صحــــتك

ما فوائد الرضاعة الطبيعية وهل هي الأفضل حقاً؟

الرضاعة الطبيعية الأفضل دائما

لا تخفى على أحد أهمية الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، وما تزال شركات صناعة ألبان الأطفال تلهث وراء دراسة مكونات حليب الأم، وكلما اكتشفت جديداً أسرعت بتصنيعه وإضافته إلى منتجاتها، ولكن الفرق ما يزال كبيراً. مع معرفتنا فوائد الرضاعة الطبيعية الكبيرة، لاحظ الكثير من العاملين في المجال الطبي مثل منظمة الصحة العالمية، أن الكثير من الأمهات ما زلن يفضلن الرضاعة الصناعية؛ حتى إن كمية المبيعات من حليب الأطفال قد زادت كثيراً في السنوات السابقة على عكس المتوقع والمرغوب فيه، فأطلقت المنظمة العالمية حملات توعية جديدة لحث الأمهات على العودة إلى الرضاعة الطبيعية.

ما سبب انتشار الحليب الصناعي إذاً؟

وقع العالم ضحية ضجة إعلامية كبيرة وتسويق عنيف مفاده أن حليب الأطفال الصناعي دواء ساحر، وبدأ الأطباء والمستشفيات في التوصية به على نطاق واسع مقارنين إياه بحليب الأم، حتى بعدما تسبب خلطه بمياه ملوثة بالكثير من وفيات الأطفال، وحتى مع تنامي ثقافة الرضاعة الطبيعية في البلدان الغنية والمتقدمة ما زلنا نسمع في وطننا العربي عن استحسان لحليب الأطفال، وقد ساهمنا دون أن نشعر بازدهار صناعة بمليارات الدولارات تسيطر عليها بضع شركات فقط.

بالفعل هناك احتياج حقيقي للألبان المصنعة نتيجة بعض الأمراض التي تصيب الأم فتمنعها من الإرضاع، أو تصيب الطفل فتجعله غير قادر على المص بشكل طبيعي، ولكن مع تطور العلم، تقلص عدد تلك الأمراض حتى أصبح لا يكاد يذكر في المحافل العلمية إلا في حالات معينة.

فوائد الرضاعة الطبيعية غير الموجودة في غيرها

نعلم فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل، وهي فوائد ليست فقط في سن الإرضاع، بل تصاحب الطفل في حياته.

فوائده للطفل

تنخفض نسب الإصابة بالعديد من الأمراض، مثل:

  • الربو.
  • سرطان الدم.
  • السمنة في مرحلة الطفولة.
  • التهابات الأذن والأمراض التنفسية.
  • الإكزيما.
  • القيء والإسهال.
  • متلازمة موت الرضع المفاجئ.
  • مرض السكري من النوع الثاني.
  • ارتفاع ضغط الدم.

فوائد للأم

تؤدي الرضاعة الطبيعية لانخفاض نسب الإصابة بسرطان المبيض وسرطان الثدي، وتساهم في رجوع الرحم إلى حالته الطبيعية، وتؤدي لانخفاض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى النساء بعد انقطاع الحيض، وكلما زادت مدة الإرضاع كلما انخفضت نسبة الإصابة. توصي منظمة الصحة العالمية بالرضاعة الطبيعية لمدة عامين، وألا يتم إدخال أي طعام للطفل إلا بعد الشهر السادس.

هل من اكتشافات جديدة في فوائد الرضاعة الطبيعية؟

يتوصل العلم باستمرار إلى اكتشاف المزيد من فوائد الرضاعة الطبيعية ومنها:

