تُعتَبر تقرحات القدم من أكثر المشكلات الصحية شيوعاً في هذه الأيام، ويعتبره الأطباء أحد الأسباب الرئيسية لبتر الأطراف، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من مرض السكري غير المنضبط. ويمكن ان تحدث تقرحات القدم للعديد من الأشخاص، ويصل خطر الإصابة بتقرحات القدم مدى الحياة لدى مرضى السكري إلى أكثر من 33%، كما تسبب تقرحات القدم السكرية الكثير من الأمراض، وتمثِّل ما يَقْرب من ثلثي جميع حالات بتر الأطراف غير المؤلمة. فدائمًا ما يمثّل حدوث العدوى لدى هؤلاء المرضى تهديدًا للأطراف.
سنَعْرِض لك في هذا المقال المزيد من المعلومات حول أنواع تقرحات القدم، وأسبابها، وأساليب الوقاية منها.
مَن هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بتقرحات القدم؟
يمكن أن تحدث تقرحات القدم لكثير من الأشخاص، ولكن الأطباء وجدوها أكثر شيوعًا عند الأشخاص ذوي البشرة السوداء، والأمريكيين الأصليين والإسبان. إذا كان لديك مرض في العين أو الكلى أو القلب مرتبطًا بمرض السكري، فأنت أيضًا في خطر أكبر للإصابة بقروح القدم.
ويصاب نحو 15% من مرضى السكري بقرح القدم، وعادة ما تكون في أسفل القدم، وغالبًا ما يحتاج هؤلاء الأشخاص إلى دخول المستشفى بسبب المضاعفات ولتلقي العلاج اللازم.
وهناك العديد من الحالات الطبية -بخلاف داء السكري- تزيد من خطر الإصابة بتقرحات القدم، مثل:
- مشكلات الدورة الدموية وأمراض الأوعية الطرفية: يحدث خلل في الجدار البطاني للأوعية الدموية الدقيقة، مما يؤدي إلى ضَعف تدفق الدم، خاصة في الأوعية الطرفية ونقص الأكسجين والعناصر الغذائية الكافية لخلايا القدم.
- الاعتلال العصبي الطرفي: وهو فقدان تدريجي للألياف العصبية الطرفية، بما في ذلك الألياف الحسية والحركية وغير الإرادية. فيمكن أن يتطور الأمر إلى فقدان الإحساس الكامل، والذي يبدأ عادةً عند أصابع القدم، فلا يلاحِظ المرضى وجود الإصابة في المستويات المتقدمة من الاعتلال العصبي الطرفي. كما يتسبب الاعتلال العصبي غير الإرادي في انخفاض إمدادات العناصر الغذائية والأكسجين إلى الأنسجة الرخوة في القدم عن طريق تحويل تدفق الدم الشرياني بعيدًا عن الشعيرات الدموية المغذية.
- التدخين: يمكن أن يزيد استخدام التبغ والكحول من خطر الإصابة بقرح القدم نتيجة تأثيرها السلبي على الأوعية الدموية.
- التشوهات العظمية للقدم: تلعب التشوهات العظمية للقدم دورًا مهمًا في تطور واستمرارية قرح القدم، فيمكن أن تؤدي التشوهات الهيكلية مثل إبهام القدم الأروح، وأصابع القدم المطرقية، وإبهام القدم الحدي، إلى زيادة الضغط على بطن القدم وحدوث تقرحات.
- الأمراض القلبية.
- السُّمنة.
- تورم القدم.
- زيادة نسبة الدهون في الدم.
- أمراض الكلى.
ما أنواع تقرحات القدم؟
تنقسم تقرحات القدم والكاحل إلى ثلاثة أنواع رئيسية، بناءً على المظهر والموقع والتأثير على الجلد:
تؤثّر التقرحات الوريدية على الساقَين تحت الركبتَين، وغالبًا ما تصيب الأشخاص الذين لديهم تاريخ من تورم الساق والدوالي والأمراض الوريدية ذات الصلة.
تحدث تقرحات القدم التغذية العصبية في المقام الأول عند مرضى السكري، على الرغم من أنها يمكن أن تؤثّر على أي شخص يعاني من ضَعف الإحساس في أقدامه. ويمكن أن تظهر في أي مكان في القدم، ولكنها تظهر عادةً في الأجزاء الأكثر حملًا للوزن (نقاط الضغط).
القرحة العصبية لا تسبب الألم، ولكنها يمكن أن تكون خطيرة إذا لم يتم علاجها على الفور، أو لم تستجب للعلاج.
يمكن أن تحدث في جميع أنحاء القدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ضَعف الدورة الدموية. يمكن لأي شخص منهم أن يصاب بقرحة الشرايين، لكن الأشخاص الذين يدخنون أو يعانون من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول هم أكثر عرضة لخطر الإصابة بهذا النوع من تقرحات القدم.
يمكن أن تظهر تقرحات القدم الشريانية في أجزاء كثيرة من القدم، بما في ذلك:
- الكعب.
- أطراف أصابع القدم.
- بين أصابع القدم، حيث تحتك أصابع قدميك معًا.
- الأجزاء العظمية من القدم وأصابع القدم التي تحتك بملّاءات السرير أو الجوارب أو الأحذية.
- سرير الظفر، إذا كان ظفر قدمك يخترق جلدك، أو إذا تم تقليم ظفر قدمك بقوة، أو إذا تمت إزالة ظفر إصبع القدم الناشب.
عادة ما تكون تقرحات الشرايين مؤلمة للغاية، خاصة في الليل.
ما هي أعراض وأشكال تقرحات القدم؟
تقرحات القدم هي جروح مفتوحة في الجلد يمكن أن تتخذ أي شكل تقريبًا، إلا أن هناك بعض الأشكال أكثر شيوعًا من غيرها في أجزاء معيّنة من الجسم. فقد تكون في القدم على شكل حفرة، وقد تختلف تقرحات القدم في اللون، فقد يكون لونها أصفر، أو أحمر أو رمادي أو أسود.
إذا كانت قرحة القدم سوداء اللون؛ فهذا يعني أن الخلايا الموجودة في الأنسجة قد ماتت، وهذا ما يسمى النخر (الغرغرينا).
كما تختلف قروح القدم في الحجم، فتبدأ بحجم صغير يبلغ عرضه سنتيمترًا واحدًا، نحو حجم حبة البازلاء، ويمكن أن تنمو إلى أن تشمل حجم قدمك بالكامل إذا تُرِكت دون علاج.
ويمكن أن يتغير عمق القرحة أيضًا، وتوجد عدة أنظمة تصنيف مختلفة لتحديد عمق القرحة:
- الدرجة 0: بشرة الجلد سليمة، غير تالفة.
- الدرجة الأولى: القرحة سطحية، أي أن الجرح سطحي في الطبقات العليا من الجلد.
- الدرجة الثانية: القرحة عبارة عن جرح عميق.
- الدرجة الثالثة: جزء من العَظْم في قدمك مرئي.
- الدرجة الرابعة: مقدمة قدمك (القسم الأقرب إلى أصابع قدميك) مصابة بالغرغرينا (نخر).
- الدرجة الخامسة: القدم بأكملها مصابة بالغرغرينا.
عندما تبدأ قرحة القدم بالتطور؛ قد تلاحظ تغيرات في جلدك، مثل:
- جفاف الجلد.
- تشقق الجلد.
- احمرار.
- الطفح الجلدي.
كيف يتم تشخيص تقرحات القدم؟
يمكن للطبيب معرفة نوع القرحة لديك بناءً على أربع ملاحظات:
- شكل القرحة.
- مكان القرحة.
- مظهر الحدود وحواف القرحة.
- مظهر الجلد المحيط بالقرحة.
ويحتاج الأمر إلى تعاون طبي بين طبيب الأوعية الدموية وطبيب التجميل للوصول للعلاج المناسب.
ولمعرفة مدى عمق القرحة بدقة، وما إذا كانت قد تسببت في حدوث عدوى في عظم مجاور، قد يحتاج الأطباء إلى إجراء بعض الفحوصات، مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
- الأشعة المقطعية.
- الأشعة السينية.
ما هي أساليب علاج تقرحات القدم؟
يبدأ علاج جميع القرحات بالعناية الدقيقة بجلد القدم، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين بداء السكري؛ ويمكن أن يساعد اكتشاف قرح القدم وعلاجها مبكرًا على منع العدوى ومنع تفاقم القرحة.
ينقسم العلاج إلى قسمين يتكاملان لتحقيق الشفاء التام للجرح، وتخفيف الألم، ومنع حدوث المضاعفات.
وتتضمن ما يلي:
- العناية الموضعية بالجروح، تقل خطورة الإصابة بالقرحة وتشفى بشكل أسرع إذا ظلت مغطاة ورطبة.
- المضادات الحيوية.
- الأدوية المضادة للصفيحات أو مضادات التخثر.
- تقويم العظام.
- إزالة الضغط عن المنطقة من خلال ارتداء جبيرة أو حذاء معيّن أو دعامات.
وتشمل ما يلي:
- التنظير (إزالة الأنسجة المصابة).
- إصلاح إصبع القدم.
- استئصال الظاهر الأخمصي (إزالة أجزاء من باطن القدم).
- إطالة وتر العرقوب (تمدد الوتر).
- قطع عظم مشط القدم (يتم قطع عظم مشط القدم في إصبع القدم الكبير وإعادة تنظيمه).
- الجراحة الترميمية باستخدام ترقيع الجلد.
كيف يمكن الوقاية من الإصابة بتقرحات القدم؟
هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها للمساعدة في تقليل خطر الإصابة بقروح القدم مثل:
- التحكم الدقيق في نسبة السكّر في الدم، فإذا كنت مصابًا بمرض السكري، فيجب عليك ارتداء الأحذية المناسبة وعدم المشي حافي القدمين أبدًا.
- افحص ساقيك وكذلك الجزء العلوي والسفلي من قدميك، والمناطق الواقعة بين أصابع قدميك كل يوم. ابحث عن أي بثور أو جروح أو شقوق أو خدوش أو قروح أخرى، وتوجَّه للطبيب إذا لاحظت أي مشكلات.
- اتَّبِع الوسائل الطبية السليمة التي يمكن أن تساعدك للإقلاع عن التدخين.
- تنظيم مستويات الكوليسترول والدهون الثلاثية عن طريق تغيير نظامك الغذائي، والحدّ من الملح الزائد في نظامك الغذائي.
- اعتنِ بأظافر قدميك، وقص أظافر قدميك بعد الاستحمام، عندما تصبح طرية. قص أظافر القدم بشكل مستقيم، ثم قم بتنعيمها باستخدام مبرد الأظافر.
- اعتنِ بأظافر القدم الغارزة في الجلد.
- الحفاظ على وزن صحي.
وختامًا،
قد يكون من المحزن اكتشاف قرحة مفتوحة في قدمك أو إصبع قدمك، ولكن لا داعي للقلق الزائد، فيمكن للطبيب علاج قروح القدم بنجاح إذا تم اكتشافها ومعرفة السبب الأساسي في حدوثها مبكرًا، أما إذا تُرِكت دون علاج، فيمكن أن تؤدي القرحة إلى مضاعفات خطيرة.
وإذا كنت تعاني من اعتلال الأعصاب الناجم عن مرض السكري، فتذكَّر أنه من المهم فحص قدميك وأصابع قدميك بشكل منتظم، والاهتمام بالحفاظ على مستوى السكّر في الدم ضمن المعدلات الطبيعية.
المصادر:
1- https://my.clevelandclinic.org/health/symptoms/17169-foot-and-toe-ulcers
2- https://www.upmc.com/services/orthopaedics/conditions-treatments/foot-ulcer
