إذا كنت ترغبين في تتبع موعد دورتك الشهرية، فلديك العديد من الخيارات أكثر من رسم دوائر حمراء صغيرة حول الأيام في التقويم، فهناك العديد من تطبيقات تتبع الدورة الشهرية على أجهزة الهاتف والموجودة في متجر التطبيقات، والتي تم تصميمها لمساعدتك على تتبع دوراتك الشهرية، بالإضافة إلى الأعراض وفترات الخصوبة والعلامات الأخرى التي يمكن أن تمنحك نظرة موضوعية عن دورتك الشهرية، كما تساعد الطبيب أيضًا لمعرفة أي اضطرابات في الحيض أو أي أعراض أخرى.
كيف تعمل تطبيقات تتبع الدورة الشهرية؟
تقول الدكتورة لوسي سيخون، أخصائية أمراض النساء والتوليد والعقم في نيويورك: "عندما تقومين بإدخال تواريخ دورتك الشهرية في أحد تطبيقات التتبع هذه، فإنها تقوم بتوقع الموعد التالي لنزول الحيض، كما يقوم التطبيق بتحديد الأيام التي من المفترض أن تتم فيها الإباضة".
وكلما أدخلتِ تواريخ لدورات شهرية منتظمة في تطبيقكِ، سيكون توقع فترة الإباضة أكثر دقة. وعادة ما تحدث الإباضة بين اليومين 11 و14 من الدورة الشهرية المنتظمة، والتي يبلغ طولها في المتوسط 28 يومًا. ويحدث التلقيح في فترة يومين إلى ثلاثة أيام قبل حدوث الإباضة، إذ تبقى البويضة صالحة للتخصيب لمدة تراوح ما بين 12 و24 ساعة فقط بمجرد الإباضة، بينما تستمر الحيوانات المنوية من ثلاثة إلى خمسة أيام. ومعرفة فترة التبويض مفيدة أيضًا إذا كان لدى شريكك عدد قليل من الحيوانات المنوية، لأن الوعي بفترة الخصوبة لديكِ يساعدك على عدم تأجيل الجماع مع الزوج، وبالتالي زيادة فرص حدوث الحمل.
هل يجب أن أستخدم أكثر من تطبيق واحد؟
يقول الخبراء إن استخدام الكثير من تطبيقات تتبع الدورة الشهرية قد يكون أمرًا مبالغًا به، وقد يؤدي أيضًا إلى عدم الدقة في الحساب مع حيرة في اختيار أي التطبيقات هي الأدق وأيها يمكنكِ الوثوق به. لهذا، من الأفضل اختيار تطبيق واحد على أن يكون دقيقًا، ويمكن معرفة ذلك من خلال التقييم، أو عن طريق بعض الاختبارات التي يمكنها الكشف عن موعد الإباضة ومقارنة نتائج الاختبار بمواعيد التطبيق.
ويتم تعزيز تطبيقات تعقب الدورة الشهرية بفحوصات درجة حرارة الجسم الأساسية واختبار الإباضة، فعندما تكونين في فترة الإباضة، ترتفع درجة حرارة جسمكِ قليلاً، أقل من درجة واحدة، ولكن يمكن لمقياس حرارة دقيق حتى عُشر درجة أن يقيس هذا التغيير، ويساعدك على تنبيهك بشأن ما إذا كنتِ في فترة الإباضة أم لا.
ويمكنك أيضًا استخدام اختبار التبويض المنزلي، وهو اختبار للبول يقيس مستويات الهرمون الملوتن (LH)، إذ يرتفع هذا الهرمون عندما تخرج البويضة من المبيضين. ومع كل من فحوصات درجة حرارة الجسم الأساسية واختبارات الإباضة، يوصى ببدء الاختبار في اليوم 11 من دورتكِ الشهرية والاختبار يوميًا لاكتشاف التغييرات. ويمكنك استخدام هذه الاختبارات بالإضافة إلى تطبيق لتتبع الدورة الشهرية، وإذا وجدت أن النتائج تتماشى مع فترة الخصوبة التي يتوقعها تطبيقكِ، يمكنك فقط الذهاب من خلال التطبيق.
هل تطبيقات تتبع الدورة الشهرية مفيدة للجميع؟
على الرغم من أن تطبيقات تتبع الدورة الشهرية يمكن أن تكون مفيدة للسيدات اللواتي يحاولن تتبع الحيض من أجل الحمل أو منع الحمل، فإنها قد لا تساعد كل السيدات. وفي هذا الصدد تقول الدكتورة سيخون: "للنساء اللواتي يعانين من دورات حيض غير منتظمة بسبب بعض الحالات المرَضية مثل متلازمة تكيس المبايض، لا تضيف تطبيقات تتبع الدورة أي قيمة، لأنها لن تكون قادرة على التنبؤ بفترات الإباضة".
