الإقلاع عن التدخين يحسن الحالة الصحية للمصابين بسرطان الرئة

يعد سرطان الرئة من أكثر الأمراض الخبيثة شيوعًا وفتكًا في جميع أنحاء العالم، ويحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث معدل وتكرار الإصابة، بأكثر من 2.2 مليون حالة جديدة في عام 2020، والأول من حيث الوفيات، مع ما يقارب 1.8 مليون حالة وفاة عام 2020 أيضا.

وعلى الرغم من التحسين المستمر في طرق العلاج، مثل العلاج المناعي والعلاجات المستهدفة الجديدة والعلاج الإشعاعي، وما إلى ذلك، تبقى الإصابة بسرطان الرئة من التشخيصات الصعبة جدا على المرضى والأطباء مقارنة بالأورام في مواقع الجسم الأخرى، حيث إن معدل البقاء على قيد الحياة مدة 5 سنوات هو 25% لنوع سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة، و7% لسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، وفقًا لبيانات من مركز علم الأوبئة الأميركي.


إقلاع مرضى سرطان الرئة عن التدخين يزيد فرص بقائهم على قيد الحياة

يعد تدخين السجائر أهم عامل خطر قابل للتعديل لحدوث سرطان الرئة، ويمثل الإقلاع عن التدخين الحجر الأساس للوقاية من سرطان الرئة على مستوى العالم. وعلى الرغم من كثرة الدراسات حول سرطان الرئة وعوامل الخطورة المتصلة به، لم يكن من الواضح نسبيًا ما إذا كان إقلاع المدخنين الذين تم تشخيصهم بسرطان الرئة يزيد من فرص بقائهم على قيد الحياة أم لا.

لكن تم إجراء تحليل شامل لـ21 دراسة، شملت أكثر من 10 آلاف شخص مصاب بسرطان الرئة، وجد أدلة موحية على أن الإقلاع عن التدخين عند تشخيص الإصابة بسرطان الرئة أو بعده يمكن أن يؤدي إلى تحسين فرص بقاء مرضى سرطان الرئة على قيد الحياة بشكل عام.

كما صرح الدكتور سافيريو كياني من معهد أبحاث السرطان والوقاية منه والشبكة السريرية في فلورنسا بإيطاليا "يجب على الأطباء إخبار المرضى أنه لم يفت الأوان أبدًا للإقلاع عن التدخين، وحتى إذا تم تشخيصهم بسرطان الرئة، يمكنهم زيادة فرصة النجاة كثيرًا عن طريق الإقلاع عن التدخين في أسرع وقت ممكن".

وأضاف كياني: "يجب دمج برامج الإقلاع عن التدخين بشكل كامل في رعاية مرضى السرطان متعددة التخصصات؛ وتزويد مرضى سرطان الرئة بالمعلومات وكل الدعم اللازم يجب أن يكونا جزءًا غير اختياري من إدارة هؤلاء المرضى.


ما نسبة تحسن مرضى سرطان الرئة بعد إقلاعهم عن التدخين؟

كان الإقلاع عن التدخين عند التشخيص أو بعده مرتبطًا بشكل كبير بتحسن البقاء على قيد الحياة بشكل عام، حسب ما أفاد الدكتور كايني وزملاؤه في مجلة علم الأورام الصدري. وكانت هذه الفائدة متسقة بين المرضى الذين يعانون من سرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة وسرطان الرئة ذي الخلايا الصغيرة، أو سرطان الرئة من النوع النسيجي أو غير المحدد.

وقال الدكتور كايني "لقد فوجئنا بحجم التأثير الذي لاحظناه، انخفاض بنسبة 20% إلى 30% في خطر الموت بالنسبة لأولئك الذين تركوا التدخين بعد تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة، مقارنة بأولئك الذين استمروا.
30 يناير 2022
آخر تعديل بتاريخ