صحــــتك

جراحة تحرير العصب لعلاج الصداع النصفي

عندما تكون مصابًا بالصداع النصفي ستكون رحلة البحث عن علاج يخلصك من نوبات الألم والأعراض المرافقة له طويلة، فأعراضه لا تطاق وتكون معرقلة لحياتك كلها. وبين هذا وذاك تحمل الأدوية آثارًا جانبية قد لا تتمكن من التعايش معها، لتضيف عليك عبئًا إضافيًا، أو قد لا تجد علاجًا ناجحًا على الإطلاق. فإذا كنت واحدًا من مرضى الصداع النصفي وتعاني كل هذا، فقد تكون جراحة تخفيف ضغط الأعصاب خيارًا لك.

ما هي بالضبط جراحة تخفيف الضغط على العصب؟

قد يسميها البعض بـ"جراحة الصداع النصفي"، وهذا الإجراء عبارة عن علاج يزيل الضغط على الأعصاب الموجودة تحت الجلد مباشرةً، والتي قد تؤدي إلى حدوث الصداع النصفي لديك، وقد بدأت جراحة تخفيف الضغط العصبي في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ولا تزال جديدة نسبيًا. لكنها جلبت ارتياحًا كبيرًا لكثير من الأشخاص الذين لم يستفيدوا من العلاجات الأخرى.

وفي هذه الطريقة يتم استخدام تقنية الجراحة التجميلية لمعالجة نقاط تحفيز الصداع النصفي المرتبطة بالأعصاب، وجاءت الفكرة نتيجة لأن عددًا من المريضات اللواتي خضعن لإجراء رفع الحاجب وكنّ مصابات أصلًا بالصداع النصفي أبلغْنَ عن قلة عدد نوبات الصداع النصفي وعن ارتياح كبير، وتبين فيما بعد أن تحرير العصب الذي يتم خلال رفع الحاجب هو ما ساعد في الشعور بالراحة وتقليل نوبات الصداع. واليوم، لا يزال جراحو التجميل هم الذين يجرون عادة جراحة تخفيف الضغط على العصب.

_خطوات-للتخلص-من-الصداع

الطريقة التي قد تؤثر بها الأعصاب على الصداع النصفي

إذن، كيف بالضبط تؤثر الأعصاب على الصداع النصفي؟ إذا كنت تعيش مع الصداع النصفي المزمن، فيمكنك ملاحظة ومراقبة محفزاتك. ويمكن أن تشمل هذه المحفزات الكافيين، قلة النوم، بعض الروائح وأكثر من ذلك. ولكن يمكن أيضًا أن تكون الأعصاب المتهيجة محفزات خفية. وبالطبع، لا يمكنك إدارة محفزات الأعصاب بالطريقة التي يمكنك من خلالها التحكم في محفزات أخرى مثل تجنب الروائح أو الكافيين. 

ويمكن أن تنضغط الأعصاب الموجودة في رأسك أو رقبتك أسفل جلدك مباشرةً. ويمكن للأنسجة المحيطة والعضلات وحتى الأوعية الدموية أن تضغط عليها. وبدون مساحة كافية، قد تؤدي هذه الأعصاب المضغوطة إلى حدوث الصداع النصفي.

بهذا، تقوم جراحة تخفيف الضغط على العصب بتحرير العصب من أي أنسجة تحيط به وتضغط عليه وتتركه. وهذا النوع من الجراحة لا يزيل عظام الجمجمة أبدًا. وبمجرد توفر مساحة أكبر للأعصاب يضيف الجراح حشوة إضافية مصنوعة من الدهون لكل عصب كوقاية إضافية ضد الصداع النصفي.

وعلى عكس الحبوب التي قد تتناولها يوميًا للوقاية من الصداع النصفي فإن هذه الجراحة التي يتم إجراؤها لمرة واحدة قد توقفها إلى الأبد.

لمن هذه الجراحة؟

يوصى بهذا النوع من التدخل الجراحي لمرضى الصداع النصفي الذين لا تنفعهم الأدوية، أو تسبب لهم آثارًا جانبية مزعجة. وقبل الجراحة، قد يرغب بعض الأطباء في تتبع نوبات الصداع النصفي لديك بسجل أو تقديم معلومات أساسية عن شدة الصداع النصفي وعلاجاتك السابقة وآثارها الجانبية. وذلك لأن الجراحة هي الأفضل للمرضى الذين يعانون من الصداع النصفي الذين لا يستجيبون للعلاجات أو العلاجات الأخرى أو التدابير الوقائية. لذلك، يمكن أن يساعد تاريخك المرضي في الصداع النصفي في تحديد ما إذا كانت هذه الجراحة ستساعدك.