  • مع اكتشاف الميكروبات النافعة التي تعيش في القولون والتي تصل إلى التريليونات، أدرك الباحثون الدور الحاسم الذي يلعبه حليب الأم في تكوين هذه الكائنات بكمٍ وكيف مثالي، وهذا ما لا تستطيعه أفضل أنواع الحليب المصنع، وبدون هذه الكائنات تقل المناعة الطبيعية التي تحمينا من الكثير من الأمراض المعدية والحساسية والسرطان والتوحد وأمراض سوء الامتصاص.
  • ليس هذا فحسب، بل تقوم الأم بإمداد الطفل بالخلايا المناعية الجاهزة لمحاربة الجراثيم المختلفة لمدة كافية، حتى يتطور الجهاز المناعي لديه، ويصير قادرا على الدفاع عن نفسه.
  • بات من الشائع وجود حساسية من الأطعمة المختلفة، وينفق الآباء الأموال الكثيرة على اختبارات الحساسية لمعرفة الطعام المسؤول، ومن ثم قد يحرم الطفل من تناول هذا الطعام لأعوام وربما طوال حياته. وفي دراسة حديثة؛ وُجد أن الرضاعة الطبيعية بِالكَمّ والمدة الصحيحة أدت إلى خفض الإصابة بحساسية الطعام لدى الأطفال، وذلك لاحتواء حليب الأم على تركيبة فريدة من السكريات الأحادية (HMOs) التي تساعد في تقليل حساسية الطعام لدى الرضيع، والتي لا توجد في الحليب الصناعي.
  • قد يصاب الطفل بعدم تحمل اللاكتوز أو الحساسية من ألبان الأبقار المعروفة شعبيا باسم "حساسية اللبن"، سابقا كان معظم الأطباء يهرعون لوقف حليب الأم نهائيا واستبداله بحليب صناعي خال من اللاكتوز، ولكن الآن يقوم الطبيب بتعديل طعام الأم مع استمرارها بالإرضاع، فإن تحسنت الأعراض أكملت الأم الرضاعة الطبيعية دون الحاجة لحليب الأطفال مع متابعة حثيثة لطعام الأم من قبل طبيب التغذية.
  • ولكن من أعجب فوائد الرضاعة الطبيعية ما نشر في بحث عام 2018، إذ أشار إلى أن الرضاعة الطبيعية ذات تأثير أعمق مما كنا نظن، لأنها تغير في تركيب الجينات فيصبح الطفل أكثر قدرة على مواجهة الضغوط البدنية والنفسية.
  • كثر الحديث في السنوات السابقة عن علاقة الرضاعة الطبيعية بمستوى ذكاء الطفل، ولكن تأكدت هذه الفرضية حديثا، إذ تبين أن الأطفال الذين رضعوا من أمهاتهم أصبحوا أكثر ذكاء، وسجلوا معدلات أعلى في اختبارات معامل الذكاء (IQ) ممن رضعوا الحليب الصناعي؛ فحليب الأم غني بالعديد من المواد الكيميائية والهرمونات، وعوامل النمو التي تؤثر على حجم المادة البيضاء بالدماغ، وكفاءة التوصيل في الأعصاب، بالإضافة إلى كميات كبيرة من الكوليسترول، وهو مهم لنمو الأعصاب وقد ارتبط بكفاءة الأداء الذهني لدى البالغين.
  • يعمل الباحثون على إثبات العلاقة بين طول الأطفال مستقبلا والرضاعة الطبيعية، والنتائج الأولية إيجابية، خاصة مع التغذية الجيدة للأم، إذ يحتوي حليب الأم على التوليفة الممتازة في نوع المحتوى، ونسبة كل عنصر إلى الآخر، وكذلك فإن المرض المتكرر من مسببات قصر القامة لدى الأطفال، ولكن يشكل حليب الأم جدارا مناعيا شديدا ضد العدوى المتكررة، ما يعطي الطفل الفرصة في استهلاك العناصر الغذائية لنموه وتطوره، وما زال الأمر يحتاج لمزيد من الأبحاث.
  • والأكثر من ذلك، عندما يرضع الطفل رضاعة طبيعية، يزيد احتمال قبوله لمجموعة كبيرة من النكهات الموجودة في الأطعمة الطبيعية والكاملة التي تأتي مما تأكله الأم، فيتعلم أن يقبل مختلف النكهات، ولا يسبب المشاكل اليومية التي تشتكي منها الأمهات من تكرار رفض الأطعمة الصحية.

تغيير التفكير حول بعض المشاكل التي تظهر مع الرضاعة الطبيعية

رغم فوائد الرضاعة الطبيعية الكبيرة، قد تواجه بعض الأمهات مشكلات تحول دون استمرارها فيها والتحويل إلى الرضاعة الصناعية. نبين فيما يلي بعض هذه المشكلات وتفسيراً أو حلولاً لها.

انخفاض وزن الطفل

لا بد أولًا أن نتساءل عنا فيما إذا كان وزن الطفل قليلًا مقارنة بمن يرضعون حليبًا صناعيًا أم بمن هم في عمره، ويجب أن يوضع الطفل على منحنيات النمو قبل أن نقرر إن كان وزنه طبيعيا أم لا، إذ إن الطفل الذي يرضع طبيعيا يكون وزنه عادة أقل من وزن الطفل الذي يرضع حليبا صناعيا، ولكنه بالتأكيد أكثر صحة وقوة.

الإحساس أن الطفل لا يشبع من الرضاعة الطبيعية

هنا علينا أن نتساءل حول عمر الطفل، فعل بلغ الست أشهر؟ ينصح أطباء الأطفال والتغذية ومنظمة الصحة العالمية بإرضاع الأطفال حتى 6 أشهر رضاعة طبيعية حصرية دون إدخال أي طعام أو شراب آخر، ثم بعد الستة أشهر ندخل الأطعمة الأخرى تدريجيا مع بقاء الرضاعة الطبيعية لمدة عامين، ويعني هذا أنه يجب إطعام الطفل الأطعمة المناسبة بالإضافة إلى الرضاعة بعد بلوغه عمر 6 شهور لضمان شعوره بالشبع.

ألم وتعب وإرهاق الأم بسبب الرضاعة الطبيعية

لا يجب أن تسبب الرضاعة الطبيعية ألماً للأم، وفي حال حدوثه لا بد من اكتشاف مصدر الألم وعلاجه بدلًا من إيقاف الرضاعة الطبيعية والانتقال إلى الحليب الصناعي، وكذلك فإن الإرهاق الشديد علامة على مرض أو مشكلة تعاني منها الأم، ولا بد من حلها سريعا قبل أن يتأثر الطفل.

الأسئلة الشائعة

ما الذي يجعل الرضاعة الطبيعية أفضل من الحليب الصناعي؟

يعزز حليب الأم بشكل فريد المناعة، ويقلل من مخاطر الإصابة بالربو والسكري والالتهابات، ويعزز نمو الدماغ. كما أنه يساعد الأمهات على تقليل احتمالية إصابتهن بسرطان الثدي، ويسرّع عملية التعافي بعد الولادة. وعلى عكس الحليب الصناعي، فهو يتكيف مع احتياجات الطفل ويحتوي على الأجسام المضادة التي لا يمكن للعلم تصنيعها.

هل يمكن أن تمنع الرضاعة الطبيعية الحساسية الغذائية لدى الأطفال؟

نعم، إذ يحتوي حليب الأم على سكريات خاصة تقلل من مخاطر الحساسية الغذائية عن طريق تغذية بكتيريا الأمعاء الصحية، وتشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرضعون رضاعة طبيعية فقط يعانون من حساسية أقل مقارنة بالرضع الذين يرضعون حليباً صناعياً والذين يفتقدون هذه المركبات الوقائية.

نصيحة من موقع صحتك

إذا شعرتِ بصعوبة في الرضاعة الطبيعية بسبب الألم أو انخفاض إدرار الحليب، اطلبي المساعدة في وقت مبكر. غالبًا ما ينبع الألم من الإمساك الخاطئ، ويمكن لخبراء الرضاعة إصلاحه. بالنسبة لانخفاض زيادة الوزن، تتبعي النمو باستخدام جداول منظمة الصحة العالمية الخاصة بالرضاعة الطبيعية، فغالبًا ما يكون وزن الأطفال الذين يرضعون حليبًا صناعيًا أكثر، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا أكثر صحة، وتذكري أنه يمكن حل معظم المشاكل دون الحاجة التحول إلى الحليب الصناعي عند تلقي الدعم المناسب.

آخر تعديل بتاريخ
10 أبريل 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.