكالسيوم CAC مناسبًا أيضًا للمرضى المعَرَّضين لمخاطر عالية، فبالنسبة للأشخاص في هذه المجموعة، تدعو الإرشادات إلى استخدام العقاقير المخفضة للكوليسترول، والعلاجات الوقائية الأخرى مثل تغيير نمط الحياة للتخفيف من المضاعفات المرتبطة بالقلب.
ختامًا
يساعد اختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية CAC مقدّمي الرعاية الصحية على تحديد درجة الكالسيوم، والتي قد تتنبأ بخطر الإصابة بأمراض شرايين القلب.
قد تشير درجة الكالسيوم (Calcuim Score) إلى ما إذا كانت العلاجات الوقائية، مثل العقاقير المخفضة للكوليسترول وتغيير نمط الحياة، ستساعد في التخفيف من المضاعفات المتعلقة بالقلب.
مع ذلك، فإن اختبار الكالسيوم في الشرايين التاجية CAC لا يحل محل الاختبارات القياسية لأمراض القلب، مثل قياس البروتينات الدهنية (Lipoproteins panel) التي تقيس نسبة الكوليسترول الكلي، والمفيد، والضار، والشحوم الثلاثية في الدم.
المصدر:
Coronary artery calcium testing: A call for universal coverage
Calcium Score: What To Know About Coronary Artery Calcium Testing
