تحدث حساسية العطور عندما تتهيج الممرات الهوائية بسبب المكونات أو المواد الكيميائية الموجودة في الروائح الطبيعية أو المصنعة. في حين أن المصطلح يُستخدم أحيانًا بشكل مترادف مع الحساسية المناعية، فإن حساسية العطور لا تنطوي على استجابة مناعية لكامل الجسم، وبدلًا من ذلك فإنه يشير إلى بعض مكونات العطر التي تهيج الممرات الهوائية والعينين. تتناول هذه المقالة أعراض وأسباب وتشخيص حساسية العطور، وتناقش أيضًا كيفية علاجها والوقاية منها.
أعراض حساسية العطر
تتطور أعراض حساسية العطور بشكل عام خلال دقائق من التعرض للرائحة، ويمكن أن تستمر الأعراض من بضع دقائق إلى عدة ساعات. يمكن أن تختلف الروائح المثيرة من شخص لآخر إلى جانب شدة الأعراض، وتميل الأعراض إلى أن تكون أسوأ كلما زاد التعرض أو كلما كانت الرائحة أقوى. يمكن أن تسبب حساسية العطور أعراضًا مثل:
- الشعور بالدغدغة في أنفك
- الإحساس الحارق في الممرات الأنفية
- العيون الدامعة أو حكة أو احمرار العينين
- السعال الجاف
- العطس
- الصداع
- احتقان بالأنف
- الصداع النصفي
- الطفح الجلدي، وخز الجلد والتهاب الجلد
- معدة مضطربة
- آثار عصبية في بعض الحالات الشديدة
قد تحدث أعراض أخرى إذا استنشقت الرائحة لفترة طويلة أو لامست المنتج مباشرة على الجلد، مثل: الغثيان، الدوار، أو التهاب الجلد التماسي.
ما مدى شيوع حساسية العطر؟
وجدت نتائج إحدى الدراسات الكبيرة التي أُجريت في أستراليا والتي نُشرت في تقارير الطب الوقائي أن نحو ثلث المشاركين عانوا من مشكلة صحية واحدة أو أكثر من التعرض للمنتجات المعطرة، حتى أن بعض المشاركين كان لديهم ردود فعل شديدة تجاه المنتجات المعطرة التي تسببت في ظهور أعراض قوية بما يكفي للتدخل في الحياة اليومية، مثل الصعوبة في التنفس، وكشفت الدراسة نفسها أيضًا عن الإحصائيات التالية حول الانتشار والأعراض الشائعة المرتبطة بحساسية العطر:
- أفاد 17% من المشاركين أنهم يعانون من صعوبات في التنفس بسبب بعض العطور، في حين أبلغ 14% عن أعراض مخاطية، مثل الاحتقان والعيون الدامعة.
- يعاني نحو 10% من الصداع النصفي ومشكلات الجلد.
- أفاد نحو 8% عن نوبات الربو، وذكر العدد نفسه من المشاركين إنهم تغيبوا عن العمل بسبب الأعراض الناجمة عن التعرض للعطور في مكان العمل.
- أبلغ ما بين 3% إلى 5% عن مشكلات في الجهاز الهضمي، أو أعراض معرفية أو عصبية (الدوخة أو الإغماء، وصعوبة التركيز، وما إلى ذلك).
وجدت دراسات بحثية أخرى أن ما بين 17% و20% من عامة سكان الولايات المتحدة قد أبلغوا عن صعوبات في التنفس أو صداع أو مشكلات صحية أخرى عند التعرض لمعطرات الهواء ومزيلات الروائح.
تفضيلات الأفراد المتعلقة بالعطور في البيئات الداخلية
عندما سُئل المشاركون في إحدى الدراسات عن تفضيلاتهم المتعلقة بالعطور في البيئات الداخلية، إليك كيفية إجابتهم:
- 42.8% سيؤيدون سياسة خالية من العطور في مكان العمل.
- 43.2% يفضلون أن تكون مرافق الرعاية الصحية ومتخصصي الرعاية الصحية خالية من العطور.
