صحــــتك

أضرار الحليب وبعض مشتقاته على مرضى القلب

أضرار الحليب وبعض مشتقاته على مرضى القلب

 

يعتبر الحليب غذاء ممتازاً للرضع والأطفال، ولكن هل هو غذاء مناسب للكبار؟ 

نشر عدد من الدراسات عن فوائد وأضرار تناول الحليب ومشتقاته على الكبار الأصحاء، وعلى المرضى المصابين بنقص تروية القلب (الذبحة الصدرية)، أو ارتفاع ضغط الدم، أو الداء السكري. وقد أظهرت بعض هذه الدراسات فوائد تقليل تناول هذه الأغذية، بينما أظهرت دراسات أخرى فوائد تناولها، وما زال البحث مستمراً. 

دراسة جديدة

في 22 سبتمبر/ أيلول 2022، نشرت المجلة الأوروبية للوقاية من أمراض القلب نتائج دراسة إحصائية من النرويج عن نتائج تناول الحليب والزبدة والأجبان عند مجموعة من المرضى المصابين بنقص تروية القلب، بعد متابعتهم فترات تراوح بين 5 و14 سنة. وجدت هذه الدراسة أن تأثير الحليب يختلف عن تأثير الزبدة والأجبان عند هؤلاء المرضى، كما ركزت نتائج هذه الدراسة على أن الحليب ومشتقاته هي مجموعة من الأغذية لها آثار صحية مختلفة، ويجب أن تدرس نتائج تناولها على المدى البعيد بشكل منفصل.

كيف أجريت هذه الدراسة؟

تمت متابعة 1929 مريضاً مصاباً بنقص تروية القلب (الذبحة الصدرية) المستقرة تحت العلاج الدوائي، وأظهرت قسطرة القلب لدى هؤلاء المرضى وجود تضيقات في شرايين القلب، أو وجود تضيق في الصمام الأبهري.

كان متوسط العمر لديهم 62 سنة، بينهم 80 بالمئة من الذكور. كان معظم هؤلاء المرضى يتلقون علاجات دوائية. تم انتقاء هؤلاء المرضى من سجل بيانات دراسة مستمرة في النرويج عن "نتائج التدخل بالفيتامينات B في غرب النرويج".

وتمت متابعة الحالة الصحية لهؤلاء المرضى، وتسجيل حدوث أي سكتة دماغية خلال مدة وسطية بلغت 5.2 سنوات، وأي أزمة قلبية خلال 7.8 سنوات، وأي وفاة لأي سبب كان خلال 14.1 سنة.

سجل المشاركون في الدراسة كمية الحليب ومشتقاته التي يتناولونها كل يوم. أجريت المقارنة الإحصائية بين فئة من هؤلاء المرضى الذين يتناولون كمية أكبر من الحليب ومشتقاته، خاصة الحليب والزبدة والأجبان، مع فئة ثانية ممن لا يتناولون كمية كبيرة من هذه الأغذية، وذلك من خلال استبيان تضمن 169 مادة غذائية.

الصورة
تأثير تناول الحليب والزبدة والأجبان على احتمال حدوث الأزمة القلبية
تأثير تناول الحليب والزبدة والأجبان على احتمال حدوث الأزمة القلبية

ما هي نتائج الدراسة؟

كان متوسط كمية تناول الحليب ومشتقاته عند هؤلاء المرضى 169 غراما من كل 1000 حريرة. كان تناول الحليب هو الغالب بمعدل وسطي بلغ 133 غراما من كل 1000 حريرة. إحصائياً، ارتبط تناول كمية زائدة من الحليب ومشتقاته مع زيادة خطورة الإصابة بالسكتة الدماغية، وحدوث الوفاة لأسباب قلبية أو الوفاة لأي سبب كان خلال فترة المتابعة.

بينما لوحظ انخفاض نسبة حدوث الأزمة القلبية عند الذين تناولوا كمية أكبر من الأجبان، كما ترافق تناول مزيد من الزبدة بارتفاع احتمال الإصابة بالأزمة القلبية والوفاة لأي سبب كان خلال فترة المتابعة.