وإذا تم تشخيصك حديثا بالصداع النصفي، أو إذا لم تقابل طبيبًا بشأن الصداع النصفي الذي تعاني منه، فمن المحتمل أنك لست مرشحًا للجراحة حتى الآن. ستحتاج إلى تشخيص، وربما تحتاج إلى تجربة علاجات أخرى قبل الخضوع للجراحة.

هل توجد توصيات قبل الجراحة؟

قبل الجراحة، سيحتاج الجراح إلى تحديد نقاط الزناد، وهي النقطة التي يتهيج منها العصب، وتسمى الزناد لأنها تعمل كإشارة لإطلاق الألم، التي تسببها الأعصاب المتهيجة. قد يستخدم الطبيب حقن التخدير أو البوتوكس في هذه العملية. وبعد الحقن، قد تشعر بالراحة من أعراض الصداع النصفي. وهذه علامة جيدة على أن الجراحة ستكون فعالة. كما أنه يؤكد موقع نقاط الزناد (التهيج) الخاصة بك.

وتستغرق الجراحة عادة ما بين 1 و4 ساعات. قد يعطيك الطبيب تخديرًا عامًا. وبعد ذلك، يقوم الجراح بعمل شقوق صغيرة في الجفن العلوي أو الجزء الأمامي أو الخلفي من فروة الرأس، اعتمادًا على مكان وجود العصب المتهيج والمضغوط. وفي بعض الأحيان، تكون الأعصاب الأنفية هي التي تحتوي على النقاط المتهيجة للألم، بسبب انحراف الحاجز الأنفي مثلا. وفي هذه الحالة، قد تخضع لعملية جراحية تسمى رأب الحاجز الأنفي لإصلاح الحاجز الأنفي، والذي يمكن أن يحرر أعصاب الأنف.

وعادة ما يكون الإجراء في العيادة الخارجية، ولكن قد تحتاج إلى قضاء ليلة واحدة في المستشفى. بشكل عام، تكون الشقوق منفصلة للغاية، وسيتم وصف علاجات لتقليل ظهور الخطوط والتجاعيد بسبب طبيعة الجراحة. وبمجرد أن تصل إلى المنزل، يمكنك البدء في الاستحمام بعد يومين. يمكنك إعادة بدء روتين عملك المعتاد في غضون أسبوعين أو أقل، اعتمادًا على ما تفعله من أجل لقمة العيش. قد يطلب منك بعض الأطباء الانتظار لمدة تصل إلى 3 أسابيع قبل رفع الأشياء الثقيلة أو القيام ببعض الأنشطة الأخرى. خلال ذلك الوقت وحتى عام بعده قد يكون لديك العديد من المتابعات مع طبيبك.

أثناء التعافي

قد تحدث بعض الآثار الجانبية المتوقعة مثل:

  • الكدمات.
  • الخدر.
  • الألم.
  • التنميل.
  • الحكة. 
  • التورم.
  • نوبات من الصداع النصفي العرضية.

وهذه الأعراض مؤقتة، ويمكنك أن تسأل طبيبك عنها في متابعتك. وبخلاف هذه الآثار الجانبية قصيرة المدى، فإن هذه الجراحة لها بعض المضاعفات المحتملة، بما في ذلك تساقط الشعر وإصابة الأعصاب. وهناك أيضًا احتمال ألا يختفي الصداع النصفي تمامًا بعد الجراحة. وذلك لأن إزالة الضغط قد يتم على عدد قليل من نقاط العصب المتهيجة، وتبقى نقاط أخرى تسبب النوبات. وقد تحتاج إلى تجربة حقن البوتوكس الإضافية أو جراحة أخرى لنقاط التحفيز هذه.

سواء أكنت بحاجة إلى إجراءات إضافية أم لا، فقد تعاني بين الحين والآخر من الصداع النصفي الذي لا تستطيع العلاجات الأخرى توفيره. وفي إحدى الدراسات، بعد عام من الخضوع لجراحة تخفيف الضغط العصبي، قال 57٪ أن الصداع النصفي لديهم قد انتهى تمامًا. بالنسبة للعديد من الأشخاص يعدّ علاجًا دائمًا للصداع النصفي يوفر الراحة الكاملة.

آخر تعديل بتاريخ
09 أبريل 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.