وتشمل الأسباب الأخرى لعدم انتظام الدورة الشهرية فشل المبايض المبكر، واختلال الغدة الدرقية، ومرض السكري غير المنضبط، ومتلازمة كوشينغ، والأورام الليفية الرحمية، والأورام الحميدة في بطانة الرحم، من بين أمور أخرى.
من ناحية أخرى، بالنسبة للسيدات اللواتي لديهن دورات ثابتة ولكنها أقصر أو أطول من 28 يومًا، يمكن أن تكون تطبيقات تتبع الفترة مفيدة للغاية. وبالنسبة لأولئك اللواتي لديهن دورات أطول، على سبيل المثال، قد تبدأ نافذة الإباضة في يوم الدورة 15 بدلاً من اليوم 11، لذلك سيعرفن وقت الجماع أو التلقيح وفقًا لذلك.
دور تطبيقات تتبع الدورة الشهرية في الدعم المجتمعي
تقدم بعض تطبيقات تتبع الفترة ميزة المنتديات، إذ يمكن للسيدة التواصل مع مستخدمات أخريات. وبالنسبة للسيدات اللواتي يكافحن من أجل الحمل، يمكن لهذه الفرصة أن تغير قواعد اللعبة، إذ تخلق صراعات الخصوبة والعقم قدرًا كبيرًا من الألم العاطفي والكثير من الشعور بالوحدة والعزلة عن الأصدقاء والعائلة، ووجود مجتمع يشاركك الألم وخيبة الأمل هو فائدة كبيرة لمن هن في هذا الوضع، ويمكن أن تكون المنتديات التي تم إنشاؤها من خلال التطبيقات نعمة للكثيرات، فهي توفر شعورًا بالقبول والدعم الذي لا يمكن تحقيقه بطرق أخرى.
وتعد هذه المنتديات أيضًا مكانًا رائعًا لتعلم الأشياء والعثور على إجابات للأسئلة التي قد تترددين في طرحها على شريككِ أو الأشخاص الآخرين، وفي بعض الأحيان، يمكن أن يكون التحدث إلى طرف ثالث، حتى الغرباء عبر الإنترنت أو في المنتديات، شكلاً مفيدًا بدون إصدار أي أحكام، ويكون بمثابة وسيلة لمشاركة المعلومات الجيدة.
هل تطبيقات تتبع الدورة الشهرية آمنة ولا تنشر المعلومات الخاصة بالمرضى؟
هناك ضمانات يمكنكِ البحث عنها في التطبيق الذي تختارينه، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكنكِ اتخاذها كمستخدم للتأكد من عدم مشاركة بياناتكِ مع أي شخص آخر. وهناك ضمانات للخصوصية وضمانات أمنية، وهناك أيضًا أشياء يجب أن تبحثي عنها في شروط استخدام التطبيق وسياسات الخصوصية. ويجب عليهم الكشف عن كيفية استخدام البيانات إذا تمت مشاركتها مع أي شخص، وإذا كان الأمر كذلك، فيجب أن يكون المستخدم قادرًا على منح الإذن.
بالإضافة إلى ما هو مذكور في سياسات خصوصية التطبيق، تتمتعين كمستخدمة ببعض التحكم فيما يتم فعله ببياناتك. والعديد من التطبيقات تسأل عما إذا كنتِ تريدين الاشتراك لمشاركة أشياء مختلفة، ويمكنك اختيار تشغيل هذا الاختيار أو إيقاف تشغيله.
وفي حين أنه قد يبدو أن إدخال المعلومات الشخصية المتعلقة بصحتك ورحلة الخصوبة أمرًا غير مريح للبعض، فإن الخبراء يحثون الناس على عدم التخلي عن التطبيقات والأدوات المتوفرة لديهم. ويمكن أن يؤدي تتبع الدورة إلى فهم أفضل للخصوبة وتتبع الإباضة، سواء كنت تحاولين الحمل أم لا.
الخلاصة..
تُعد تطبيقات تتبع الدورة الشهرية طريقة رائعة ليس فقط لمساعدتكِ على التنبؤ بموعد الحيض، ولكن أيضًا يمكنها مساعدتكِ لمعرفة وقت التبويض من أجل وقت الجماع أو التلقيح. ويقدم البعض أيضًا ميزات المجتمع أو المنتدى لربطك بالآخرين الذين قد يكونون في الرحلة نفسها. وقد لا تكون هذه التطبيقات مناسبة لجميع السيدات، خاصة اللواتي يعانين من اضطرابات الحيض بسبب حالات مختلفة. كما هو الحال دائمًا، يمكنكِ سؤال طبيبتكِ لمعرفة ما إذا كان تطبيق تتبع الدورة الشهرية مفيدًا لكِ أثناء محاولتك الحمل أم لا.
* المصدر: