صحــــتك

إثبات أهمية العلاج الطبيعي لتمزق غضروف الركبة

على مدى السنوات العديدة الماضية، كانت هناك زيادة في الدراسات التي أظهرت أن المرضى الذين تزيد أعمارهم عن 45 أو 50 عامًا ويعانون من تمزق الغضروف المفصلي للركبة يمكن أن يتحسنوا في كثير من الأحيان دون الحاجة للحل الجراحي.

 

وهذا لا يعني أن التمزق سيختفي، لكن الجمع بين العلاج الطبيعي والوقت يسمح لتهدئة التهاب الركبة وبالتالي تقليل الألم الناتج عنه.

 

دراسة جديدة لإثبات فائدة العلاج الطبيعي على الشباب

اقترحت دراسة جديدة نُشرت في مجلة New England Journal of Medicine أن المرضى في العشرينات والثلاثينات من العمر قد يستفيدون من العلاج الطبيعي لتمزق الغضروف المفصلي للركبة بنسبة مقاربة لاستفادتهم من التدخل الجراحي.

 

وفي هذا الصدد بين الدكتور سورين ثورجارد سكو، دكتوراه في التمارين الرياضية وصحة الإنسان في جامعة جنوب الدنمارك والمؤلف الرئيسي للدراسة: "بينما حققت 10 تجارب سابقة في آثار جراحة تنظير المفصل بالنسبة لتمزقات الغضروف الهلالي لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن، لم يقم أي منهم بفحصها لدى الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 40 عامًا أو أقل ".

كيفية الدراسة

سجل باحثون من جامعة جنوب الدنمارك 121 مريضًا من سبعة مستشفيات دنماركية تتراوح أعمارهم بين 18 و 40 عامًا ممن يعانون من تمزق الغضروف الهلالي للركبة الذي تم تشخيصه بواسطة التصوير بالرنين المغناطيسي.

 

ثم تم تكليفهم عشوائياً بإجراء عملية جراحية أو برنامج علاج طبيعي مدته 12 أسبوعًا يشمل العلاج بالتمارين الرياضية والتثقيف حول الاستخدام الصحيح لمفصل الركبة تحت الإشراف.

 

وتضمنت الجراحة إما استئصال الغضروف الهلالي الجزئي أو إصلاح الغضروف الهلالي. وجمع الباحثون بيانات عن الألم والأعراض والنتائج الوظيفية حتى 12 شهرًا.

 

وفي نهاية المدة، وجد سوكو وفريقه تحسينات مماثلة في كلتا المجموعتين، التي خضعت للجراحة والتي التزمت ببرنامج العلاج الطبيعي.

 

وأظهر التحليل عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين المجموعات خلال هذه السنة من المتابعة. وقال سوكو: "هذه النتائج قد تغير الممارسة الطبية لأنها تسلط الضوء على أن المرضى، أثناء اتخاذ القرار المشترك مع الأطباء، يمكنهم بثقة اختيار استراتيجيات العلاج الطبيعي وهم واثقون من التحسن".

 

وأشار سوكو: "أن هذا قد يكون نقلة نوعية في كيفية علاج المرضى الأصغر سنًا الذين يعانون من تمزق الغضروف المفصلي، وعلى الرغم من أن التنفيذ قد يكون صعبًا، لكنه أمر مهم حقًا بالنسبة لي والسبب الرئيسي الذي أجري بحثًا عنه، وبصفتنا باحثين، نتحمل مسؤولية تحقيق ذلك، ولكن آمل أن يساعد المجتمع الطبي والعلمي في تسهيل ذلك قدر الإمكان لما له من تأثير عميق على المرضى".

