تلوث الهواء وارتباطه بالمشكلات الإدراكية عند الأطفال

أجريت دراسة في جامعة إيست أنجليا البريطانية بالتعاون مع مختبر تمكين المجتمع في الهند للبحث عن العلاقة بين تلوث الهواء والمشكلات الإدراكية عند الأطفال.

وقد وجدت الدراسة أن هناك حقاً علاقة بين تعرض الأطفال لتلوث الهواء ووجود ضعف الإدراك عند الأطفال في عمر أقل من سنتين، ويرى الباحثون ضرورة اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من تلوث الهواء حول العالم لخفض التأثيرات السلبية على تطور الدماغ عند الأطفال، والمضاعفات التي قد تلحق ذلك في المستقبل.

كيف أجريت الدراسة؟

عمل الباحثون مع عائلات من مختلف المستويات الاجتماعية والاقتصادية في منطقة ريفية تعرف بشيفغار في ولاية أتار برادش الهندية، وهي إحدى أكثر الولايات التي تعاني من تلوث الهواء في الهند. قيم الباحثون الذاكرة البصرية، وسرعة المعالجة البصرية عند 215 رضيعًا بين عامي 2017 و2019 باستخدام فحص إدراكي مصمم خصيصاً لهذا الغرض.

شاهد الأطفال المشاركون في الدراسة على شاشة، مجموعة من المربعات الملونة الوامضة التي كانت تتكرر بعد كل ومضة، بينما شاهد الأطفال على شاشة أخرى مجموعة من المربعات الملونة يتغير لون إحداها بعد كل ومضة، وبُنِيَ هذا الفحص على ميل الأطفال بشكل عام لتجاهل ما هو مألوف، وتوجيه النظر إلى أي شيء جديد، واهتم الباحثون هنا فيما إذا كان الأطفال قادرين على ملاحظة الشاشة التي تتغير ألوان المربعات فيها، وخصوصاً مع زيادة صعوبة المهمة من خلال زيادة عدد المربعات على كل شاشة.

استخدم الباحثون أجهزة لمراقبة تلوث الهواء في منازل الأطفال لقياس مستوى الانبعاثات وجودة الهواء، مع العلم أن الباحثين أخذوا بعين الاعتبار الحالة الاجتماعية والاقتصادية للأطفال.

ما نتائج الدراسة؟

تظهر نتائج هذه الدراسة لأول مرة وجود علاقة بين تلوث الهواء وضعف القدرات الإدراكية البصرية خلال العامين الأوليْن من حياة الطفل عندما يكون تطور الدماغ في أوجِه، وقد يمتد هذا التأثير على مدى سنوات، وربما يؤثر على تطور الطفل في المدى البعيد، كما تشير النتائج أيضاً إلى أن الجهود العالمية لتحسين جودة الهواء ربما تؤثر إيجاباً في قدرات الأطفال الإدراكية.

ربما تنجم هذه التأثيرات الدماغية بسبب وجود جزيئات صغيرة في الهواء الملوث تدخل الرئتين، وتصل إلى الدماغ مع الدم، وقد أظهرت دراسات سابقة وجود علاقة بين تلوث الهواء ووجود مشكلات عاطفية وسلوكية قد تسبب العديد من المشكلات للعائلات المتأثرة.

 

المصدر:

https://www.sciencedaily.com/releases/2023/04/230424223140.htm

03 مايو 2023
آخر تعديل بتاريخ