- 57.7% يفضلون السفر على متن طائرة دون ضخ الهواء المعطر عبر مقصورة الركاب.
- 55.6% يفضلون الإقامة في فندق لا يحتوي على هواء معطر.
أنواع حساسية العطر
يوجد نوعان رئيسيان من أعراض الحساسية بسبب حساسية العطور: أعراض حساسية الجهاز التنفسي وحساسية الجلد.
ما هي أعراض حساسية العطر؟
إن أبرز أعراض حساسية العطور تتلخص في:
- الصداع
- الغثيان
- احمرار وحرقة وحكة في الجلد
- احمرار العين وزيادة الدموع في العين
حساسية العطر مقابل الحساسية المناعية
على الرغم من أن حساسية العطور ليست شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية المناعية، فإنها ليست حساسية حقيقية. تتضمن الحساسية المناعية الحقيقية استجابة مناعية يقوم فيها بروتين يسمى الغلوبولين المناعي (IgE) بإطلاق تفاعل متسلسل يؤدي إلى ظهور أعراض الحساسية المناعية.
يمكن أن يؤدي التهيج الذي يحدث مع حساسية العطور أيضًا إلى حدوث استجابة تحسسية أو نوبة ربو لدى بعض الأشخاص، على الرغم من أن الخبراء ليسوا متأكدين من سبب ذلك.
ما هي أسباب حساسية العطر؟
تحدث حساسية العطور بسبب تهيج الجهاز التنفسي أو الأغشية المخاطية للعينين، ويمكن أن يتم تحفيزه بواسطة مجموعة واسعة من المواد الكيميائية العضوية والاصطناعية في مجموعة متنوعة من الروائح، وقد تكون الأعراض وحدها كافية لتنبيهك بالتعرض حتى لو لم تتمكن من شم الرائحة. تشمل بعض الأسباب الشائعة لحساسية العطر:
- العطور والكولونيا
- مستحضرات الجسم
- الصابون
- مساحيق التجميل
- معطرات الجو
- دخان السجائر
- الزهور
- منظفات الغسيل أو منعمات الأقمشة
- مستحضرات التنظيف
- منتجات العناية بالشَّعر، مثل الشامبو، ومثبتات الشَّعر، وغيرها
- الزيوت الأساسية والمنتجات المختلفة المصنوعة من هذه الزيوت، مثل الشموع، وسيروم الوجه
- المبيدات الحشرية
ويُعتقد أيضًا أنه قد يكون هناك عنصر نفسي في الاستجابة.
التشخيص
بشكل عام، يَعتمد تشخيص حساسية العطور على حدوث الأعراض وتوقيتها. يجب أن تكون أنت، وليس مقدم الرعاية الصحية، في أفضل وضع لملاحظة ردود الفعل والحصول على فكرة أوضح عن المحفزات الفردية الخاصة بك. لكن التعرّف على العطر المسبب للحساسية قد يكون أمرًا صعبًا، قد تبدأ في إدراك أن هناك عطرًا أو رائحة معيّنة تسبق ردود الفعل لديك، لكنك قد لا تعرف أي مكون من مكونات المنتج يسبب الأعراض لديك.
لمساعدتك في سعيك، من الجيد أن تقرأ دائمًا ملصق المكونات لأي منتج يحتمل أن يكون مخالفاً، وقد تظهر أنماط تقودك في النهاية إلى العطر المسبب. يمكنك أيضًا الاحتفاظ بمذكرات تشرح بالتفصيل متى ظهرت عليك الأعراض، وأين كنت في ذلك الوقت، وما كانت رائحته قبل ظهور الأعراض.
التقييم الطبي
قد يبدأ مقدم الرعاية الصحية بالتحقق مما إذا كنت تعاني من الربو أو الحساسية فقط لاستبعادهما كسبب، وقد يتضمن ذلك اختبارات وظائف الرئة (PFTs) لتقييم قوة رئتيك أو اختبارات الحساسية للتحقق من وجود الأجسام المضادة IgE أو استجابتك لمسببات الحساسية الشائعة مثل حبوب اللقاح والغبار.
العلاج والوقاية
يُعَد تجنب العطور المشكوك أنها تسبب لك الحساسية بشكل عام أفضلَ طريقة للتحكم في حساسية العطور، ومن السهل نسبيًا القيام بذلك في المنزل عن طريق شراء الصابون والغسول غير المعطر، أو التزيين بالزهور المزيفة بدلاً من الزهور الحقيقية، أو حظر السجائر في الداخل.
قد لا يكون الأمر بهذه السهولة في مكان عملك أو عندما تكون بالخارج في منزل أحد الأصدقاء، في مثل هذه الحالات، من مصلحتك التحدث وإخبار أصدقائك وأفراد عائلتك وزملائك في العمل بأدب عن حساسياتك للعطور، وقد لا يدركون أن العطور أو الروائح التي اعتادوا عليها شديدة القوة وتؤثر على الآخرين.
العلاج الدوائي
في الحالات التي لا يمكنك فيها تجنب التعرض أو عندما تكون الأعراض مستمرة، يمكنك استخدام الأدوية المتاحة دون وصفة طبية لعلاج الأعراض، ويتضمن ذلك مسكنات الألم مثل التايلينول (الأسيتامينوفين)، أو مزيل احتقان الأنف للتغلب على الاحتقان. عندما تتسبب حساسية العطور في ظهور أعراض الربو أو الحساسية لديك، ستحتاج أيضًا إلى تناول أدوية الربو أو الحساسية المعتادة للسيطرة على تلك الأعراض.
نصائح منزلية إضافية
قد يساعد استخدام حمام الشوفان في تخفيف الحكة وتهيج الجلد، ويمكن وبالتالي التخفيف من أعراض حساسية العطور. كذلك اللجوء للعلاج بالضوء بحيث قد يساعد في التخلص من البكتيريا التي تهيج الجلد وقد يعمل على تثبيط استجابة الجهاز المناعي للمواد التي تسبب الحساسية، ومن النصائح الأخرى:
- أبقِ النوافذ مفتوحة لتحسين التهوية عندما تكون بالداخل.
- تسوّق فقط في المتاجر التي لا تستخدم الشموع والعطور، واحذر من تجربة الملابس التي تم رشها بالعطور.
- إذا لم تتمكن من تجنب الروائح في أماكن معيّنة، ففكّر في ارتداء قناع الوجه للمساعدة في تقليل مقدار ما تستنشقه.
- استخدم منظفات ذات مكونات طبيعية غير معطرة قدر الإمكان.
متى تطلب الرعاية الطبية
اطلب العناية الطبية الفورية إذا واجهْتَ ما يلي بعد استنشاق أي رائحة أو مادة كيميائية:
- ضيق في التنفس
- الصفير
- النعاس
- ضيق الصدر
- الخفقان
- ألم في الصدر
- الإغماء
الأسئلة الشائعة
هل يمكن أن تتحول حساسية العطور إلى حساسية مناعية؟
عادةً لا، فحساسية العطور لا تسبب استجابة مناعية كاملة، لكنها تهيج الجهاز التنفسي والجلد، وقد تؤدي إلى نوبات الربو لدى بعض الأشخاص المعرضين. لذلك من المهم التعرف على المحفزات والابتعاد عنها للوقاية من المضاعفات.
هل الأطفال عرضة للإصابة بحساسية العطور؟
نعم، الأطفال قد يكونون أكثر حساسية للمواد الكيميائية والعطور القوية بسبب أجهزة تنفسهم وأجسامهم الأقل تحملاً. من المهم تقليل التعرض للروائح المركزة في المنزل والمدرسة، ومراقبة أي علامات مثل: السعال، أو العطس، أو الطفح الجلدي.
نصيحة من موقع صحتك
للتعامل مع حساسية العطور بفعالية، ركز على الوقاية أولًا. قلل من التعرض للروائح القوية في المنزل والعمل، واستخدم منتجات غير معطرة كلما أمكن، وعند الضرورة، استعن بالعلاجات الدوائية والمنزلية، وأخبر من حولك بحساسيتك لتجنب المضاعفات والحفاظ على راحتك اليومية.



