صحــــتك

أعراض التوحد عند الأطفال.. علامات مبكرة لا تهمليها

أعراض التوحد عند الأطفال

تظهر أعراض التوحد عند الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، وقد ينمو أطفال آخرون مصابون بذلك الاضطراب بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين أو عدائيين، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها بالفعل. ويتميز كل طفل مصاب بـاضطراب طيف التوحد بنمط سلوكي فريد، ومستوى معين من حدة الاضطراب، يتأرجح بين انخفاض وارتفاع الأداء الوظيفي. نطرح في هذا المقال كل ما تحتاج الأم معرفته عن أعراض التوحد عند الأطفال وكيفية الحصول على التشخيص والعلاج المناسبين.

ما هو مرض التوحد؟

التوحد Autism هو نوع من أنواع الاضطرابات العصبية النمائية التطورية، أي التي تُحدث أثرًا في نمو وتطور الأطفال، وتشخّص الحالات غالبًا في العام الثالث من عمر الطفل، وتحدث هذه الاضطرابات نتيجة خلل في الجهاز العصبي المركزي الذي يؤثر على بعض وظائف المخ مسبباً اضطرابات في النمو والمشاكل السلوكية التي تميز مرضى التوحد. تظهر أعراض التوحد عند الأطفال وتؤثر في كيفية تصور الطفل للآخرين والاندماج معهم، ويتجلى هذا الاضطراب في جوانب أساسية من نموه، مثل التفاعل والتواصل والسلوك الاجتماعي.  

ما هي أعراض التوحد عند الأطفال؟ 

أعراض التوحد عند الأطفال هي السلوكيات التي يبحث عنها الطبيب أثناء تشخيصه لحالة الطفل مع اختيار الدعم المناسب له، ويعتمد ذلك على وجود صعوبات التواصل الاجتماعي والتفاعل، بالإضافة إلى السلوكيات أو الاهتمامات أو الأنشطة المقيدة والمتكررة. تشمل بعض أعراض التوحد المتعلقة بالتواصل الاجتماعي والسلوكيات ما يلي:

  • التفاعل الاجتماعي للطفل المصاب بالتوحد

هناك العديد من العلامات التي تظهر على الطفل المصاب بالتوحد، والتي ترتبط بعلاقة الطفل مع المجتمع المحيط به من أهل وأقارب وأصدقاء، وتشمل هذه العلامات ما يلي:

  1. لا يستجيب عند مناداته باسمه، أو يبدو كأنه لا يسمعك في بعض الأوقات.
  2. يرفض العناق والملامسة، ويبدو أنه يفضل اللعب بمفرده، منسَحباً إلى عالمه الخاص.
  3. لا يتواصل بصرياً، أو يكون تواصله ضعيفاً، وتغيب تعبيرات الوجه.
  4. لا يتكلم أو يتأخر في الكلام، أو قد يفقد قدرته السابقة على التلفظ بالكلمات والجمل.
  5. غير قادر على بدء محادثة أو الاستمرار فيها، وقد يفصح عن طلباته أو يسمّي الأشياء.
  6. يتكلم بنبرة أو إيقاع غير معتاد، فقد يستخدم صوتًا رتيبًا، أو يتكلم مثل الإنسان الآلي.
  7. قد يكرر الكلمات أو العبارات حرفيًا، دون أن يعي كيفية استخدامها.
  8. يبدو كأنه لا يفهم الأسئلة أو التوجيهات البسيطة.
  9. لا يعبر عن عواطفه أو مشاعره، ويبدو كأنه غير مدرك لمشاعر الآخرين.
  10. لا يدلّ على الأشياء، ولا يجلبها لمشاركة اهتماماته.
  11. تفاعله الاجتماعي غير ملائم، كأن يكون بليدًا أو عدائيًا أو مخرّبًا.
بعض علامات التوحد
  •  أنماط سلوكية تميز المصابين بطيف التوحد