 

متى يمكن للمريض اختيار العلاج الطبيعي بدلا عن التدخل الجراحي؟

وصف الدكتور لوتول فارو، مدير العمليات السريرية للطب الرياضي في كليفلاند كلينيك، أوهايو، هذه الدراسة بأنها "أساسية". وقال: "المفتاح الذي يجب أن يؤخذ في الاعتبار عند قراءة هذه الدراسة هو أن التمارين والتثقيف ليسا بديلا أو يتفوقان على الخيار  الجراحي في الحالات التي تتطلب تدخلا عاجلا، بل هما خيار للعلاج لأولئك المرضى الذين يرغبون في اتباع الطريق غير الجراحي أو لديهم وقت للاختيار بين الاثنين".

 

ويعتقد فارو أن الدراسة تزود الجراحين ببيانات يمكن أن تساعدهم في تقديم المشورة للمرضى فيما يتعلق بالعلاج الجراحي وغير الجراحي لتمزق الغضروف الهلالي عند الشباب.

 

وقد يكون العامل الأكبر في قرار المريض هو الوقت الذي يحتاجه للعودة لممارسة نشاطه اعتمادًا على نمط حياته، فقد قد لا يكون الانتظار لمدة 12 أسبوعًا للحصول على النتائج ممكنًا.

 

وقال فارو: "أنصح معظم مرضاي بأن 90٪ من المرضى يبلي بلاءً حسناً ويعودون إلى الأنشطة الرياضية / الشاقة بعد 4-6 أسابيع بعد الخضوع للجراحة، ويمكن أن يكون هذا أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للشخص الرياضي أو العامل الذي يحتاج إلى العودة إلى العمل في أسرع وقت ممكن".

 

على الصعيد الآخر، فإن أحد مخاوف المرضى، وربما الجراحين، هو أنه من خلال الفشل في معالجة التمزق جراحيًا، يمكن أن يتطور التمزق أو يتسبب في مزيد من المشاكل في المستقبل، وقد تكون هناك أيضًا فرصة ضائعة لإصلاح الغضروف المفصلي إذا تم علاجه مبكرًا وليس لاحقًا.

 

ولا يعتقد فارو أنه يجب معالجة كل التمزقات بالجراحة في وقت مبكر، لكنه يتساءل عن الآثار طويلة المدى لمجموعتي العلاج عندما يتعلق الأمر بتطور التهاب المفاصل".

ماذا عن الفصال العظمي بعد مرور الوقت؟

قال فارو: "ينصح الكثير منا المرضى بأن استئصال الغضروف الهلالي الجزئي يزيل فقط الجزء غير الوظيفي والتالف من الغضروف الهلالي والذي لا يوفر الحماية، معتقدين أن التاريخ الطبيعي للركبة لن يتغير، لكن، في الحقيقة فإن إزالة جزء من الغضروف، حتى لو كان متمزقا، يمكن أن يؤدي إلى تضييق المساحة داخل المفصل".

 

ويبقى السؤال المهم، أنه من المعروف أن مرضى تمزق الغضروف معرضون لتطور مرض الفصال العظمي (خشونة المفاصل) بعد سنوات من الإصابة، فهل الخطورة ستكون نفسها في مجموعة العلاج الطبيعي والمجموعة التي خضعت للعلاج الجراحي؟

 

وافق سوكو على أن هذا سؤال مهم، وأشار إلى أن مجموعته تبحث في هذا الأمر، قائلا:  "هذا هو السبب في أننا نقارن التغييرات التي تحصل للركبة من خلال التصوير بالرنين المغناطيسي بعد مرور سنتين على المرضى من الدراسة الذين يخضعون في البداية لعملية جراحية والمرضى الذين يخضعون للتمارين الرياضية والتثقيف، وهذا سيسمح لنا للمرة الأولى بمقارنة مخاطر تدهور حالة الركبة والفصال العظمي بين الاثنين. ومن المتوقع أن تخرج هذه الدراسة في أوائل عام 2023".

 

* المصدر:

Physical Therapy as Good as Surgery for Meniscus Tears in Young Adults 

 

آخر تعديل بتاريخ
19 فبراير 2022
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.