 

توصيات غذائية جديدة للوقاية من تصلب الشرايين

ما هي استنتاجات الدراسة؟

ترافق تناول مزيد من الحليب ومشتقاته بزيادة مهمة إحصائياً في حدوث السكتات الدماغية والوفيات بشكل عام. بينما يبدو أن هناك فرقا بين نتائج تناول كمية زائدة من الأجبان، أو من الزبدة، إذ أظهرت الدراسة الإحصائية أن زيادة تناول الأجبان تقلل حدوث الأزمات القلبية، بينما ترافقت الزيادة في تناول الزبدة بزيادة احتمال حدوث الأزمات القلبية.

تنبه هذه الدراسة إلى وجود اختلافات مهمة في تأثير تناول الحليب ومشتقاته على مرضى الذبحة الصدرية، وأن هذا يقتضي القيام بمزيد من الدراسات التفصيلية لتوضيح هذه الاختلافات المهمة في تأثير تناول الحليب ومشتقاته المختلفة كل على حدة.

 

هل توجد دراسات أخرى تظهر نتائج مختلفة؟

في سنة 2009، نشرت دراسة عالمية ضخمة باسم PURE شملت 140،000 شخص من 17 دولة، تمت فيها متابعة تأثير الغذاء عند المشاركين على نسبة الوفاة العامة، وعلى حدوث أمراض القلب والأوعية الدموية لديهم في ظروف بيئية متنوعة. وقد أظهرت تلك الدراسة أن أفضل النتائج الصحية العامة قد سجلت عند الذين يتناولون غذاء متوازناً يتضمن كثيراً من الفاكهة والخضار، وكمية معتدلة من الحليب ومشتقاته، واللحوم الحمراء غير المصنعة، والمكسرات، والبقوليات.

ونبهت الدراسة إلى عدم وجود علاقة مهمة بين تناول الدهون، بما فيها الدهون المشبعة (الحيوانية المنشأ)، وزيادة احتمال الوفاة. بل ظهر في تلك الدراسة أن تناول الحليب ومشتقاته مرتين أسبوعياً على الأقل قد ترافق باحتمال أقل في حدوث أمراض القلب والشرايين واحتمال حدوث الوفاة، مقارنة بالذين لم يتناولوا هذه الأنواع من الأغذية مطلقاً.

 

ما هي النصائح المقبولة حالياً بشأن الحليب ومشتقاته؟

ربما يمكننا الاستنتاج من هذه الدراسات المتباينة أن تناول مزيد من الحليب ومشتقاته ربما يكون ضاراً للمرضى المصابين بنقص تروية القلب وتصلب الشرايين، خاصة من حيث زيادة احتمال الإصابة بالسكتة الدماغية والوفاة بشكل عام. وربما تكون الأجبان واللبن الزبادي أقل خطراً من الزبدة.

كما يجب الانتباه إلى وجود تفاوت كبير في محتويات الحليب ومشتقاته بين الدول المختلفة، فمثلاً، تسمح الولايات المتحدة بإعطاء هورمونات معينة للأبقار، مثل هورمون النمو، لزيادة إنتاجها، بينما لا تسمح دول الاتحاد الأوروبي وأستراليا واليابان بذلك. هذا بالإضافة إلى اختلاف كمية الدهون الموجودة في الحليب ومشتقاته باختلاف أساليب تربية الأبقار بين الدول، وكذلك بين مناطق مختلفة في الدولة ذاتها.

بشكل عام، يبدو أن تناول غذاء متوازن يحتوي على الفاكهة والخضار، وكمية معتدلة من الحليب ومشتقاته، واللحوم الحمراء غير المصنعة، والمكسرات، والبقوليات، والأسماك ... مع المحافظة على المشي يومياً، يعتبر نمطاً من الحياة الصحية.

 

 

المصادر:

Dairy Reportedly Bad for the Heart -- But Don't Lump Milk and Cheese Together | MedPage Today

association between dairy intake and risk of cardiovascular disease and mortality in patients with stable angina pectoris | European Journal of Preventive Cardiology | Oxford Academic (oup.com)

Dietary Guidelines for Americans, 2020-2025

آخر تعديل بتاريخ
05 أكتوبر 2022

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.