تتعلق هذه السلوكيات بالحركات والإيماءات وردود الأفعال، بالإضافة عدم انخراط الطفل بأنواع معينة من الألعاب. تشمل السلوكيات التي يقوم بها الطفل المصاب بالتوحد ما يلي:

  1. يقوم الطفل بحركات متكررة، مثل التأرجح أو الدوران أو رفرفة اليدين، أو قد يقوم بأنشطة تُسبب له الأذى، مثل ضرب الرأس.
  2. يعتمد أفعالاً روتينية أو طقوسًا معينة، وينزعج عندما يطرأ عليها أدنى تغيير.
  3. يتحرك باستمرار.
  4. يعاني من مشكلات في التناسق الحركي، فيتحرك بتهور مثلاً، أو يسير على أصابع قدميه، ولديه لغة جسد غريبة أو متيبسة أو مبالغ فيها.
  5. قد ينبهر بتفاصيل جسم ما، مثل حركة عجلات السيارة، دون أن يدرك الصورة الإجمالية لهذا الأمر.
  6. قد يكون حساسًا بشكل مفرط تجاه الضوء والصوت واللمس، ورغم ذلك نجده غير مدرك للألم.
  7. لا ينخرط في ألعاب التقليد أو التمثيل.
  8. قد يكون غير متعاون أو يقاوم التغيير.
  9. قد يظل محملقًا بجسم أو نشاط ما بحماسة، أو بتركيز متواصل.
  10. قد تكون لديه تفضيلات غريبة من الأطعمة، مثل تناول القليل من الأطعمة فحسب، أو تناول الأطعمة ذات قوام معين فقط.
بعض علامات التوحد

ما هم مستوى ذكاء الطفل المصاب بالتوحد؟

يعاني معظم الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد من بطء في اكتساب المعرفة أو المهارات، بعضهم لديه علامات على ذكاء دون الطبيعي. ولكن هناك من يتراوح معدل الذكاء لديهم من متوسط إلى مرتفع، فيكون بإمكانهم التعلم بسرعة، إلا أنهم يجدون صعوبة في التواصل وتطبيق ما تعلموه في الحياة اليومية، والتكيف مع المواقف الاجتماعية. عدد قليل من الأطفال المصابين بهذا الاضطراب يُعتبرون من الموهوبين، وتكون لديهم مهارات استثنائية في الفنون مثلاً أو الرياضيات أو الموسيقى.

ما هي أسباب مرض التوحد عند الأطفال ؟

ليس هناك سبب واحد معروف للإصابة باضطراب طيف التوحد، ونظرًا لتنوع أعراض التوحد عند الأطفال  وشدتها، من المحتمل أن يكون له عدد من الأسباب، وقد يكون للعاملَين الوراثي والبيئي دور في ذلك.

  •  المشكلات الوراثية

يبدو أن هناك عدة جينات مختلفة ذات صلة بحدوث اضطراب طيف التوحد. وبالنسبة لبعض الأطفال، من الممكن أن يرتبط ذلك الاضطراب باضطراب وراثي، مثل متلازمة ريت أو متلازمة الصبغي X الهش.  وفي حالات أخرى قد تجعل التغيرات الوراثية الطفل أكثر عرضة لاضطراب طيف التوحد، أو تخلق عوامل مخاطر بيئية. فضلاً عن ذلك، ما تزال هناك جينات أخرى قد تؤثر في نمو الدماغ أو بطريقة اتصال خلايا الدماغ بعضها ببعض، أو قد تحدد مدى شدة الأعراض. ويبدو أن هذه المشكلات الوراثية قد تكون موروثة أو تحدث تلقائيًا.

  •  العوامل البيئية

يحاول الباحثون في الوقت الحالي اكتشاف ما إذا كان لبعض العوامل، مثل العدوى الفيروسية، أو حدوث مضاعفات خلال فترة الحمل، أو وجود ملوثات الهواء، دورٌ في تحفيز الإصابة باضطراب طيف التوحد.

ما هو علاج التوحد عند الأطفال؟

بعد تحديد أعراض التوحد عند الأطفال تبدأ رحة العلاج، ولكن لا يوجد علاجٌ شافٍ بعد لاضطراب طيف التوحد، وليست هناك طريقة علاج واحدة تناسب جميع الحالات. والهدف من العلاج هو زيادة قدرة الطفل على أداء الأعمال بأكبر قدر ممكن من خلال الحد من أعراض اضطراب طيف التوحد ودعم النمو والتعلم لديه. تشمل بعض العلاجات التي تحسن من حالة مريض التوحد ما يلي:

  •  العلاجات السلوكية والاتصالية

تعالِج عدة برامج مجموعة من الصعوبات الاجتماعية واللغوية والسلوكية المرتبطة باضطراب طيف التوحد. وتركز بعض البرامج على الحد من السلوكيات المثيرة للمشاكل، وتعليم مهارات جديدة. في حين تركّز غيرها من البرامج على تعليم الأطفال كيفية التصرف في المواقف الاجتماعية، أو كيفية التواصل مع الآخرين على نحو أفضل. وعلى الرغم من أن الأطفال لا يتخلصون دائمًا من أعراض اضطراب طيف التوحد، فإنهم قد يتعلمون كيفية أداء الأعمال بشكل جيد.

  • العلاجات التربوية

يستجيب الأطفال المصابون باضطراب طيف التوحد جيدًا للبرامج التربوية التي تتميز بدرجة عالية من التنظيم، وغالبًا ما يُظهر الأطفال قبل سن المدرسة ممن يحظون بتدخلات سلوكية فردية مركّزة تقدمًا جيدًا.

  •  العلاجات الأسرية

يمكن أن يتعلم الآباء وأفراد الأسرة الآخرون كيفية اللعب والتفاعل مع أطفالهم المرضى بطرق تحفز المهارات الاجتماعية، وتعالج المشكلات السلوكية، وتعلمهم مهارات الحياة اليومية والتواصل.

  • الأدوية

ليس هناك أي دواء بإمكانه تحسين العلامات الأساسية لاضطراب طيف التوحد، ولكن هناك أدوية تساعد في السيطرة على الأعراض. فعلى سبيل المثال، قد يصف الطبيب أحيانًا مضادات الاكتئاب الموصوفة لعلاج القلق، والأدوية المضادة للذهان لعلاج المشكلات السلوكية الحادة. وهناك أدوية أخرى قد توصف لطفلك في حال كان يعاني من فرط النشاط.

الأسئلة الشائعة

ما هي أولى أعراض التوحد عند الأطفال ؟

تبدأ أعراض التوحد عند الأطفال بالظهور بأشكال مختلفة ومتنوعة منها:

  • لا يستجيب عند مناداة اسمه.
  • لا يهتم بألعاب تبادل الأدوار.
  • يفضل اللعب بمفرده.
  • يتحدث عن مجموعة محدودة جدًا من المواضيع.
  • يواجه صعوبة في استخدام وتفسير لغة الجسد.
  • يتحدث بنبرة رتيبة أو صوت غنائي غير طبيعي.

متى تبدأ أعراض التوحد عند الأطفال بالظهور ؟

تظهر أعراض التوحد عند الأطفال عادة خلال أول سنتين من عمر الطفل، ولكن في بعض الأحيان قد لا تظهر هذه الأعراض والعلامات إلى حين بلوغ الطفل مرحلة المدرسة.

نصيحة من موقع صحتك

قد يكون من الصعب تقبل إصابة طفلك بالتوحد، وقد تشعرين وكأنك عاجزة عن تقديم المساعدة له، لا تخافي، فهناك الكثير من الأخصائيين القادرين على تحسين حياة طفلك ومساعدته في القيام بالعديد من المهام. إذا شككت يوماً بوجود أعراض التوحد لدى طفلك استشيري طبيبًا واحصلي على التقييم المناسب في الوقت المناسب، فكلما كان التشخيص مبكراً كانت أساليب العلاج ناجحة وفعالة أكثر.

آخر تعديل بتاريخ
14 فبراير 2025
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.